الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العالم العربي تحت المجهر .

عبد اللطيف بن سالم

2017 / 1 / 9
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


الواقع العربي تحت المجهر :

إن الولايات المتحدة الأمريكية أو ما يُعرف اليوم بالاميرالية المتوحشة أو بالعولمة تعمل منذ مدة طويلة على نشر نفوذها على العالم كله بكل الطرق والوسائل الممكنة ولا يتسنى لها ذلك في اعتقادها إلا بضرب كل القوى النافذة في العالم أو الصاعدة الحاضرة منها على الساحة أو المهيئة نفسها للمرحلة القادمة ولهذا السبب سارعت الدول الأوروبية في توحيد نفسها في الوقت المناسب للمواجهة المحتملة ونشطت الصين من الجهة الأخرى في تقوية نفسها في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية لتحصين نفسها من أي خطر يمكن أن يهددها في المستقبل وحتى لا يكون مآلها مآل الاتحاد السوفياتي في الوقت السابق .

أما العرب فللأسف ما فكروا أبدا في حماية أنفسهم من هذا الخطر حتى داهمهم في عقر دارهم وفكك أوصالهم بما سُمّي - خطأ مقصودا - ب " الربيع العربي " وهو في الحقيقة المؤلمة صيف حارق لكل مقومات الأمة العربية التي كنا نفاخر بها في السابق كل الأمم . إن العرب في الواقع لا يمثلون خطرا يُذكر على العولمة حتى وإن بقوا موجودين على الساحة الجيو – سياسية ما داموا يعيشون على وهم من المعرفة لا يتفقون حوله أبدا لا في الماضي ولا في الحاضر ولا في المستقبل ويتباهون به كما لو كان الحقيقة المطلقة الموجودة وحدها في العالم . وبالتالي فما داموا على هذه الحالة دائما يمكن في أي وقت تمزيقهم وتفتيتهم أو حتى القضاء عليهم بكل سهولة .
لا شك أننا جميعا قد تساءلنا بيننا وبين أنفسنا : لماذا احتفت الولايات المتحدة بما فعلته تونس في الأيام الأخيرة بانتفاضتها التي أشعلت بها نار الحرب الأهلية بكامل المنطقة العربية ووقف شيوخها احتراما وتشجيعا لها ؟ والجواب سهل وبسيط هو أننا قد حققنا بذلك رغبتها في القيام بمبادرة تحطيم المنطقة بدلا عنها وبدون أية تكلفة بل بالعكس من ذلك ستربح من ذلك المزيد والمزيد من بيع الأسلحة قبل ربح المعركة و سحب نفوذها الكامل على هذه المنطقة المبرمج لها منذ مدة سابقة .

لغتنا العربية في ما بين المحلي والكوني.:

يبدو أن اللغة العربية اليوم قد أخذت تتناقصُ وتتراجعُ على قدر ما صارت تتزايد وتتكاثر وتنتشرُ اللغات الأجنبية في البلدان العربية وبالخصوص منها اللغة الإنقليزية ولغة الرموز التكنولوجية المستخدمة حديثا في ثقافة العولمة ، ورغم المحاولات العديدة للتأقلم والتكيف مع معطيات الوضع الجديد الحالي ومحاولة تعريب بعض تلك الرموز للضرورة فإن أغلب تلك المصطلحات الوافدة علينا من عديد الجهات في العالم قد صارت تفرض علينا نفسها بقوة الغازي المنتصر وذلك لأن الأسلحة والمعدات التي لدينا والتي يفوق عمرها الأربعة عشر قرنا من الزمن والتي لا نزال نلجأ إليها في المواجهة لم تعد صالحة بما فيه الكفاية ( أليست هي آليات ومعدات قديمة منتهية الصّلوحية ولم تعد مهمة في الحقيقة إلا لحفظها في المتاحف ؟) لكن المعروف أن الإنسان يعزّ عليه في العادة التفريطُُ في ممتلكاته ومكتسباته القديمة مادية كانت أو روحية ومهما كانت قيمتهاويصعب عليه التخلي عنها إلى المحدث في الواقع الحالي وبالخصوص إذا تعوّد عليها لمدة طويلة من الزمن. .
إن معداتنا وآلاتنا العديدة والمختلفة وكل منتوجاتنا الصناعية منها والثقافية هي التي بها تُصنع لُغتنا العربية وبها تتطور أو تضعف ،تتكاثر أو تتناقص ، تتألق أو تخفت ، تتلألأ في فضاء العالم أو تأفُل فكما هو حالنا اليوم اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا نُنتهك ونُضطهد تكون لغتنا العربية . أليست اللغة هي المرآة التي تكشف عن أحوالنا جيدة كانت أو متردية ؟










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري


.. عمران خان: زيادة الأغنياء ثراء لمساعدة الفقراء لا تجدي نفعا




.. Zionism - To Your Left: Palestine | الأيديولوجية الصهيونية.


.. القاهرة تتجاوز 30 درجة.. الا?رصاد الجوية تكشف حالة الطقس الي




.. صباح العربية | الثلاثاء 16 أبريل 2024