الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لوريس: ابداع في الاخراج وابداع في الاختيار

الفرد عصفور

2016 / 12 / 7
الادب والفن


امراتان جارتان مسنتان جمعت بينهما العزلة وفرق بينهما الموت. ام اسحق وام حنا حاولتا التغلب على الوحدة والعزلة من خلال المحبة الاخوية والتعاون والمصالحة مع الواقع من خلال العمل معا من اجل الحياة الاخرى عبر الصلاة والصوم والالتزام الديني بعد يأس من أهل هذه الارض.
لا يتحدث الفيلم عن فكرة هجر الامهات من قبل الابناء وهذا الامر لا يخطر كثيرا على البال طوال متابعة تفاصيل الفيلم. لكن الفيلم يحفر في الذاكرة ويحفز على الاحساس بمدى عزلة هاتين العجوزين ويشوق لمعرفة مصير تلك المحبة التي جمعتهما على كل ما فيها من عفوية وتلقائية وكانهما طفلتان تلعبان معا.
يركز الفيلم على على احدى السيدتين اكثر من الاخرى وهي"لوريس" وهو الاسم الذي كان عنوان الفيلم. وبرغم معاناتها من اوجاع الساقين لكنها تتحدى وتتحرك وتسعى ولا تستعمل اي عصا لمساعدتها على السير. يستطيع المشاهد ان يحس باعماق تلك المراة وخفايا قلبها من خلال ملامح الوجه وحركة الجسد التي ابدعت المخرجة الاعلامية حنان شتات في تصويرها بقرب شديد بحيث ان كل خلجة من خلجات الوجه وكل ايماءة من الجسد تعطي معنى وتطرح اسئلة.
بطبيعة الحال الفيلم من نوع الافلام التسجيلية التي يحكي نفسه بنفسه من دون أي تدخل من الراوي او اي شخصيات اخرى. لم تسع مخرجة الفيلم الى اي دراما غير طبيعية. فالواقع دوما اغرب من الخيال. وعندما تم تصوير احدى السيدتين في المستشفى كانت الحالة طبيعية وحقيقية. وحتى عندما توفيت كان الحال واقعيا ايضا. فقد توفيت رفيقة بطلة الفيلم بينما كان المفروض ان يقوما معا بتحضير حلويات العيد الذي استعدتا له بالصوم والصلاة.
الحديث عن النواحي الفنية في الفيلم يستدعي الحديث عن حالة الصوت التي كانت في بعض الاحيان مشوشة بعض الشيء. لكن للمخرجة عذرها في ذلك فالفيلم من نوع الافلام التي تسجل بكاميرا واحدة من دون استخدام اي ادوات اخرى لكن الامر من ناحية ثانية بعطي المشاهد الاحساس بالاجواء الاطبيعية الكاملة حيث الصوت الطبيعي المحيط بالبيئة التي تم التصوير فيها يساعد على الاحساس بالحالة.
خاتمة الفيلم في المقبرة معبرة جدا لكنها ايضا تشاؤمية وقد لا تتوافق مع روح الاقبال على الحياة التي كانت تسود حياة بطلة الفيلم منذ بدايته. ومع ذلك ربما تكون هذه الخاتمة وبهذا الشكل للدلالة على حال الياس التي وصلت اليها بطلة الفيلم بعد انتقال رفيقتها الى الحياة الاخرى. ولكن لو انتهى الفيلم بمشهد البطلة خارجة من المقبرة بنفس المكان ولكن بمد يديها مبتسمة فرحة وكانها تستعد لاستقبال ومعانقة شخص عزيز من غير ان يظهر هذا الشخص فان ذلك سيعطي فرحا واملا اضافيا في الحياة. على اي حال فالغرض من الفيلم هو حياة هاتين السيدتين وقد حقق الفيلم تلك الغاية.

الفيلم من اعداد واخراج الاعلاميةالاردنية حنان شتات وكان عرضه الاول على مسرح الرينبو في عمان ، وقد انتج بدعم من الهيئة الملكية للافلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - الناقد الفني طارق الشناوي يحلل مسلسلات ونجوم رمضان


.. كل يوم - طارق الشناوي: أحمد مكي من أكثر الممثلين ثقافة ونجاح




.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي لـ خالد أبو بكر: مسلسل إمبراطور


.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي: أحمد العوضي كان داخل تحدي وأثب




.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي : جودر مسلسل عجبني جدًا وكنت بق