الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ثُنائية تَقديس الجهل
الياس ديلمي
2017 / 1 / 5العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يَجب أن نعترف بالحقيقة على الرّغم من مرارتها و القول أنَّ الجهل تمّ تقديسه بعد انّ تَمّ توليدُه من رحِم التّاريخ الذي تعرّض بدوره الى التّقديس بالاعتماد على ثُنائية ( الأتْـي / النهـي ) ، التّي انطلقوا مِنها لخلق ايديولوجيات كهنوتية و معتقدات بعد أن بلورتُها في قوالب تاريخية خبرية أسموها : أحاديث نبوية شريفة ..
حيثوا اعتمدوا و بشكل فاضحٍ صارخٍ على المنهج اليهودي في بتر النصوص و استِغلالها من أجل نجاح لُصُوصيتهم الوَقحة في حضرة العقُول التّي عملوا على الجامها ، فادّعوا أنّ هذا المقطع النّصي هو نصٌ الهي تُؤسس عليه أحكامٌ و تنظيرات تشريعية و عَقَدية و هو المُصاغ على هذا الشّكل : وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا .
في الحقيقة هذه عبارة مُقتطعة مِن نصّ قرآني يَشمٌلها و هو الآية رقم 7 من سورة الحشر و هو الآتي ذِكره :
( مَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ ۚ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) ..
بَعد النظر في النص المكتمل و طبعاً تتبع سياقه الطبيعي في السّورة نجد أنّنا أمام أكبر عملية تزييف و تحريف للاسلام الذي تمّ اعلان بزوغ فجره مع أول شرعٍ شُرِع للنبيّ نُـوح ، و استمرّ هذا التزوير المُمَنهج في أروقة و مخابر الصّناعة الكهنوتية برعاية كهنة أدَعوا أنّهم عُلماء أوصياءٌ على الدّين الاسلامي .
باقتطاع الاقتباس من نصّه الاساسي نجد كيف بدأت الخُدعة فقد جعلوا الاسلام يتوه بين رواقين :
- ما أتى به النبي محمد .
- ما نهى عنه النبي محمد .
و نظراً للصرامة القرآنية في وضع ألفاظها و صياغة نُصوصها فقد فرّقت جيّداً بين النبيّ و بين الرسُول ، و هذا ما جعل المُزّورون يعتمدُون على سِحر الترادُف لسحر أعين النّاس مِن أجل الخروج مِن ورطة النّص ، ثُمّ ذهبوا الى تجميع الحكايا و اختراع و حياكة روايات نُسبت لشخص النبيّ محمد مِن أجل اقامة أعمِدة لدينٍ جديدٍ قائمٍ على ثُنائية ( مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ / مَا نَهَاكُمْ عَنْهُ ) ، فخلقوا مثلاً روايةً تأمر بالرجم لتُوضع في خانة ما أتانا الرسول ، ثمّ حاكوا حكاية أُخرى تنهى الرّجال عن لبس الذهب لتوضع بدورها في خانة ما نهانا الرسول ، فبدأت عمليات التزوير تتوالد و تتشعّب منفذة مِن خلالها أيديولوجيات و أجندات مُتداخلة في بعضِها البعض بِشكل يَشُوبه التعقيد .
نختم هذه المُداخلة بتساؤل ساذج يُساير منطق القـوم في تعاملهم مع النُـصُوص القُرآنية و هو :
ان كُنّا مُلزمِين بأخذ كل ما أتى به النبي و ما نهانا عنه تاريخياً فأين هي حِصّتُنا من الفيء الذي خُصِّصت للفئات المذكورة في النّص و التّي رافقت الكمّ الهائل من الأحاديث الشريفة المَزعومة ؟
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تجنيد اليهود المتشددين قضية -شائكة- تهدد حكومة نتانياهو
.. غانتس يجدد رفضه الإبقاء على التشريع الذي يعفي اليهود -الحريد
.. تسجيل صوتي لمحمد الضيف يدعو الشعوب العربية والإسلامية للزحف
.. من أحد رؤوس الكفر إلى أهم الصحابة.. من هو الصحابى الذى دخل ا
.. الملكة كاميلا تنوب عن زوجها في القداس السنوي بكاتدرائية ووست