الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وكما كان في الميلاد الأول كذلك يكون في الميلاد الثاني

طوني سماحة

2016 / 12 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


وكما كان في الميلاد الأول كذلك يكون في الميلاد الثاني والثالث والألف.
في الميلاد الأول رجل وامرأة يشقان لنفسهما طريقا في بيت لحم ولا يجدان لهما مأوى، وآخرون يغطون في نوم عميق في منازلهم وقراهم.
في الميلاد الأول طفل يولد في مذود وليس من يدري أنه أتى ليغير التاريخ ويصحح الفكر ويجدد الدين ويكتب المستقبل ويبني الإنسان.
في الميلاد الأول نور، وملائكة، ورعاة ومجوس وفيه أيضا ظلمة وشياطين ورؤساء كهنة هز وليد كيانهم فجأة ودون إنذار.
في الميلاد الأول امرأة تحضن طفلا حماية له من البرد والمرض وملك يسفك دماء رضّع خوفا منهم أن يختلس واحدهم الحكم ذات يوم.
في الميلاد الأول إمبراطور يحصي رعاياه كيما يؤسس لملك قوي وطفل يرمي جمرة في حضن الإمبراطورية فيحرقها دون أن يحمل سيفا أو يقود جيشا.
في الميلاد الأول تسقط مقولة "العين بالعين والسن بالسن" لترتفع مقولة "من ضربك على خدك الأيمن حوّل له الآخر... وإن جاع عدوك فأطعمه".
في الميلاد الأول يفقد تمثال الخشب والحديد هيبته ليصبح قطعة فنية تعبر عن إبداع الإنسان.
الميلاد الأول يعطي الانسان قيمة ومعنى، فهو، أي الإنسان، ليس خطأ كونيا أو صدفة عبثية أو ارتقاء أعمى على سلم الحياة، بل هو يحمل مشروع حياة وأمل وسلام.
الميلاد الأول يحمل مشروع حياة للأموات وشفاء للمرضى وأملا لليائس وحبا للمكروه والمرذول.
الميلاد الأول يغلق أبواب الجحيم للخاطئ ويفتح له أبواب السماء على مصراعيها.

لكن كما في الميلاد الأول كذلك في ميلاد الألفية الأولى والثانية.
ما زال طفل المذود يبحث عن بيت يولد فيه، فتفتح له بعض القلوب وتغلق في وجهه الكثير منها.
ما زال رئيس السلام يبشر بالسلام وما زال هيرودس يعطي الأوامر لجنوده بذبح الأطفال.
ما زال ابن الجليل يحمل كلمة الحياة لليهودية وأورشليم وما زالت أورشليم تغلق أبوابها في وجهه.
ما زال الفريسيون والرؤساء يقاومونه وما زال العشارون والزناة والسارقون والقتلة يتوافدون أفواجا للقائه.
ما زال ملك اليهود يبحث عن مملكته وما زال والي الرومان ورؤساء اليهود يعملون في حفر الخشب كي يصنعوا له صليبا.
ما زال الزارع يزرع بذار القمح وما زالت طيور السماء تخطفها كما أن الأرض لا زالت تخرج الشوك كي يصنعون له منه تاجا.
ما زال ملك الحياة يغلب الموت بالموت وما زال الموت يحاول أن يقضم الحياة.
ما زالت الرياح في بحيرة الجليل تثور غاضبة وما زال رئيس الكون يأمرها أن تصمت فتصمت.
ما زال الجياع يجوعون وما زالت يداه تكسر الخبز وتشبع الآلاف.
ما زالت الملائكة تترنم "المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة" وما زال ملكوت الانسان يرفض ان يعطي الله مجدا أو أن يؤسس لعصر السلام أو أن يمنح الناس مسرة".

"اليوم يولد لنا ولد ونعطى ابنا، وتكون الرياسة على كتفه، ويدعى اسمه عجيبا، مشيرا، إلها قديرا، أبا أبديا رئيس السلام"
"ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل الذي معناه الله معنا"
"لأنه ولد لكم اليوم في مدينة داوود مخلص هو المسيح الرب"
" وها انا اتي سريعا واجرتي معي لأجازي كل واحد كما يكون عمله...
من يظلم فليظلم بعد ومن هو نجس فليتنجس بعد ومن هو بار فليتبرر بعد ومن هو مقدس فليتقدس بعد"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز


.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب




.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل


.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت




.. #shorts - Baqarah-53