الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقطة نظام -6-

عواطف عبداللطيف

2016 / 12 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


نقطة نظام -6-

سنة أخرى تمر ونزيف الدم يكبر وصراخ الأطفال يتعالى وجيش الأرامل يزداد وبارقة الأمل تخبو والغصة تعتصر النفوس وعمليات التهجيرالقسري والخطف والقتل الطائفي والتخلص من المخلص والنزيه تحصد الأرواح بيسر والتسويات والتسقيطات بدأت بوادرها مع قرب موعد الأنتخابات للمحافظة على الكراسي بغض النظر عن كل شيء في الوقت الذي يعاني فيه العراق من إرهاب ممنهج تقف خلفه دول ومنظمات .
في خضم هذه الفوضى
لا نفوذ للدولة أمام هيمنة المليشيات.
لا هيبة للدولة أمام لغة السلاح لتصبح مدنها ساحة مكشوفة لتنامي قوته .
لا قيمة للدولة أمام عدم وجود رادع قانوني للمجرمين.
لا قيمة لدولة القضاء فيها يخضع لسيطرته.
لا سلطة للدولة أمام تصاعد نفوذ العشائر.
لا سلطة للدولة عندما يرى الإنسان المتنفذ نفسه فوق القانون ليفعل ما يريد على هواه وفي الوقت الذي يحلو له.
لا قيمة لدولة ساستها منشغلون في نهب ثراوتها وليس لهم هم غير زيادة حجم استثماراتهم في الخارج والداخل وتنامي ثراوتهم.
لا قيمة لدولة بعض ساستها يتقاضون عمولات مقابل استغلال نفوذهم في تمرير عقود ومقاولات ومنح قروض بلا فائدة ولا ضمان لأشخاص أو شركات معينة وفق اتفاقات خاصة.
لا قيمة لدولة أغلبية ساستها يديرون مكاتبهم من الخارج وللبعض منهم أجندات خارجية.
لا قيمة لدولة مسؤولي الأحزاب المتنفذة فيها سيطروا على أملاك وثروات الدولة وأراضيها بدون وجه حق وبأسعار رمزية وخيالية.
لا قيمة لدولة الجزء الأكبر من ميزانيتها يذهب لتغطية مصاريف ورواتب وامتيازات وحمايات وسيارات الرئاسات الثلاث والبرلمان والمدراء العوام والمستشارين لكل الدورات .
لا قيمة لدولة ساستها من مزدوجي الجنسية في كل مراكز القرار يتمتعون بحماية الدول الأخرى ويعملون من أجل مصلحتها في الوقت الذي يفتقدون الولاء لوطنهم الأم وتصعب متابعتهم.
لا قيمة لدولة ساستها يسلمون مفاتيح مدنها ويعودون من جديد لإستعادتها على حساب تهجير العوائل وموت الأبرياء ولا حساب ولا كتاب لمن كان وراء ذلك ودماء الشهداء تروي تربة الوطن بغزارة.
لا قيمة لدولة عدد كبير من شاغلي الدرجات العليا من مزوري الشهادة وعوائل المسؤولين وأقاربهم وأصحاب الشهادات يفترشون الشوارع بحثاً عن وظيفة في زمن أصبحت به الوظائف تباع ولها تسعيرات محددة.
لا قيمة لدولة عندما تصبح الرشوة المعول الرئيسي للحصول على الخدمات الحكومية والحكومة متناسية إن هناك من يموت من الجوع والعطش والمرض والفاقةً .
لا قيمة لدولة عندما تزداد مفردات بطاقتها التموينية سوءاً وتتناقص مفرداتها.
لا قيمة لدولة ملفات الفساد تتراكم ولا من محاسبة لمرتكبيها سوى أوراق بيد المسؤولين يرفعونها عندما يرديدون تسقيط الآخر لأن واحدهم يتربص للآخر ليسكت الجميع عندما يجلسون على طاولة المفاوضات ليتفاسمون الكعكة وفق مخططات مرسومة تريد إبقاء العراق على ما هو عليه من تمزق وتناحر والسيطرة على موارده لا يجني العراقي من ذلك سوى القتل والدمار.
لا قيمة لدولة عندما توجه لها جهات معينة داخلية مرتبطة بجهات خارجية التهديد من أجل تنفيذ اجندات معينة وفق زمن محدد.
لا قيمة لدولة عندما يصبح الصحفي والاعلامي النزيه مشروع تهديد في كل لحظة.
لا قيمة لدولة تعجز عن تقديم الحماية للمعلم والطبيب وأساذ الجامعة والموظف النزيهه المخلص في موقع عمله .
لا قيمة لدولة تعمل المليشيات فيه على قتل واغتيال وتهجير العلماء والخبرات العراقية والعمل على زرع بذور الفتنة.
لا قيمة لدولة أصبح فيها الموت أقرب الأصدقاء في ضوء التفجيرات والعبوات والمفخخات وفي ظل الأجهزة صفقات الأجهزة الفاسدة للكشف عن ذلك
لا قيمة لدولى ساستها يحكمون باسم الدين والدين منهم براء..
لا قيمة لدولة تشتد فيها حملات التهجيرالممنهج والقتل الطائفي و اعتقال وخطف بدون أوامر قضائية إضافة إلى جرائم تغيير ديموغرافية في المدن والبيئة المجتمعية لتحقيق مآرب معينة.
لا قيمة لدولة عندما لا يستطيع ساستها فتح ملفات الفساد ومتابعة الأموال التي هُربت وملاحقة المتطورين المتواجدين داخل العراق أو خارجه وإعادة أموال الدولة بعد أن طال الفرهود مختلف مفاصل الحياة وشمل كل شئ واصبحت سرقة أموال الدولة ظاهرة شائعة وليست بالغريبة فلماذا من يسيء ويسرق ويتلاعب بأموال الشعب يعفى أو يقال أو يطرد (أين حق الدولة لماذا لا يتم وضع الحجز على أموالهم ويمنعون من السفر ليحالون إلى القضاء ما فائدة الطرد بعد أن هرَّب أموله خارج العراق وهرب معها هو وعائلته ليعيش بنعيم هناك والأمثلة كثيرة وملفات الفساد موجودة ومعروضة على اللجان المختصة ومتعددة ولكن لا إجراء إزاء ذلك والشعب شبع من التصريحات الكاذبة والملفقة والحقيقة واضحة للجميع ..فمن يقف وراء لك ؟؟؟؟؟ولماذ؟؟؟؟؟.
لا قيمة لدولة لا تمنح بقية الدول إقامة أو سمة دخول لحاملي جوازها لعدم اعترافهم به.
لا قيمة لدولةلا تفكر بشبابها الواعي المثقف ,, شبابها الذي ركب البحار وعرض نفسه وعائلته للخطر ومات الكثير منهم من أجل الحصول على اللجوء في الدول الأوربية.
لا قيمة لدولة لا تفكر في مشاريعها ومؤسساتها وانتاجها واقتصادها وساعات عملها عندما تحتل المركز الأول بين دول العالم في عدد أيام العطل وبكل فخر والتي تصل وفق قانون العطل الرسمية الى 150 يوماً غير تلك التي تفرضها الأوضاع الأمنية والسياسية والدينية و التي تأتي زيادة على ما ذكر أعلاه وتقدر خسارة الدولة بحدود 30 مليون دولار خلال 7 أيام من العطل و تؤدي الى عجزها في إيفاء التزاماتها تجاه مواطنيها وفي نفس الوقت تؤثر على دخل العاملين بأجر يومي وكذلك تعتبر استنزافاً للأقتصاد العراقي.
لا قيمة لدولة تأتي على راتب الموظف الغلبان والمتقاعد الذي أفنى عمره في خدمة البلد بجد وأخلاص وحرص من أجل سد العجز في الموزانة وهي الأموال التي ادخرها من رواتبه خلال خدمته من أجل مواصلة حياته بعز ودون حاجة وليست منَّحة من أحد في الوقت الذي لا تستطيع تخفيض رواتب ومخصصات سياسي الغفلة وخاصة ممن شغلوا مناصبهم لفترات قصيرة عن طريق احزابهم وطوائفهم بدون وجه حق وخلافاً للضوابط والعمل على تقليل حماياتهم والحد من سفراتهم وإيفاداتهم ومكرماتهم وعملياتهم التجميلية في قانون خدمة ينصف الكبير ويأتي على الصغير نتيجة التفاوت الشاسع في سلم الرواتب .
لا قيمة لدولة لا تعطي للمرأة حقوقها.
لا قيمة لدولة لا تحترم حرية التعبير والفكر.
لا قيمة لدولة حباها الله بالخيرات تطفو على أبار من النفط والغاز والكبريت وسياحتها الدينية تدر المليارات ونازحي المدن يلتحفون العراء وأطفالهم يتراكضون للحصول على الماء والغذاء واللباس والغطاء من معونات الدول والأفراد والمنظمات الخيرية ومؤسسات الإغاثة وزكاة المتصدقين والمتبرعين من الخارج.
وأخيراً لا قيمة لدولة يصبح الإنسان فيها أرخص ما يكون ضاربة بذلك كل القيم والمعاهدات والأعراف الدولية.
مما يثير الاستغراب كيف كان أكثرية الساسة يعيشون في الدول الغربية وعلى معونتها الاجتماعية ولم يتعلموا منها ويتعظوا بما يقدمه رؤساء تلك الدول وحكوماتها واعضاء برلماناتها من صور مشرفة تعكس ما يحملونه من انتماء ووفاء لوطنهم ولبلدانهم ولشعوبهم والشبكة العنكبوتية مليئة بالكثير من ذلك.
ليتهم يلتفتوا ولو قليلاً بعد أن كبرت الكروش وزادت الاستثمارات في الداخل والخارج لتنتهي الفوضى ويعود للوطن إسمه ومكانته وللشعب ثراوته وللإنسان حقه في الحياة والعيش الرغيد.
تمنياتي من الله أن تزول الغمة عن هذه الأمة ويكون العام القادم عام خير على وطننا الحبيب.
عواطف عبداللطيف
28-12-2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما ردود الفعل في إيران عن سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز


.. الولايات المتحدة: معركة سياسية على الحدود




.. تذكرة عودة- فوكوفار 1991


.. انتخابات تشريعية في الهند تستمر على مدى 6 أسابيع




.. مشاهد مروعة للدمار الذي أحدثته الفيضانات من الخليج الى باكست