الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق عام 1797 في عيون الرحالة البريطاني جاكسون - قراءة في كتاب مشاهدات بريطاني عن العراق

كلكامش نبيل

2016 / 12 / 31
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


الكتاب ممتع للغاية ويعطينا فكرة عن مدن العراق الرئيسية: البصرة وبغداد والموصل وأربيل وغيرها، ويعطينا وصفاً ملهماً عن طبيعة الأهوار وأنهر العراق والحياة البرية فيه وكثرة طيور الدراج واللقالق والخنازير البرية وبنات آوى والبجع، بالإضافة للحديث عن المدن وفساد الحكام العثمانيين وطرقهم في الحصول على مناصبهم وكثرة السلب والنهب من جانب القبائل العربية في كل المناطق البعيدة عن مراكز التحضر. تبدو الحياة صعبة فعلا. يذكر الرحالة بأن الحاكم في بغداد في تلك الفترة كان من الأرقاء الجورجيين ولا يجيد القراءة ولا الكتابة. يمزج الكاتب بين الأرمن وباقي الطوائف المسيحية في البلاد ويعتبر الجميع من الأرمن. يشير الكاتب إلى أن نساء الجنوب أقل إنغلاقاً من الفكرة المأخوذة عن العرب ويشير إلى أن الكثير من نساء الموصل بلا حجاب وأكثر شبهاً بالأوروبيات. يتحدث الرحالة عن عذوبة أنهار العراق، وتميز الصناعة في الموصل وتفوقها عن بعض المصنوعات الأوروبية وتمركز التجارة بيد الأرمن فيما يسيطر الأتراك على الجيش والمناصب الحكومية. أما الأغلبية العربية فجلهم من الفقراء ممن يقومون بأعمال شاقة لقاء أجور زهيدة وطعامهم غالبا ما يقتصر على التمر والخبز والماء. يتحدث عن قلة الناطقين بلغات أجنبية ولقائه بقسس في الموصل. ويذكر قصة مبشر فرنسي وما حصل له مع عرب هاجموا قافلته بهدف السرقة. الحياة بصورة عامة تبدو مخيفة ولا أمن ولا سيادة للقانون فيها. يذكر الرحالة الأسود في عموم الرحلة. يشير الرحالة إلى رخص الأسعار مقارنة بأوروبا ما عدا المنتجات المستوردة، ويذكر تفضيل العراقيين للمنتجات الانجليزية عما سواها. لا يمتلك الانجليز قنصلا في بغداد وأعمالهم يديرها أرمني محترم يدعى خوجة مايكل، فيما يمتلك الفرنسيون قنصلا من أقارب جان جاك روسو.

1- يطلق الرحالة على شمال العراق إسم بلاد آشور – أو كردستان الآشورية.

2- الحرارة الخانقة وارتداء السكان لملابس بيضاء بأردان واسعة قصيرة وارتداء النساء لملابس زرقاء اللون.

3- عن النساء نقرأ، "لم تكن المرأة العربية متحفظة جداً كما كنا نتوقع فقد سرت النسوة بتنوع ملابسهن ورحن يقدمن لنا اللبن والخبز وغيرهما من الغذاء بكل لباقة." ونقرأ في موضع آخر، "ويندر مشاهدة نساء الطبقة العليا خارج أبواب المنازل، وإذا ما خرجن من منازلهن فيكن محجبات على الدوام. وكثير من النساء العربيات وخاصة أفراد الطبقة الدنيا لا يستعملون الحجاب". وعن الموصل نقرأ، "الروح المحافظة هنا ليست بمثل الشدة التي تتميز بها المدن الشرقية ذلك لأن النساء من جميع الأصناف لسن محجبات وهن أشبه بنساء البلدان الأوروبية."

4- عن الأحواز يكتب، "تظهر على سكنة الجانب الإيراني علائم القوة والصرامة أما ملبسهم فهو مشابه للباس العربي تقريباً، فالمرأة لا ترتدي سوى ثوب من قماش أزرق اللون أما الأطفال فهم عراة تماماً. والرجال شرسون وهم يفتكون بكل من يستطيعون التغلب عليه."

5- يذكر الرحالة كثرة تواجد التفاح المعروف بإسم "كولدنغ" في البصرة وهو النوع الذي يستورد الآن من لبنان والأردن ولا يزرع في العراق.

6- وعن العبودية نقرأ، "والعبيد من الرجال والنساء معاً يباعون ويشترون بصفة علنية في السوق."

7- يشير الرحالة لوجود كنيسة كاثوليكية رومانية في البصرة وأن الناس في تلك المنطقة أقل تحرشاً بالأجانب. في تلك المنطقة يرتدي الناس ملابس مدنية ويربون شواربهم. ولكن الرحالة يعتبر التاجر الذي قابله "جوزيف أمين" والذي يجيد الانجليزية أرمنياً.

8- يصف الرحالة خطر الوهابيين والذين يصفهم بأنهم أصحاب دين جديد في المنطقة، فنقرأ، "امتدت فتوحاتهم حتى الضفة الغربية من الخليج العربي وراحوا يبشرون بدينهم الجديد ويفرضونه بقوة السيف." وكان جيش الشيخ ثويني الذي ارسله باشا بغداد لقتال الوهابيين يبلغ زهاء 30 ألف مقاتل منهم 10 آلاف جندي تركي و20 ألف مجند عربي.

9- عن الأمن نقرأ، "هذه البلاد في حالة حرب مستديمة وكثير من السكان لا يخضعون للنظام وهم يعيشون على الفطرة ولا يتأثرون بالعواطف النبيلة، فهم يقتلون ويسلبون من دون وازع كل من يستطيعون التغلب عليه وهم في حالة حرب مع العالم كله ما عدا عشيرتهم. ذلك هو الوضع الراهن في هذا البلد الذي يعد من أكثر البلدان خصباً في الكون كله. فالمسافر لا يكون دائما في أمان."

10- المنازل في بغداد أفضل منها عن تلك الموجودة في البصرة – لكنها مثلها بلا نوافذ – ويذكر الرحالة بأن الشوارع متربة وتكثر العقارب والخنافس والحشرات القارصة وأنه كان يقتل كل ليلة ما بين 4-5 عقارب سوداء كبيرة الحجم.

11- الإسم القديم لنهر الخالص هو نهر نارين.

12- عن الصناعة في الموصل نقرأ، "وقد بدا السكان هنا أكثر اهتماماً بالصناعة من أي قوم آخرين رأيتهم منذ غادرت الهند. فهناك عدة مصانع يجري تشغيلها وبعض مصنوعاتها تتفوق على المصنوعات الأوروبية فسروج الخيول وأحزمتها تظهر جد أنيقة بوجه خاص. وهم يصنعون سجاد الحرير ويطرزونه بالأزهار فيظهر أحسن وأمتن من السجاد الذي نصنعه نحن، وهم مبرزون في صنع المطرزات الثمينة المدهشة للرجال والنساء معاً. ولديهم العديد من مصانع النحاس والحديد." لكنه لم يجد أحداً يجيد الفرنسية أو الانجليزية عدا لقائه بقس فينيسي يتلكم اللاتينية يدعى منصور.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - موضوع جميل
SALIH HABEEB ( 2017 / 1 / 1 - 04:26 )
الاخ العزيز كلكامش
موضوع الكتاب جميل وانا شخصيا اعتبره من الكتب المحببة لتأريخ العراق الذي لم يتعرض له الكثير من المؤرخين عدا الدكتور علي الوردي الذي تناول جوانب عديدة منه في موسوعته الرائعة لمحات اجتماعية من تأريخ العراق الحديث..ويبدو ان طرح هذا الكاتب كان اكثر تفصيلا لكونه عاصر فترة محددة جدا من التأريخ وصلتنا عن طريق كتابه القيم هذا والتي كما يبدو من خلال عرضك لهذا الكتاب المترجم هي الفترة الاكثر ظلاما من تأريخ العراق.
كنت اتمنى ان يكون العرض اكثر اتساعا وسردا او ان اجد مقاطع وفقرات كاملة من الكتاب كنماذج على ما وصفتم عن فصوله المختلفة وليس بهذا الشرح المبسط كرؤوس اقلام مرقمة.
كذلك كنت آمل ان اجد معلومات اضافية في هذا العرض عن عدد فصول الكتاب وعدد الصفحات وحجم قطع الكتاب و معلومات عن الرحالة جاكسون نفسه وحتى عن المترجم د. فاروق خالد فتلك بنظري معلومات تهم القاريء اضافة لموضوع الكتاب.
شكرا لجهودك في اخراج هذا العرض القيم و تقبل فائق التقدير.

اخر الافلام

.. أهلا بكم في أسعد -أتعس دولة في العالم-!| الأخبار


.. الهند في عهد مودي.. قوة يستهان بها؟ | بتوقيت برلين




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تزداد في الجامعات الأمريكية..


.. فرنسا.. إعاقات لا تراها العين • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أميركا تستفز روسيا بإرسال صورايخ سراً إلى أوكراينا.. فكيف ير