الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحل جدّي وأخذ الشمس معه / قصة قصيرة

عبد المجيد طعام

2016 / 12 / 15
الادب والفن


كنت أظن أن كل الحياة بدأت مع جدي…كنت لا أَكَلُّ عن النظر إليه و هو جالس يتأمل السماء من على ربوة قريبة من مداخل قريتنا .. كانت تروقني جلسته و هو يتتبع قرص الشمس حين يهوى إلى الأسفل…لم يكن يفوته هذا المنظر حتى أصبح طقسا من طقوسه اليومية و صلاة من صلواته المعهودة..

كان يأخذني معه لأستأنس بالغروب كان يقول لي :" إنها أجمل لحظة في الوجود …فيها الكثير من الدلالات و العبر" لكنني لم أكن أعرف أين تذهب الشمس كنت أظن أنها تختفي وراء النهر المحيط بقريتنا و هناك ينهمك أقزام بوضع الحطب داخلها لتشتعل من جديد فيدحرجونها لتخرج من الجانب الآخر…خلف تلك الربوة…

حكايات جدي أيقظت في داخلي حب الحياة ..كبرت و لا زلت أحن إلى حكاياته و لا زلت أحيا بخياله… ، كلما رجعت من ديار الغربة طلبت منه أن يحكي لي حكاية..ذات يوم قلت له :" ألم ينضب بعد خزان حكاياتك يا جدي.. ؟ " نظر إليَّ بابتسامته المتأنية و قال لي:" حكاياتي لا تنتهي إلا عندما تنتهي فيَّ الحياة و يتوقف نبض قلبي…" بعد صمت حكيم قال لي أيضا :" عندما تنتهي الحكايات ستختفي الشمس و لا تشرق من جديد "

عدت إلى غربتي و أنا أحمل معي نبض الحياة ، و مخاوف جمَّة…في صبيحة يوم غريب و وقت الغروب قريب رفعت عينيَّ إلى السماء ،فتشت عن قرص الشمس فلم أجده عرفت أن جدي مات ، فخفت ألا تشرق الشمس من جديد …

مساء 13/12/2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما


.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة




.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير