الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
جورج أورويل ، و الأخ الكبير الإسلامي 3/2 .
صالح حمّاية
2016 / 11 / 19العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أما على مستوى الشطر الثاني من شعارات الأخ الكبير ونقصد( الحريّة هي العبودية .) فالتطابق هو تطابق حرفي كذلك ، فالدين الإسلامي لا يكف عن ترديد شعاره ( إن الحرية هي العبودية لله ) و أننا (حررنا الناس من عبادة العباد ، لتكون العبودية لله ) و يفتخر الإسلام بكل علنية بهذا ، وبأن الحرية هي العبودية، هذا رغم أن أورويل لما كتب ما كتب ، فقد كان يتكلم بصورة السخرية من التناقض الفج الذي لم يرد الأخ الكبير حتى أن يتنازل و يزيف فيه ولو بالخداع ، ولكن الإسلام فعل، و في الواقع الحي ، وأنت ما على المسلم سوى القبول و أن يسكت .
أما و عن الشطر الثالث من شعارات دولة الأخ الكبير وهو ( الحرب هي السلام ) فهنا الإسلام أيضا يتطابق تطابقا حرفيا مع نظام الأخ ، فأنت و رغم أنك تجد في الإسلام آيات تدعوا للقتل ، و للقتال ، و النبي في سيرته مارس الغزو و الإجرام ، و لكنك تجد الإسلام يأتيك ويزعم أنه ديانة سلام ، و أنه دين الرحمة للعالمين ، و هذا في صفاقة لا مثيل لها ، فالجثث والدماء التي تملئ التاريخ الإسلامي حتى اللحظة ، و أنهار الدماء التي تسيل وحتى الآن ، كلها كأنها غير موجودة بالنسبة له وهو يتكلم ، فأنت عليك أن تصدق أنه دين سلام رغم أنه يمارس الحروب والتحريض على الأخرين ، ويدعوا للقتل الخ الخ ، وتصدق وتسكت يا مسلم .
أما وعلى مستوى آخر و إذا تعمقنا في التشابه بين دولة الأخ الكبير ، و دين الإسلام كما في باقي فصول الرواية لمن قرأءها ، ولنأخذ مثلا قصة شاشات الرصد التي تخترق الأذهان مثلا ، فهذا أيضا موجود وللغرابة بالذات والصفات في الإسلام ، بل و موجود وقبل 1400 سنة ، ونقصد هنا المخبرين السريين الذين زرعهم " الله – محمد " ( الله - محمد لكونهما واحدا ) في عقل كل إنسان وهما رقيب وعتيد ، واللذان يسجلان كل فكرة لديك ، و أنك الملعون ومصيرك العذاب الأبدي لو تم إمساكك تفكر فكرة خارجة عن رغبة الأخ الكبير (الله) ، وهو تطابق مطلق ، فالأخ الكبير هو ذاته (الله ) ذلك الحاضر و اللاحاضر ، و الذي دائما يراقبك ، فكشعار أورويل في دولة الأخ الكبير الذي يقول ( الأخ الكبير يراقبك ) لإرهاب الناس، فهو ذاته في الإسلام (فإن لم تكن تراه ، فإنه يراك ) و طبعا لديه وعلى مستوى العذاب لجريمتك إذا فعلت ( وهنا الإعجاز الإسلامي في إختراع كل سبل الترويع و الشر ) أسلوبين : الأول طبعا شرطة الفكر التي ستلقي عليك القبض وتسومك كل أنواع العذاب من جمهور الإرهابيين المسلمين الذين سيقتلونك في أي لحظة ، أو يعذبوك إذا عارضت الإسلام كما جرى مع ناهض حتر مثلا ، و معها طبعا قوانين إزدراء الأديان وما شابهها ، إذا غاب الإرهابيون لتلقيك في السجن .
أما عن الأسلوب الثاني فهو الوعيد بالجحيم الأبدي و بجلادين غلاظ شداد لا يعصون الأخ الكبير ما أمرهم ، وهم كما فعل أوبراين بونستون المسكين ، سيعذبوك عذابا لا يتمنون لك فيه الموت حتى لترتاح ، فكلما ذابت جلودهم ، بذلناهم جلود أخرى لنذيقهم مر العذاب ، وهنا تتجلى السادية و الإجرام السايكوباتي للأخ الكبير الإسلامي ( الله ) و كإضافة هنا فمن قرأ الرواية سيدرك أن أورويل وهو يتحدث عن الأخ الكبير ، فقد جعله لا يبدو أموجود أو غير موجود ، فكل ما يعرفه الناس عن الأخ الكبير ، أنه الحاكم الأزلي لبلادهم وكل الإرتباط معه ، هو الرعب و الكثير من الشعارات التي ينشرها الحزب ، و هذا بالذات حال الله ، فهو الحاضر الغائب في حياة المسلم ، و العالي المتعالي الذي يجب الخشية من جبورته بدون لمسه أو الإقتراب منه.
والمسلم طبعا هنا لا يعلم عنه شيئا سوى ما يروجه رجال الدين ( المماثلين لرجال الحزب في دولة الأخ الكبير) و الذين طبعا يمارسون نفس السياسات التي مارسها الحزب كما تقول الرواية ، فكما كان للحزب وزارة للحقيقة ، وهو تهكم من أورويل على سياسة الكذب المنظم من النظام الحاكم عن طريق وزارة الإعلام ، فكذلك أنت في الإسلام لديك جيوش من الكذبة ، و التي تفوق وزارة الحقيقة بملايين المرات في دجلها ، فلها الإعلام الديني ، و المساجد ، ووزارات الشؤون الدينية ، و الوعاظ ، و الدعاة و الفقهاء ، و المنشدون الدينيون ، و قطعان الإرهابيين الذين لا يفعلون شيئا سوى الكذب طوال النهار ، هذا عدى طبعا اختراقها وزارات التربية و التعليم ، و الجامعات وكل شيء ، فكل شيء يبجل الاخ الكبير الإسلامي ، ويقدسه ، فآياته منشورة في كل مكان ، أحاديثه في كل مكان ، و أنت وممنوع عليك الإنتقاد أو التفكير في حتى هذا كي لا تطاردك شرطة الفكر الإسلامية ، ورجال البوليس السري المزروع في رأسك ، و الله الذي يراك في كل لحظة ، وهو اقرب إليك من حبل الوريد داخل قلبك .
و طبعا في هكذا أتون فلا يبقى طبعا للمسلم شيء ، و هنا و وجب التنويه أنه وكما يحكي أورويل عن سياسات الحزب في تزوير التاريخ علانية ( وهو السبب الذي دفع وينستون للإنحراف بعدما شاهد بعينه التزوير العلني لأحد الأحداث التاريخية دون خجل لكونه يعمل في وزارة الحقيقة التي لا تقوم سوى بالتزوير ) فالدين الإسلامي يمارس التزوير الممنهج للتاريخ كذلك ، ويقوم بدس الأكاذيب للناس علانية ، عدى سعيه الدؤوب لهدم أي أثار أخرى لماضي قد يكون أفضل ، فكما كان شعار الحزب (من يسيطر على الماضي يسيطر على المستقبل، ومن يسيطر على الحاضر يسيطر على الماضي ) فالأخ الكبير الإسلامي ، و حزبه ( حزب الله كما يصفه في قرآنه ) سعيا ماضيا وحاضرا لتدمير أثارا الحضارات الإنسانية ، و تدمير ثراثها من أجل الهيمنة المطلقة على الماضي و المستقبل وفق الرواية الرسمية الإسلامية وحدها ، و حتى الآن يفعلون هذا حيث يخربون آثارا عمرها آلاف السنين ويفبركون الأساطير عن الماضي للتحكم في الحاضر .
يتبع .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - رووووووعة
بارباروسا آكيم
(
2016 / 11 / 19 - 12:14
)
والله يا أُستاذ حماية .. انت روعة
انا أحسدك على هذه القابلية والقدرة على ربط المشاهد
والنبي يا أستاذ حماية عندي لك طلب ..
انا أُحب رواية : الحب في زمن الكوليرا - لــ گارسيا ماركيز
فهل تستطيع ان تجد رابط بين الإسلام واحدى شخصيات الرواية ؟
انا شخصياً لم افلح بإيجاد شيء يشبه الإسلام في الرواية المشار اليها سوى الكوليرا !!
تحياتي لك استاذنا حماية وتقديري لثقافتك وذائقتك الفنية
.. فلسطينيون ينتظرون على الحواجز الإسرائيلية للسماح لهم بالمرور
.. إجراءات أمنية مشددة في محيط البلدة القديمة وعند أبواب المسجد
.. مسلسل الحشاشين الحلقة 18.. سوزان نجم الدين تأمر بقتل إحدى حو
.. مشاهد لاقتحام مستوطنين باحات المسجد الأقصى تحت حماية قوات ال
.. صحيفة هآرتس: صفعة من المستشارة القضائية لنتنياهو بشأن قانون