الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جيشنا اصبح محترفا

جواد البياتي

2017 / 1 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


جيشنا اصبح محترفا
جواد البياتي
بعد ان تأكد للاحتلال ان جي كارنر الذي دخل العراق كحاكم مدني يوم 21 / نيسان / 2003لاينفع لأدارة العراق بعد شهرين من انهيار النظام السابق ، ارتأت الادارة الامريكية الاستعاضة عنه باللعين بول بريمر الذي نزل الى ارض المطار يوم 1 آيار بطائرة عسكرية امريكية ضخمة يرتدي بدلة مدنية وربط عنق ويحتذي البصطال الصحراوي العسكري الامريكي ، واول مافعله اصدر قرارا بحل الجيش العراقي بشكل عشوائي مما اتاح ان تكون جميع المعسكرات التابعة له بحكم الملكية المستباحة ، ولم تبق يد الاثمين والجهلة والمتخلفين واللصوص اي شئ في مقراته بدءا من السلاح الثقيل وانتهاءا بطابوق الجدران ، والقصص المؤلمة كثيرة في الحوادث التي نشبت بين العشائر والافراد وما صاحبها من اقتتال للاستحواذ على المنافع .
انتهت صفحة 82 عاما من عمر هذا الجيش العظيم الذي طرزت دماء ابنائه كل شبر من ارض العراق وبعض الدول العربية يدفعه فيه السياسيين حقا او باطل لكن صفحاته الناصعة معروفة وصفحات السياسيين المعتمة معروفة ايضا والتي دفع من جرّائها العراق وشعبه مالم يدفعه كريم في التاريخ ، لقد كانت حملة تأديب واضحة لسكوتهم على مغامرات الحكام الرعناء . ترك بريمر العراق يوم 28 / حزيران /2004 مضرجا بدمه .
بالامس فقط " 5 كانون الثاني " كنت اكتب عن اول قائد لأول فوج في الجيش العراقي وهو الضابط المخضرم محمود الاورفلي ولماذا كان مقره شمال بغداد - في خان ال كابولي في منطقة الكاظمية – التي تعتبر خارج حدود العاصمة ، وكان ذلك هو التقليد الصحيح لمعسكرات الجيش وكذلك عندما فتحت معسكرات اخرى كمعسكر الهنيدي ( الرشيد ) جنوب بغداد والوشاش غربيها ، في الوقت التي كانت في بغداد عبارة عن عدد من المحلات المتراصة على ضفاف دجلة في الكرخ والرصافة .في حكومة اياد علاوي بدأت المرحلة الجديدة لبناء جيش على الطريقة الامريكية من حيث التسليح والتجهيز والتدريب واستدعي الكثير من الضباط والتحق فيه الكثير من المتطوعين في الجيش السابق من الضباط والمراتب ، وكذلك انخرط فيه الالاف من المتطوعين ، وادخلوا معسكرات يشرف عليها العسكريون الامريكان ، ومنذ لحظته الاولى تعرض الجيش لفيروس الفساد من خلال منح بعض الضباط لأنفسهم رتب حسبما يشتهون ، واستمر الجيش مؤسسة يحكمها المزاج بدل الانضباط رغم الرواتب المغرية ، وكان لوجود القاعدة في سنوات العنف الطائفي تعزيز للموقف المهلهل للمنتسب عندما يكلف بالتنسيب في منطقة توصف بالساخنة ، ولكن المفصل كان نهاية 2011 عندما انسبت القوات القتالية الامريكية من العراق ، فوجد العراق نفسه بجيش هلامي لايستطيع ان يحمي المناطق التي بسطت القاعدة نفوذها عليها يساعدها بعذ الايادي القذرة لتكريس هذا النفوذ لا حبا بالوطن بل كرها بالحكام الجدد ، ولم تنته هذه المسرحية الاّ في 10 / حزيران / 2014 عندما تمت استباحت الموصل من قبل الظلاميين بشكل رسمي ومن بعدها الانبار وديالى وصلاح الدين ، ولم تنفع ما قامت به الدولة من تشكيل الصحوات وسواها من سرايا الدفاع المشرذمة لحماية المناطق التي لم تكن محصنة حتى داخل حدود العاصمة
لكن صرخة الانقاذ جاءت من خلال صوت الرجعية التي اعادت الامور الى نصابها التي كان لها الاثر الحاسم في تعضيد الجيش ومن ثم دعم الحكومة في بناء جيش محترف وفق المقاييس العسكرية الرفيعة ، يقاتل فيه القائد في الصفوف الاولى مع المقاتلين ويتناول مايأكلون وما يشربون ويشاطرهم التهام تراب المعارك ، حتى استشهد العديد منهم ، على ارض المعارك وهو يتقدم جنوده ويتكلم كما يتكلمون عن انتصاراتهم .
فعندما رأى العراقيون ان الوطن في خطر ، اصبحت القضية قضية مصير لأنهم والوطن واحد ، لم يعد الجندي مشروعا للتدريب العسكري التقليدي ، بل انه مشروعا للقتال الفعال في كل الظروف فضلا عن الخلق والروح الانسانية التي يتحلى بها تجاه من يحتاجون لمساعدته ، لم يعد الجندي يفكر بالهروب او بإيذاء نفسه لأخلائه عن ارض المعركة او مواجهة فرق الاعدام . فقد اضحى العدو واضح الاهداف ، فهو يريد ان يقتل ويستحوذ على الوطن . وليس لدى الجندي غير الدفاع عنه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل دعا نتنياهو إلى إعادة استيطان غزة؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. روسيا تكثف الضغط على الجبهات الأوكرانية | #غرفة_الأخبار




.. إيران تهدد.. سنمحو إسرائيل إذا هاجمت أراضينا | #غرفة_الأخبار


.. 200 يوم من الحرب.. حربٌ استغلَّها الاحتلالِ للتصعيدِ بالضفةِ




.. الرئيس أردوغان يشارك في تشييع زعيم طائفة إسماعيل آغا بإسطنبو