الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عمي يابياع الورد

محمد الرديني

2016 / 12 / 4
كتابات ساخرة


كان مزاج ابو الطيب امس رائقا جدا حتى انه بدأ يدندن باغنية حضيري ابو عزيز "عمي يابياع الورد" حالما استقر به المقام على الكرسي الدوار الذي يحب الجلوس عليه.
سألته:
- تبدو في احسن حال فهل سمعت اخبارا طيبة.
- ابدا وانما تذكرت تأملاتي قبل عدة سنوات حينما اشتغلت "حارس امن" في العديد من الشركات والاسواق التجارية في بلدان عدة ،وقد وجدت ممن التقيت بهم وخصوصا العرب واكثر خصوصية العراقيين انهم ينقسمون الى نوعين، الاول يشمل اولئك الذين يحبون السلطة فهم يشعرون بانهم "صفر على الشمال " بدونها ولهذا تراهم وهم يعملون كحراس امن تماما ذاك الذي يحمل رتبة رئيس اركان الجيش وتراهم ايضا يطبقون القانون بحذافيره ليس حبا فيه وانما استمتاعهم بالزهو وهم يأمرون وينهون اولئك الذين يدخنون بالقرب من المتجر الذي يحرسونه او يمشون ببطء عند وصولهم الى بوابة احد المصارف او حتى العبور من غير المكان المخصص لذلك.
- الكثير منهم كانوا يطوون الدفتر المرسي ويضعوه تحت القميص حتى يراه من يراه ويعتقد ان مسدس ويجب ان يهاب صاحبه. ومشية الكثير منهم تشبه الى حد كبير مشية الزعماء والقادة الذين يحبهم بعد ان تفانوا في حب وطنهم. ولكن بعضهم كان يقلد مشية الرئيس السابق صدام حسين وحركات حين يسلّم على الجماهير.
هذه النماذج تجدها في معظم البلدان العربية وهي نماذج تنتمي الى مادون خط الفقر وقد وجدوا الثقة عبر هذا السلوك.
النوع الثاني وهو الاخطر اذ يشكًّل نسبة كبيرة من الناس الفقراء والسذج ممن لايفارقون الرادود او الروزخون اينما يذهب ليستمعوا الى درره عن حور العين وانهار الخمرة والغلمان المخلدون.
المشكلة في هؤلاء انهم يعشقون الذل وتراهم يبحثون عن اية وسيلة تشعرهم بالذل امام الاخرين وخصوصا ربع السلطة. وتراهم ايضا يهتفون ويصفقون لاي حاكم جديد مهما قلّ او علا شأنه. فهم بعثيون مرة وشيوعيون مرة اخرى وشيعة مرات وسنّة مرات اخرى. انهم الطامة الكبرى التي تفسد اي تحرك للقوى الشريفة ويناصبونهم العداء لانهم يبحثون عن التغيير ومسك خيط الحضارة من اجل تقدّم شعوبهم ،وبعض هذه القوى تعجز عن مقارعتهم فيفضلون الانزواء والسكوت وتضيع بذلك العديد من الفرص من اجل التغيير. هؤلاء ايها السيدات والسادة ينتمون الى جماعة تلقف الموز من يد مسؤول ليس حبا بالموز فهو ارخص فاكهة في العالم ولكن ليتذوقوا شعورهم بالذل والهوان الذي يسيطر عليهم ولابد من اظهاره خوفا على حياتهم من الضياع.
هؤلاء مثلا سحلوا نوري السعيد واطلقوا رصاصة الرحمة على عبد الكريم قاسم وهم الذين استغلوا الهرج في ايام الغزو الامريكي ليسرقوا المحلات التجارية رغم ان بعضهم آثر الترفع عن هذه السارقات واتجه الى الاثار ليبيعها الى من يهمه الامر ويصبحون من طبقة الاثرياء على حساب تاريخهم ،المهم عندهم الدولار الازرق ولا شيء سواه. وميزتهم الاخرى انهم لايصفقون في الشوارع العامة بل يحتفظون بحرارة التصفيق في المناسبات التي يزورهم بها هذا القائد او ذاك.
فاصل تأملي: كربلاء مدينة مقدسة ولكنها "خرابة" في كل شيء،ابحثوا عن السبب وستجدونه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا