الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وعد بلفور - الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي بعد 100 عام

عليان الهندي

2016 / 12 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


تصاعد الجدل بعد مطالبة الرئيس الفلسطيني محمود عباس من بريطانيا تقديم اعتذار عن الوعد المشئوم الذي قدمه وزير خارجية بريطانيا حينها اللورد بلفور بمنح "اليهود وطن" في فلسطين.
ولا اعتقد أن المطلوب من بريطانيا تقديم اعتذار فقط، بل على العرب والفلسطينيين الضغط على بريطانيا من اجل تبني سياسات تكفر فيها عن جريمتها الكبرى بحق الفلسطينيين الذين يعانون من نتائج هذا الوعد حتى بعد 100 من الصراع مع الحركة الصهيونية ودولة إسرائيل من بعدها.
ورغم الوعد والجرائم والمذابح الصهيونية والبريطانية بحق الفلسطينيين واراضيهم، ومحاولات مسحهم وقضيتهم عن الوجود، عاد الصراع ،بشكل أو باخر، إلى خانته الأولى، أي إلى الوضع الذي كان سائدا قبل عام 1917 ، حيث عاد الفلسطينيين يشكلون أغلبية من يسكن في فلسطين التاريخية الواقعة بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط ، حيث تشير المعطيات أن هذه المنطقة يسكنها اليوم 14 مليون نسمة منهم 6.2 يهودي و 7 مليون فلسطيني 800 ألف من غير اليهود والفلسطينيين (مسيحيين من دول الاتحاد السوفييتي السابق ومتسللين أفارقة وعمال اجانب).
وباستثناء منطقة الساحل، يتوزع الفلسطينيون بشكل منسجم ،بشكل أو باخر، مع الوجود الفلسطيني الذي كان سائدا قبل 100 عام من اندلاع الصراع بين الفلسطينيين واليهود، ويشكلون أغلبية في كل أماكن سكناهم المختلفة. في حين يسكن أكثر من 70% من اليهود و80% من المنشآت اليهودية في المنطقة المسماة "غوش دان" وهي منطقة تبلغ مساحتها 2000 كيلو متر تمتد من عسقلان حتى نتانيا.
كذلك ما زال الفلسطينيون ،وبعيدا عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين، يملكون النسبة الأكبر من الأراضي الخاصة في كل فلسطين التاريخية وهو موزعة كالتالي: 12% في الضفة الغربية و 1.5 في قطاع غزة 2-3% في فلسطين التي احتلت قبل عام 1948، في حين يملك اليهود 7% من فلسطين التاريخية. أما بقية الأراضي فهي أملاك لاجئين فلسطينيين (5 ألاف كيلو متر واراضي الدولة التي يشرف عليها الحكم العسكري في الضفة الغربية وما يسمي الصندوق القومي الإسرائيلي وصندوق أراضي إسرائيل داخل المناطق الفلسطينية التي احتلت عام 1948)، وتخشى إسرائيل من بيع اراضي الدولة خوفا من شراء العرب والفلسطينيين نسب كبيرة منها ما يرفع من نسب امتلاكهم من الاراضي.
وفيما يتعلق بالسيطرة، فقد سيطر العرب والمسلمين على فلسطين أخلاقيا مدة 1400 عام في حين سيطر الصليبيين عليها اكثر بقليل من 100 عام ودولة إسرائيل سيطرت عليها مدة 70 عاما وما زالت.
والصورة المتبلورة اليوم لشكل الصراع، هي في البحث الإسرائيلي المتواصل لإحداث نكبة جديدة في صفوف الفلسطينيين تعطيهم هامشا ومرونة أوسع في الصراع مع الفلسطينيين. لكن المسألة الأهم هي، هل ينجح الفلسطينيين في التصدي للمخططات الإسرائيلية، ووضع برامج مقاومة تبقيهم فيها التحدي الأهم في مواجهة دولة الباطل ؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة شرقي نابلس وتحاصر أحياء في مدينة را


.. قيادي في حماس: الوساطة القطرية نجحت بالإفراج عن 115 أسير من




.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام