الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسطين في المسرح المصري: قراءة في النص الدرامي

عطا درغام

2016 / 12 / 19
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


فلسطين في المسرح المصري: قراءة في النص الدرامي
تأليف : محمد الرفاعي
يُدين المجتمع الدولي بشدة الممارسات القمعية للاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين ،وتُثير مشاهد حصد الأرواح مشاعر الغضب في شتي أرجاء العالم العربي، لكن تظل شجاعة وثبات حاملي الحجارة في مواجهة هؤلاء الجبناء أكبر شهادة علي أنهم أصحاب الحق وأصحاب الأرض ،وأن الحق هو الذي يعطيهم الشجاعة.
لقد قاوموا بدلًا منا ، ماتوا نيابة عنا ، بينما نغني لهم ونصفق لهم ، لكننا أبدًا لا نموت معهم...إذ لا نقاتل معهم حتي صارت قضيتهم سكينًا مغروسًا في صدورنا ، وتعودنا من كثرة الصراخ والألم ، وصار كل شيء عادة.
وقد حاول بعض الكتاب نزع هذا السكين لينزف الدم ونصرخ مرة أخري ، وصارت فلسطين في فضائنا العربي عصفورة بللها الندي والدم . وبدأ الشعراء والكتاب اصطياد طائر فلسطين ، فانطلقت المواويل والقصائد الشجية والأغاني التي كانت صرخاتها أشبه بالطلقة ؛لأن أصحابها كانوا يعيشون المأساة من أول الحلم ، يحاربون علي الورق ويقاتلون بالكلمات.
وحاول بعض كتاب المسرح أن يصل طرفي القضية – الطرف الموجب- قضية فلسطين- بالسالب- المتعود العربي. فتحدث الرعشة والشرارة التي رسمها للغضب والكلمة الفعل والصرخة الخلاص.
وفي كتابه ( فلسطين في المسرح المصري) ، الذي ظهر في النصف الثاني من نهاية العقد التاسع قدم لنا محمد الرفاعي دراسته التي تناولتعشر مسرحيات في عشرة فصول مرتبة لتواريخ تقديم النصوص المسرحية علي خشبة المسرحن ،خاصة أن هذه التواريخ توازي تواريخ الإصدار ، فيما عدا مسرحية ( الذباب الأزرق) لنجيب سرور والتي كتبت في فبراير 1974 ، ولم تقدم إلا في يناير عام 1984 . ومسرحية ( اليهودي التائه) ليسري الجندي التي كُتبت أواخر عام 1968 وقدمت عام 1984 .
عشرة نصوص مسرحية طرحت القضية الفلسطينية علي خشبة المسرح المصري بعد نكسة 1967 ،ولقد قسّم الكاتب دراسته إلي عشر حركات ، كل حركة تتضمن فصلاً .
وهي ( زهرة من دم) لسهيل إدريس، و( وطني عكا) لعبد الرحمن الشرقاوي ، وثورة الزنج ( لمعين بسيسو ) و( النار والزيتون ) للفريد فرج ، و( شمشون ودليلة ) لمعين بسيسو ، و( حبيبتي شامينا ) لرشاد رشدي، و( السئال ) لهارون هاشم رشيد ، ( الذباب الأزرق) لنجيب سرور، و( اليهودي التائه ) ليسري الجندي ، و( واقدساه) ليسري الجندي.
يري المؤلف أن هذه الأعمال توقفت عند حود رصد الظاهرة – أيًا كان هذا الرصد- دون محاولة استشراف ما يأتي ، أو تقديم رؤية مستقبلية ، التوقف فقط عند حدود نقل الواقع نقلًا بليدًا دون حتي موازنة ، فيما عدا ( النار والزيتون) للفريد فرج ، والتب بدأ فيها بانتفاضة الحجارة رغم أنها قدمت عام 1971 أي بفارق زمني عما يحدث الآن. لقد استشرفت زمن خلال معايشة كاملة لحركة النضال في الأراضي المحتلة.
يؤكد الكاتب بأن هذه الأعمال قد حاول فيها المؤلفون تقديم انتصار ورقي سريع في محاولة لكسر الإحباط الصلب الذي حاصرنا بعد هزيمة يونيو 1967 ، فضاع كل شيء.
أرادت أن تقدم لنا وفي غياب الفعل الواقعي- فعلًا ورقيًا- بديلا يخرجنا ولو للحظات عن حالة العجز التي نعيشها ، ويردنا من هجرتنا الداخلية إلي مساحة يتحقق فيه الفعل وبشكل بسيط.
يُشير الكاتب إلي أن معظم النماذج المقدمة نماذج متمردة ، وليست ثائرة فيما عدا ( اليهودي التائه) و( النار والزيتون ) و ( شمشون ودليلة ) ، وبالتالي فهي تبحث عن دور دون أن تعي دلالات ومعني الدور. ونظل نتساءل عن لحظة الفعل دون أن ندرك ما خي ملامح هذا الفعل ...؟
وعندما تبدأ هذه النماذج حركتها- والتي تستهدف في بعض الأحيان الوصول إلي السلطة ، وفي أحيان أخري مساحات البطولة الزائفة ؛ فإنها عند أول صدام دموي مع شراسة المواجهة تسقط من اللحظة الأولي.
ويري الكاتب أن أنسب الأشكال في طرح القضية هي الشكل التسجيلي كما في ( النار والزيتون) و( اليهودي التائه ) ، أو الشكل الرمزي في ( شمشون ودليلة). ؛ لأنها هربت من محاولة نقل الواقع الذي يتجاوزها بمراحل ،ولأنها فرت ثانية من محاولة تأليف نماذج بطولية ورقية تحمل بذرة سقوطها في نفس لحظة الفعل.
يشيد الرفاعي في دراسته بمسرحيات : ( النار والزيتون ) و( اليهودي التائه ) و( شمشون ودليلة ) والتي حملت رموزها بعيدا عن فخ الواقع.
بينما يُشير إلي أن معظم الأعمال الأخري توقفت عند حدود المشاركة الدعائية ، واستغلال المناسبة لتقديم عملا يجعلنا علي نفس الخط البطولي المزعوم، فنُريح أنفسنا ونُريح الآخرين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرب إسرائيل وإيران... مع من ستقف الدول العربية؟ | ببساطة مع


.. توضيحات من الرئيس الإيراني من الهجوم على إسرائيل




.. مجلس النواب الأمريكي يصوت على مساعدات عسكرية لأوكرانيا وإسرا


.. حماس توافق على نزع سلاحها مقابل إقامة دولة فلسطينية على حدود




.. -مقامرة- رفح الكبرى.. أميركا عاجزة عن ردع نتنياهو| #الظهيرة