الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
المنظمتان الدوليتان ومدى تحقيقهما الاهداف التي وجدتا من اجلها
حسن نبو
2016 / 12 / 30حقوق الانسان
تسعى البشرية منذ قرون عديدة الى وضع حد للنزاعات المسلحة التي تنشب بين البشر لأسباب عديدة ومنها رغبة القوي بالهيمنة على الضعيف وفرض ايديولوجيته وسياسته عليه وتحقيق مكاسب اقتصادية من وراء ذلك . ولأجل تحقيق هذا الأمل والوصول الى عالم خال من الخروب والنزاعات طرحت الكثير من الافكار والفلسفات والتصورات ، وتأسست العديد من التجمعات والتنظيمات في مختلف انحاء العالم ، وخاصة في العصر الحديث . وقد نتجت عن كل تلك الافكار والفلسفات والرؤى عصبة الامم سنة 1919 التي تأسست عقب مؤتمر الصلح في باريس الذي انهى الحرب العالمية الاولى التي تسببت بمقتل ملايين البشر وتدمير مساحات واسعة من العمران في العديد من البلدان ، لتقوم بحفظ السلام في العالم من خلال حل النزاعات بالطرق السلمية كالمفاوضات والتحكيم الدولي ومنع انتشار الاسلحة في العالم ، الخ ....
لكن عصبة الامم التي استمرت في الوجود من سنة 1919 حتى سنة 1945لم تتمكن من تحقيق الهدف الاساسي الذي تأسست من اجله وهو منع الحروب وتحقيق السلام في العالم ، حيث نشبت حرب عالمية ثانية بعد عقدين من الزمن من تأسيس العصبة ، كانت اشد فتكا ووحشية ودمارا من الحرب العالمية الاولى ، اذ تسببت في قتل اكثر من خمسين مليون انسان معظمهم من المدنيين ، ناهيك عن الجرحى والدمار في البنية التحتية في الكثير من ارجاء العالم .
ثمة اسباب عديدة تقف وراء فشل عصبة الامم في عدم القدرة على الحرب العالمية الثالثة ، الا ان اهم تلك الاسباب بنظر الكثير من المؤرخين هو عدم تحول عصبة الامم الى قوة عسكرية دولية قادرة على منع بعض الدول من امتلاك الاسلحة والسير في طريق فرض اجنداتها وسياساتها على الآخرين ، اذ ان الكثيرين استهتروا بالعصبة ولم يمتثلوا لقراراتها كألمانيا وايطاليا على سبيل المثال .
اما الولايات المتحدة التي كانت في طور السير نحو القوة فكانت تعتبر ان العصبة اداة في يد الدول الاوروبية لتحقيق هيمنها على العالم الثالث ، لذلك لم تقترب منها ، وكان هذا ايضا من جملة الاسباب التي ادت الى فشل العصبة .
في 14 / 10 /1946 الغت دول الحلفاء المنتصرة في الحرب العالمية الاولى عصبة الامم وأنشأت بدلا عنها منظمة عالمية جديدة باسم (منظمة الامم المتحدة) لتحقيق الاهداف التي عجزت عصبة الامم عن تحقيقها وفي مقدمتها حفظ السلم والامن الدوليين واحترام حقوق الانسان الفرد بالدرجة الاولى . وفي 10/12/1948 صدرت عن الجمعية العامة للامم المتحدة الميثاق العالمي لحقوق الانسان التي كانت اول وثيقة عالمية تطالب كل الدول بدون استثناء بحماية حقوق الانسان الفرد في المجالات المدنية والسياسية والاقتصادية والثقافية بغض النظر عن جنسيته وجنسه وعرقه ولونه ودينه ومذهله ولغته وموطنه الخ .. . وبعد صدور الميثاق بحوالي سنة صدرت اتفاقيات جنيف الاربعة التي تطالب الاهتمام بالمرضى والجرحى المنتسبين لجميع التشكيلات المسلحة وباسرى الحرب وكيفية معاملتهم اضافة الى الاعتناء بالمدنيين في حالة الحرب . ثم صدرت لاحقا اتفاقيات وعهود وبروتوكولات بخصوص حقوق الانسان . وكل هذا خلق جوا من التفاؤل في مجالي : القضاء على النزاعات المسلحة او تقليلها ، وزيادة الاهتمام بحقوق الانسان الفرد .
لم تقع حرب عالمية ثالثة منذ تأسيس منظمة الامم المتحدة وحتى الآن وتمكنت المنظمة الدولية من حل العديد من النزاعات بالطرق السلمية ، إلا انها بالمقابل عجزت عن ايجاد الحلول للكثير من النزاعات الدولية والاقليمية التي نتجت عنها مآسي مرعبة .
ويعتقد الكثير من النؤرخين ان اهم الاسباب التي ادت الى اخفاق المنظمة الدولية في التصدي للكثير من النزاعات والحروب هي : عدم قدرة الدول الخمس الكبار التي تهيمن على مجلس الأمن من ايجاد رؤية مشتركة لحل الكثير من النزاعات بسبب تضارب السياسات والايديولوجيات والمصالح ، وقدرة اي واحدة من الدول المذكورة بمفردها بمنع اصدار اي قرار من مجلس الامن من خلال استعمالها حق النقض (الفيتو) الممنوح لها استعماله بدون اي قيد اوشرط ، حتى لو حاز مشروع القرار على أربعة عشر صوتا من أصل خمسة عشر صوتا .
واذامارجعنا الى فترة الحرب الباردة التي امتدت نصف قرن من الزمن نجد ان الامم المتحدة كانت في حالة شلل شبه تام بسبب استعمال حق النقض(الفيتو) .
ومنذ 2012 تمارس روسيا الاتحادية تمارس روسيا الاتحادية حق النقض (الفيتو) بسكل متكرر في مجلس الامن مرات لمنع اصدار اي قرار يتضمن ادانة النظام السوري وفرض شروط دولية عليه ، ولم تتمكن الاسرة الدولية حتى من ارسال الاغاثة الى المدنيين في المناطق المحاصرة .
في معرض تقييم حق النقض المنوح للدول الخمس ذات العضوية الدائمة في مجلس الامن (الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية التي حلت محل الاتحاد السوفييتي والصين وفرنسا وانكلترا) يرى بعض المؤرخين ان منح هذا الحق للدول الخمس المذكورة هو الذي ادى الى استمرارية الامم المتحدة التي لولاها لأصبح الوضع الدولي اكثر تعقيدا وانفجارا .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فريق جنوب إفريقيا بمحكمة العدل: الأمر الجديد يلزم إسرائيل ال
.. تمويل الأونروا.. أزمة جديدة تفاقم معاناة سكان القطاع | #غرفة
.. القوات الإسرائيلية تُطلق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين عند
.. لمنحهم بطاقات مسبقة الدفع.. إيلون ماسك ينتقد سياسة نيويورك ف
.. تقرير للأمم المتحدة: أكثر من 783 مليون شخص يعانون من الجوع ح