الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صراعات .. لاعلاقة لها بمصلحة الوطن

جواد البياتي

2016 / 12 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


المال والنفوذ هو الذي يحكم كل شئ على ارض هذا الوطن ، تشاطرها الشطار بين جذب لميدان الشرع وجر لساحات الوطنية الكاذبة ، فبقي الوطني الحقيقي هو الذي يتابع بدهشة وحزن العصابات التي تتقاتل من اجل الاستحواذ على خيرات وطنه .
والدليل هنا واضح جدا من خلال الجداول التي تنشرها وسائل التقصي الاعلامي من حين لآخر عن الثروات الطائلة التي تقترن باسماء السياسيين الغير بررة من اللذين فصّلوا القوانين وفق اتجاه الاثراء غير المشروع بل ان الجاه الوهمي الذي رافق هذه الثروة جاء مشوها ومبهما ، اذ لا أساس تاريخي صادق له ، ثم ان كل هذا الاساس كان عبارة عن بناء من الخرافات والاساطير والاوهام التي حاولوا ترسيخها لتأصيل وجودهم وشرعنته ، وسط بيئة مثالية .
لقد ثبت بحكم المؤكد ، لا الظن ، بأن خراب الاوطان يتم تنفيذه وفق خطط معدة مسبقا ومخزونة في ادراج الدول التي تطلقها وقت الحاجة ، عند وجود او ظهور عوامل مساعدة لأطلاقها ، وابرزها سلوك الحكام المغفلين في البلدان الموضوعة تحت المجهر ، العراق انموذجا .
هناك حكمة صادقة تقول " السفينة تغرق لو تعدد ملاحيها " فكيف ان يكون معظم هؤلاء من نوع " صنع في ايران " او " صنع في تركيا " او " صنع في الخليج " او " made in england" ان غياب الصناعة الوطنية للسياسيين ، وتعدد ورش المناشئ الخارجية لصناعتهم واعدادهم ، بل وجهل الوطنيين منهم بحقيقة واصول العمل السياسي ، يعتبر تضامنا لا إراديا او غير مقصود في خراب العراق ودفعه الى نقطة المواجهة القاتلة وضياع البلد في هذا الظرف الدقيق جدا المحاط بدائرة من اللهب المستعر. ان قراءة افتراضية ساذجة في رؤوس السياسيين المحليين الآن ، لا تجد فيها غير علامات الحذر والشك وعدم الثقة والطمأنينة ببعضهم ، وهذا يعني انهم يشغلون انفسهم ببعضهم ، ويعدّون انفسهم للمواجهة ، دون اي اهتمام او حساب لمصير الوطن كأرض وشعب وتاريخ ومستقبل ، وحتى دون التفكير بالبحث عن وسائل علاج حكيمة للتهدئة والتفكير السليم بمستقبل هذا العراق الذي يبدو ان جميع السياسيين اتفق على وضعه في المزاد العلني بكل ما فيه وما عليه وما تحته .
لم تكن احداث البصرة عفوية كما رواها بعض المتحدثون ، انها كانت على درجة عالية من دقة انتقال المعلومة الاستخبارية والامنية والتي تخص زيارة السيد المالكي وبرنامج عمله في البصرة وسواها من المناطق التي يروم زيارتها رسميا كأحد نواب رئيس الجمهورية مع ان اهداف هذه الزيارة معروفة ولا تحتاج الى فقيه لبيان قصدها ، فالمالكي بحكم تجربته في رئاسة الحكومة اصبح من بين ابرز السياسيين الذين شخّصوا المرض العراقي في هذا الزمن ، لذلك اراد ان يستثمر هذا التشخيص في حصاد مايستطيع حصاده قبل الانتخابات من مؤيدين ، خاصة وانه يطمح بشدة للعودة الى منصبه كرئيس للوزراء لأسباب لعل منها التكفير عن سيئاته ، ورد اعتباره كقائد مستغفل عند ضياع الموصل ، وقع تحت تأثير من كان يثق فيهم من قادة الجيش والقوات الامنية ، وبعض المستشارين ، وهي عودة انتقامية ولا شك من هؤلاء – ولو بعد فوات الاوان – بل ربما ادرك المالكي ان الشعب تعوّد الى كاريزما قوية ومتسلطة وهو بحاجة ماسة لها الان ، لكن عن طريق تطبيق القوانين بصرامة من اجل الحفاظ على صفة وشكلية النظام الديمقراطي .
ومع ان احداث البصرة كانت مؤلمة وتعددت صفاتها والوانها والنوعيات التي ساهمت بها واهدافها ، فلم تصب الهدف الذي كانت تريد من خلاله استثمار نقاط الفوز ، بل ان الحصاد كان للمالكي المحظوظ الذي يختزن في حافظته الكثير من المفاجآت في حالة فوزه في الانتخابات القادمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت