الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المتقدمون في العمر وحقهم في الحباة

حسن نبو

2016 / 12 / 11
حقوق الانسان


بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة والستين لصدور الاعلان العالمي لحقوق الانسان سأتطرق بايجاز الى حق الحياة للمتقدمين في العمر ، هذا الحق المنتهك في الكثير من المجتمعات والدول في العالم ومنها مجتمعنا ، او الرقعة الجغرافية التي نعيش فيها .
ترتبط حياة الفرد في مجتمعنا والمجتمعات التي تماثله ، بالوظيفة او المهمة او الرسالة التي يؤديها ، بمعنى ان الانسان يستحق الحياة طالما يوجد من يحتاجه ، وبانتهاء هذه الحاجة يصبح عديم القيمة ، ولامشكلة ان رحل عن الدنيا حتى ولو كان في سن الخمسين ، طالما انه اكمل رسالته او وظيفته او مهمته في الحياة . ومهمة الانسان في مجتمعنا والمجتمعات التي تماثله بشكل عام هي : رعاية الاولاد الا ان يشبوا عن الطوق ويصبحوا قادربن على شق طريقهم بانفسهم في مشوار الحياة دون اي حاجة الى الوالدين . ودائما فإن السبب الذي يؤدي الى ترحيب الاهل والمجتمع بموت من اكمل او انجز رسالته في الحياة - ان صحت العبارة - هو الخوف من تردي حالته الصحية والوقوع في مستنقع الرزيلة اذا ماعاش سنين طويلة ، فآخر العمر الطويل هو ارذل العمر كما يقال في الكثير من المجتمعات .
وبالمقابل يعيش الفرد في بعض المجتمعات ( الولايات المتحدة ، كندا ، استراليا ، اليابان ، كوريا الجنوبية ، اوروبا ، وخاصة اوروبا الغربية ) وربما بعض البلدان القليلة الاخرى عمرا طويلا بالمقارنة مع عمر الفرد في المجتمعات الاخرى ولذلك يشكل المتقدمون في السن او العمر في تلك المجتمعات نسبة كبيرة من السكان .
لاشك في ان الاهتمام الكامل من قبل تلك الدول بالانسان من الناحية الصحية يعد سببا اساسيا لزيادة عدد المعمرين في البلدان المذكورة ، لكن المسألة لاترتبط بالرعاية الصحية وحدها كما تبدو للوهلة الاولى ، فهناك عوامل اخرى تقف وراء هذا الأمر ، واهم هذه العوامل : الثقافة الاجتماعية المتجذرة منذ سنين طويلة حول حق الانسان في الحياة مهما كان متقدما في العمر ، وبغض النظر عن وضعه الاجتماعي والعائلي والفيزيولوجي والعقلي الخ ...
في تلك المجتمعات والدول لاترتبط حق الانسان بالعمر الطويل بأي وظيفة او مهمة او رسالة ، فالانسان يجب ان يعيش سنوات طويلة حتى وان كان لايؤدي أي رسالة تجاه احد ، او حتى وان كان يعيش وحيدا في الحياة . ولذلك فان المتقدم بالسن لايشعر بأي ضيق او ملل اوانتقاص من قيمته من قبل الاهل والمجتمع عندما يتقدم به العمر ، لأن احدا ، لا الاهل ولا المجتمع والدولة لاينظر اليه على انه اصبح عبئا . ولذلك يعيش حياة شخصية واجتماعبةطبيعية .
هذا مااردت ان اشير اليه في الذكرى السنوية الثامنة والستين لصدور الاعلان العالمي لحقوق الانسان الذي يعد اهم وثيقة دولية تطالب بحماية حقوق الانسان وحرياته الاساسية في المجالات : المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية المنتهكة بأبشع الصور في الكثير من دول العالم ومنها بلادنا سوريا التي اصبحت ساحة تنتهك فيها الحقوق والحريات بصورة فظيعة ومؤلمة وخطيرة جدا من قبل كل من يحمل السلاح الا نادرا .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تاريخ من المطالبات بالاعتراف بفلسطين دولة كاملة العضوية في ا


.. فيتو أمريكي ضد منح العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم الم




.. هاجمه كلب بوليسي.. اعتقال فلسطيني في الضفة الغربية


.. تغطية خاصة | الفيتو الأميركي يُسقط مشروع قرار لمنح فلسطين ال




.. مشاهد لاقتحام قوات الاحتلال نابلس وتنفيذها حملة اعتقالات بال