الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأصل الوثني لمركبة يسوع السماوية

حسن محسن رمضان

2017 / 1 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



(فقال يسوع: "أنا هو، وسوف تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة، وآتياً في سحاب السماء")
إنجيل مرقس [14: 62]


فكرة هذه المقالة بدأت، في الأصل، كسؤال طرحه أحدهم على سبيل المزاح في جلسة جمعتني بأصدقاء مقربين. كان السؤال: هل الله يطير؟ وقتها بدا السؤال مفاجئاً وفي غير محله وغريباً في آن واحد للجلوس. وإنْ كنا أصدقاء مقربين إلا أن قناعاتنا متباينة فيما يخص المسائل العقائدية بالذات، ولهذا السبب كانت الإجابات في تلك الجلسة صاخبة جادة وضاحكة وشديدة التباين، بعضها غريب، ومسلية أيضاً باعتراف الأغلبية مع اعتراض وتحفّظ القلة الطيبة التي تغفر دائماً للأصدقاء المقربين شططهم. إلا أن هذا السؤال، خارج حدود تلك الجلسة، هو بالفعل سؤال جدي، عقائدي، راسخ في الذهنية الدينية منذ العصور التي سبقت الأديان الإبراهيمية الثلاثة. وبسبب هذا الرسوخ في الذهنية العقائدية فإن ديانتين من الديانات الإبراهيمية الثلاث، أي اليهودية والمسيحية، أشارتا بطريقة واضحة جداً إلى "طيران الإله"، كما أنهما لم تخرجا عن الإطار الوثني التي نشأت فيه العقيدة اليهودية إطلاقاً مع إضافات تبدو غريبة بعض الشيء في تصورات بولس على الخصوص. بل الحقيقة هي، كما سنرى أدناه، أن "يهوه"، أي الإله اليهودي والأب المسيحي المتوهم ليسوع، قد "استعاروا" له، إن شئنا تهذيب التعبير، صفة عدوه الذي "يغار" منه، على حسب تعبير النص التوراتي، أي الإله الكنعاني "بعل" فيما يخص مسألة التنقل [الطيران] من مكان لآخر.

لنعرف أولاً ماذا تقول نصوص الكتاب المقدس العبري عن إمكانية طيران إلهها:

نصوص الكتاب العبري المقدس واضحة جداً. إلهها "يهوه" يطير متنقلاً من مكان لآخر. ولكنه يحتاج إلى واسطة لطيرانه هذا، فهو، كما يبدو واضحاً من النصوص، لا يستطيع الطيران بذاته. فهو تارة يستخدم الغيوم كوسيلة وتارة أخرى يستخدم الشيروبيم ليركبها [الشيروبيم، جمع، مفردها كروب (كما في بعض الترجمات العربية) أو شيروب هي مخلوقات أسطورية تحيط بالإله ولها مهام متعددة،تعود أصولها إلى بلاد الرافدين ومصر، وأشهر أمثلة لها هي المتمثلة في أبو الهول المصري وما يُعرف بـ "صيدو" (Šedu) أو "لاماسو" (Lamassu) في حضارات بلاد الرافدين، ومن هاتين الحضارتين "اقتبس" اليهود فكرة الشيروبيم الموجودين ضمن محيط إلههم يهوه. انظر وصفهم في (حزقيال 1: 4-28)]. أدناه هي بعض النصوص في طيران يهوه:

1- الإله اليهودي يهوه يركب على الشيروبيم [كروب] لتطير به:

(ركب على كروب، وطار ورئي على أجنحة الريح) [صموئيل الثاني 22: 11]
(ركب على كروب وطار، وهفّ على أجنحة الرياح) [مزامير 18: 10]


2- الإله اليهودي يهوه يركب على الغيوم لتطير به:

(هوذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم إلى مصر) [إشعياء 19: 1]
(المسقف علاليه بالمياه، الجاعل السحاب مركبته، الماشي على اجنحة الريح) [مزامير 104: 3]
(أنت يارب قد ظهرت لهم عيناً لعين، وسحابتك واقفة عليهم، وأنت سائر أمامهم بعمود سحاب نهاراً وبعمود نار ليلاً) [عدد 14: 14]
وانظر سفر العدد، الأصحاح 9، الآيات 15 إلى 22. وسفر أخبار الأيام الثاني، الأصحاح 5، الآيات 13 و 14.

وأيضاً، الترجمة العربية لنص [مزامير 68: 4] هي خطأ. ففي الترجمة الرسمية ترد الآية هكذا: (غنوا لله رنموا لاسمه. أعدُّوا طريقاً للراكب في القفار باسمه، ياه، واهتفوا امامه). بالطبع، عند التمعن في هذا النص الذي تم ترجمته خطأ من الأصل العبري سيقفز في الذهن مباشرة أن سبب الخطأ في الترجمة المسيحية من المحتمل جداً أنه لم يكن بريئاً إطلاقاً. ولكن، وعلى أية حال، الترجمة الحرفية للنص العبري لهذا المزمور هي هكذا [انظر الهامش رقم 1 لمصادر الترجمة الصحيحة واضطرار الترجمات المسيحية الغربية للتراجع]:
(غنوا للرب، اجعلوا اسمه كالموسيقى. مهدّوا الطريق للراكب في السحاب) [مزامير 68: 4]

إذن، في التصور اليهودي فإن إلهها يهوه ينتقل من مكان لآخر بواسطة السحاب، أو مركبة مصنوعة من الغيوم، ويُسبغ عليه لفظ (الراكب في السحاب) و (الجاعل السحاب مركبته) بسبب أن إحدى وسيلتي تنقله من مكان إلى الآخر هو الركوب على السحاب والغيوم، والوسيلة الأخرى هي أن يركب على ظهر حيوان أسطوري يُسمى بـ (الكروب، الجمع: شيروبيم) ليطير به من مكان لآخر.

قبل أن نغادر هذه الجزئية، ولأهميتها القصوى لهذه المقالة، لابد من توضيح هذه النقطة:
الغيوم، في العقلية الدينية والشعبية القديمة، ليست "بخار ماء متكثف"، بل إنها "مركبة" قائمة بذاتها لـ (نقل) الماء التي ترسله الآلهة من السماء من مكان لآخر، أي أنها أوعية متينة البناء، متحركة، مخصصة لحفظ الماء الموجود في السماء خلال نقله من مكان لآخر. ففي التصور القديم فإن ضمن السماء هناك "سقف" مملوء بالمياه. النصوص المقدسة تشير لذلك بوضوح: (المسقف علاليه بالمياه، الجاعل السحاب مركبته الماشي على اجنحة الريح) [مزامير 104: 3]، وهو نفس التصور الوثني السابق على اليهود الذي يجعل سقف العالم من الماء. ولهذا السبب بالذات فإن "الغيوم" لم تكن ضمن هذا التصور مادة لطيفة بخارية فقط، ولكنها أيضاً مادة "مصمتة وقوية" ومصممة خصيصاً لنقل مادة ثقيلة هي المياه لمسافات بعيدة إلى حيث يشاء الإله أن يسقط المطر. ومن هذا التصور، أي قوة ومتانة تصميم الغيوم، جرى الإشارة لها على أنها وسيلة لركوب الإله وطيرانه من مكان لآخر. بل إنها أيضاً وسيلة من وسائل النقل إلى الرب ذاته الموجود أعلى السحاب: (كنت أرى في رؤى الليل وإذا مع سحب السماء مثل ابن إنسان أتى وجاء إلى القديم الأيام [يقصد الرب]، فقربوه قدامه) [دانيال 7: 13] (وانظر أيضاً إشعياء 14: 14 حيث الإشارة واضحة أن الرب موجود فوق السحاب).

ما يهمنا هنا هو هذا النوع الثاني من أنواع "طيران" الإله اليهودي، أي باستخدام "مركبته" المصنوعة من الغيوم والسحب. إذ النصوص المسيحية تتلقف هذا النوع الأخير وتنسج عليه أساطير إلهها يسوع. أول من فعل ذلك هو بولس بالطبع. إذ بولس كان يتوهم جازماً، هذا إذا أحسنّا الظن به، أن إلهه الجديد (يسوع) سوف يأتي نازلاً من السماء (في حياته هو)، أي في حياة بولس، راكباً على السحب والغيوم. هذا كان واضحاً في رسائله الأقدم من حيث التاريخ، أي قبل سنة 60 م، حيث نراه يتكلم بصيغة: (نحن الأحياء الباقين)، إلا أنه غيّر رأيه قريباً من نهاية حياته عندما تيقن أن انتظاره هذا، ووعوده التي وزعها شفهياً وفي رسائله يميناً وشمالاً بين الوثنيين الأميين من غير اليهود، لم يسفرا عن قدوم إلهه الجديد المنتظر طائراً في الغيوم. أما ما يهمنا في هذه المقالة هو كيفية هذا القدوم فيما يخص الأحياء من البشر. يشرح بولس ماذا سيحدث للأموات والأحياء عند نزول يسوع من السماء إلى أهل تسالونيكي هكذا:

(فإننا نقول لكم هذا بكلمة الرب: إننا نحن الأحياء الباقين إلى مجيء الرب، لا نسبق الراقدين [النائمين، يقصد الموتى]، لأن الرب نفسه بهتاف، بصوت رئيس ملائكة، وبوق الله، سوف ينزل من السماء والأموات في المسيح سيقومون أولاً. ثم نحن الأحياء الباقين سنُخطف جميعاً معهم في السحب [الغيوم] لملاقاة الرب في الهواء)
[رسالة بولس الأولى إلى أهل تسالونيكي 4: 15-17]

بولس كان يعتقد أن يسوع سوف ينزل بواسطة مركبته المصنوعة من الغيوم والسحاب إلى منتصف الطريق فقط، والأحياء سوف "يطيرون" إليه صعوداً أيضاً ليكتمل اللقاء داخل تلك المركبة المصنوعة من الغيوم. إذ مع الاعتراف بأن الديانات التوحيدية الثلاثة أقل موهبة في حبك الأساطير بالمقارنة مع الديانات الوثنية، ولذلك اقتبسوا الأساطير الوثنية وعدّلوا عليها، إلا أن أسطرة بولس وخياله هي أسوأها على الإطلاق وأقلها موهبة. ولكن، وعلى أية، حال، تلقف المسيحييون الجدد فكرة أن مركبة يسوع السماوية هي أيضاً مصنوعة من الغيوم والسحب، على غرار إله اليهود يهوه، ونسجوا على منوالها أساطيرهم المقدسة. سوف أقتصر على نصوص إنجيل مرقس، أول إنجيل مكتوب من حيث التاريخ، وهو مكتوب من جانب شخص مجهول [اسم "مرقس" ألصق على النص في القرن الثاني]، كتبه حوالي سنة 70 م، أي بعد حوالي 40 سنة من مقتل يسوع:

(وكانت سحابة تظللهم. فجاء صوت من السحابة قائلاً: "هذا هو ابني الحبيب، له اسمعوا") [مرقس 9: 7]
(حينئذ يبصرون ابن الإنسان آتياً في سحاب بقوة كثيرة ومجد) [مرقس 13: 26]
(فقال يسوع: "أنا هو، وسوف تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة، وآتياً في سحاب السماء") [مرقس 14: 62]

إذن، المسيحيون الأوائل تخيلوا إلههم يسوع راكباً على نفس المركبة السماوية المصنوعة من الغيوم التي يركبها إله اليهود يهوه. ولذلك مهدوا لهذه الفكرة مبكراً في نصوصهم كما في إنجيل مرقس الذي يقول لقرائه أن صوت الإله، الأب المسيحي، قد أتى من الغيوم التي تظللهم: (وكانت سحابة تظللهم. فجاء صوت من السحابة قائلاً: "هذا هو ابني الحبيب، له اسمعوا") [مرقس 9: 7]، ثم بعد ذلك يؤكد لقرائه أن يسوع، إله المسيحية الجديد، سوف يأتي راكباً نفس تلك المركبة (فقال يسوع: "أنا هو، وسوف تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة، وآتياً في سحاب السماء") [مرقس 14: 62].

إذن، المسيحية تتبنى نفس صفة يهوه، أي (الراكب في السحاب) و (الجاعل السحاب مركبته).

فما هو الأصل الوثني لفكرة أن الإله يتنقل من مكان لآخر باستخدام مركبة مصنوعة من الغيوم وبالتالي منحه صفة (الراكب في السحاب)؟

الأصل الوثني لتنقل الإله باستخدام الغيوم والسحاب:

في سنة 1929 توجهت بعثة أثرية فرنسية إلى منطقة في سورية تدعى راس شمرا (تسمى تاريخياً: أوغاريت). وخلال التنقيبات في تلك السنة والسنوات التي أعقبتها اكتشفت هذه البعثة ألواح طينية، يقدر عددها بحوالي ألفين لوح طيني، بها الأساطير الأوغاريتية – الكنعانية وتفاصيل ديانتهم الوثنية وآلهتهم وعقائدهم التي لم تكن تُعرف من قبل. تعود تاريخ هذه الألواح إلى منتصف القرن الثاني قبل العصر الحديث [قبل الميلاد في التسمية الشعبية]، أي قبل نشوء الديانة اليهودية بحوالي خمسمئة عام، وقبل تدوين التوراة بحوالي ثمانية قرون على أقل تقدير. ومع هذا الاكتشاف عرف الدارسون المصادر الوثنية التي استقى منها اليهود بعض عقائدهم، ونصوصهم [ومنها بعض المزامير بالمناسبة، إذ هي في الأصل ترانيم إلى إيل أو بعل]، وحتى الأسلوب الشعري للكتاب المقدس العبري كان متطابقاً مع نفس التراث الشعري للشعب الذين احتلوا أرضهم ثم أبادوهم من عليها [الكنعانيين]. [لم يكن مجرد احتلال أرض فقط من جانب القبائل العبرانية الأوائل، ولكنه كان أيضاً سطواً شاملاً للتراث والعقائد والثقافة والفنون فيما عدا التصوير]. ولكن ما يهمنا هنا هو مركبة يسوع المصنوعة من الغيوم، تسمية (الراكب في السحاب)، من أين أتت؟

بعل، الإله "بعل"، وهو لقب يعني حرفياً "السيد" (Lord) في أقدم لغة ورد ذكره فيها وهي اللغة الأوغاريتية (قبل 3400 سنة) ومن بعدها الكنعانية، وهو نفس اللقب، أي "السيد"، الذي "استعاره"(!) اليهود ومن بعدهم المسيحيون لوصف إلههم. هو إله الرياح والمطر والبرق والخصوبة والمواسم وتقلب المناخ. والإله "بعل" هو ابن رئيس الآلهة (إيل)، المعبود في الشرق كله تقريباً، من الرافدين إلى مصر، في تلك الفترة. و (إيل)، رئيس الآلهة الوثنية الأوغاريتية والكنعانية، هو الذي أعار(!) اسمه لأقدم تسمية لمجموعة من القبائل التي عرّفت نفسها بـ (إسرائيل = يسرا-إيل)، فتسمية هذه القبائل البدوية التي أغارت على سكان تلك المناطق إنما هي مستقاة من كبير الآلهة الأوغاريتية والكنعانية (إيل)، وليس إلههم القبلي "يهوه"، ولهذا السبب بالذات نقرأ في أسفار الكتاب المقدس العبري بأن إله القبائل البدوية هذه، يهوه، الذي أصبح إلهاً حصرياً وحيداً لهم ما بين حوالي القرن التاسع أو الثامن قبل العصر الحديث كان "يغار"(!) من الآلهة الوثنية الكنعانية، ثم ليتحول معهم لفظ (إيل) و (إليوهيم = جمع، أصل الكلمة أوغاريتية، وتعني مجمع الآلهة، إيل وأبناؤه السبعين ومنهم بعل) إلى اسم يدل على الرب بشكل عام وليس "إيل" الإله المعبود في الشرق كله قبل قدوم القبائل العبرانية غازية [انظر الهامش رقم 2 للمزيد من التفاصيل]. مع مرور الزمان برز الإله "بعل" كإله مسيطر وليكون "إيل" هو القوة الكونية الضاربة لـ بعل. كان تأثير الإله بعل جارفاً في الثقافة والعقيدة المشرقية إلى درجة لم تبلغها آلهة أخرى في التاريخ، ودخلت صفاته وصفات أبيه "إيل"، واسماؤهما وصفاتهما وقدراتهما الخارقة، في النصوص الدينية اليهودية منسوبة إلى "يهوه"، إله القبائل اليهودية، وعبر العقائد اليهودية دخل "بعل" و "إيل" إلى المسيحية. بل إن تأثير (بعل) بقي حتى هذه اللحظة في لغة أهل سورية ولبنان. فعندما تسألهم عن الأراضي الزراعية التي ترويها مياه الأمطار حصراً يجيبوك مباشرة بأنها أراضي (على البعل)، أي على مياه المطر، وأعتقد، وإن لم أكن متأكداً، أن اللفظ موجود أيضاً في الريف المصري. فـ "بعل" هو الذي يسقيها من مياه الأمطار، لأنه إله المطر والصواعق والبروق والخصوبة، وإنْ غاب السبب الحقيقي وراء هذا التعبير عن الذهنية الشعبية المعاصرة في تلك البلاد، فحقيقة لفظ (أرض على البعل) هو (أرض يسقيها إله المطر والخصوبة). لكن ما يهمنا في هذه المقالة هو هذا السؤال:

كيف كان يتنقل "بعل" من مكان لآخر؟

الإجابة في النصوص الأوغاريتية أدناه.
ملاحظات قبل قراءة النصوص أدناه:
كوثار- وا- كاسيس (Kothar-wa-Khasis) هو رجل في الأسطورة الأوغاريتية يساعد بعل في حروبه بالإضافة إلى أنه صانع ماهر جداً. معنى اسمه (الماهر والحكيم). بعض الخطاب الذي ورد في نصوص الأسطورة كان على لسان هذا الرجل موجهاً إلى الآلهة. ولاحظ أيضاً أن هذه النصوص ترجع إلى حوالي سنة 1400 قبل العصر الحديث [قبل الميلاد في التعبير الشعبي]، أي قبل تواجد لأي فكرة يهودية ناهيك عن تواجد لأي دين إبراهيمي. أما بالنسبة لمصادر النصوص أدناه فهي تفوق الحصر كثرة بسبب الدراسات المتعددة حولها. وبإمكان القارئ الكريم أن يرجع إلى الهامش رقم 2 كمثال أو أن يكتب في أي محرك للبحث كلمتي (Baal Cycle) أو (Epic of Baal) ليجد مواقع كثيرة قد نشرت نصوص الأسطورة الأوغاريتية إما كاملة أو بشكل جزئي. أما للقراء المتخصصين الذين يريدون دراسة النصوص بشكل أكثر دقة، فبامكانهم الرجوع إلى الهامش رقم 3. أدناه ستة أمثلة متفرقة من النصوص الأوغاريتية:

1- النص الأول من الأسطورة الأوغاريتية. الإله بعل يستخدم السحاب والغيوم كمركبة لتنقله، ويُمنح لقب (الراكب في السحاب):

وقال كوثار- وا- كاسيس:
ألم أقل لك أيها الأمير بعل؟
ألم أُعلن يا أيها الراكب في السحاب؟

2- النص الثاني من الأسطورة الأوغاريتية:

وقال كوثار- وا- كاسيس:
اسمع، يا بعل القوي
لتعي، يا أيها الراكب في السحاب

3- النص الثالث من الأسطورة الأوغاريتية. "بعل" يقتل "يام" [إله البحر]، فتعترض الإلهة أستارت (Astarte) على ما فعل:

بالإسم، وبخته أستارت:
العار، يا بعل القوي
العار، يا أيها الراكب في السحاب
فإن "يام" كان أسيرنا

4- النص الرابع من الأسطورة الأوغاريتية:

أمطر، يا أيها الراكب في السحاب
الندى الذي تسكبه السماء


5- النص الخامس من الأسطورة الأوغاريتية. وهنا نرى أن صوت الإله بعل يأتي من السحاب، وهو أيضاً ما نقلته حرفياً اليهودية ومن بعدها المسيحية وألصقته بإلهها:

بعل، هو الذي يضع المواسم
ويعطي صوته [يكلمنا] من السحاب


6- النص السادس من الأسطورة الأوغاريتية:

لقد فتح بعل الغيوم بالأمطار
وصوته المقدس، جاء من السماء



هـــــــــــــــــــــــــوامــــــــــــــــــش:

1- انظر الترجمات الغربية التالية وهي أكثر من عشرين ترجمة مختلفة:
CEB, CEV, ERV, EXB, GNT, HCSB, ISV, LEB, TLB, MSG, NET, NIRV, NIV, NIVUK, NKJV, NLT, NRSV, NRSVA, NRSVACE, NRSVCE, OJB, RSV, RSVCE, WEB

2- للمزيد حول الكنعانيين والعبرانيين الأوائل يرجى مراجعة كتب (Niels Lemche) المتعددة حول الموضوع.

3- The Ugaritic Baal Cycle, Introduction with Text, Translation and Commentary, Mark S. Smith








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - 1 - في الفيسبوك Ruben Nassory رد على الأستاذ
حسن محسن رمضان ( 2017 / 1 / 9 - 18:15 )

الأستاذ الفاضل Ruben Nassory
مساء الخير


نعم، بالفعل، لم تثبت التنقيبات الأثرية الهجرة المدعاة في التوراة للقبائل العبرانية من مصر. إلا أن هناك نقطة مهمة في هذه العبارة يجب الانتباه لها فيما يخص فهم المقصود منها. وهي الآتي:


لم تثبت التنقيبات الأثرية الهجرة المدعاة في التوراة للقبائل العبرانية من مصر (على الشكل والحجم) المذكوران في تلك النصوص التوراتية، (تلك أسطورة لا شك فيها)، بل التاريخ الأركيولوجي يناقض حتى تفاصيل التاريخ العبراني بشكل خاص كما هو في كتابهم المقدس. ولكن هذا لا يعني أن تلك القبائل لم تكن بالفعل تسكن مصر في فترة من الفترات، شأنها شأن كل القبائل البدوية في كل بقاع العالم وعلى كل فترات التاريخ، ثم انتقلت خارجة منها بشكل (غير درامي) لم يأبه له التدوين الرسمي في مصر لعدم أهميته، وعلى فترات زمنية وبشكل تدريجي بحيث لم تترك أثر أركيولوجي يدل على هذه الهجرة. لاحظ، أستاذ روبن، الكتاب المقدس العبري هو في حقيقته (تاريخ شخصي مفخم جداً لقبائل بدوية محاربة)، لا يأبه به إلا أصحابه، شأنه شأن أي تاريخ شخصي لأي قبيلة بدوية أنت تختارها.

... يتبع


2 - رد على الأستاذ Ruben Nassory في الفيسبوك - 2
حسن محسن رمضان ( 2017 / 1 / 9 - 18:21 )


عندنا في الجزيرة وفي العراق والأردن والشام قصص لا أول لها ولا آخر لمثل هذه (التواريخ الشخصية المفخمة والمأسطرة) لكل قبيلة وبطن وفخذ، بل وحتى عائلة. الفرق فقط أن هذه القبائل العبرانية شاء حظها أن يدعيها دينان آخران، المسيحية والإسلام. واحدة تريد مسيحاً إلهاً أصله يهودي لم يأبه له حتى مؤرخو زمانه، والثانية بنت العقيدة على أساس عقيدة جد هذه القبائل، إبراهيم. هذا الادعاء هو الذي أعطى أهمية لهذا التاريخ القبلي المؤسطر، وإلا لنساه التاريخ كما نسي تواريخ من هم أعظم شأناً في السيرورة البشرية وأكثر عراقة وحضارة وتأثيراً. نصوص التوراة ذاتها تدل على أن تلك القبائل في أصلها كانت بدوية متنقلة، إلهها يسكن الخيام، وله ولع خاص بالجبال والنار، ويعادي بشكل سافر المدن والمدنية بحيث كانت تلك القبائل لا تكتفي بسقوط المدينة ولكنها كانت تحرقها عن بكرة أبيها بعد أن تبيد سكانها كما في نصوص التوراة. فهي إذن قبائل متنقلة بدون أدنى شك، ولا يوجد سبب لأن نستثني أنها كانت بالفعل في الصحراء المصرية إلا أن ميزان القوى في مصر لم يكن يتيح لها أن تمارس -الغزو-، ولذلك لم تشكل أي تأثير في التاريخ المصري.

... يتبع


3 - رد على الأستاذ Ruben Nassory في الفيسبوك - 3
حسن محسن رمضان ( 2017 / 1 / 9 - 18:28 )


إلا أن هناك نقطة ثانية يجب أن ننتبه لها وهي أن تأثير الأعراف الدينية الفرعونية واضحاً جداً على التوراة وعلى العقيدة اليهودية، ومنها اتخاذ التابوت، شكله وطريقة بنائه، قصة العجل الذهبي، الختان، الوصايا العشر ...الخ الخ .. هذه كلها تأثير مصري واضح.

إذن، حقيقة أن تلك القبائل كانت بدوية متنقلة تعادي المدن والمدنية، وحقيقة وضوح التأثير المصري، يقودان إلى قبول فرضية أنها كانت في مصر وانتقلت خارجة منها ولكن من دون (الدراما) التوراتية الأسطورية. الأركيولوجيا لم تثبت، فقط، الدراما التوراتية، ولكنها لا تستطيع أن تسقط فرضية أن تلك القبائل كانت بالفعل في مصر وانتقلت منها

تحياتي
حسن


4 - من أقوال الرسول عليه السلام
صالح ( 2017 / 1 / 10 - 05:07 )
1- عن ابي هُريرة قال النبي : جاء الاسلام غريباً وسيرحل غريباً (قريباً)
2- قال النبي عليه السلام : سياتي زمان على امتي لا يبقى فيه من الاسلام الا اسمه ، ومن الإيمان الا رسمه ، ومن القرءان الا حرفه ، همهم بطونهم ، قبلتهم نساءهم ، إيمانهم دراهمهم ، الكاتب المحترم لا تنتقد او تسئ الى اي كتاب ديني مهما كان ، لان كتابك مليء وكما سماها الكاتب المسلم سلمان رشدي (بآيات شيطانية ) حاشى مني هذه التسمية لأني احترم الانسان كإنسان ولا أقيمه بدينه او مذهبه وانما بأعماله ، وبصراحة انت وكتابك معرضين للنقد ، ولا أقول الاساءة احتراماً للأصدقاء المسلمين المحترمين الطيبين اللذين لا ولم ولن اسمع منهم يوماً او يشيروا الى احد بسوء ، وهم بريئين من الاسلام الذي ينتمي اليه الكاتب حسن محسن رمضان .

اخر الافلام

.. الأوقاف الإسلامية: 900 مستوطن ومتطرف اقتحموا المسجد الأقصى ف


.. الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي في الخليل بالضفة الغربية




.. مراسلة الجزيرة: أكثر من 430 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى في


.. آلاف المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى لأداء صلو




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك