الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بقلم أحمر، يمكننا تصويب الخطأ.

محمد الورداشي
كاتب وباحث مغربي.

(Mohamed El Ouardachi)

2016 / 12 / 22
الادب والفن


شعبة الأدب العربي.
مما نعلم جميعا، أن الكتابة عالم خصب، و منقذ ينتشلنا من حالة الدمار، إلى النشور من جديد، و نعلم كذلك، أننا، بالكتابة نحارب الظلم، و بالقلم نتخطى المستحيل. إذن:

متى يحق لنا أن ندعي أننا نحسن الكتابة؟


بدأت القراءة شيئا فشيئا ثم غدوت أتذوق النقد و محاورة كل ما رأته عيناي، و تمتم اللسان به؛ لكن ما تبين لي أنه بين الكتابة و البيان علاقة وجودية، تحمل ما تحمله من سحر في الكلمات، و رصانة في الأسلوب، و رقة في الطبع، ثم جودة و خبرة في حسن السبك و الحبك. ما رأيت يوما نصا في ما ينشر من لدن أشخاص لا يستحقون صفة كاتب أو أديب مغمورين. منهم من يكتب عن اللاشيء، و باللاشيء. حيث الكلمات منشورة بين السطور، بعيدة في المتخيل و المنظور، لا صرامة في المبنى، و لا بيان في المعنى. ترى لمن يكتبون، علما أنهم لا يقرأون. قد أكتب حتى و إن لم أقرإ الكثير، فالكتابة ليست مرتبطة كل الارتباط بالقراءة؛ لأنه يكفيك أن تتذوق لذة الأدب و رصانة في القراءة، و بعدئذ تترك المجال بإفساح إلى قريحتك و ما تفديك به، من أحاسيس، و من أساليب أدبية، مما يجعلها ترقى إلى مستوى الأدب.
اسمعوا و عوا-معشر الكتاب- و اعلموا يقينا أن الأدب علم، قائم الذات، و عور لا يدخله شبق؛ فإن كنت تهوى المرأة بشغف، و تكره الرجال في نفور؛ فاعلم أنك في الطريق إلى الأنثى. ستكتب عنها كل الكلمات، و تجعل القراء الشاغرين يتأملون في طيشك و رعونتك، و أنت بدورك نسيت أن المرأة قيمة إنسانية في ذاتها و لذاتها؛ و قد تحمل تلاوين عدة، كالأمة، و الوطن، و المجتمع. فلا تستهن بها أيها المتطفل على الأدب، و اترك مكبوتاتك و شبقك، و شهواتك الجنسية و رغباتك العارمة، و أقم حدا بينك، و بين المرأة، فلا تجعلها و نفسك في محك مع الساحة الأدبية.
اسمع- رحمك الله- و اعلم أن الشاعر لا يكون شاعرا، و لا يشعر بموهبة الشعر و الشعراء، حتى يقيم حدا فاصلا قاطعا، بينه و بين حياته الشخصية؛ كأن يأتيك من يدعي الشعر و الكتابة، فيسألك في غباء و سوء أخلاق: متى سأتزوج؟ و من منكن ترغب في قضاء الشبق الذي تستشعره تجاه الحرمان العاطفي. و كذا تلبية رغبتها الجنسية الجامحة؟
ما موقع القراء من خربشاتكم هذا، علما أنكم تدعون الشعر، و تنتحلون صفات الشاعر و الكاتب الفحل؟
إلى كل طلبة اللغة العربية، بمختلف شعابها و تخصصاتها، مجالاتها و تقاطعاتها مع باقي العلوم المعرفية، إن أملنا في التغيير يقف عليكم، و مازلنا ننتظرون ثورتكم على كل المتحايلين على الشعر، و ما هم بقائلين شعرا فصيحا، و لا معتمدين لفظا أنيقا، و لا أسلوبا بليغا؛ حتى و إن كانوا طلبة يدرسون معكم في الشعبة نفسها.
قليلا من الموضوعية، لا يعقل أن تكتب عن نفسك و عن الآخرين، و أنت ما تزال تعاني من خلال عاطفي، و ضعف جنسي. قد لا تعلم معنى الموضوعية إن لم تكن موضوعيا مع ذاتك قبل الابداع.
إن الكلام طبقات، كما أن الناس طبقات، و حسن اللفظ الرصين، و موضعه من المعنى، إنما هو تابع للمقام. فلا تدع قولك فنذ، و شعورك رونق و زيف، فتطفل على الأدب بشتى أنواعه.
قد نختلف في طريقة النسج، و في كيفية اختيار الكلمات، زد إلى ذلك، التيمات و هي تعمل في نفوس حاملها، في مجتمعها و مجالها؛ إذ أن الكاتب المتمرس يخاطب العقول، و يكتب كي لا يموت، إنه منقذ العامة و سيدها، هذا، إن كان يكتب عنها، ويجعل كلامه مرآة ينظر إليها كل من لا يدرك الكتابة، و لا يتقن فن القول و الخطابة، فيجهل الخياطة و أدواتها، و خبايا النصوص و بحورها، ثم اتساقها و انسجامها، و مكوناتها و خصوصيتها.
فلنكتب لهم، لعلهم يقرؤون حياتنا في كتابتنا، و يعلمون أن الإبداع كالغيث؛ فإن كان الإبداع سلسا مقبولا في النفس، سليم التيمات، و جاد مبناه، و حسن معناه؛ فتلك علامة الإبداعية. و هذه مكونات الإبداع الجيد، إذ يسري في النفس، كسريان النار في الهشيم، و يفعل في الأرض؛ كالغيث الكريم، و الذي تزدان به الأرض.
إن النقاد عامة، القدامى منهم و المحدثون، تحدثوا عن الناقد الجدير بالنقد، و عن الأدب المحبوك، الذي يقبل النقد بصدر رحب، إذ لا ينقص منه، و لا يضيف- بمعنى النقد- له شيئا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من شارموفرز إلى نجم سينمائي.. أحمد بهاء وصل للعالمية بأول في


.. أنت جامد بس.. رسالة منى الشاذلي لـ عصام عمر بعد أدائه في فيل




.. عصام عمر وركين سعد من كواليس فيلم البحث عن منفذ لخروج السيد


.. أون سيت - لقاء مع الفنان أحمد مجدي | الجمعة 27 سبتمبر 2024




.. أون سيت - فيلم -عاشق- لـ أحمد حاتم يتصدر شباك التذاكر