الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الامبريالية السعودية.. ج7

سامي فريدي

2016 / 12 / 4
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


سامي فريدي
الامبريالية السعودية.. ح7

تساؤلات راهنية
اقتران هجرة العرب بالاصرار على نقل عناصر اللغة والتقاليد والهوية البدوية، يخرجها من باب الهجرة وحركة الأفراد المبوبة في المواثيق الدولية وحقوق الانسان—مبدأ حرية حركة الافراد- ، إلى ظاهرة غزو امبريالي استيطاني بغرض التوسع الثقافي والقومي – نشر الدين- وتدمير الهويات الاجتماعية والثقافية ومراكز الحضارة الأكثر تقدما، كما حصل عبر التاريخ مع شريط الهلال الخصيب وشمال أفريقيا.
ولعل ما حصل في أوربا خلال ربع القرن الأخير، يؤكد الاستغلال السياسي والديني لقوانين اللجوء والهجرة لتصدير البداوة والأسلمة، وتدمير قيم الحضارة والمدنية في الغرب.
فالاسلام، الذي ذهب بعض المستشرقين لاعتباره ظاهرة اقتصادية أو حركة سياسية، للتخفيف من مضمونه الديني، خالف الديانات المتعارفة في العالم، باعتماده التوسع العسكري والحكم السياسي، في مبادئه الركنية.
فلاسلام بذلك، هو أول ظاهرة استعمارية امبريالية دينية أو متعكزة على الدين للهيمنة والتسلط. وليتساءل القارئ عن سبب عدم اهتمام البدو العرب بالهجرة إلى جنوبي أفريقيا أو شرق آسيا، وذلك لفقرها وبعدها عن البؤر الحضارية. بينما تخذ التوسع العربي خطوطا متقدمة نحو الشمال الخصيب ومنه نحو حوض المتوسط والغرب الأوربي.
بيد ان هذا الموضوع ما زال بعيدا عن مجال البحث والتنقيب والحفريات الاجتماعية والانثروبولوجية، للتوقف على الأسباب العميقة والأغراض البعيدة للعدوانية والزراية بالانسان والمخلوقات عامة في ممارسات الغزو البدوي القائمة على [الهدم والدهم والدم!] بدون وازع من ضمير أو عقل.
*
تزوير مبادئ حقوق الانسان والالتفاف عليها وتسييسها
رغم وقوف الغربيين على مظاهر العدوانية أو الوحشية الكامنة في شخصية البدوي الذي يقتل البشر كما يقتل حيوانا، ثم يعود لممارسة حياته العادية كالصلاة وتناول الطعام[لورنس: أعمدة الحكمة السبعة]. هذه الحالة من التعطل الحسي أو العقلي ، وغياب الوعي بالآخر، لا يمكن ان تنسجم مع تعريف الانسان الذي يشعر بالألم والعطف والندم وتأنيب الضمير والحاجة للتوبة والغفران.
ان العالم بحاجة للتمييز بين الانسان السوي وبين الممارسات الوحشية. لا بد من من الفصل، وتجريد السلوك العدواني للبداوة من فكرة (الدين) التي صارت غطاء للمجازر الجماعية والاجرام ضد الانسانية.
يقول مؤلف كتاب [بيت سعود] أن البدوي الذي يعتاش على القتل والسلب ، حصل على شرعية دينية لممارساته، دون تغيير في سلوكه وتفكيره. ومن الغريب، ان للامبريالية الغربية التي تتعقب الممارسات النازية والمشتبهين بها ممن تصفهم بالدكتاتورية، تتغاضى تماما عن التشخيص القانوني والانساني لجرائم الابادة والمجازر التي قامت بها جهات اسلامية على مر الزمن حتى مجزرة ابراج نيويورك وما تلاها في بلاد غربية وشرقية.
وما زالت تشهد ازدهارها الجنائي وتهديدها للسلم العالمي والأهلي، دون تحريك ساكن، بين التغاضي والتبرير الجيوبوليتيكي من قبل السياسات الدولية الرسمية والاعلامية وجهات غير خافية.
ولابد من تنويه الى ان موجة العنف والارهاب التي دهمت الغرب مع ما دعي موجة اللاجئين السوريين غربا، قوبلت ببرود من قبل السلطات الرسمية الاوربية والأمريكية، وكانت دوائر الحكومة والبوليس تروج لكون الجناة مرضى عقليين أو نفسيين.
لقد تم ابتزاز القيم المسيحية الى حد تبرير الوحشية واعتبارها سلوكا عاديا أو اعتبار الجريمة ظاهرة يومية حسب وصف الواعظ الانجليزي جون مكارثر.
لقد تم تفريغ المواثيق الانسانية من مضامينها الاصلية تحت دعوى احترام المعتقد والحرية الدينية، وبينما تصادر حقوق مؤلفين وكتاباتهم ويتعرضون لعقوبات المصادرة والنفي والموت -بجريرة الاساءة لاشخاص أو عقائد أو بلدان!-، يتم التغاضي عن الاجرام الديني وتهديده لحياة البشر والكرامة الانسانية.
ان على العقل الانكلو- أمريكي والسعودي الاجابة: كيف يستوي اضطهاد الانسان وتصفيته مع ميثاق حقوق الانسان؟. هل يجور للمعتقد الديني التجاوز على الانسان، وتسويغ السلوك الاجرامي والاحقاد المتوحشة تحت يافطة الحرية الدينية؟..
إلى متى يتمادى الغرب في قبول الرياء الاسلامي وازدواجية خطابه – الناسخ والمنسوخ- وتناقضات نصوصه التي تصلح لتبرير كل حالات التناقض نظريا، بينما يستمر الاسلام البدوي الهجري في الفساد وسفك الدم.
أين هم أنصار سارتر واينشتاين اليوم من الوقوف بوجه الامبريالية العالمية الجديدة التي جمعت بين الشرق والغرب، وبين ثالوث الأصولية الدينية لليهودية والمسيحية واالاسلام، لتدمير الشعور الوطني والارادة الحرة وحرية العقل في العالم!.
بينما يستمر اضطهاد وتصفية اي كاتب أو صاحب رأي ينتقد الممارسات غير المتحضرة والمنافية للانسانية في الفكر أو الممارسة الدينية، ودون أن تعنى المنظمات الحقوقية الاقليمية أو الدولية بردع الدول والبلدان الجانية.
فالتهاون والتواطؤ الغربي الارامكوي مع المركزية النجدية، عاد وبالا حضاريا وسياسيا على الغرب نفسه. فالرأي العام في الولايات المتحدة وبريطانيا، أكثر احتجاجا ورفضا لسياسات حكوماتهما، والسياسة الدولية عموما. مقابل ارتفاع شعبية بوتين سياسة الحياد الصيني في نظر الانسان الغربي، وهو ما دفع دونالد ترامب لاجتراء تغيير في سياسة بلده ومناهج حزبه الجمهوري، بينما تسلخ الافعى الانجليزية جلدها الاوربي، زاعمة ان عضويتها الاوربية ودفوعاتها لميزانية بروكسل، هي سبب ارتفاع معاناة المواطن الانجليزي، وليس استشراء الفساد السياسي والمالي والاداري على كل مستويات وقطاعات الحياة البريطانية.
فإلى متى تستمر المسيحية الغربية في عقل لسانها وتعتيم تعليمها حول – الأنبياء الكذبة- وممارسات (الكذاب/ المشتكي)- القتال منذ البدء و[السارق لا يأتي إلا ليسرق ويذبح ويهلك/ يو10: 10]؟ بل لماذا يصمت كثير من الوعاظ عن تشخيص رموز سفر الرؤيا والأختام السبعة؟..
كيف تسنى لبوش الابن الذي اعلن تلقيه لأمر سماوي في الانتقام لأحداث نيويورك، أن يتحالف مع نفس العدو الذي أنتج النص وموّل الارهاب، في غزو افغانستان والعراق، وتسليمها للدين السياسي؟.. كيف يتصالح النص الانجيلي مع ضد المسيح في عقل بيل غراهام والاصولية المسيحية الصهيونية؟. فالخاسر هنا هو العالم المسيحي الذي تشكو مؤؤساته من تصاعد موجات الاضطهاد ضد المسيحية والمسيحيين.
ألا تتحمل الكنيسة المسؤولية الدينية والروحية لضلالة أكثر من مليار بشر وراء (نبي كذاب) و(تعاليم شيطانية)، يعترف النص القرآني نفسه بوضوح بمرجعيته – خير الماكرين/ عمران 54-الشيطانية [النجم 19- 20] ومسخه النصوص [الحج 52]، ناهيك عن التعليمات الدموية لنصوصه/ التوبة 5، 29!.
أم أن الضمير الأدبي لسلمان رشدي أسمى من الضمير السياسي للبيت الأبيض وداوننغ ستريت؟.. يبقى تعطيل العقل العربي وجبن العلماء والمثقفين والشيوخ المتقدمين والمتأخرين، مسؤولا عن غواية الناس، وترويج تلبيس أبليس.
كما ان الموقف الثقافي والحقوقي في أوربا ضد الممارسات اللاانسانية للامبريالية الجديدة من تدمير شامل لبلدان ومصائر وطنية وقومية وتغييب للحريات والارادات الحرة تحت سطوة السياسات العالمية من جهة والعصابات الجهادية من جهة، يسجل غيابا مخزيا لابد أن يندى له جبين العالم طويلا!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال