الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العرب من دون إسلام 3/3 .

صالح حمّاية

2016 / 12 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


و بعد ما قلناه عن براءة العرق العربي من الهمجية التي تعاني منها البشرية ، والتي نرى وكما وضحنا أنها بسبب الإسلام كدين ، لا من العرب كعرق ، فوجب عليها القول هنا أن هذه التبرئة ليست تبرئة مطلقة ، بل هي تبرئة لها شروط أولا ، و اذا لم يحقق العرب تلك الشروط أولا ، فلا يمكن لكل ما قلناه أن يكون صالحا ، فمهما يكن ، فالعربي نعم بريء من جرائم الإسلام ، و لكن في النهاية فعليه أن لا ينسى أن العرق العربي كان له الدور الأكبر في إنتشار الإسلام أول الأمر ، و أن العرب كانوا هم الجنود الأوائل الذين غزى بهم الإسلام باقي الحضارات التي فتحها للدرجة التي جعلت شيوخ الإسلام يقولون "و ما قيمة العربي بدون إسلام " وهو كلام في الواقع صحيح إذا نظرنا للأمر من وجهة نظر براغماتية ، فالعربي كان ليكون مجرد بدوي يقطن صحاري نجد و الحجاز ، و من جعل له قيمة و أدى لإنتشار لغته وسيادة عرقه على العالم فهو الإسلام ، فالعرب وهو أمر لا ينتبه له كثيرون ، هم في الواقع أحد أطول السلالات التي حكمت العالم ، فهم ومنذ 1400 يحكمون بلادا كثيرة ، وهم حتى الآن يحكمون كثيرا من البلاد بإسم أنهم عرب فقط ، فمثلا ملك الأردن يحكم بلاده بإسم نسبه الهاشمي الذي يعود للنبي محمد ، و محمد السادس في المغرب يحكم المغرب بإسم نسبه العلوي الذي يعود للنبي محمد ، وفي إيران يحكم خامنئي وجوقة الملالي ذات العمائم السوداء إيران ، بإسم النسب الفاطمي ، و الذي يعود لفاطمة بنت محمد ، وهكذا كان حال كثير من الحكام على مدار التاريخ ، حيث دائما يشترط فيهم النسب العربي و تحديدا القرشي المحمدي لكي يحكموا ، ومن هنا ، فالأصل ومن اجل تبرئة العربي من جرائم الإسلام فعليه أن يفعل الكثير و الكثير لإصلاح هذا الوضع ، ونتلوا منها :

أولا : أن يتبرأ العربي من ديانة الإسلام ، فإذا كان العربي مسلما و يدافع على الدين الإسلامي فهو إذن مدان إدانه مطلقة ، فكما شرحنا فالعربي البريء من جرائم العرب عبر التاريخ بإسم الإسلام هو الكافر به ، أما العربي المسلم فهو ليس سوى مجرم يؤيد ديانة إجرامية ، و لا أمل إذن له في إدعاء البراءة ، وهنا وحتى لو صعب على العربي ترك دينيه لضروف أيمانية معروفة ، فليرفض على الأقل شقه المدني وهو الشق المليء بالإرهاب والهمجية و الدعوة لإحتلال الدول الأخرى ، و طبعا أن يرفض معه ذلك التاريخ من الغزو و النهب لبلاد الآخرين لكي لا يجد حجة عليه من معارضيه ، وليبقي فقط على الشق المكي كما طالب مثلا المفكر السوداني طه محمد طه في كتابه الرسالة الثانية من الإسلام ، بحيث يبقى الإسلام مجرد معتقدات آخروية تخص العبد و ربه ، ولا يهم أن تكون صحيحة أو خاطئة ، فحرية المعتقد مكفولة للإنسان ، مادامت ديانة مسالمة .

الأمر الثاني و الذي على العربي فعله ، هو أن يعتذر علانية لكل الشعوب التي غزاها أجداده ، فكما فعلت البشرية مع السود ، و إعتذارها لهم بسبب تاريخ البشرية البيضاء المخزي مع الرق ، فكذلك على العربي الإعتذار للأمم الأخرى التي إحتلها أجداده و أن يسعى مرارا وتكرارا على تأكيد هذا عن طريق دعمه و السعي لإحياء ثقافات ولغات تلك الأمم التي أبادها الإسلام ليعود الواقع لما كان عليه ، فلا يمكن تصور تبرئة بدون إعادة للحقوق المسلوبة ، وهنا طبعا وبعد هذا فلن يكون هناك حجة للآخرين على لومه ، فنعم أجداده في التاريخ القديم قاموا بمذابح ، ولكن ها هو الحفيد يحاول أن يكفر عن أخطاء الأجداد بالاعتذار والتسامح فهو أساسا لم يفعلها ، وشخصيا لا اضن أي حضارة من الحضارات التي تم غزوها و الفتك بها من قبل العرب المسلمين، لو فعل العربي معها هذا ، أنها سترفض هذا الفعل منه ، اللهم طبعا العنصريين المتطرفين الذي لا يريدون للمشكل الذي جرى أن يحل بسلمية ، والذين لا يفهمون أنهها أحوال الزمن القديم ، والتي يجوز لنا الاعتراض عليها ، ولكن ليس أن نحاول قلبها بطريقة راديكالية ، واقصد هنا البعض الذي يدعوا لطرد العرب ليعودوا لبلادهم ، وهو كلام عنصري لا معنى له سوى في حالة واحده ، وهي ان يكون ذلك العربي ما يزال يمجد الإسلام و يدعوا له ، فهذا نعم يجوز طرده ، و لكن العربي الذي نحكي عليه كما قلنا ، والذي يدعم دولة المواطنة وحق الشعوب المفتوحة بلادها في إستعادة حقوقها ، فهو لا يستحق .

الشرط الثالث كذلك والذي على العربي فعله ، هو أن عليه السعي لتفكيك الواقع الإجتماعي الذي فرضه الإسلام من أجل إحلال واقع إجتماعي جديد ينبع من واقع ثقافات الشعوب التي إحتلها الإسلام ، فمعلوم أن الإسلام فرض أمور كثيرة تخدم العرب على حساب باقي الأمم ، ومنه فيجب إعادة الحقوق المغتصبة لأصحابها ، و منها مثلا فرض الإسلام للغة العربية على تلك الشعوب ، والتي يجب ان يتم منعها ، وهذا لتخلي مكانها للغات الأصلية لشعوب البلاد المحتلة ، وكذلك طبعا الحال مع التاريخ الذي زوره الإسلام ، والذي يجب أن تعاد كتابتاه لكي يسترجع أصحاب الحق حقوقهم ، فالغازي يجب أن يسمى غازي ، و المجرم يجب ان يسمى مجرم ، وعلى جميع الشخصيات التاريخية أن تحوز على حقها العادل في الوصف والتأريخ ، خلافا لما هو حاصل الآن ، حيث منذ حل الإسلام على بلاد تلك الشعب ، فقد تم تزييف الواقع لكي يكون المسلمون هم البطال فقط ، بينما المقاومون و المدافعون على بلادهم أعتبروا مجرد شخصيات بلا قيمة ، فيما الأصل أنهم أبطال يجب ان يخلدهم التاريخ كمقاومين على بلادهم .

وهنا وجب التنويه إلى شيء ، أن الشروط الثلاثة وكما هو واضح تشترط أنه على الشعوب التي تريد إدانة العربي بسبب ما فعله في تاريخه ، أن عليها التخلي عن الإسلام هي كذلك ، لأنه و كأبسط سؤال بديهي يواجهنا : و كيف يدين شخص العرب بحجة مجازرهم بحقه ، و هو لا يدسن أصل الداء الذي دفعهم لهذا وهو الإسلام ؟ فهل يمكن لوم الفرع ، وترك الأصل ، و الإدعاء أن هذا أمر منطقي ؟ .

وعلى هذا فمن يحق لهم بنظرنا حق إدانة العربي ، هم من تركوا الإسلام فقط ، أما جماعة ( العرب بشعون – و الإسلام جميل) فهم بتصوري مجرد بلهاء لا يعتد بهم ، فالرافض لغزوات المسلمين العرب لبلاده حقا ، فهو الكافر بدين الإسلام ، وليس المسلم ، وشخصيا اجد أنه من الجيد مثلا أن إنتفاضة الأمازيغ في بلدي الجزائر مثلا ، قد ترافقت مع موجة من الإلحاد و الإنتقال للمسيحية ، فشعب كالشعب الامازيغي إذا أراد أن يستعيد مجده وبلاده من نفوذ العرب المسلمين ، فعليه أن يتنكر لدينهم أولا ، فالأمازيغي الثائر على العرب، و الذين يدين بديهم ، هو مجرد مزيف لا يدري ماذا يفعل .

رابعا و اخيرا وهنا لا نتكلم على مستوى الفرد ، بل على مستوى العرق العربي كله إذا أراد تبرئة نفسه من الجرائم التي قام بها بحق البشرية ، وكذلك ومن أجل أن يعود له المجد الذي كان فيه هو نفسه ، فهو بأن ينصب تمثالا لابو الحكم داخل الكعبة ( يسميه المسلمون أبا جهل ) فبدون خطوة رمزية كهذه لرد الإعتبار لذلك الرجل العظيم الذي قاوم غزو الظلام ، فسيبقى العرب مدانين لا محالة على مستوى المجموع ، لأنه ومادام الإرهابي الكبير يتم تمجيده في مكة ، فحال العرب لن ينصلح ، ونحن لن نرى العرب بخير ، سوى حين تعود مكة لسابق عهدها المجيد ، حيث هي مدينة لجميع الديانات وكعبتها معبد لكل الالهة البشرية ، ويجب أن تعود أوثان كهبل واللاث ومناث والعزى ، لتؤكد الثوبة العربية عن حقبة الإسلام المظلمة .

وما نقصده بالمختصر بهذا الكلام اعلاه ، فهو أن على العرب ارجاع مكة لعدها القديم كما كانت ( هايد بارك ) حر منفتح على كل الثقافات و الاديان ، و بدل ان يكون الحج كما الأن مقصور على المسلمين فقط ، فسيكون الحج لكل الأحرار في العالم ليزوروا تلك المدينة الخالدة ، والتي تم غزوها من قبل الإسلام ، و تغيير تاريخها حتى اليوم .

وفي الختام فما نقول هنا ، فهو أن العربي مثله مثل الآخرين قد تم غزو بلاده إستعباده ، و أن لديه الفرصة ليصحح الأوضاع ، وعلى الجميع دعمه ، ولكن طبعا لا شيء من كل ما قلناه سابقا مقبول ، سوى بعد تحقيق الشروط ، فبدون تحقيقها ، فسيبقى الأمر كما هو عليه الآن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بدون الاسلام لكان العالم بألف خير
الامين ( 2016 / 12 / 21 - 04:04 )
ولكان العرب قد سبقوا الغرب والشرق ووصلوا الى القمر ، وسبب تخلف العرب هو الاسلام ، شكراً للكاتب الفاضل على هذه الجرءاة في انتقاد البناء للإسلام .


2 - العرب من دون إسلام
شاكر شكور ( 2016 / 12 / 21 - 04:55 )
تقول استاذ صالح : (فسيكون الحج لكل الأحرار في العالم ليزوروا تلك المدينة الخالدة) ، إن ارجعنا حسب رأيك كل التقاليد والعبادات التي كانت سائدة في مكة قبل الإسلام فيجب إرجاع تقاليد الحج كما كانت في السابق ، فحسب كتاب المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام للمؤرخ جواد علي كان الحجاج يدورون حول الكعبة وهم عراة وكانوا يطلبون الخصوبة من إله الشمس وأصل كلمة الحج هو الحك ، فهل تعتقد بأن ريع الحك للسعودية سيكون اكثر مما هو الآن ؟ وماذا سيكون مصير عادة رمي الجمرات إن ارجعنا العادات القديمة ؟ فهل تقترح ابقاء هذه العادة في طقوس الحك ام تقترح نقلها الى يثرب لرمي الجمرات على امير الشياطين لما سببه من تعاسة للبشرية ؟ افتينا جزاك الله خيرا ، تحياتي