الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصص قصيرة جدًا/ رَذاذُ المِسْكِ

رائد الحسْن

2016 / 11 / 13
الادب والفن


رَذاذُ المِسْكِ
عثرَتْ على مبْخرةِ عطورٍ مَركونةٍ اعْتَلاها الغبارُ؛ فركَتْها، خرجَ هوَ (مِنها) معَ ماردِ الحُبِّ، غمرَ روحَها بشلّالاتِ عشْقٍ، أغدقتْ حضورَهُ بمشاعرَ جيّاشةٍ لمْ يألفْها، نادتْهُ: حبيبي، تعثّرَ الرَّدُّ على لسانِهِ، غاصَ في أعماقِ عيْنيْها المُتلهِّفةِ لجوابٍ؛ عندما نطقَها؛ اخْتفى.

لِقاءٌ
كانَا صديقيْنِ حميميْنِ، فرَّقتْهما الظُّروفُ، لمحَهُ مِنْ بعيدٍ، هرعَ إليهِ وسطَ ذلكَ السُّوقِ المُزدحمِ؛ حتّى لا يفقدَ أثرهُ، قبلَ أنْ يحتضنَهُ تفرّسَ(للحظاتٍ) في وجهٍ تعْتليهِ ابتسامةٌ صفراءُ، وعيونٍ يتطايرُ منْها الشَّرُّ، وأيادٍ مُرتَجفةٍ تمتدُّ لتكبِسَ على زرِّ حزامٍ . ما هيَ إلّا ثوانٍ وصوتُ انْفجارٍ قويٍّ يملأُ المكانَ، ويُلبِسهُ بألوانِ الدِّمارِ والموْتِ، ويُوحِّدُ جثَّتَيْهما.

امتِنانٌ
رفَضَ المُحاسِبُ اسْتلامَ أيّ مبْلغٍ منهمْ، بعدما مَلَؤُوا بطونَهم بأفخرِ الأطْعمةِ، علاماتُ اسْتفهامِهمْ أطفأَتْها إشارتُهُ إلى رجلٍ غريبٍ كانَ قدْ دفعَها، لمّا سألوهُ، أجابَهمْ(بابتسامةٍ مِلْؤُها الشّكرُ): شبعْتُ وتلذّذْتُ بأطعِمةٍ، محرومٌ أنا منْها اليوم.

اسْتِحقاق
رأى واجِهتَها الفارِهةَ الأخَّاذةَ؛ فسلبَتْ أنظارَهُ، وتَسلَّلتْ ألوانُها السّاحِرةُ إلى فِكرِهِ وصبَغَتْ رأسَهُ الطّيّبَ، ضجَّتِ الدُّنيا بكلماتِ الثِّناءِ لها. عندما اكْتشفَ ما أخفتْهُ(بعيدًا) عنهُ، أُصيْبَ بالإحْباطِ والإحراجِ والنّدمِ.

ظِلَالٌ وضَلالٌ
عبرَ الوادي السّحيقِ الّذي يفصلُ بيْنهما، تباهى بشخصِهِ الواحدِ، مُتَّهِمًا إيّاهُ بأنّهُ مُتعدِّدُ الشّخوصِ. الشموسُ الأربعةُ (الّتي أشرقَتْ في سماءِ الأوّلِ ورافقَتْهُ، وغربَتْ خلفَ أفقِ الثّاني وأحالتْ أيّامهُ ظلامًا) هيَ الّتي تعرفُ الحقيقةَ كاملةً.

رِبْحٌ
بعدَ ثلاثِ سنواتٍ مِنْ زواجِهما، أخَذَ يعتادُ السّهَرَ في ذلكَ المكان؛ استقْصَتِ الأمرَ وعَلِمَتِ السّببَ. ملّحَتْ طعامَهما، وعطّرَتْ فراشَهما، ولوّنتْ لياليهما؛ فوصلتْ لغايَتِها.

نَصٌّ مُتميّزٌ
سعى جاهِدًا لنيلِ مَركزٍ مُتقدِّمٍ في المسابقةِ، جرّبَ كلَّ الطُّرقِ ولمْ يُفلحْ. أخيرًاً، اختارَ كلماتٍ غيرَ مفْهومةٍ، وفكرةً مشوَّشةً، وعنوانًا غريبًا ونهايةً سائبةً؛ فخطفَ الأوْلى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا