الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حب أول نظرة / قصة قصيرة

عبد المجيد طعام

2016 / 12 / 11
الادب والفن


من خلف شاشة الكمبيوتر قال لها:" منذ أول اتصال أحسست أن حبَّك يستبد بقلبي... سَكنْت أحلام يقظتي و منامي.."
كانت إلهام تشاركه نفس الإحساسات لكنها كانت تتفوق عليه في التعبير بلغة يمتزج فيها لهيب الحب بالشاعرية المتدفقة...كانت تكتب قصائد شعر حَفِظَ فريد كلَّ حركات حروفها فتحولت في ذاته إلى ألحان خالدة..أعطت معنى لحياته.
كان " الكمبيوتر" أو "مرسول الحب" كما يحلو لهما تسميته هو ضامن استمرار تدفق الحب بينهما...لم تسمح لهما ظروفهما الاجتماعية و الأسرية باللقاء رغم أنهما كانا يقطنان نفس المدينة ...اكتفيا بتبادل الرسائل و الصور عبر المواقع الاجتماعية و مع كل اتصال كان حبهما يكبر و يكبر إلى أن تحول إلى شلال هادر،و لم يعد هناك حيز للصبر ...انتهى الصبر و انقضت كل حيلة لإرجاء أول لقاء بين الحبيبين القابعين خلف شاشة لم تعد قادرة على نقل شحنة الحب التي تحولت إلى كتلة ثلجية يزداد حجمها كلما تدحرجت من القمة نحو السفح...
قال لها ذات ليل حاسم :" حبيبتي ...لقد ملَّ الصبر من صبري...أريد أن أراك...تريد يداي أن تلمس وجهك...لم تعد لي سلطة على قلبي.. سيخرج يبحث عنك في كل قلوب فتيات المدينة .." سمع أنفاسها من خلف الشاشة كنسيم ينعش ظَمأَه الملتهب ... بعد تنهدات ساخنة قالت له:" حبيبي ....تشتاق أنفاسي لأنفاسك..تعبت خلف هذه الشاشة التي تريد أن تسلبني أنفس ما جادت به الحياة عليّ...وددت لو أن جسدي يتفكك إلى ذرات تخترق هذا الكمبيوتر ...تسابق الضوء عبر حباله وأسلاكه.... وددت لو أن جسدي لا يتوقف عن التفكك إلا و أنا بجانبك...أتكون من جديد ذرة فذرة...وددت لو..."
قاطعها فريد و أصر على اللقاء...بعد تردد غالبت خوفها و قالت له:" لكن كيف سأعرف أنك أنت حبيبي ؟ " رد مسرعا:" سأحمل في يدي باقة ورد أحمر داكن و أضع على عينيّ نظارات سوداء...و أنت كيف سأعرف أنك أنت حبيبتي ؟ "ردت في انشراح تام:" سأحمل وردة حمراء داكنة..وردة واحدة.....و سأضع نظارات سوداء مثلك."
كلما اقتربا من الحديقة تثاقلت الخطوات و ارتفع نبض قلبيهما...إلى أن لاحت لمرافقتها "سوسن" ملامح شابين واقفين أحدهما يحمل باقة ورد أحمر داكن فقالت لإلهام :" إنه هناك يقف مع شاب وسيم...هو كذلك وسيم بنظاراته السوداء..."
استقبلت سوسن مرافق فريد بابتسامة إعجاب متبلة بتوابل "حب أول نظرة" بادلها نفس الابتسامة متبلة بنفس التوابل...تقاطعت نظراتهما و انشغلا بحديث قلبيهما ..و نسيا مهمتهما...بعد انتظار وصمت ..مدت إلهام الضريرة يديها تتلمس طريقها نحو حبيبها..بينما مدَّ فريد الضرير يديه في الاتجاه المعاكس يتلمس طريقه نحو حبيبته...تاه الحبيبان الضريران بينما وجدت سوسن حبيبها و استسلما للقبلات تحت شجرة وارفة الظلال ...
ليل العاشر من دجنبر 2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغربية نسرين الراضي:مهرجان مالمو إضافة للسينما العربية وفخ


.. بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ




.. كيف أصبحت المأكولات الأرمنيّة جزءًا من ثقافة المطبخ اللبناني


.. بعد فيديو البصق.. شمس الكويتية ممنوعة من الغناء في العراق




.. صباح العربية | بصوته الرائع.. الفنان الفلسطيني معن رباع يبدع