الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يقفون مع الأسد ؟

عندليب الحسبان

2016 / 12 / 14
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


لماذا يقفون مع " بشار الأسد " ؟
لا أتحدث عن السوريين المنخرطين هناك في الدم , فليس لأحد تقدير خياراتهم والمزاودة عليهم بظَرفهم , فلا مزاودة في الموت , من رأى في النظام جناحا يحمي به أطفاله فليكن , ومن رأى في عابرطريق ظلا يحتمي به من النار فليكن , في الحرب لا قيمة لشيء مهما غلا , ولا معنى لفكرة مهما سمت إلا للنجاة .
_____________
أتحدث عن هؤلاء وأولئك الذين ليسوا هناك في الحرب , عن المعفيين من حمل البارود , ولكنهم يصرون على قذف الكراهية , والانخراط حتى أقذر نفس في حرب الكراهية .....
عن أولئك الذين هنا يملكون ترف البكاء والعويل على صورة طفل تقطعت أوصاله تحت الأنقاض ,أو رجلٍ يفترش الطريق كخرقة رمتْها ريحُ حربٍ لا ناقة له بها ولا جمل ولا يفعلون , عن أولئك الذين ينظرون إلى مصدرالصورة لا الصورة , فإن كان المصدر من الأقربين بكوا , وإن كان من الأبعدين زغردوا .
______________
وأتحدث تحديدا عن هؤلاء وأولئك الذين يملكون ترف "معاتبة " " الحاكم المستبد " ولكنهم يصرون على لعق كلماته والانتشاء بها , رغم أنهم يعتاشون ويعيّشون أطفالهم على أرض غير أرضه , وعندما كانوا يخيرون بين سفرة مجانية إلى سورية العظمى أوبريطانيا العظمى , يهرولون إلى السفارة الامبريالية , وعندما يخيرون بين الهجرة بأبنائهم إلى سورية أو أمريكا أو فرنسا يهرولون إلى الأرض الامبريالية , لأنهم يعرفون أن السجون في سورية أكثر نشاطا من المدارس , وأبنية المخابرات أكثر كفاءة من المختبرات , وهم ككل الآباء والأمهات يريدون حياة كريمة لهم ولأبنائهم
رغم هذا يهتفون لسورية الأسد ,ولا يكفّون ؟ فهل يحبون بشار الأسد ؟
_____________
بعضهم يعترف بحبه , وآخرون ينكرون , ويقولون إنهم يكرهون أعداءه وهم كثر, وهم صادقون حين يكرهون أعداءه , ولكنهم واهمون حين يقولون إن أعداءهم كثر. فالغرب الامبريالي الذي يهرولون إلى سفاراته يستجدون منه تذاكر السفر المجانية ليس عدوا لهم , مراكز الأبحاث والمعاهد العلمية والمؤسسات الممولة من الغرب الامبريالي التي يتنافسون على العمل بها والاستفادة من خيراتها ليست عدوة لهم . فرصة العمل في الخليج الرجعي الامبريالي التي يجدون في البحث عنها , و التباهي بامتلاك سيارات امبريالية , والاقتراض بشروط البنك الدولي الامبريالي لتأمين حاجياتهم ما بعد الاستهلاكية ,كل هذا ليس عدوا لهم .
__________________
ولكنهم فعلا يكرهون عدو الأسد , ولا عدو للأسد اليوم إلا الناس الذين ضاقوا بإجرامه وبصورة الديكتاتورالمنسولة عن آبائه في الدم والعرق والتاريخ والإنسانية , الناس الذين لم يجدوا باب نجاة يخرجون منه إلا المساجد , بعد أن سدّ "المستبد " بوجههم كل أبواب الحياة الطيبة .
______________
ولأنه لا عمار بين اليساريين وبين المساجد منذ أيام الصراع البارد بينهم وبين الاسلاميين على امتلاك الشارع العربي في مواجهة السلطة السياسية , يقف اليساريون اليوم مع المستبد ضد الشارع " الناس " انتقاما منهم على خيارهم قديما وحديثا .
فالأسد ومحبوه اليساريون اجتمعوا على كراهية الناس و الانتقام منهم لأن الناس رفضوهم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصريح عمر باعزيز و تقديم ربيعة مرباح عضوي المكتب السياسي لحز


.. طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز




.. يوم الأرض بين الاحتفال بالإنجازات ومخاوف تغير المناخ


.. في يوم الأرض.. ما المخاطر التي يشكلها الذكاء الاصطناعي على ا




.. الجزائر: هل ستنضمّ جبهة البوليساريو للتكتل المغاربي الجديد؟