الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حلب بين الثَّورة و الثَّور .

الياس ديلمي

2016 / 12 / 15
كتابات ساخرة


هُو يركُض هرباً من ضرائب الثّورة ، لكنّه لم ينتَبه للـثّور ، فقد كانت الثَّورة تستقلُّ القطــار القَادم بسُرعة ، و كان الهارب يرتدي خوذَة الفَضائيين حتَّى لا يَشْـتمَ هَـواء البَشريين ، فجأةً توقَـف القِرد عن التّقليـد ، ليُشاهِـد براعَة ذلك العِـربيد ، فلقَد وَعَدَها بالزَّواج بعْدَ أن روَّج لموْعد الزِفاف ، ثُـمَّ ترَكـها تندُب حظَّها و هي في اللّحـَاف .. خــان الثَّـورة ، فخَـانه الثَّـور .
كان القِرد ميمون يَروي الحِكـاية التّي سمعها عن جدّه القرد الذي شهِد الأحداث و هو مُغمَض العَينَـين ، ثُم فتَحهُما و أكمل يروي :
ثَـورٌ له قَرنَــان ، شخصَـان بَعضَهُما البعْـض يُعاديان ، و شخصٌ ثالث يُصوّب مُسَـدّسَه نَـحو الثَّـور ..
مَشاهِدٌ غَـيْر مُكتَـمَلة لأوضَـاعٍ فيها هَـرَجٌ و مَـرَجٌ يَرويها القِرد مَيمُون في صِحـاح الأخبار التّي صحَّحها الأحبــار ..
يسأل المُراسِل الصُحُفي القردَ ميمُون قائلاً : مَــا قَولُكم في السِّياسة ؟
يَردُّ القرد مُبتسِمًا : السّياسة من عمَل الجسّـاسة و نحن نَعمل جاهدين على اجتنابِه ، فالأغلبيّة تعلَـم أنَّ السّياسة بلا أخـلَاق ، و حتّـى نخُـوض فيها يجِب أن نستَعين بِلسانٍ بذيءٍ ، لأنَّ عملَها هو أن تكونَ دليلاً لِمَكان الدجّـال ، و لِكـي نُواجه هذا الأخـير علينا بالبَـذاءة من أجل الفَـوز في السِّـجال .
يتساءل المُراسِل الصحفي قائلاً : ما النشاط الذي كان يُمارسه ذلك الذي هرب حتّى تترتَّب عليه تِلك الضرائب ؟
يُجيب القِــرد : كان يُمتهِن مِهنة حَــلْب ضَـرعِ الثَّـورة .
يطرح المُراسل تساؤلاً اخر قائلاً : ما هي التسعيرة القانونية لحلب الثّورة ؟
يُجيب القرد : الزَّواج بالثّــورة ..
يتساءل المُراسل الصحفي بشأن ضبابية المَشاهد غير المُكتمِلة قائلاً : مُمكِن تُعطيني مَشهد مُكتَمِل لما نَقَلته لنا عن جَــدّك ؟
يقول القِـرد : حَســناً ، الشَّخصــان اللّذان يعاديان بعضهما البعض هما أخوان كانا يَسترزقان من مِهنة حَـلب الثَّورة ، بحيث يَقتسِمان ضِرعَها المُكـوَّن مِن أربعة حَلمات و يَحلُبان الحليب الى أن تمّ خِداعَهُما ، بإيهامهما بأن الثّورة ذات القرنين الكبيرين التّي تَملِك ضِرعين و حَلَمة واحِدة خَيرٌ مِن الثورة التّي كانا يَحلِبانها ، فدلاّهُما المُحتال بِغُــرورٍ الى الثَّــور و هما لا يَشعران ..
صوّب المُـحتال و هو الشخص الثالث مسَّدسه تِجاه قـَدم الثَــور و أطلق عياراً نارياً في نَفس اللحظة التّي أمسكا فيها الأخوان خِصيَة الثَّــور لِيَحلِباها ظَنّــاً مِنهما أنّها ضِرعـا الثَــورة ، فَهَــلع الثَّــور و تألّـم جَـرّاء فِعل الأخوين الغَبـيّ ، مِما أدّى الى رَفسهما بِقَسوة ، و خَرق دُبريهِما بِقرونِه القّـوية ، و كانت النتيجة تَعرضُهما الى عاهة مُستديمَة بسبب حــلب المكان الخاطــئ ...
تساءل الصُحفي : من يا تُرى ذلك الشخص الهارب و المحتال ؟
اعتذر القِـرد عن اكمال النّدوة الصحفيّـة ، فأنتهى التصريح الصُــحُفي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با


.. شراكة أميركية جزائرية لتعليم اللغة الإنجليزية




.. الناقد طارق الشناوي : تكريم خيري بشارة بمهرجان مالمو -مستحق-


.. المغربية نسرين الراضي:مهرجان مالمو إضافة للسينما العربية وفخ




.. بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ