الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطوات تصعيد من عبث الحوار إلى الانفجار 2/2

تيسير حسن ادريس

2016 / 11 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


المبتدأ:-
أشرنا في نهاية الجزء الأول من هذا المقال (خطوات تصعيد من عبث الحوار إلى الانفجار) بأننا سنقارب اليوم كيفية التخطيط للمقاومة السلمية وكيفية وضع إستراتيجية عامة وأهداف إستراتيجية وتكتيكات مرحلية لتحقيق ذلك حيث إن وجود رغبة جماهيرية مهما كانت قوية للتخلص من نظام الإنقاذ الديكتاتوري ليست كافية لوحدها ما لم نضع خطة واضحة للمقاومة بحيث لا تكون أفعال المقاومة مجرد ردود أفعال على تصرفات النظام وبحيث تكون المقاومة دائماً على علم بماهية “الخطوة التالية”، إن استعجال المقاومة للنتائج أو يأس بعض طلائعها في بعض الأحيان من إمكانية التخلص من نظام الإنقاذ الباغي يدفعها إلى عدم التخطيط وإلى مجرد اجتراح المقاومة كفعل لإرضاء الضمير وتسجيل موقف أخلاقي ليس إلا فعدم التخطيط يؤدي إلى تبديد طاقات المقاومة وتعزيز سلطة النظام وزيادة يأس المجتمع كما لمسنا ذلك في مراحل مقاومة شعبنا لسلطة الإنقاذ خلال ما يزيد عن الربع قرن.

والخبر:-
(9)
يكتسب التخطيط لمقاومة نظام مثل نظام الحركة الإسلامية الحاكم اليوم أهمية قصوى وذلك لطبيعته الخاصة التي لم تكن من طبائع الديكتاتوريات الماضية التي خبرها الشعب السوداني فالديكتاتورية الإسلاموية الحالية نظام عسكري بغطاء عقائدي وحاضنة تنظيمية ظلامية نلمس هذا في تمسك منسوبيه به على الرغم من تواصل حلقات فشل سياساته وتلاحم فصول فساد قياداته وذيوع صيت جرائمه التي أدت لطلب مثول قياداته أمام المحاكم الدولية كل هذا لم يزحزح قناعات منسوبيه ولم يحرر عقولهم من وهم الاعتقاد بأن مساندتهم العمياء عبادة تقربهم من لله زلفا وذلك فقط لادعائه الكاذب بأنه إسلامي ولمتاجرته الفظة بورقة الشريعة في منعطفات الكسب الدنيوي لهذا فالتخطيط لمقاومة مثل هذا النظام المخادع سلميا يجب أن تبدأ من تحرير عقول البسطاء من قبضة آلته الإعلامية وفضح كنه أفكار تكريس الاستبداد التي تبثها وسائل إعلامه المختلفة والمتابع للقنوات الفضائية التي برع النظام في خلق العديد منها وإضفاء صفة (المستقلة) عليها يلمس كيف يدس السم في العسل في مواد برامجها.

(10)
في التخطيط للمقاومة السلمية من المهم التمييز بين الإستراتيجية العامة والأهداف الإستراتيجية والتكتيكات وأن ندرس شروط الواقع الماثل ونضع إستراتيجية المقاومة وأهدافها وتكتيكاتها انطلاقا من هذا الواقع لأن القفز فوق شروط الواقع أو محاولة استيراد إستراتيجية من الخارج غالبا ما تكون له خسائر فادحة قد تقود لتحطيم قوى المعارضة أو لتأخير مسيرتها فالإستراتيجية العامة هي التي تحدد المحاور الرئيسة التي يجب أن تنطلق منها المقاومة السلمية وتوضع خطوطها العريضة عادة من خلال الإجابة الدقيقة على تساؤلات محددة منها كيف ندفع الجماهير للمقاومة ونحرر عقلها من الأفكار الدافعة لتقبل الاستبداد والتعايش معه وكيف نحدد ضربة بداية المقاومة وذلك باستثمار حدث ما أو مناسبة لإشعال فتيلها وما هي القضايا التي تحظى باهتمام أوسع قاعدة جماهيرية وكيف نرفع ثقة الشارع في نفسه حتى يتحرك لمواجهة السلطة والارتقاء بقدرته على الصبر والتحدي مع مضي الوقت وكيف نقيم شبكة اتصالات دائمة ومأمونة لنقل المعلومات واتخاذ القرارات أثناء فترة الصراع وكيف نحدد ونستفيد من المؤسسات القائمة والمستقلة نسبيا عن السلطة للمساعدة في نجاح الحراك المقاوم وإخراج أكبر عدد من مؤسسات الدولة من سيطرة السلطة وكيف نخلق مؤسسات رديفة لتلبية متطلبات النضال ضد السلطة وكيفية التحرك لاستنزاف قوة أجهزة النظام ومقدراتها بالتدريج ومن المهم أيضا دراسة الطرق التي يمكن عبرها تلبية احتياجات المجتمع الملحة من غذاء وماء ودواء طوال فترة المقاومة ووضع الخطط لبناء المؤسسات التي ستكفل للمجتمع في مرحلة ما بعد سقوط النظام الحفاظ على الديمقراطية.

(11)
وضع الإستراتيجية العامة والإعلان عنها وشرحها للجماهير تشجعها وتشعرها بجديه المقاومة وتصميمها على الإطاحة بالسلطة، كما أنها تحد من بطش النظام لأنه سيعلم أن كل عمل يقوم به ضد المقاومة ستكون له نتائجه السياسية، إن وجود إستراتيجية واحدة معلنة تمكن مجموعات المقاومة من اللامركزية في اتخاذ القرار وتعطيها المرونة والقدرة على التحرك والإبداع في اختيار التكتيكات المناسبة لتحقيق هذه الإستراتيجية في بلد مترامي الاطراف كالسودان من دون تشتيت الجهود لأن كل التكتيكات سيتم اختيارها بحيث تحقق إستراتيجية واحدة وإعلان الإستراتيجية لا يعني بالطبع كشف التكتيكات المرتبطة بطبيعة التحركات التي ستلجأ إليها المقاومة وزمانها ومكانها فهذه الأمور تظل طي الكتمان من أجل مفاجأة النظام الديكتاتوري وإرباكه واستنزافه. إن سير الصراع قد يفرض تعديلات على الإستراتيجية مما يقتضي مراجعة الإستراتيجية وتعديلها باستمرار. الإستراتيجية العامة هي الخطة الشاملة للوصول إلى هدف المقاومة الإستراتيجي وهو إسقاط نظام الإنقاذ الديكتاتوري وبناء نظام تعددي بديل في حين أن التكتيك هو خطة مرحلية لتحقيق هدف مرحلي وإستراتيجية النضال عادة ما تكون طويلة وبعيدة المدى وتقوم على التخطيط للوصول للأهداف فحين أن التكتيك هو ردة فعل مرحلية تعتمد على الإبداع لتحقيق نتائج آنية وبالتكتيك تكسب المقاومة معاركها على طول مسيرة الكفاح الطويل وبالإستراتيجية تربح مجمل حربها ضد الديكتاتورية وتشيعها لمزبلة التاريخ.

(12)
الأهداف الإستراتيجية هي نتائج محددة تريد المقاومة السلمية الوصول إليها، يتم تحديدها بمعايير وفق الإستراتيجية العامة حتى تستطيع المقاومة قياس مدى نجاح تنفيذها ، وإن لم تحققها تستطيع تحديد كم الانحراف عن الهدف والأسباب التي أدت إليه ؛ فالأهداف الإستراتيجية سلوك محدد تقوم به قوى المقاومة استجابة للتكتيك معين؛ فمثلا إذا كانت الإستراتيجية العامة تقضي برفع قبضة السلطة عن حراك الأطباء المطالب بتحسين بيئة العمل فإن الهدف الذي يخدم هذه الإستراتيجية هو إجبار السلطة على إطلاق سراح الأطباء المعتقلين لديها من قادة الحراك والتكتيك السلمي الذي يمكن أن يؤدي إلى تحقيق هذا الهدف هو إضراب الأطباء عن علاج الحالات الباردة أو الاعتصام في نقابة الأطباء أو الخروج بمظاهرة تحمل صور المعتقلين وترفع شعارات تندد بالاعتقال وبما أن الهدف الإستراتيجي هو الحلقة التي تربط بين التكتيك السلمي والإستراتيجية العامة فمن البديهي تحديد الهدف الإستراتيجي أولاً ثم تصميم التكتيك الذي يضمن تحقيق هذا الهدف كما يجب على المقاومة أن تعلن عن الهدف الإستراتيجي من وراء أي تكتيك تقوم به مما يعطي زخم وقوة دعائية للتكتيك تجبر السلطة على الانصياع. إن التوفيق في اختيار التكتيكات النضالية الصائبة تضع السلطة في موقف حرج فالسماح بها أو قمعها كلاهما يؤدي إلى تسجيل نقاط لصالح المقاومة.

(13)
التكتيكات النضالية السلمية كما ذكرنا هي الخطوات العملية التي تقوم بها المقاومة لتحقيق الأهداف الإستراتيجية التي حددتها الإستراتيجية العامة لذا عند تحديد التكتيكات السلمية علينا تحديد الهدف الإستراتيجي لكل تكتيك وكيف يصب هذا الهدف في تحقيق الإستراتيجية العامة وتحديد هيكلية جسد المقاومة ووسائل تواصل قيادتها مع الجماهير وكيفية تلقيها للمعلومات التي على أساسها تتخذ القرارات كما أن هناك ضرورة لإيصال أخبار المقاومة ونضالاتها للجماهير وللرأي العالمي وتمليكهما الحقائق بكل صدق وشفافية ودون مبالغة للحفاظ على المصداقية والجدية وكسب المزيد من الأنصار؛ وتستطيع المقاومة عبر الاستثمار الأفضل لقدرات المجتمع ومقدراته تحقق أفضل الأهداف السياسية بأقل الخسائر فإشراك شرائح المجتمع المختلفة (كالطلاب، العمال، والنساء وغيرهم) يخفف عبء المقاومة ويتيح لكل الجماهير المشاركة الفاعلة فيها مما يوفر حاضنة شعبية عريضة تأمين جسدها وتضمن سلامة قادتها وتجعل الثمن السياسي لقمعها من قبل النظام باهظا وذلك بالتعامل السريع وفضح الاعتداءات التي يقوم بها النظام على أفرادها إعلاميا وتحويلها لمادة لحشد المناصرين ووقود لتذكية الحراك الثوري من جديد. للتكتيكات السلمية أوجه عديدة كالعرائض الشعبية وجمع التوقيعات وإرسال رسائل الدعم العلنية للمقاومة من مؤسسات وشخصيات مرموقة أو الكتابة في الصحف والمواقع الإسفيرية والاعتصامات والمسيرات ورفع شعارات المقاومة على ناصية المنازل والمحال التجارية أو كتابتها على أسفلت الطرق والجدران وكذلك توزيع مواد إعلامية مقروءة أو مسموعة تحث على المقاومة ولبس قمصان تحمل شعار المقاومة والدخول في إضرابات عن العمل أو الطعام أو غيرها من أنواع التعبير عن الرفض كتصميم بوستر يظهر بشاعة قمع السلطة للمقاومة وتوزيعه على أوسع نطاق جماهيري وهكذا تستطيع طلائع المقاومة السلمية من الشباب أن تبتدع المزيد من التكتيكات التي تتناسب مع ظروف كل مجتمع وتستفيد من التقنيات الحديثة في التصوير والنسخ والاتصالات التي توفرت مؤخرا لتنويع تكتيكات نضالها والتجديد بخلق المزيد منها.

(14)
نجاح الصراع مع نظام الإنقاذ الديكتاتوري يعتمد على أمرين مهمين (الاستمرارية) و(التجديد) أي استمرار المقاومة السلمية في مقابلة أساليب النظام القمعية بأساليب جديدة وإدخال فئات المجتمع المختلفة في المقاومة ونقل الصراع من ساحة إلى أخرى بما يكفل استنزاف النظام وتشتيت قوته مثلا يمكن الانتقال من إضراب الأطباء لإضراب فئوي آخر للمعلمين أو المحامين والتخفيف من عبء صراع أهل (الجريف) المطلبي مع السلطة باجتراح صراع موازي لأهل (شمبات) لتشابه قضايا الصراع والمظالم وهكذا. إن المقاومة السلمية تتفاعل مع عوامل كثيرة كبنية النظام الديكتاتوري وعلاقاته الإقليمية والدولية هذا التفاعل قد يسرع أو يبطئ من انهيار النظام لذلك تختلف الفترة الزمنية الممتدة ما بين بدء المقاومة السلمية وانهيار النظام الديكتاتوري تبعا لهذه الظروف، فقد تستغرق المقاومة عقداً من الزمن كما حدث من قبل مع نظام الديكتاتور النميري ويحدث حاليا مع نظام الحركة الإسلامية الغاشم أو عدة أيام كما حدث مع النظام العسكري بقيادة الفريق عبود؛ والذي يميز المقاومة السلمية هو أن عواقبها تتجاوز مكان وزمان الأحداث؛ فاغتيال رمز من رموز المقاومة أو سقوط عدد من القتلى في مظاهرة سلمية قد يكون كافياً لقلب ميزان القوة في المجتمع لصالح المقاومة بين عشية وضحاها كما شهدنا ذلك في ثورة أكتوبر 1964م بعد اغتيال الشهيد (القرشي) وبعدها مباشرة توقف نظام الفريق عبود عن التخطيط لإفشال المقاومة وبدأ التفكير في الانسحاب.

(15)
أي نظام ديكتاتوري يدرك حقيقة تفوق المقاومة عليه في المعركة الأخلاقية ، لذا نجد أن نظام الإنقاذ يحاول دوما جر المعارضة السلمية إلى المعركة التي يستطيع أن يربح فيها وهي معركة العنف والبطش ويعمل على استفزاز المعارضة بشتى الأساليب ويرسل قواته لتعتدي جسدياً ولفظياً على منسوبيها وفض فعالياتها ؛ وهنا على قوى المعارضة أن لا تقابل العنف بالعنف والاعتداء بالاعتداء، فالضرب بجب أن يُصد بأقل درجة من العنف الجسدي، والشتم والتخوين لا يُرد عليه بالمثل وإنما بترديد الشعارات الوطنية، يجب إظهار الفرق الكبير بين سلوك المعارضة الحضاري الرفيع وسلوك قوات النظام الوحشي الهمجي أمام الرأي العام ، مع الحرص على إشعار أجهزة أمن النظام بأنها مخدوعة وأن النظام يستغلها وأن ليس للمعارضة عداء معها بل هي حريصة على سلامة هذه القوات وهي لا تريد إيذاءها وإنما تريد تخليص المجتمع من قبضة الديكتاتورية، فمهاجمة قوات النظام سيزيد من ولائها للنظام أما تجنب ذلك فسيؤدي إلى نتيجة عكسية، وكلما التزمت قوى المعارضة بمبدأ (اللا عنف) كلما استطاعت أن تجر نظام الإنقاذ إلى ساحة معركة الأخلاق والمنطق التي تستطيع أن تربح فيها وتكشف مدى بشاعته.

(16)
يجب أن تعي المقاومة أن من أهم أهدافها إبراز ظلم نظام الإنقاذ وعدم إنسانيته للرأي العام وفي الوقت نفسه كسر حاجز الخوف الذي بناه في قلوب الجماهير، وهذا الحاجز لا يكسر إلا بمشاهدة طلائع المقاومة وهم يتحدون بصدور عارية وحشية النظام وبطشه ، وهكذا كلما زادت مواقف البطولة والصمود تهاو حاجز الخوف وازدادت الجماهير ثقة في نفسها واطمأنت على إخلاص طلائعها الثورية وكفاءتها وحسن تنظيمها وتخطيطها وقويت السلطة الأخلاقية التي تملكها المعارضة وضعفت السلطة الرسمية التي يملكها النظام إلى أن تصل الأمور إلى الحد الذي تنتقل فيه السلطة الفعلية من النظام إلى المعارضة وهي اللحظة التي ينكسر فيها حاجز الخوف تماماً وتصبح كلمة قادة المقاومة هي الكلمة المسموعة عند الجماهير، وتقترب نهاية النظام الديكتاتوري؛ وحينئذ على طلائع المقاومة الانتقال من مهام تشجيع الجماهير ودفعها للانخراط في المقاومة إلى مهام أشد صعوبة وهي ضبط مشاعر غضب الجماهير المكبوتة لسنوات وتكذيب نبوءة النظام الديكتاتوري بالفوضى التي ستعقب زواله، إنجاز هذه الخطوة المهمة يستوجب إعداد الجماهير لهذه المرحلة التي ستلي سقوط نظام الإنقاذ منذ الآن وتدريبها على كبح جماح مشاعرها وعدم اللجوء إلى العنف للحصول على حقوقها بل الاحتكام إلى القضاء والقانون وتلك هي الخطوة الأولى في طريق إخراج المجتمع من دائرة العنف والانتقال من دولة الظلم والإرهاب إلى دولة العدل والقانون.

(17)
ولا بد من تنويع خطوات تصعيد المقاومة والتركيز على العاصمة الخرطوم لأنها تمثل العامل الحاسم وتحديد مناطق إستراتيجية مهمة وحساسة داخلها كساحات لتظاهر والتجمع دون إغفال الأعداد الجيد وتحشيد أكبر كتلة جماهيرية ولو أدى الأمر للتنسيق وجلب المعارضة من أطراف العاصمة والمدن القريبة مما سيزيد المظاهرات فعالية وكلما تزايد الزخم كلما تمكنت طلائع المقاومة من الصمود وإطالة زمن التظاهرات وتحويلها لفعاليات يومية؛ ومن المهم ضم المقاومة لفئات مختلفة من أطياف المجتمع كالمثقفين والفنانين لزيادة الزخم الشعبي والنقطة الأهم في مسيرة تصعيد المقاومة تكمن في لحظة انتقالها من وضعية الدفاع إلى وضعية الهجوم وذلك بعدم الاكتفاء بالتظاهر في أحياء ومناطق معينة وإنما بالتوجه نحو المعتقلات ومقار الأجهزة الأمنية ومحاصرتها بأعداد كبيرة من الجماهير مما سيضع تلك الأجهزة الأمنية في خانة الدفاع ، ويفقدها تدريجيا السيطرة على الشارع التنسيق فيما بينها والشاهد على فعالية هذا المسعى وأهميته ما أدته اعتصامات النشطاء وأسر المعتقلين أمام رئاسة جهاز الأمن من دور ايجابي في إطلاق سراح البعض وتخفيف شدة التعذيب عن البعض الآخر وليس مطلوب من المقاومة السلمية أن تكون سلمية يسوعية بالمطلق فبعض العنف في بعض المواقف التي تقتضي الحاجة مطلوب لتجنب الكثير من العنف خاصة عندما يكون موجهًا لخدمة هدف محدد ومع ضرورة المحافظة على الشعار والسياسة العامة السلمية وعدم اللجوء للعنف بشكل عام.

(18)
وخلاصة القول على قوى المقاومة التحلي بخطاب جماهيري متزن يشرح ويفضح عظم خطر استمرار النظام الحالي ويبين كافة سوالبه ومفاسده فإسقاط نظام الإنقاذ لن يتم بالشكوى والأنين من ظلمه في جلسات الأنس في المنازل وعلى قارعة الطرق، ولا باتهام الشعب بالجبن والتخاذل، إسقاط هذا النظام وما تبقى من حاضنته السياسية يحتاج إلى رؤية ملهمة وإستراتيجية واضحة واستعداد صادق للتضحية في سبيل الحرية؛ فالمقاومة السلمية هي معركة حقيقية تحتاج الكثير من التخطيط الواعي والتكتيك الرشيد كما تحتاج للشجاعة والبذل فهي المعركة المصيرية التي لا بد أن يخوضها شعبنا من أجل الحرية والحياة الكريمة وإسقاط نظام الإنقاذ وتفكيك مفاصله الذي يبدو للبعض عصي اليوم هو شيءٌ حتمي فهو وأمثاله من نظم الحكم الديكتاتورية تحمل بذور فنائها في أحشائها وتنتهي عاجلا أم آجلا تحت أقدام الشعوب وأنصار الحرية إن الدعوة اليوم لتصعيد مقاومة نظام الإنقاذ سلميا لا تنطلق من مجرد فرضيات حالمة فلقد كشفت مخرجات حواره الذي خدع بها الكثير من قوى المعارضة لزمن طويل مدى كذبه ومراوغته كما حسمت وقطعت إجراءاته الاقتصادية الظالمة الأخيرة قول ولسان كل من يدافع عن بقائه أو يروج لخطل إمكانية إصلاحه والنظام البائس يقف اليوم عاريا من السند الشعبي في مواجهة غالبية شعب السودان.

** الديمقراطية قادمة وراشدة لا محال ولو كره المنافقون.
تيسير حسن إدريس 12/11/2016م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصعيد إسرائيل في شمال قطاع غزة هو الأعنف منذ إعلان خفض القوا


.. طفل فلسطيني برفح يعبر عن سعادته بعد تناوله -ساندويتش شاورما-




.. السيناتور ساندرز: نحن متواطئون فيما يحدث في غزة والحرب ليست


.. البنتاغون: لدينا بعض المخاوف بشأن مختلف مسارات الخطط الإسرائ




.. تظاهرة مؤيدة لفلسطين في بروكلين للمطالبة بوقف تسليح إسرائيل