الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السعودية في سد النهضة

اسلام احمد

2016 / 12 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


هكذا عنونت جريدة المصري اليوم على صفحتها الأولى بتاريخ 18/12 , وهو الخبر الذي لم ينتبه اليه أحد في ظل انشغال الجميع بأحداث مثيرة مثل اغتيال السفير الروسي في تركيا وحادث الدهس الارهابي في ألمانيا
الخبر جد خطير فقد كشف عن حقائق ومفاجات مذهلة وهو الخلاف بين مصر والمملكة العربية السعودية الذي دأبت الحكومة المصرية دائما على نفيه بدعوى أن العلاقات بين البلدين على ما يرام وأن كله تمام

ولأن الكذب ليس له رجلان كما يقول المثل المصري الشائع فقد كان لا مفر من ظهور الخلاف بين البلدين على السطح , فما الأسباب التي أدت اليه؟

بدأ الخلاف بين البلدين في اعتقادي عقب وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله الذي ساعد مصر كثيرا ووقف بجانبها عقب ثورة 30 يونيو , وتولي الملك سلمان الحكم في المملكة ذلك أن الأخير لديه طموحات ومشاريع في المنطقة بعكس الأول , وقد كانت البداية بتورط السعودية في حرب اليمن ضد الحوثيين ومحاولتها استدراج مصر في تلك الحرب , ولأن الأخيرة لم تشارك فقد ظهرت أولى بوادر الخلاف

غير أن الموقف من الأزمة في سوريا كان هو السبب الرئيس في اتساع دائرة الخلاف والشقاق بين البلدين فقد تورطت المملكة في الحرب الاقليمية التي تشنها الولايات المتحدة وروسيا في المنطقة وقامت المملكة بدعم فصائل المعارضة السورية المسلحة وكذلك تنظيم داعش باعتبارهم يمثلون السنة ضد نظام بشار الأسد وحلفائه الذين يمثلون الشيعة , بينما كان موقف مصر دائما دعم استقرار سوريا ومحاولة حل الأزمة سياسيا بما يحافظ على وحدة وتماسك الدولة والجيش في سوريا

غير أن قيام مصر بالتصويت في مجلس الأمن لمشروع قرارين متناقضين , كان هو القشة التي قصمت ظهر البعير وفجرت الخلاف بين البلدين , حين صوتت مصر لصالح مشروع القرار الفرنسي والروسي في مجلس الأمن , وهو ما أثار استياء المملكة باعتبار أن القرار الروسي يصب في مصلحة نظام بشار الأسد ومن ثم قامت المملكة بمنع امداد مصر من الوقود , ولم يفلح قيام الحكومة المصرية بالتنازل عن جزيرتي تيران وصنافير طواعية للمملكة عن اثنائها عن قرارها , وعندئذ ظهر الخلاف لأول مرة على السطح وهو ما دفع الرئيس السيسي الى القاء خطاب طمأن فيه المصريين وقام فيه بتوضيح وجهة النظر المصرية قائلا أن استقلال القرار الوطني لابد أن يكون له تبعات

ولا جدال في أن مصر تدفع ثمن افتقادها الى رؤية استراتيجة واضحة في سياستها الخارجية وهو ما ساهم بشكل كبير في النتيجة الحالية فقد حرصت مصر دائما على امساك العصا من المنتصف بحيث تحافظ على علاقتها الاستراتيجية بالمملكة بجانب علاقتها بروسيا وهو ما يفسر تصويت مصر لصالح مشروع قرارين متناقضين في نفس الوقت

والحقيقة أن خبر زيارة مستشار العاهل السعودى بالديوان الملكى أحمد الخطيب الى سد النهضة واتفاقه مع رئيس وزراء أثيوبيا على دعم السد ماديا لم يكشف فقط عن حجم الخلاف بين مصر والمملكة ولكن كشف أيضا عن تبعية الأخيرة وعمالتها الى الولايات المتحدة واسرائيل فمن المعروف أن ثمة مخطط اسرائيلي لابتزاز مصر وضربها في شريان حياتها وهو ماء النيل , وأن اسرائيل هي الدولة الأولى التي تقف وراء دعم السد

الغريب أن زيارة المسئول السعودي لسد النهضة لم تحرك ساكنا لدى الحكومة المصرية اذ لم يصدر تصريح ادانة واحد من أي مسئول مصري باستثناء اثارة الموضوع في مجلس النواب

في سياق كهذا يتعين على الحكومة المصرية اعادة النظر في سياستها الخارجية كلها ووضع رؤية استراتجية أكثر وضوحا واتزانا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: اجتماع أمني تشهده وزارة الدفاع حاليا


.. القسام تعلن تفجير فتحتي نفقين في قوات الهندسة الإسرائيلية




.. وكالة إيرانية: الدفاع الجوي أسقط ثلاث مسيرات صغيرة في أجواء


.. لقطات درون تظهر أدخنة متصادة من غابات موريلوس بعد اشتعال الن




.. موقع Flightradar24 يظهر تحويل الطائرات لمسارها بعيداً عن إير