الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لِتُستكمل دعوة الحزب الشيوعي العراقي للواقفين خارج تنظيمه

سمير طبلة
إداري وإعلامي

(Samir Tabla)

2016 / 12 / 15
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ربما بالغَ ما نُشر، قبل سنوات، من ان الحزب الشيوعي العراقي (حشع) القوة السياسية العراقية الوحيدة، التي يزيد عدّد مَنْ يصرّح بشيوعيته، اكثر من عدّد اعضاءه المنظمين ضمن هيئاته، فهي – بكل الأحوال – تقترب كثيراً من الحقيقة! (صرح الرفيق حميد مجيد موسى، سكرتير اللجنة المركزية السابق لحشع، قبل سنوات، بأن عدد اعضاء حشع يزيد عن العشرين الفاً).
كيف؟
فلنحتكم للغة الأرقام، هنا، ومثالها الأصرخ، بل الأوجع لكل من يحمل ذرة مسؤولية عن حزبه، الأنصار (بيشمه ركَه) الشيوعيين العراقيين القدامى. تضم رابطتهم، حاملة اسمهم المفخرة، اكثر من ألف ونيّف، فيما تضم جمعية بيشمه ركَة الحزب الشيوعي الكردستاني (حشك)، شقيقة الأولى، نصف هذا العدد تقريباً، ليشكل مجموعهم اكثر من ألفين قارعوا، بالسلاح والكلمة، أعتى دكتاتورية شهدها عراقنا المنكوب سابقاً، وربما الأكثر نكّبة حالياً!
ويمكن الجزم ان اكثر من 90% منهم انقطعوا، او قُطُعوا، او "هجّجوا"، حقاً ام باطلاً، عن تنظيمي حشع وحشك. ويمكن مضاعفة الجزم بأن ما لا يقل عن 95% من هؤلاء يصرون على وصف انفسهم بالشيوعيين، بل وغالبيتهم يفخرون بتاريخهم النضالي، ومنهم من يواصله بطرق مختلفة، بمعزل عن التنظيم.
وإن اُضيف الآلاف من غير الانصار لـ"الرفاق الذين يقفون خارج تنظيم حزبهم الشيوعي"(*)، لأقترب العدد لما نُشرَ.
أدركَ حشع، وإن تأخر كثيراً (وقيل حكّمةً: تصل متاخراً أفضل من أن لا تصل!)، هذه الحقيقة الموجعة، فوجّه مؤتمره الوطني العاشر، الذي بشّر ببوادر أمل لنهوض الحزب، نداءً بهذه الوجهة، وإن لم يرتقِ لمستوى مسؤولية نداء مشابه للمؤتمر الوطني الخامس المظلوم (1993: مؤتمر الديمقراطية والتجديد). والأمانة تقضي الإشارة لرسائل داخلية للهيئات المعنية، خلال السنوات الأخيرة خصوصاً، دعت لهذه الوجهة، إلا ان متشدّدي الحزب وضعوا، كالعادة، العراقيل لتنفيذها، كتقديم الطلب او إشتراط التحاق "الذين يقفون خارج التنظيم" بأحدى الهيئات. وأحياناً تميّيع او رفض الطلبات من دون ذكر الأسباب!
الحصيلة المرّة: لم تُعاد الصلة، عملياً، ولأسباب مختلفة، بآلاف مؤلفة. غالبيتهم كوادر مُجربة، منحت زهرة شبابها، ومنهم من واصله بكهولته ايضاً، لقضية حزبهم النبيلة بحرية الوطن وسعادة شعبه!
وتوجيه المؤتمر "بتحايا الكفاح" لـ"رفاق الفكر والهدف والدرب"... وتأكيده "ان أبوابه مفتوحة امامكم على مصاريعها" على مسؤوليتها بحاجة لتُستكمل، بتطبيقات عملية فاعلة تصل، بالملموس، لأبعد "الواقفين"، ممنْ لا يزال مؤمناً بالحزب وأهدافه السامية.
كيف؟
تبادر اللجنة المركزية الجديدة لحشع، وحشك ايضاً، وبشجاعة شيوعية وأدبية كاملة، لتوجيه رسائل خاصة، وبالأسماء "للذين يقفون خارج التنظيم"، تعتبرهم فيها اعضاءً في الحزب، ولهم حق اختيار شكّلهم التنظيمي (التحاقاً بالهيئات الحزبية، او بصلات، او بأي شكل آخر يرونه مناسباً. وتجربة وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة اثبتت فعالية فاقت كل أشكال التواصل او التنظيم البالية).
ولن يخسر الحزب شيئاً إن اعتذر من مَنْ يعتقد انه ظُلِمَ، إهانة او بيروقراطية او تجاوزاً على النظام الداخلي، خلال عمله النضالي. فبهذا سيعيد صلته بالمئات إن لم يكنْ الآلاف. ولا تبرير هنا لأخطاء من ترك تنظيم الحزب، فهم، وكلّنا بشر خطّاء! و"الماعون الكبير (الحزب) يحتوي الأصغر (اعضاءه)" كما كان يكرّر كادر مرموق، له الصحة والسلامة وطول العمر.
وليس من الإنصاف ان يناشد الحزب الواقفين خارجه نصاً "فهلموا اليه وشاركوه حمل العبء المجيد" فقط، وإنما عليه، خصوصاً كادره، الذي قَبَل طوعاً تحمل شرف المسؤولية، ان يبادر، وبروح رفاقية مسؤولة وودية وبإحترام متبادل، بل وبإنسانية عالية، للقاء "الذين يقفون..."، حاملاً رسالة اللجنة المركزية المقترحة لهم بالاسماء.
سألتُ، خلال السنوات الماضية، العشرات من هؤلاء الآلاف، عن رأيهم إن استلموا رسائل خاصة موجهة من اللجنة المركزية تعتبرهم أعضاء فيه. فكان جوابهم، جميعاً، التجاوب المطلق!
فهل وصلت الرسالة المكرّرة والواضحة، ايها الرفاق الأعزاء في اللجنتين المركزيتين لحشع وحشك؟

15/12/2016

(*) نص نداء المؤتمر http://www.iraqicp.com/index.php/party/from-p/51833-2016-12-11-20-35-06
مقال له صلة http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=311296
وآخر! http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=231260








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التجسس.. هل يقوض العلاقات الألمانية الصينية؟ | المسائية


.. دارمانان يؤكد من الرباط تعزيز تعاون فرنسا والمغرب في مكافحة




.. الجيش الأمريكي يُجري أول قتال جوي مباشر بين ذكاء اصطناعي وطي


.. تايلاند -تغرق- بالنفايات البلاستيكية الأجنبية.. هل ستبقى -سل




.. -أزمة الجوع- مستمرة في غزة.. مساعدات شحيحة ولا أمل في الأفق