الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فوز ترامب بداية لمرحلة جديدة اكثر بربرية!

هدي الجابري

2016 / 12 / 4
مواضيع وابحاث سياسية



جاءت نتائج انتخابات الرئاسة الامريكية في الثامن من تشرين الثاني الجاري صادمة ومخيبة للكثير من المواطنين الامريكيين اللذين قضوا ليلة الانتخابات وعيونهم مشدودة على القنوات التلفزيونية وعلى هواتفهم النقالة. لقد جاءت النتائج على غير ماتوقعت وصوتت له الاغلبية. فوز ترامب حمل الى المواطن الامريكي الكثير من الخوف والسخط والغضب ضد النظام القائم ومؤسساته السياسية. ولم يبدُ مستغربا ابدا للكثير من متابعي المشهد الامريكي وتطوراته ان يفوز ترامب في االانتخابات الرئاسية الامريكية البارحة. بل على العكس، كانت نتائج الانتخابات منطقية ومنسجمة تماما مع التردي الاقتصادي والسياسي والاجتماعي الذي تمر به الولايات المتحدة، من قبيل انعدام فرص العمل وسوء الاوضاع الاقتصادية للفرد، فقدان الثقة بالنظام القائم وممثليه من كلا الحزبين، تصاعد التيارات العنصرية والتي حرك ركودها ترامب منذ اليوم الاول لحملته الانتخابية. كلها عوامل ساعدته على ان يحصل على اصوات المجمع الانتخابي بنسبة أكثر مما حصلت عليه كلنتون بالرغم من أنها حصلت على اصوات شعبية أكثر.
الان على العالم بشكل عام والامريكان بشكل خاص ان يستعدوا لهجمة يمينية متطرفة ستقلب وتصادر اكثر المنجزات الانسانية التي دفع الانسان بدمائه و بنضاله لتحقيقها. أنها هجمة معادية للعمال، للنساء، لجنس الانسان بكل الوانه وايضا لكل الجاليات بغض النظر عن مكان قدومها. على الجميع ان يوحدوا قواهم وينظموا انفسهم ليستطيعوا الوقوف بوجه هذه الهجمة اليمينية التي ان استمرت، ستقود العالم الى ويلات جديدة ولاانسانية.
وبمجرد القاء نظرة على تويتر وفيس بوك نشاهد تصاعد حجم التطرف العنصري المتمثل بالكره والحقد والاعتداء على المواطنين من ذوي الاصل غير الامريكي. على سبيل المثال، تعرض عدد من النساء الواتي يرتدين غطاء الراس الى المضايقات في الشارع وفي الاسواق، ووصلت بعض الرسائل الالكترونية الى مواطنين أمريكان من اصل مكسيكي تطالبهم بالعودة الى بلدانهم الاصلية، وكذلك حدوث بعض الاعتداءات المسلحة على مواقع الانتخابات والتي انتهت بمقتل بعض المنتخبين في كاليفورنيا وتدخل الشرطة وتوجس المواطنين من الأصول غير الامريكية من ردة الفعل ومستقبل وجودهم في أمريكا بعد صعود دونالد ترمب الى السلطة.
في ذات الوقت، هناك مد وتيار اخر موازي لذلك هو تيار المتعلمين المتحضرين الذين يؤمنون بحقوق الانسان ويقفون ضد التطرف العنصري ويطالبون بالعدالة الاجتماعية وتوفير الفرص المتساوية للجميع . أنهم تيار الذين ساندوا بيرني ساندرس والذي وجدوا انفسهم مجبرين على ترشيح كلنتون بالرغم من انعدام ثقتهم بها الا انها كانت بالنسبة لهم افضل السيئين واهون الشرين. هؤلاء اعطوا اصواتهم لهيلاري كلنتون بمحاولة لاتخلوا من المرارة للوقوف بوجه المد العنصري لترامب ومؤيديه وهم الاكثر صدمة لما ألت اليه الانتخابات. فقد هب الكثير منهم الى الساحات والشوارع متظاهرين ضد الانتخابات ونتائجها. وهم الان يحشدون ويدفعون المواطن الامريكي الى الخروج الى الشارع والتظاهر من اجل الاطاحة بترامب قبل وصوله الى البيت الابيض في شهر كانون الاول من عام 2017.
على العمال واتحاداتهم، المدافعين عن حقوق الانسان، النساء ومنظماتهن، الجاليات بغض النظر عن البلدان التي أتت منها، الشخصيات المؤمنة بالمدنية، والمساواة، وكرامة الانسان وحقوقه، الوقوف بوجه التردي والتراجع الذي وصلت اليه الولايات المتحدة وارسلت كل العالم اليه وخاصة الشعوب الفقيرة والمنهكة اقتصادياً. على التيارات المتمدنة والتحررية، النسوية والعمالية والمناهضة للعنصرية رص صفوفها للقضاء على نظام حكم الطبقة الرأسمالية الذي يكشر وسيكشر بشكل اكثر وحشية وبربرية عن انيابه مع انتخاب ترامب، النظام الذي جر وسيجر شعوب العالم وفي الشرق الاوسط على الاخص الى حروب غير منتهية. أنها مسؤولية ليست فقط القوى التحررية في المجتمع الامريكي، بل هي مسؤولية عالمية لكل القوى المتحررة في العالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ساعدت كوريا الشمالية إيران بهجومها الأخير على إسرائيل؟ |


.. مسلسل يكشف كيفية تورط شاب إسباني في اعتداءات قطارات مدريد في




.. واشنطن تؤكد إرسال صواريخ -أتاكمس- بعيدة المدى لأوكرانيا


.. ماكرون يدعو إلى أوروبا مستقلة أمنيا ودبلوماسيا




.. من غزة| 6 أيام في حصار الشفاء