الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اوراق طالب جامعي

سمير عبد الرحيم اغا

2016 / 12 / 6
الادب والفن


درس قاس آخر


كلف أستاذ الاقتصاد ..... " سعيد" فيمن كلف من زملائه ، كتابة موضوع تخرج عن " الحياة الاقتصادية في الدولة العباسية " فاقبل سعيد على هذا الموضوع بدراسة جدية تليق به ,,, مثل جديته في دراسة الكتب التي نبهه إليها الأستاذ ، وفكر فيه كما استطاع أيضا ، ثم كتب عنه ما أتيح له أن يكتب وقدمه إلى الأستاذ في اليوم المحدد ، وجاء يوم المناقشة ، فاستعرض الأستاذ ما قدم إليه من الواجبات ناقدا وساخرا منددا موبخا بعض الطلاب .. حتى إذا ذكر اسم سعيد لم يزد إلا أن ألقى إليه واجبه معقبا بهذه الجملة المرة التي لم يسمعها قط :
- سطحي لا يستحق المناقشة .
كان لهذه الكلمة وقع لاذع في نفس سعيد .. عرضه لبعض السخرية ، وأقضت مضجعه حين اقبل الليل ، وأشعره بأنه لم يتهيأ بعد كما ينبغي ليكون طالبا متخرجا ، ألح سعيد في الدرس وكلف نفسه في الجد والعناء المتصل ما كاد يصرفه من غيره من الدروس حتى تتم له أداة كتابه البحث ،
ومن يدري لعل هذه الكلمات التي تلقاها من الأستاذ ... أن ترده إلى الضوء الذي ظن انه وصل له .












مكفوف


في أول يوم من الكلية ... وحين يزدحم الطلاب على غرف الدرس على اختلاف منازلهم من الفقر والغنى ، اقبل خالد بصحبة أخيه يسعى إلى الدرس . وكانت الكلية قد عملت أن تنظم دخول قاعات الدرس ، فلا يأذن الدخول ... إلا لمن قدموا إلى المراقب "بطاقات الانتساب " . لما بلغ القاعة اظهر بطاقته وقد كان حريصا جدا عليها ، وقيل له تستطيع أنت أن تدخل ، فأما أخيك هذا فلا يحق له الدخول ، اظهر خالد شيى من ضيق ، ولكن " مراقب الباب " لم يحفل بضيقه ولا بإنكاره ولا بتوسل من كان حوله من الطلاب ، ولا بحاجته إلى إن يصبحه أخوه حتى يجلسه في مكانه في القاعة ، ثم يعود أدراجه ... فينظر من وراء الباب حتى ينتهي الدرس ، أصر خالد إلى ان يراجع المعاون ، شاكيا مع بعض الطلبة الساخطين على جهل "مراقب الباب " وعنفه وقله ذوقه .. ادخل خالد على المعاون وقص قصته ولكنه لم يجد عنده شيى وإنما قال "
ـ النظام هو النظام
وهم بعض الطلاب ان يجادله في ذلك فقال له :
ـ وماذا نصنع وقد شاء الله لصاحبك ان يكون مكفوفا لا يشهد المحاضرات
انصرف أولئك النفر من الطلاب ساخطين .. سخطا اشد وأعظم من سخطهم على مراقب الباب وقالوا لخالد :
ـ لا باس عليك... سنصحبك نحن إلى مجلسك
ومنذ ذلك الوقت وما ان يبلغ باب الغرفة حتى يحيطون به من قريب و يصحبوه إلى قاعة الدرس ويردوه إلى أخيه بعد انقضاءه








لم يعد هناك ما يقال

بعد ان صحوت من نومي ، اغتسلت ، تناولت إفطاري ، شربت شاي الصباح ، حملت دفاتر الكلية ونزلت ، في المحطة ركبت الباص المتجه إلى الجامعة ، كان الباص مزدحما ، رأيت أمامي صبي صغير ، يجلس وحيدا، كأنه مكره على هذه الجلسة ، عند حضور" محصل الباص " طلب من كل منا تذكرته ، لم يكن معي تذكرة أخرجت نقودي بصمت ، أعطاني التذكرة .. والناس من حولي لا تكف عن الكلام ، الصبي في مكانه لم يرد عليه ، كرر الطلب
اين تذكرتك ......؟
الصبي لم يرد ، وكان شيى لم يكن ، وعندما لكزه المحصل بقوة ... مد الصبي يديه ، كان في اليد اليمنى ورقة مطوية بعناية شديدة ، وعليها آثار عرق اليدين ، وفي اليد الثانية مبلغ التذكرة .. في صمت اخذ منه المبلغ والتذكرة ، تطلعت إلى الصبي ، قلت : لم لا يذهب إلى المدرسة .. تطلعت الى الورقة كان بها عناوين كثيرة لم افهم منها شيى ، قلت : لماذا ترك المدرسة وجلس هنا بلا هدف ، ربما اضحك شكله هذا الطلاب ، يظهر عليه الاضطراب ، كنت احسده لأنه لم يذهب إلى المدرسة حيث لا امتحان ولا دروس ، بت أشاركه الإعجاب بهذه الحالة ، رحت انظر إلى الصبي بإمعان عسى أن يفيق من غفوته ، اتخذت مكانا أمامه لأقرا الرسالة أو الورقة ، في ذيل الورقة الكبيرة ، كان مكتوبا بخط واضح :
سيدي المحصل :
أرجو أنزال حامل هذه الورقة في بناية (مركز تأهيل الصم والبكم .) . لا تنس ذلك ولكم الأجر والثواب ،رد المحصل الورقة والنقود إلى الصبي . وتركه يمضي ، فجأة اكتشفت انه لم يعد هناك ما يقال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعرف وصايا الفنانة بدرية طلبة لابنتها في ليلة زفافها


.. اجتماع «الصحافيين والتمثيليين» يوضح ضوابط تصوير الجنازات الع




.. الفيلم الوثائقي -طابا- - رحلة مصر لاستعادة الأرض


.. تعاون مثمر بين نقابة الصحفيين و الممثلين بشأن تنظيم العزاءا




.. الفنان أيمن عزب : مشكلتنا مع دخلات مهنة الصحافة ونحارب مجه