الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكتابة للطفل

ناصرقوطي

2016 / 11 / 26
التربية والتعليم والبحث العلمي


الكتابة للطفل
ناصرقوطي
من العسير على الكاتب الذي تربى في حاضنة مشوهة،تركت فيه شتى الأمراض النفسية بدءا من "البارونيا" وليس انتهاء بـ "الفوبيا"أن يتخطى تلك المصدات ويحافظ على نقاء سريرته،وبالتالي لايستطيع أن ينتج أو يصل إلى أرض الطفولة البكر.تلك الأرض التي تحتكم إلى عدة متطورة لحرثها،وحيازة نغمة خاصة للتواصل معها،فكيف لنا ان نستلهم إرثا دمويا راعفا لم يخلص من آتونه المضطرم حتى الأجنة في الأرحام.كتب مكسيم غوركي(على الانسان أن يكبر في الجسد والعقل أما روحه فيجب أن تبقى طفلة.).ترى إلى أي مدى وصل الطفل الساكن فينا،مامدى الخراب الذي حاول الطغاة بناءه وترسيخه في أرواحنا وعلى نحو منظم ولعقود تطول،هل ظلت الروح طفلة،أم أن التشوهات التي غرستها الأكف السود مازالت تنضح ارثها المرير مابين السطور.ولأننا لم نخرج من الأزمة من دون خسارات ومازالت بعض الظلال تستفز الطفل القابع بين ضلوعنا،إلا أنا مطالبون في ذات الوقت غسل ماترسب في أعماقنا من أدران وانتزاع ماغرسته الأيادي الآثمة بعد ذلك نستطيع ان نحني رؤسنا لتاج الطفولة.(ابعدوني عن الحكمة التي لاتُبكي والفلسفة التي لاتُضحك،والعظمة التي لاتحني رأسها للأطفال.).العظمة هنا هي ذروة التواضع كما يصفها جبران،هي النزول من البرج العاجي الى تراب خطواتنا الأربع الأولى وهي تحبو لتعبد لنا أول الطريق.ان الكتابة للطفل تقتضي أدوات واعية للوصول إلى الذهنية الطفلية التي تتغذى على كل ماهو واضح فضلا عن انطوائها على رمزية هادفة لفعل الخير والحث على رؤية الجمال والتمرد على كل ماهو زائف ويحط من قدر الكائن.ان المسؤولية الكبرى تقع على المؤسسة الثقافية ومناهج التعليم،في عهد الطاغية،وفي مراحل الابتدائية وحتى المتقدمة كان الطلاب يجبرون على ترديد وتمجيد اسمه في القيام والجلوس كما كانت تردد شعارات البعث واليوم نراهم يرددون شعارات عنكبوتية جاهزة أكل الدهر عليها ولم يشرب.على أساليب التربية الحديثة أن تقف ضد الاجترار وضد أي خطاب يجعل منهم ببغاوات لاتجيد إلا ترديد عبارات جاهزة الغاية منها ترسيخ مفاهيم حزبية ضيقة أو عقائد معينة عقيمة،فان لم تتغير الذهنيات القائمة على توجيه الأطفال في مراحلم الأولى وادخال مناهج تعليمية معاصرة يشرف عليها اساتذة في علم النفس والبيداغوجيا ستظل ذهنية الطفل على ماهي عليه،بل تزداد سوءا وتنكص نتيجة للكوابح والمصدات التي يتمتع بها المرشد والمعلم _نتيجة لجهله_ومن ثم اسقاط مفاهيمه واعتقاداته على ذهنية الطفل التي هي بأشد الحاجة الى الانعتاق من الطوق القمعي الذي تضربه عليه الاسرة قبل الطوق التعليمي الذي ينتظرة في الروضة و المدرسة،نعتقد أن التأثير المباشر للاسرة والمناهج هو أشد خطورة وتأثيرا من الكتابة لهم لأنه يترك تغضنات لاتمحى في نفوسهم البضة،كما أن عملية بنائهم تحتاج لتعاقب أجيال عديدة،وافهام الكبار قبل الصغار مالدور الطفولة في بناء الانسان ومن ثم المجتمعات،وماأثر الغرس الأول في الذاكرة، فالتعلم في الصغر ان لم يكن نقشا على حجر فهو بأقل تقدير له آثاره الايجابية الناجعة ومظاهره السلبية المدمرة على بناء شخصية الانسان ومن ثم المجتمعات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإنفاق العسكري العالمي يصل لأعلى مستوياته! | الأخبار


.. لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م




.. ألفارو غونزاليس يعبر عن انبهاره بالأمان بعد استعادته لمحفظته


.. إجراءات إسرائيلية استعدادا لاجتياح رفح رغم التحذيرات




.. توسيع العقوبات الأوروبية على إيران