الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يعود الشيوعيين المنقطعين الى أحضان حزبهم

أمير أمين

2016 / 12 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


تحت شعار ..التغيير ..دولة مدنية ديمقراطية إتحادية وعدالة إجتماعية ..إنعقد المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي العراقي ببغداد في اليوم الأول من شهر كانون الأول الجاري وإستمر لثلاثة أيام إنتخب خلالها لجنة مركزية جديدة من 31 عضو بينهم أربع نساء وقد إنتخبت إحداهن لعضوية المكتب السياسي بينما تم إنتخاب رائد جاهد فهمي سكرتيراً جديداً للحزب , وفي الختام ارسل الحزب عدة رسائل للمثقفين والأنصار وغيرهم وكانت الرسالة التي توجه بها الى الرفاق الذين يقفون خارج تنظيم حزبهم الشيوعي مهمة جداً وسليمة في هذه المرحلة الصعبة التي تمر على الحزب والحركة الوطنية العراقية حيث حملت الرسالة لهم في طياتها معاني الاعتزاز والمحبة وأهابت بهم روح النضال مجدداً في صفوفه لتعزيز تنظيماته وتقويتها وأشارت في طياتها الى أن الحزب أبوابه مفتوحة أمامكم على مصاريعها واصفاً إياهم برفاق الفكر والهدف والدرب ومستذكراً معهم عهود الوفاء للشعب وكادحيه وفقراءه وللوطن وصناع حريته وتقدمه , ومذكراً إياهم بمخاطر داعش واللصوص والجريمة المنظمة , حاثاً إياهم بأن الحزب يريدهم معه في المعركة التي يخوضها من أجل الشعب والوطن ..
الكل يعرف من خلال تاريخ الحزب الشيوعي العراقي أنه تعرض الى حملات مطاردة وتصفيات لكوادره ورفاقه ومنظماته سواء كان ذلك بعد انقلاب 8 شباط الدموي عام 1963 او في الحملة التي قام بها حزب البعث وأجهزته القمعية أعوام 1978 و1979 وما تلاها خلال حقبة الثمانينات والتي إستشهد فيها آلاف الشيوعيين وإستطاع آلاف آخرون من الهروب الى كردستان أو الى خارج العراق بينما أرغم العنف الدموي ضد آخرين على توقيع البراءة من حزبهم مكرهين تحت طائلة قوانين الإعدام أو التوقيع على قرار رقم 200 والقاضي بعدم العمل في أي حزب سياسي والمقصود هنا الابتعاد عن تنظيمات الحزب الشيوعي والذي وقع عليه بضع مئات منهم وظلوا طيلة سنوات تحت مراقبة أجهزة السلطة على عملهم وحياتهم وتحركاتهم بينما ظلت قلوبهم تخفق بالمحبة والحنين لحزبهم الشيوعي وللأيام النضالية المجيدة التي عاشوها في صفوفه ..ولما سقط صنم النظام الدموي في وسط بغداد وتغيرت الأمور السياسية للبلد بشكل سريع وجارف , هرع الشيوعيون الذين ابتعدوا قسراً عن حزبهم للتحرك السريع داخل جميع محافظات العراق لبناء مقرات الحزب ولملمة الشيوعيين المعروفين وبناء تنظيماتهم بالاستعانة بتوجيهات اللجنة المركزية للحزب والتي انتقلت الى بغداد فوراً كما ساهم عدد من الشيوعيين الذين وصلوا من الخارج الى محافظاتهم بتعزيز البناء التنظيمي للحزب وجعله واقعاً ملموساً بين صفوف الجماهير التي رحبت بعودته بفرح وساهم عدد من الناس البسطاء بالمساعدة المالية جنبا الى جنب الشيوعيين في دعم تشييد المقرات وشراء الأثاث واللوازم البسيطة لها حتى صارت بحق بيوتاً للشعب وكادحيه وكانت جريدة الحزب المركزية طريق الشعب أول صحيفة معارضة للنظام السابق تنزل وسط بغداد وتتلقفها أيادي أبناء الشعب بمودة وإبتهاج..ومن هنا فقد عاد الى أحضان الحزب مئات الرفاق المنقطعين عنه وكلهم عزم وتصميم على النضال مجدداً في صفوفه وتعويض الفترة السابقة التي ابتعدوا فيها عنه وكونوا خلاياهم ولجانهم الأساسية والقاعدية والمحلية واستطاعوا أن يشتركوا بقوة في الانتخابات الأولى ويتنافسوا مع كتل وأحزاب عراقية أخرى..وبعد بضعة سنين بدأ بعضهم يتململ ويتسرب من تشكيلاته الحزبية تحت حجج وذرائع متعددة , بينما واصل عدد آخر نضالهم دون التأثر بأية ظروف ذاتية أو موضوعية..هذا الوضع الذي لمسناه من تنظيماتنا داخل الوطن إختلف الأمر فيه عن الرفاق المبتعدين عن حزبهم خارج الوطن والذين ابتعدوا عن حزبهم بتوقيتات متفاوتة إبتدأت منذ خروجهم من العراق عام 1979 وللآن وإشتدت بعد أعوام التسعينات حيث لجأ الآلاف منهم لبلدان اللجوء وصار الخروج من تنظيمات الحزب أمر شبه عادي بينما حافظ عدد منهم على عضويته وتمسك بمباديء حزبه عدد آخر من الذين كانوا بقبضة النظام وتحملوا شتى صنوف التعذيب وخرجوا مرفوعي الرأس هازئين بجلاديهم ولكن بعضهم خرج بسهولة من حزبه في البلدان الأجنبية وإبتعد عن السياسة أو بقي متفاعلاً معها بشكل ضعيف ومن بعيد ولكن على العموم فإن المبتعدين عن الحزب وخاصة من أنصاره الذين ناضلوا في سهول وجبال كردستان ظلوا قريبين من الحزب يساهمون بإحياء حفل عيد تأسيسه ويشاركون بندواته وفعالياته ويقوم بدعمه مادياً عدد منهم بإنتظام لكن لا أحد منهم تحرك وبشجاعة للعودة التنظيمية اليه على الرغم من التصاقه الفكري به وإحترامه للحزب ورفاقه وإستمرار علاقته الشخصية به وبهم , وظلوا على حالهم حتى بعد سقوط النظام في 9 نيسان عام 2003 وحاجة الشعب والحزب لهم .
من هنا لابد من وجود آلية لجذب الرفاق المبتعدين للعودة مجدداً الى أحضان حزبهم الشيوعي العراقي والإستفادة من إمكانياتهم الفكرية والسياسية والتنظيمية ومن نفوذهم الجماهيري لتعزيز وتقوية تنظيماته ونفوذه داخل المجتمع وبقوة خاصة بالنسبة للرفاق المبتعدين عنه داخل الوطن فيجب أن تكون هذه المهمة هدف ثابت ودائم ولا تخص مرحلة معينة بذاتها كمثلاً في فترة ما قبل الانتخابات وحاجة الحزب للأصوات , وعلى منظمات الحزب أن تكتب رسالة لكل رفيق مبتعد عنه تنظيمياً وتدفعه للعودة اليه وتطلب منه توضيح أسباب إبتعاده عن العمل التنظيمي في صفوف الحزب وتدرس بعناية ومسؤولية كبيرة رسالة كل رفيق وتقوم الهيئة الحزبية بتقديم الاعتذار الخطي وبصدق من الرفاق الذين جرت بحقهم إساءات من مسؤوليهم أو من منظماتهم أو تم طردهم من غير حق أو لأسباب شخصية كما يتوجب على عدد من الرفاق السابقين تقديم الاعتذار لحزبهم عن التجاوزات والإساءات التي الحقوها بعدد من رفاقهم أو منظماتهم حينما ينوون العودة مجدداً للحزب وأن يتعهدوا بالحرص على سمعة الرفاق والحزب والدفاع عنه وعنهم أمام الأعداء والمتربصين والذين يتصيدون بالماء العكر وفي مختلف الظروف .
إن النظام الداخلي وقواعد العمل الحزبي تؤكد على إمكانية عودة الرفاق المنقطعين عنه بالعودة اليه متى شاءوا ومنهم المستقيلين أو المطرودين ويتم ذلك من خلال الرسائل الواردة للحزب منهم والتي تقرها اللجان الحزبية وتصادق عليها لجان اعلى ويكون أمر المستقيل أو المطرود أو المبتعد عن العمل الحزبي عائداً لحزبه كما كان ويطبق عليه النظام الداخلي بحذافيره كما كان سابقاً ويصبح عضواً عاملاً وفعالاً في صفوفه ولا فضل لأحد عليه بل هو بذاته يحدد وجهته النضالية ويعمل من خلالها بكفاءة , ومن هنا لابد للإشارة وبنفس سياق عودة الشيوعيين الى أحضان حزبهم معززين مكرمين ,الإشارة الى ضرورة أن تترافق هذه العملية مع عملية تنظيف وتنقية الحزب من العناصر السيئة والخاملة والنفعية ومن الخونة الذين خدموا النظام الديكتاتوري وأصبحوا وكلاء أمن ومخبرين على رفاقهم وعوائلهم وتسببوا في إستشهاد عدد منهم ..إن أمثال هؤلاء لا يتشرف الحزب الشيوعي باحتوائهم حالياً أو عودة الذين على شاكلتهم مجدداً اليه ويجب تنظيف منظماته منهم وخاصة في اللجان القيادية لكي نترك الفرصة لعدد معاكس آخر لهم ومن العناصر الوطنية النظيفة العودة بصفاء ذهن وبهمة عالية ورأس مرفوع فلا يمكن الجمع للنقيضين في خلية واحدة أو لجنة واحدة تحت علم واحد أحمر يحمل رمز المنجل والمطرقة وهؤلاء للأسف موجود بعضهم في تنظيمات حزبنا داخل الوطن ولو بشكل محدود .إن قسماً كبيراً من الرفاق المبتعدين عن الحزب تنظيمياً هم من المرتبطين به فكرياً وهم من المخلصين له والمتعاطفين معه وهنالك عدد آخر نراهم شديدين في تعاملهم مع الحزب ويقسون عليه وعلى رفاقه, وعليه أتمنى من جميع رفاقنا السابقين والذين ابتعدوا عن الحزب في أية فترة وتحت أية ظروف أن يأخذوا رسالة حزبهم بوعي عالي وبجدية آملاً منهم العودة الى أحضان حزبهم الشيوعي وخاصة أنصار الحزب الشيوعي المبتعدين عنه تنظيمياً وحسب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: حماس تمارس إبادة جماعية ورفضت جميع المقترحات المتعل


.. الدكتور مصطفى البرغوثي: ما حدث في غزة كشف عورة النظام العالم




.. الزعيم كيم يشرف على مناورة تحاكي -هجوماً نووياً مضاداً-


.. إيطاليا تعتزم توظيف عمال مهاجرين من كوت ديفوار وإثيوبيا ولبن




.. مشاهد جديدة وثقتها كاميرات المراقبة للحظة وقوع زلزال تايوان