الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احداث البصرة تعلن انفراط العقد الشيعي

جواد البياتي

2016 / 12 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


احداث البصرة ..
تعلن بداية انفراط العقد الشيعي
جواد البياتي
معظم المراقبون كانوا يترصدون الحراك السياسي الساخن على الساحة العراقية ، وبشكل خاص الصراع الحاد على الزعامة الشيعية بشكل خاص بين الاطراف التي تدعي احقيتها لهذه الزعامة ، بسبب عدم توفر القناعات الشخصية بأهية طرفي النزاع ببعضهما ، ومع ان الامر يبدو واضحا جدا بالنسبة لهؤلاء المراقبين وقناعاتهم ، لكن السيف قد مضى برقاب بعضهم رغم كل الفبركات الاعلامية التي يحاول جهابذة الطرفين تسويقها لتخدير مجسات البؤساء من اتباعهما .
ليس من الصعب ملاحظة بؤر التوتر المستمرة والتي بدأت مع بداية 2003 عندما كانت تلك الاطراف بشكل واضح ومن خلال سلوكها على الارض تحاول بسط نفوذها على الساحة السياسية انطلاقا من تاريخها الديني المناطقي ، وربما كان لآحداث النجف وكربلاء والبصرة علامات بارزة لهذا الصراع المحموم الذي اوجس من خلاله الحريصون على وحدة الصف الشيعي خوفا يصل الى درجة الهلع من ان تجربة الحكم الشيعي في العراق توشك ان تعلن فشلها الذريع ، ويرى هؤلاء ان اسبابا فقهية وفكرية واجتماعية واقتصادية واخرها السياسية المتعلقة بفرض الارادات التي تغلف ذلك الفشل .
ومن هنا جاء التشظي في عملية التحصين والاستقواء احترازيا واستعدادا ليوم المواجهة الحقيقية الذي حددته زيارة نائب رئيس الجمهورية الاخيرة للبصرة ، وما صاحبها من احداث غير مطمئنة على سلامة البصرة وسلمها الاهلي ، وقد تكون هذه الاحداث الاقوى من بين الهزات العنيفة التي تعرض لها التحالف الشيعي في العراق . ومن المدهش ان يرفض اي من الفرق المنضوية تحت بردة التحالف لأي وصف ميلشاوي بإعتباره اساءة لسمعة المجاهدين الشيعة ، ومع ايماننا العميق بمواقف هذه الفرق البطولية في معركة المصير العراقي مع قوى الظلام المتأسلمة التي تنوى شرّا بالعراق وارضه وابنائه ، فإن هذه المجاميع المسلحة ما وجدت الاّ لحماية بصمة النظام السياسي وليس لها دور تنظيري اخر .
ومع ان احداث البصرة اشّرت على بعض المجاميع التي اثارتها ، على اعتبارها احداث شغب لكن بعض القوى المتهمة قد نأت بنفسها عن هذه التهمة ، وتم تعويم هذا السلوك واتهام جهات وهمية بإفتعال هذه الاحداث ، مما يسهل ملاحقتها ومقاضاتها خاصة وانها موثقة بالصوت والصورة فضلا عن اتهام بعض السياسيين بشكل مباشر الى اشخاص معروفين ربما سيكونون عرضة للمسائلة .
نعتقد ان هذه الاحداث لم تمر مرور الكرام ، رغم انها صبّت بشكل مباشر في مصلحة السيد المالكي ومستقبله السياسي على حساب خصومه السياسيين ، لكن ذلك لم يكن نهاية المطاف فهناك الكثير ممكن ان تقوم به الاطراف الشيعية لجعل هذه الاحداث منطلقا للالتئام وتعزيز التحالف الوطني ووضع حد للوضع المتأزم بين بعض اطرافه وتوحيد قيادته واجراء عملية انضباط حديدي لأنصاره مع طرح برنامج تثقيفي واعلامي يبنى على المواطنة والاخوة وجعل الوطن هو الاساس لكل سلوك شخصي عند انصار الاطراف جميعها .
ان حصول مثل هذه الاحداث في مثل هذا الظروف الدقيقة امر مؤلم ربما ينعكس على ميادين تحرير المناطق التي دنسها الارهابيون الدواعش ، كما تؤدي الى خلخلة التضامن بين اطراف التحالف الوطني ، ومن ثم يفتح شهية المتربصون على استغلال هذه الاحداث لتقويض التجربة السياسية الجديدة .
ان قرب الانتخابات البلدية والنيابية تفرض على السياسيين التنقل والتجوال في المحافظات التي ينوون خوض الانتخابات فيها ، وهذه الفقرة هي احدى الفقرات التي يقوم عليها المبدأ الديمقراطي ، بغض النظر عن شخصية المرشح ، ويمكن رفضه بطريقة ديمقراطية ايضا دون اللجوء الى العنف ، وعلى الكتل والفئات السياسية بل وكل الفصائل ، توجيه اعضائها لسلوك الطرق الحضارية في الرفض والقبول والاحتجاج والمباركة او التأييد ، بل وتهديدها بفرض عقوبات انضباطية مشددة ازاء كل سلوك يؤدي الى خلل بالامن الوطني والسلم الاهلي والفوضى المجتمعية .
لا زلنا ندعي اننا نعتنق نظاما ديمقراطيا ، لكن تشويه هذا النظام يأتي بسبب السلوكيات غير المسؤولة الجاهلة بمصلحة الوطن في هذا الظرف الدقيق ، وان مغادرة غريزة الكراهية والحب السياسي هي الضمان لتأسيس وطن حضاري جديد ونظيف .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لنسمي الأشياء بأسماءها
ابو خوله الكربلائي ( 2016 / 12 / 14 - 07:58 )
ليس تحاملا على الشيعه القول وأنا واحد منهم بأنهم لم يقدموا طيلة تأريخهم الذي يمتد ل 1400 عام نموذجا واحد مشرفا أو مقبولا للحكم او أدارة الدوله وقد اسسوا واداروا على امتداد هذة القرون أكثر من تسعة دول أبتداء من الدوله البويهيه والصفويه مرورا بالدوله العبيديه الفاطميه وأنتهاءا بالخمينيه وتجاربهم الحاليه في العراق واليمن وسوريا ولبنان وايران ... لقد تباكوا كثيرا مدعين بانهم استبعدوا عن الحكم منذ يوم السقيفه واعتبروا ذلك اجحافا بحقهم ووصفوه بالمعادله الظالمه وادعو بانهم يمثلون الاغلبيه في العراق كذبا وزورا والحقيقه انهم لايمثلون الا ثلث نفوس العراق وحاولوا السيطره على اليمن وهم في حقيقة الامر لايشكلون الا عشر نفوس صعده ... مجتمع الشيعه يقوده رجال ارتبطوا نهجا وسلوكا بالمشروع الفارسي الذي يرمي الى السيطره على العرب بل اذلالهم .... متى يعي شيعة العرب هذه الحقيقه


2 - الى الاخ ابو خولة الكربلآئي
سمير أل طوق البحرآني ( 2016 / 12 / 16 - 04:16 )
اتفق معك في كل قلت الا اني اختلف معك حول كيان الشيعة العرب في زماننا هذا و اؤكد ان 99% منهم لا يوؤيدون سياسات ايران وما ريريطهم بايران هو المذهب فقط كـ ارتباط العرب السنة بالازهر. ان ادعاء الملوك والامراء بان الشيعة العرب مرتبطين بايران هو تبرير لاضطهادهم وخلق الطائفية بين الشعب الواحد لتوطيد حكمهم الديكتاتوري ولا تنسى ايها الاخ ان الغريق يتشبث بقشة فاذا سمعت عن بعض الشيعة شعارات تاييد لسياسات ايران هو تنفيس عما في نفوسهم من الهوان الذي هم فيه. اخي الكريم انا شيعي من البحرين واقول جازما ان 90% من الشيعة العرب البحرينيين وهم الاكثرية لا يؤمنون بولاية الفقيه بل يعتبرونها بدعة ويعتبرون خامنئي رئيس دولة ايران فقط. عندما ادعى شاه ايران ولايته على البحرين وجرى استفتاء على ذالك من قبل الامم المتحدة صوت الشعب البحريني العربي الذي يمثل الاغلبية للحكم الخليفي. ان ما تعانيه الشيعة الآن من اضطهاد سببه سياسة ايران الخارجية الذين هم منها براء. والسؤآل الذي يساله كل شيعي عربي وحتى فارسي خارج ايران ماذا جنينا من الثورة الايرآنية غير الاضطهاد باسمها؟؟.اتمنى على الحكام تغيير سياساتهم وسيظل العرب عرب.

اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س