الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدول العربية والاسلامية تدعي بانها تحارب الارهابيين , ولكن لا تحارب الارهاب , مصر نموذجا

جوزيف شلال
(Schale Uoseif)

2016 / 12 / 17
الارهاب, الحرب والسلام


المقدمة
المصدر والمنبع الرئيسي والوحيد للارهاب والعنف والقتل والذبح والاغتصاب والكراهية والحقد والعنصرية والفاشية والنازية وكل اشكال الجرائم الاخرى هي الدول العربية والاسلامية السنية وخاصة الانظمة التي تدعي بانها اسلامية وتطبق الشريعة ودينها الرسمي هو الاسلام والمنتشر فيها موجة الصحوة الاسلامية وفتاوى شيوخ ابن تيمية والوهابية والاسلام السياسي الذراع الايمن لجميع الانظمة العربية والاسلامية .
جميع الانظمة العربية والاسلامية متحالفة سرا وعلنا مع المراجع الدينية وشيوخ الافتاء الذين تعينهم الدولة , الواجب والمهمة الرئيسية لشيوخ الاسترزاق ان يعطوا الشرعية للملك او الرئيس او الحاكم لذلك البلد , اما الانظمة العربية والاسلامية سواء ادعت زورا بانها انظمة مدنية او علمانية او تقول عن نفسها بانها اسلامية كلها تكافئ وتجازي شيوخ الازدواجية بان يكون لها مصدر مالي وحياة مترفة وذراع طويل في الاعلام والقنوات الفضائية والصحف والمجلات وخطب الجمعة وترويج الفكر الارهابي وتخدير شعوبها واطلاق فتاوى بالجملة وغيرها , جميع هذه الاشياء هي لخدمة النظام الحاكم ليبقى ماكثا على كرسي العرش الى الابد , اضافة الى مهمات اخرى وهي ترويع واخافة الغرب من هذا البعبع وطناطل الارهاب اضافة الى تنويم الشعب مغناطيسيا وتخديره بافكار وفكر خرافي واسطوري وخزعبلات لا وجود لها بل هي ملفقة ومنقولة ومؤلفة من الخيال .
لا يمكن على الاطلاق ان تكون وتصبح الدول والانظمة التي تقحم وتخلط الدين بالسياسة والحياة المدنية ان تكون نزيهة وشريفة وعادلة ولديها ذرة من القيم والكرامة والاخلاق , هذه نظرية ثابتة عرفت منذ ان نشات الكرة الارضية وتم اقامة اول نظام ديني , نظام الحكم المزدوج الذي يمزج الدين بالسياسة لا يمكن ان يساوي بين جميع مكونات الشعب ويعطيهم الحقوق المتساوية , لو فرضنا ان نظاما معينا ينتمي الى مذهب ما من دين ما يحكم بلد ما وذلك الشعب ينتمي الى دين واحد ولكن هناك اختلاف في المذاهب والطوائف والاتجاهات العقائدية الاخرى سنجد حتما بوجود تفرقة وعنصرية وتفضيلات وامتيازات بين هذه المكونات من نفس الشعب الذي ينتمي الى دين واحد سببه النظام الحاكم واستقطاب شيوخ الاسترزاق لمجموعاتهم , كما حصل عبر التاريخ ويحصل الى الان .
في ليبيا لا يوجد لا شيعي ولا احمدي ولا اسماعيلي ولا بهائي بل سني يقتل السني ومجموعة تحارب مجموعة , السبب لان هؤلاء المرتزقة من فيهم اسلامي متشدد ومتطرف ومن فيهم متدين يقوم بتسويق دينه على الاخرين اضافة الى التعصب الديني الاعمى وانتشار اللحة والدشاديش القصيرة والبرقع والحجاب والنقاب وغيرها من حالات التخلف وهذا ما موجود ايضا في السعودية وباقي الدول العربية والاسلامية .
اما في حالة وجود اعراق واديان وقوميات اخرى فهنا نجد الكارثة الكبرى تبرز على السطح باشكال علنية وسرية وارهاب وقمع واضطهاد وتطهير عرقي وديني كما هو حاصل في العراق ومصر وسوريا ولبنان والبحرين وايران وباقي الدول التي فيها ما ذكرناه .
مصر العروبة والكنانة نموذج اسود
منذ فتح واحتلال مصر من قبل دولة الخلافة الاسلامية الراشدة الداعشي القديم عمرو بن العاص سنة 21 هروب الموافق 642 ميلادية نشات الكارثة واصبح شعب مصر الفراعنة الاقباط تحت نظام حكم فاشي قاسي لا يرحم , صار سكان البلاد من اهل الذمة اي العبيد وحثالة البشر وارغموا على دفع الاموال اي الجزية للخلافة الداعشية كما يحصل اليوم في الموصل والعراق وليبيا وسوريا , وتم اجبار شعب مصر على الالتزام بالعهدة العمرية النازية التي بنودها لا تقبل بها حتى الحيوانات فما بالك بالانسان , استمر الحكم الارهابي الاسلامي في مصر الى زمن قيام اول جمهورية في مصر ورئيسها الدكتاتور عبد الناصر عام 1954 الذي جاء بانقلاب عسكري دموي .
استمر الحكم في مصر بالانحدار تدريجيا نحو الهاوية والسقوط الاجتماعي بدأ من المتاسلم السادات وبعده مبارك الى مرسي واخيرا السيسي , جميعهم اتخذوا طريق الزواج الغير شرعي مع الاسلام السياسي وفي مقدمتهم ما يسمى بالازهر مركز تفريخ الفكر الارهابي والارهابيين ومع شيوخ وقادة التنظيم العالمي الارهابي للاخوان المسلمين ومع السلفية والفكر الجهادي والوهابي , لو احصينا عدد الجرائم والاعمال الارهابية ضد المسيحيين الاقباط خاصة وضد الشيعة والبهائيين والاسماعيليين وغيرهم لكانت بعشرات الالوف .
انظمة الحكم في مصر استغلت الدين وبعض الجماعات الاسلامية وشيوخ فتاوى الاسترزاق لتمرير اهدافها وبرامجها وسياساتها العدوانية الوحشية ضد المسيحيين وكل من يخالفها في الراي والسياسة , ناهيك من ان هذه الانظمة هي فاسدة وقمعية وارهابية ودكتاتورية وسارقة , لكن ليس لديها مشكلة ومانعا من ان تتخلص من معارضيها ومنافسيها بشتى الطرق والوسائل , من هنا جاء ادعاء هذه الانظمة من انها تحارب الارهاب ولكن في حقيقة الامر انها تحارب وتريد التخلص والقضاء على اعدائها الذين ينافسونها منافسة طبيعية واخلاقية لادارة الدولة والنظام .
تعديل وصياغة وكتابة مناهج دراسية جديدة , تجديد الخطاب الديني , تنقيح واعادة وغربلة ورفع بعض الاحاديث الارهابية والخرافية والاسطورية والتي تنتقص من حقوق المراة والاديان الاخرى والكفار والملحدين كلها اكاذيب وذر الرماد في العيون يمارسها الحكام لتلميع صورتهم القبيحة امام العالم .
منذ ان تولى الرئيس السيسي الحكم في مصر اطلق هذه التصريحات المخزية والكاذبة لعملية التجديد واعادة تنقية التراث , تصريحات السيسي الخزعبلاتية ادت الى قيام ارهابي عفن بقتل العشرات من الابرياء في كنيسة وهم يؤدون الصلاة , الجرائم السابقة منذ عهد عبد الناصر والى هذه الجريمة البشعة في عهد السيسي يتحمل وزرها هؤلاء الرؤساء وانظمتهم الارهابية .
التعديلات في القوانين والدستور والخطاب الديني لا تحتاج الى اوامر تطلق في الهواء للتخدير والضحك على العقول , عندما اتيت يا سيسي انت او غيرك بالقوة او على ظهر الدبابة او بانقلاب عسكري قلتم الى شعبكم او الى احد الشيوخ وشيوخ الازهر وغيرهم سوف ناتي من فضلكم وان تسمحوا لنا بذلك ? .
يا سيادة الرئيس السيسي اذا كنت فعلا صادقا ومخلصا ولديك ارادة ان تقوم بفرض قوانين وان تجبر الشيوخ بالقوة والعصا لفعلتها , يبدوا انت وغيرك من الرؤساء والحكام العرب والدول الاسلامية لا فرق بينكما جميعكم من طينة وفكر ومنبع ومصدر واحد انه / الارهاب / الذي لا تريديون التقرب اليه ومحاربته .
الذي يفجر ويقتل ويذبح ويرتكب ابشع الجرائم ليس له ذنب ولا يعتبر مذنبا قانونا وشرعا , المذنب الرئيسي هو الفكر والعقيدة والدين والاحاديث والايات التي تدعوا الى قتال الاخرين ومحاربتهم وتكفر الجميع , اذا اردتم القضاء على الارهاب ان تخطوا خطوة جريئة الى تنقيح ورفع وغربلة الذي قلناه ولا ندعوا الى حذفها والغائها كليا , لابد ان الفكر الديني ان يتطور مع الزمن وليس باكذوبة وخرافة ان الدين يصلح لكل زمان ومكان وحذاري سوف ياتي يوما يقوم العالم كله بمحاكمتكم انتم ودينكم الذي لا يرحم حتى الحجر والطير والحيوان والنبات فكيف الحال مع الاديان والفكر المختلف ? .
اذا كنت صادقا يا سيادة الرئيس السيسي امنع بالقوة وبالاحذية على رؤوسهم مروجي الفكر الارهابي من شيوخ الدجل على الفضائيات مثل الارهابي / محمد حسان / والارهابي / وجدي غنيم / والارهابي/ اسحاق الحويني/ ومن على شاكلتهم , عليك ان تصدر قانون بمنع النقاب والبرقع وكل اشكال التخلف الديني ومحاسبة مروجي الفكر الاقصائي الارهابي في شوارع مصر والتكسيات والاماكن العامة , اذا كنت صادقا ان تقدم المجرم الى العدالة لكي يحاكم وليس ادخاله الى السجن وفي اليوم الثاني يتم الافراج عنه بحجة الخلل العقلي وغيرها من الاكاذيب التي تمارسها المحاكم المصرية المتاسلمة .
اخيرا وليس اخيرا نقول لمصر ولكم والى العالم , النظام والدولة التي تمنع مواطن اصيل واصلي ومن اهل البلد ان يتولى منصب مديرة او مدير مدرسة او محافظ او منصب في الامن والمخابرات والجيش والحكومة لكونه ينتمي الى المسيحية او الى معتقد اخر فهذا الرئيس وهذا النظام وهذه الدولة والشعب الذي يرضى بهذه الامور لا خير فيهم وهم من حثالات العالم واسوأ من النازية والفشية وكل اشكال العنصرية وحتى القوانين التي تطبق على حديقة الحيوانات اشرف منهم ان هم راضون بها وقبلوها واستمروا عليها , حين التغيير لنا حديث اخر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تتطور الأعضاء الجنسية؟ | صحتك بين يديك


.. وزارة الدفاع الأميركية تنفي مسؤوليتها عن تفجير- قاعدة كالسو-




.. تقارير: احتمال انهيار محادثات وقف إطلاق النار في غزة بشكل كا


.. تركيا ومصر تدعوان لوقف إطلاق النار وتؤكدان على رفض تهجير الف




.. اشتباكات بين مقاومين وقوات الاحتلال في مخيم نور شمس بالضفة ا