الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة سريعة في المؤتمر السابع لحركة فتح

فاتح الخطيب

2016 / 12 / 10
القضية الفلسطينية


لأكثر من شهرين والفضاء الاعلامي الفلسطيني يزدحم بالأخبار المتعلقة بالمؤتمر السابع لحركة فتح. مركزاً بشكل خاص على أربع نقاط, أولها تنحي الرئيس محمود عباس عن مناصبه القيادية الخمس, والتي جاءت على ضوء تصريحاته المتكررة بأنه لن يترشح لولاية جديدة. وهذا حق, فالرئيس محمود عباس قد بلغ من العمر عتيا, ومن الاجحاف بحق الحركة الا يكون لديها بديل عنه ليقودها للمرحلة المقبلة. والثانية هي وقف المفاوضات الثنائية مع الجانب الاسرائيلي. هذه المفاوضات التي لم تعد لتقنع أحدا في الحركة بها وجدوى استمرارها, سيما أنها لم تجلب للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني الا الويلات. ولم تكن هذه المفاوضات الا خدعة استخدمها الجانب الاسرائيلي ليسوق نفسه للعالم كراع للسلام وبأنهم في مفاوضات سلام مع الفلسطينيين. والمسألة الثالثة هي وقف التنسيق الأمني مع اسرائيل. فبالإضافة الى كل الأصوات الخارجية المطالبة بوقف التنسيق الأمني مع اسرائيل, فان أحداث نابلس الأخيرة فجرت مشكلة كبيرة داخل حركة فتح كادت أن تودي الى اقتتال داخلي. ولذلك أضحى التوقف عن ذلك التنسيق مطلبا داخليا لدى أعضاء الحركة. والرابعة كانت مبادرة رمضان عبد الله شلح الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي. والذي يرى أن وضع خطة وطنية هي مهمة جماعية, لكن لم يبادر أحد على المستوى الفردي أو الجمعي الى وضع تصور استراتيجي شامل لها. هذه المبادرة التي وافقت عليها معظم الجهات الفلسطينية, والتي أثار قبولها جدلا بين أعضاء حركة فتح. وعلى الرغم من أنني لم أتوقع الكثير من المؤتمر, لكنني وكغيري تأملت خيرا وقلت لو اقتصر المؤتمر على انجاز هذه القضايا فانهم بذلك سوف يعيدون لحركة فتح مكانتها لتؤدي دورها بالشكل الصحيح.

اكتمل النصاب بحضور 1400 عضو من كافة الأطر التنظيمية لحركة فتح في الضفة الغربية وقطاع غزة والشتات, وانطلقت أعمال المؤتمر السابع لحركة فتح بحضور عربي ودولي. وما أن دخل الرئيس عباس حتى بدأ التصفيق الحاد, لتأتي مباشرة الصدمة الاولى بإعلان انتخاب محمود عباس لرئاسة حركة فتح وبدون انتخابات, بل بدون منافسين, ليحتفظ بجميع مناصبه القيادية الخمسة: رئاسة دولة فلسطين, رئاسة السلطة, رئاسة فتح, رئاسة اللجنة التنفيذية والقائد الأعلى للقوات المسلحة الفلسطينية. وهكذا تلاشت الفرصة لقيادة جديدة في ذلك التصفيق الحاد.
تلى ذلك خطاب "لسيادة" الرئيس الأزلي, خطاب طويل فارغ من أي شيء عدا تكريسه للوضع الراهن, وتأكيده بأنه لن يسمح بانهيار السلطة. كما تضمن الخطاب ترقيات لبعض أمناء سر الحركة والذين لا يتقنون الا رفع التقارير الكيدية على زملائهم.
وأما معبر رفح فقد قال الرئيس بأن السلطة المصرية حرة اذا أغلقت المعابر فهي أرضها ومن حقها أن تفعل فيها ما تشاء, ولا كأن ذلك يعني إحكام الحبس على فلسطينيي غزة. وأشار في خطابه أيضا بأنه مع السعودية في كل ما قامت به وفعلته, وفي الجزء المتعلق باسرائيل, أكد على تمسكه بالمفاوضات, وأنه لا بديل عنها, وأن التنسيق الأمني هو أعظم انجازات السلطة وأن اتفاق اوسلو سيستمر, وقال أننا ملتزمون بكل شيء حتى لو لم يلتزم به الاسرائيليون, وأننا لا زلنا نمد يدنا لهم بالسلام, وحتى لو اعتدوا علينا فلن نرد عليهم.

صفق الحاضرون طويلا لخطاب "سيادة" الرئيس وانفض المولد وانتشر كل لما كان عليه. صفق الجميع ولم يجرؤ أحد على قول كلمة حق أمام "سيادة" الرئيس,,,,,
هل هذا هو القائد الذي تستحقه فتح؟
أليس هو من تنازل عن حق العودة وباع صفد؟ الهذا صفقتم؟
اليس هو مهندس اتفاق اوسلو المشؤوم؟ هل صفقتم لهذا؟
اليس هو الذي لا يزال ينسق أمنيا جنبا الى جنب مع عدونا؟ أهذا من يستحق تصفيقكم؟
هل صفقتم لمن أصبحت مهمته تفتيش الأدوات الحادة في حقائب أطفال المدارس؟
هل كان تصفيقكم لاستبدال المقاومة بمفاوضات عبثية مهينة؟
هل صفقتم لمن صافح نتن ياهو قاتل أطفالنا؟
هل صفقتم لمن ذرف الدموع في عزاء شمعون بيريز؟
هل ضحك عليكم برفعه العلم؟ هل قال لكم بأن الدولة بهذا الرفع قد تحققت؟
هل خدعكم بقضية المنظمات الدولية؟ هل لا زلتم تصدقون هذه الأكذوبة؟
وأخيراً.. هل هذا هو الموقف الذي تستحقه منكم حركة الرصاصة الاولى فتح؟

إن اذلالكم وخضوعكم المطلق للرئيس هو ما يمنحه القوة والتفرد بمصيركم ومصير حركتكم من أجل تفتيتها بل انهائها,,,,,والله إن ما أخشاه, أن حركة فتح حركة الرصاصة الاولى, وبقبولها كل هذا الهوان, إنما تطلق الرصاصة الأخيرة ,,,,على نفسها!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملف الهجرة وأمن الحدود .. بين اهتمام الناخبين وفشل السياسيين


.. قائد كتيبة في لواء -ناحل- يعلن انتهاء العملية في أطرف مخيم ا




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش تداعيات الرد الإيراني والهجوم ال


.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟




.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على