الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
نحن الان في بغداد
علي عبد السادة
2006 / 1 / 6كتابات ساخرة
قبل الاحد، قبل 2006، بأيام كنا نجمع أمنيات مؤجلة وبقايا ضحكات قديمة.
عام جديد بلا سيارات مفخخة
عام جديد، لن تنخر الطائفية فيه أجساد مدننا وأهلها...
عام جديد، تغادرنا فيه عجلة "الهمفي"...
- تبددت الاماني وسكنت الضحكات...
- صوت عال... عربة اسعاف تنقل جرحى مرت أمام الجريدة.
قادني الاصرار على الاحتفال بعام جديد، ولو دون اماني، الى سيارة اجرة تحركت نحو السليمانية. لا أحد في السيارة يتحدث عن شجرة الميلاد أو موعد مع الاصدقاء ليلة 2006، أو أي شيء آخر. لقد اشغلنا السائق الاربيلي في ان يسألنا سلوك طريق العظيم أو لا...
قبل الوصول قررنا الاتجاه الى "كلار"... الطريق آمن هناك.
السليمانية، حينها، هادئة للغاية، وشارع "المولوي" كان مكتظاً بالعوائل التي بدا عليها الاستعداد لهذه المناسبة، ورغم ان زميلين لي، رافقاني الى السليمانية، أجهداني في التحدث عوضاً عنهم في السوق... المطعم، كانا لا يعرفان اللغة الكردية، الا ان الجميع شعر بالمتعة.
في سرجنار، واعدني رحمن، وهو اعلامي من كردستان، في أحد مطاعمها، بدا الحديث هادئا حتى أخذ اصدقاء رحمن يسألون عن بغداد، الانتخابات.. الحكومة.. الوضع الامني، الاجوبة الصحيحة جعلتهم اكثر حزنا.... هذا خلاف الاجواء. رحمن يتقن أضحاك من حوله بطريقة غريبة، أثناء ذلك بادرنا بحديث عن قرية "ال عواد" في الشطرة وتذكر أيام جيء بعائلته، وعائلات كردية كثيرة أخرى الى هذه القرية، بعد أن كانوا لاجئين في مخيمات على الحدود، أثر الانفال. يومذاك كان أهل القرية قد فقدوا عددا من القتلى وأوهمهم النظام المقبور بأن من قتل أبناءهم "أكراد"! أهل القرية استضافوا العائلات الكردية وعاملوهم وكأنهم من "ظهور القرية الاشراف". رحمن بدا فرحا بالحديث عن هذه القصة... الا أنه عبر عن حزن كبير لما يجري اليوم.
في يوم آخر، وكالمعتاد الجأ الى مقهى الشعب... ومنذ ثلاث سنوات ألتقي بـ"باوه ئه حمد"، "أبو أحمد". وقبل أن يضع صاحب المقهى، المكتظ بالمثقفين، قدح الشاي على طاولتنا بادرني "باوه ئه حمد" بالسؤال عن بغداد:
- كه وره ت كردين.
- سه رجاو.
- هه والى به غداد جونه.
- باش نى يه.
حزن الرجل كثيراً، وتأمل في عام 2006 في أن تعود بغداد حاضرة الدنيا.
آخر أيام رحلتنا الى السليمانية، وآخر أيام 2005، المدينة غطتها الانوار، الشوارع مكتظة بالطبول والدبكات والافراح... الجميع يتأمل.. الجميع تمنى حياة أفضل.حتى بغداد فعلت ذلك، صمتا، رغماً عن المتربصين بها.
- الساعة الآن هي الثانية عشر... خلد الجميع الى أفراحهم لاستقبال أول صباحات 2006.
- في بغداد، الظلمة والوحشية تنكرت بزي "بابا نؤيل" وزارت المدينة
كانت الهدايا ثقيلة... ثمان سيارات مفخخة.
***
التأمل في دربندخان... كان آخر المحطات، هذه المرة السائق لم يسألنا عن الطريق الآمن... لقد حزم أمره وتوجه الى "كلار".
في 1/1/2006 أعترضتنا عبوة ناسفة في بعقوبة، وزاحمننا عجلات الهمفي في الطريق قرب بغداد حتى خرجنا الى الحافة الترابية.
- صاحبي يذكرني همساً بشيء هام.
- أخفيت هوية الجريدة.
نحن الآن في بغداد!!
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فودكاست الميادين| مع الممثل والكاتب والمخرج اللبناني رودني ح
.. كسرة أدهم الشاعر بعد ما فقد أعز أصحابه?? #مليحة
.. أدهم الشاعر يودع زمايله الشهداء في حادث هجوم معبر السلوم الب
.. بعد إيقافه قرر يتفرغ للتمثيل كزبرة يدخل عالم التمثيل بفيلم
.. حديث السوشال | الفنانة -نجوى كرم- تثير الجدل برؤيتها المسيح