الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من المستفيد من احتجاجات البصرة؟

ماجد زيدان

2016 / 12 / 15
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


جولة الامين العام لحزب الدعوة ونائب رئيس الجمهورية نوري المالكي في بعض المحافظات الجنوبية حق له، والاحتجاج عليها يتوافق ما دام في اطار القانون واحترام الحريات العامة، وكذلك هذا الامر حق ايضاً لأي مسؤول يريد التواصل مع جمهوره او المؤسسات لاداء وظيفته.
الحراك الجماهيري بمختلف اطيافه اتخذ الاسلوب السلمي في الاحتجاج، وهو مدعاة تقدير واحترام وتأييد، وقطع الطريق على الاجهزة الحكومية الى حد كبير في استخدام العنف ضده، وهي ميزة لا ينبغي التفريط بها من بعض المحتجين لشعورهم بخيبة الأمل من الاحتجاجات وعدم الاستجابة لها.
الامين العام لحزب الدعوة لم يختر الوقت المناسب لجولته ولا الى مادتها فهي جاءت وسط اجواء السخط والتذمر من سياسته السابقة ومواقف حزبه من قضايا مختلفة، طبعاً الى جانب تردي علاقاته وتوترها مع بعض اطراف التحالف الوطني واستمرار الصراع وتبادل الاتهامات.
لم ينفع تيار الاحرار نفي تنظيم هذه الاحتجاجات على الزيارة بمساعدة حليفه التيار المدني، وكلا التيارين، في البداية، ابديا ارتياحهما لما حصل، وكان ذلك باديا باشكال مختلفة من خلال التصريحات ولكن سرعان ما تراجعا عن ذلك لاكتشافهما انهما ارتكبا خطأ جسيماً بشأن سلمية الحراك، وقد يوفر ما جرى ذريعة لقمع الحركة الجماهيرية وتحميلها مسؤولية ما جرى، المراقب والمتابع يلحظ ان المالكي وجناحه من حزب الدعوة يخسر باستمرار من رصيده ويتعزز رصيد الاعتدال ضد منافسيه وتشتد الضغوط لتقديم ملفات واحداث جرت خلال فترة حكمه التي استمرت ثماني سنوات الى القضاء، ولكن هذا الاحتجاج الذي خرج عن اطاره ربما سيدفع القوى المتصارعة في داخل حزب الدعوة الى لملمة خلافاتها والضغط على رئيس الوزراء حيدر العبادي لاتخاذ اجراءات ليست في صالح الحركة الجماهيرية وتنعش من قوة المتطرفين في حزب الدعوة.
الان، يشخص ان هذا التحرك غير المسيطر عليه قد صب الماء في طاحونة المالكي، واعطاه بعض المبررات لاثارة خوف بعض اتباعه القلقين مما ينتظرهم ما لم يلتفوا حوله مجدداً، فمثل هذه الافعال تخيف المتأرجحين وتساعدهم في اتخاذ القرار بالانحياز الى الضفة الخطأ مرة اخرى.
ان الامين العام لحزب الدعوة يستشعر العزلة التي هو فيها ويخشى فتح الملفات التي تحمله مسؤولية ما جرى خلال حكمه، وذلك في مرحلة ما بعد تحرير الموصل، وهو اراد استباق ذلك وهذا التحرك لفت الانتباه لكي يكون المالكي اكثر استعداداً، وربما ينفذ وعيده لكي يستبق الامور .. وهذا ما دفع بالتيار الصدري الى نفي أية صلة بهذه الاحتجاجات وترك المحتجين يواجهون المسألة لوحدهم وجردهم حتى من الغطاء المعنوي او الشكلي.
لا خلاف ان الزيارة هي استعداد وتحضير للانتخابات المقبلة ومحاولة لترتيب الاوراق، لا سيما ان الدعوة قد اشارت الى انه سيدخل هذه الانتخابات لوحده، وهذا حق له مواجهته او التقليل من شأنه ومكاسبه لا يجوز الا من خلال الاساليب والمشروعية القانونية، فالحزب الذي ستتنافس معه الاحزاب الاخرى هو حزب سلطة وامكانات واسعة واي استفزاز يدفع انصاره للاحتشاد حول من يوجه لهم الانتقاد والمطالبة بتقديمهم الى القضاء.
ان افضل السبل لمحاسبة الذين قصروا ازاء شعبنا والدولة هو في التوعية بما ارتكبوا من اخطاء وخطايا، والحذر من الوقوع في احابيلهم وحفرهم وخدعهم.. والرد عليهم بالحجج والبراهين والادلة وما اكثرها، وتفقأ العين من المدينة ومروراً بالريف الى الصحراء وليس يمنع اجتماع محاصرة مسؤول والاعتداء عليه، لكي يستغل ذلك ويذرف دموع التماسيح التي يحاول بها غسل ذنوبه.
ان انجرار أي طرف، وخصوصاً الحكومة والجماهير الى التعبير باساليب غير حضارية لا يستفيد منه الا الذين يملكون عوامل القوة واعداد بناء الدولة المدنية غير الديمقراطية.
15-12-2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضربة إيران لإسرائيل: كيف غيرت قواعد اللعبة؟| بتوقيت برلين


.. أسو تخسر التحدي وجلال عمارة يعاقبها ????




.. إسرائيل تستهدف أرجاء قطاع غزة بعشرات الغارات الجوية والقصف ا


.. إيران قد تراجع -عقيدتها النووية- في ظل التهديدات الإسرائيلية




.. هل ستفتح مصر أبوابها للفلسطينيين إذا اجتاحت إسرائيل رفح؟ سام