الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


100 سنة ثورة أكتوبر

الحزب الشيوعي الثوري - مصر

2017 / 1 / 12
ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا


الرفيقات والرفاق الأعزاء
في هذا العام تحل علينا ذكرى عظيمة هي مرور مائة عام على ثورة أكتوبر الإشتراكية العظمى التي قام بها الحزب البلشفي (1) في روسيا، وقد كان لينين ورفاقه لهم اليد الطولى في هذه الثورة، ونحن بصدد الحديث عن هذه الذكرى العظيمة لا نريد أن نسرد فقط الأحداث التاريخية، ولكن علينا الإستفادة منها وتطويرها حسب الزمان والمكان والنضال من أجل قيام الإشتراكية في بلداننا، وفي ظل ذلك وجب علينا الإجابة عن عدة أسألة :-
هل كان ضرورياً قيام الإشتراكية في روسيا ؟
إن وجود شعب مضطهد من عمال وفلاحين أجراء وبلد غارق في الظلام والإستغلال، بل فوق هذا هو بلد محتل من أكثر من دولة، كان لابد من قيام الإشتراكية، لأنها الخلاص من كل هذا الظلم والفساد والإستغلال وكذلك الخلاص من الإحتلال، فبعد نضال مرير من الشعب الروسي على مدار عشرات السنين لم يجد سوى لينين ورفاقه والحزب الإشتراكي الديمقراطي الروسي "البلاشفة" كمعبر عن أحلامه وطموحاته وآماله في حياة كريمة خالية من الإستغلال والإستعباد والفقر والظلم والإستعمار، من هذا المنطلق إختار الشعب الروسي الإشتراكية في بناء إقتصاد مبني على الإنتاج من أجل الإشباع وليس من أجل الربح، هذا الإنتاج الذي تم بناءه على أساس الإشباع حول روسيا من دولة بلا محراث إلى دولة نووية عظمى، وهو الذي جعل الروس أول من يصل للفضاء، تحولت روسيا من دولة وشعب يؤمنون بالتخاريف والخزعبلات إلى دولة صناعية وزراعية كبرى وإلى دولة العلم والثقافة والفن والتكنولوجيا والحضارة، أصبحت روسيا تمتلك زمام الأمور بيديها ولديها إكتفاء ذاتي من مواردها الخام الطبيعية وذلك كله بفضل مواردها البشرية من شعبها المخلص والمحب للإشتراكية، بل إن قيام الإشتراكية في روسيا لم يرفع فقط من شأن روسيا والشعب الروسي وكافة القوميات المضطهدة من النظام القيصري السابق ولكن كان هو الداعم لكل المضطهدين والحركات الثورية والبلدان الساعية للإشتراكية وحركات التحرر الوطني، فقد خلقت الإشتراكية في روسيا عالم جديد مبني على توزان القوى بين البرجوازية الإمبريالية وبين الإشتراكية الوليدة في روسيا، بل وصل الأمر من عظمة الإشتراكية إلى دحر الفاشية الألمانية حتى وصلت إلى عقر دارها وهزمتها هزيمة نكراء، فلولا الإشتراكية في روسيا لكان العالم الآن يعيش تحت وطأة الفاشية الألمانية، وكذلك أدت لتصفية المستعمرات المباشرة عن بكرة أبيها وإنهاءها من العالم، فلقد حافظت الإشتراكية على بقاء هذا الكوكب من الدمار، ومن هنا نقول أن الإشتراكية كانت ضرورة تاريخية لإنقاذ البشرية بعامة وليس الشعب الروسي فقط.
الإشتراكية كنموذج أصبحت رمز لكل الشعوب من أجل الخلاص من إستغلال الإنسان لأخيه الإنسان والخلاص من البرجوازية والإمبريالية والفاشية، فقد عاينت الشعوب وعرفت الفرق بين الإشتراكية والرأسمالية، أصبح النموذجان أمامهم، أصبحوا بين خيارين لا ثالث لهما، أن يختاروا بين الفقر والجوع والمرض والبطالة والتخلف في البرجوازية أو أن يختاروا الحياة الكريمة والعادلة والرفاهية والعلم والتكنولوجيا والتقدم في الإشتراكية، ومثالاً على ذلك فقد حمت الإشتراكية شعوب الإتحاد السوفييتي من الأزمات البنيوية الدورية في النظام الرأسمالي وأوضح مثال هي أزمة الكساد الكبير حيث نجى منها الإتحاد السوفييتي بفضل الإشتراكية التي لا تعرف تلك الأزمات.
2 – تحليل لينين الصائب في قيام الإشتراكية في أضعف حلقات البرجوازية وليس في أقوى حلقاتها :-
بعد عدة دراسات وتنقيب بداخل الأنظمة البرجوازية وجد لينين نفسه أمام تحليل جديد يختلف عن تحليل ماركس لسقوط البرجوازية، فقد ذكر ماركس بأن البرجوازية ستسقط من أقوى حلقاتها في الدول الرأسمالية الكبرى بسبب تكدس السلع وهذا سيؤدي إلى غلق المصانع وتسريح العمال ولن يجد العمال أمامهم سوى الثورة وقيام الإشتراكية، ومن هنا إكتشف لينين بأن البرجوازية تطورت وأصبحت تصدر منتجاتها وسلعها الفائضة إلى دول أخرى لحل أزماتها في تكدس السلع، فقد أصبحت البرجوازية لا تصدر السلعة وحسب بل تصدر أيضاً أزماتها، ومن هنا جاء تحليل لينين بقانون جديد هو أن الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية، وبأن الرأسمالية لن تسقط من أقوى الحلقات حسب ماركس ولكنها ستسقط من أضعف حلقاتها، والتي تصدر إليها أزماتها، حيث أن تلك البلدان الصغيرة ستضطر لغلق مصانعها وتسريح عمالها لأنها أصبحت أسواق للبرجوازية الإمبريالية، وإنتقلت الأزمة من الدول البرجوازية الكبرى إلى تلك البلدان الصغيرة، ونتيجة لذلك فلن يجد العمال والمضطهدون في تلك البلدان سوى الثورة الإشتراكية كحل لأزماتهم ومن هنا تسقط الرأسمالية.
فكانت روسيا آنذاك من أضعف الحلقات بل أضعفها وذلك نتيجة لوجود الإستعمار ولأن البرجوازية الروسية عاجزة عن إستكمال مشروعها، بل هي برجوازية عميلة وفتحت أسواقها للمنتجات المستوردة، ومن هنا أصبحت الصناعة الروسية ضعيفة جداً، والعمال لم يجدوا قوت يومهم، وكانت الأزمة تطول أغلب الشعب الروسي، فكان لابد من طرح رؤى وحلول جديدة على الشعب الروسي من أجل الخلاص من الفقر والبطالة والإستغلال والإستعمار، فظهر لينين بتحليله الجديد وندائه للشعب الروسي للقيام بالثورة من أجل الإشتراكية وقيام حياة أفضل، فاقتنع به الشعب الروسي ونهض من سباته العميق، وكان أن أكد لينين على الدور الثوري للفلاحين وفي قيام الإشتراكية في روسيا.
وبدأ الشعب الروسي إرهاصات الثورة وهو ما أدى لقيام ثورة 1905 ، وبرغم هزيمتها نتيجة لعدم إكتمال صفوف الحزب وإلتحامه بالجماهير إلا أنها كانت تمثل تراكم وحدث مهم في تاريخ روسيا، وفي عام 1910 رفض لينين المشاركة في القيام بثورة أخرى بسبب أن هذا الصراع كان صراع برجوازري برجوازي ليس للشيوعيين فيه ولا الطبقة العاملة ناقة ولا جمل، ففضل لينين بناء الحزب وكوادره والتفاعل مع الطبقة العاملة والشعب الروسي المضطهد بكل فصائله حتى يتهيأ الظرفين الذاتي والموضوعي معاً، ومن هنا كانت أكتوبر 1917 هي اللحظة الحاسمة التي وصل فيها الشرط الذاتي والموضوعي معا إلى الإكتمال وكانت الثورة وبداية البلد الجديد الذي حقق لشعبه معنى كلمة العدالة والكرامة واقعاً معايشاً على الأرض وكأنهم يمسكونه بيديهم، وظهرت الإشتراكية كنموذج جديد يحتذي به كافة الشعوب ويضعونه منارة لهم وبوصلة من أجل الخلاص من الإستغلال والإستعباد والقهر والظلم، ومن أجل الخلاص من الرأسمالية.
3 – لماذا سقط النموذج الإشتراكي في الإتحاد السوفييتي ؟
أولاً : لابد من توضيح هام، وهو أن ما سقط ليس هو الإشتراكية، ولا الإتحاد السوفييتي بقيادة لينين وستالين، إن ما سقط وتم حله هو الإتحاد السوفييتي بقيادة التحريفيين والعملاء.
ثانياً : لماذا السقوط والإنهيار ؟
كانت الإشتراكية في الإتحاد السوفييتي تجربة وليدة على شعوب العالم ولم يسبقها تجربة إشتراكية بالمعنى العلمي، وكانت خبرات الرفاق لازالت محدودة آنذاك، وكانت روسيا في حرب مع عدة دول من الخارج بل وفي حرب مع عدة جبهات من الداخل، وكان لابد على الرفاق من الحفاظ على الثورة وروسيا الجديدة، إضافة إلى تسرب بعض العناصر الإنتهازية بداخل صفوف الحزب أثناء إنشغال الرفاق ببناء الإتحاد السوفييتي على أسس إشتراكية، بجانب خسارة الحزب لخيرة كوادره في الحرب الوطنية العظمى وكذلك الخسارة الفادحة للطبقة العاملة في تلك الحرب وتغول طبقة البرجوازية الوضيعة العسكرية على حساب البروليتاريا وتعطيل الصراع الطبقي نظراً لظروف الحرب الوطنية العظمى، وإغتيال الرفاق القادة وعلى رأسهم الرفيق القائد العظيم كيروف الذي إغتاله أحد التروتسكيين الذي كان لا يزال يحتفظ ببطاقة عضوية الحزب الشيوعي.
وبعد موت لينين كانت المؤامرات تحاك للنيل من الثورة وكانت هذه المؤامرات تأخذ شكل معارضة ستالين، وبرغم ذلك كان ستالين صلباً وكان على قدر المسئولية التي كلفها به لينين، ولكن ظلت تحاك تلك المؤامرات حتى تم في النهاية إغتيال الرفيق العظيم ستالين، وبعد موت ستالين بدأ الإنحراف اليميني يظهر على السطح بشكله الفج، وبدأت تظهر أفكار يمينية مثل التطور اللارأسمالي والطريق البرلماني وظهرت فكرة دول عدم الإنحياز، وكذلك ظهرت فكرة دولة الشعب كله على حساب ديكتاتورية البروليتاريا، وألغى الحزب في مؤتمره العشرين بقيادة التحريفي خروتشوف وبمساعدة طبقة البرجوازية الوضيعة الخطة الخمسية الخامسة التي وضعها الرفيق ستالين وكانت بمثابة بوابة العبور نحو الشيوعية، وبدأت الأفكار اليمينية تنتشر حول الحافز الفردي وظهور الأنا وتفشي الذاتية وتم إفساح المجال فكرياً أمام هذا التيار البرجوازي للقضاء على الإقتصاد الإشتراكي الجماعي لتمكين البرجوازية من السيطرة على الحزب وزمام الأمور في الإقتصاد، بل تم تنحية دور الحزب بعد ذلك نهائياً حتى قبل حل الإتحاد السوفييتي وظهرت البرجوازية الوضيعة في الصورة كحاكم لروسيا وبديل عن الإشتراكية، فكانت النتيجة إنهيار الإقتصاد السوفييتي في الصناعة والزراعة، بل وأصبحت روسيا الآن تعيش بالمعنى الحرفي على إرث الإتحاد السوفييتي بقيادة لينين وستالين، وبعد السقوط أصبح العالم ذو قطبٍ واحد وأنفردت أمريكا بالقرار الدولي بالهيمنة والسيطرة والبلطجة على شعوب أشباه المستعمرات بل وعلى الدول الأوروبية نفسها، فمثلاً أخذت قرار ضرب العراق بقرارات من الأمم المتحدة غير صحيحة بأن العراق تحتوي نووي وخلافه، وكذلك ضرب أفغانستان، وظهرت على الساحة قوى بديلة هي صناعة أمريكية تسمى الإرهاب لخدمة الأطماع والهيمنة على مقدرات الشعوب في الشرق الأوسط وفي أشباه المستعمرات.
فلم تسقط الإشتراكية ولم يسقط الإتحاد السوفييتي بقيادة لينين وستالين ولكن سقط التحريفيون وأفكارهم.
ولا زالت مأساة سقوط الإتحاد السوفييتي لها تأثيرها على كامل الكوكب، فوجود الإشتراكية كان يعني حصن أمان لكل الشعوب الفقيرة والمضطهدة.
4 – هل نحن في حاجة لنموذج إشتراكي لدعم نضال الأحزاب الشيوعية لقيام الإشتراكية في بلدانها ؟
بعد مرور 100 عام على الإشتراكية الوليدة في روسيا تمر علينا نفس الأوضاع البرجوازية والهيمنة على الشعوب والبلدان الفقيرة، في ظل الهيمنة الأمريكية والسيطرة على بلداننا وثرواتها فنحن بحاجة لظهور بلد إشتراكي يعيد توازن القوى الدولي لصالح المضطهَدين والمستغَلين والشعوب الفقيرة وإنهاء الإستعمار بكافة صوره والقضاء على البرجوازية الوضيعة.
إن أسباب التجربة الإشتراكية في 1917 هي نفسها الموجودة حالياً، بل ساءت الأمور أكثر في غياب الإتحاد السوفييتي، وقد كانت التجربة خير مثال على مجتمع تقدمي عادل به حياة كريمة لشعبه وضامن لشعوب أخرى، وها نحن الآن في حاجة لمثل هذا النموذج لأن البرجوازية الآن أصبحت غير منتجة للسلع الأساسية ونتيجة لرغبتها في تحقيق هدفها الأساسي وهو الربح أصبحت لا تنظر لأحد غير نفسها وأصبحت الآن تنتج الوهم وتخلت عن إنتاج السلع في نظير إنتاج الخدمات الوهمية، وفي ظل هذا تعاني الشعوب مآسي وويلات من جراء ما تفعله البرجوازية الوضيعة بالعالم.
وصل العالم الآن من علم وتكنولوجيا إلى إمكانية إنتاج كافة إحتياجات البشرية، بل وما يفيض عنها أيضاً، ولكن البرجوازية الوضيعة صارت عائق أمام هذا، وأصبحت تعرقل التطور والإنتاج لصالح البشرية من أجل مصالحها الشخصية، وأصبحت البرجوازية الوضيعة الآن تمثل خطر ليس فقط على الشعوب ولكن على الكوكب بأكمله، فقد أدخلت العالم في حروب وويلات لا نهاية لها سوى بالإشتراكية، فالإشتراكية هي المنقذ الوحيد لهذا العالم من خطر الدمار والضياع، بل وهي السبيل لعالم أفضل خالي من الفقر والجوع والبطالة والحروب والإستغلال.
ولذلك فإننا في الحزب الشيوعي الثوري في مصر ندعوا رفاقنا جميعاً في كافة الأحزاب والمنظمات الإشتراكية والشيوعية أن نتكاتف معاً نحو ثورة إشتراكية تطيح بالبرجوازية ونحو عالم أفضل، ندعوا كافة الرفاق ونشد على أياديهم أن نكثف نضالاتنا ومجهوداتنا وأن ترتبطوا بشعوبكم أكثر وألا ينفصل الحزب عن الجماهير، وذلك من أجل إتمام إنتصارنا ورفع راية الإشتراكية.
5 – لماذا نتمسك بالماركسية اللينينية ونصر على الإشتراكية ؟
فيما قبل ماركس ظهر عدة فلاسفة قاموا بتحليل المجتمعات ومحاولة الإجابة عن كثير من الأسئلة التي تشغل الناس، ولكن لم يطرح أحداً منهم أي حلول لهذه المجتمعات أو إجابات صحيحة عن ما المخرج وما السبيل، ثم ظهر كارل ماركس العظيم، ذاك الفيلسوف الألماني، لم يكن ماركس فقط مجرد فيلسوف بل كان دارساً للتاريخ والإقتصاد والإجتماع ولعدة علوم جعلت منه رمزا ومحررا من خلال أفكاره لكافة الشعوب، ولا يزال إسم ماركس يذكر إلى الآن في كافة ربوع الأرض، قام ماركس بتحليل المجتمعات ووجد موطن الداء وحدد الدواء وأوجد إجابات شافية لكثير من الأسئلة الهامة والتي تخص حيوات الناس، فكان ماركس فيلسوف الفقراء كما يقولون، حتى أنهم إنتقدوه لذلك، ولكن إقتنعت به الشعوب وإقتنعت بنظريته حيث أنها كانت السبيل والخلاص من إستغلال الإنسان لأخيه الإنسان، وكتب هو ورفيقه العظيم فردريك إنجلز "البيان الشيوعي 1848" وكان هو ملخص لتحليل ماركس للمجتمعات وأجاب فيه ووضع الحلول للخلاص من البرجوازية، وكان البيان الشيوعي يعد برنامج حزبي له ولرفاقه آنذاك، بل وأصبح هذا البيان الشيوعي برنامج لكل شعوب العالم وليس فقط الأحزاب الشيوعية، ولذلك نحن نتمسك بالماركسية، فهي نظرية مادية علمية وليست مثالية وهمية.
ثم ظهر الرفيق فلاديمير إيليتش أوليانوف "لينين" في روسيا ودرس عديد من الفلسفات ومنها كانت فلسفة ماركس، وقد وجد لينين مجتمعه في حاجة لتلك الفلسفة التي ستخلص شعبه من الإستغلال والفقر والجوع والإستعمار، هذه الفلسفة المربوطة بالشكل المادي للحياة اليومية وهي فلسفة العمال منتجي الحياة والذين يتم إستغلالهم من سارقي الحياة، قام بتأسيس الحزب الإشتراكي الديمقراطي الروسي مع رفاقه، ودعى الجماهير للإنضمام من أجل الإستعداد لقيام الثورة الإشتراكية للخلاص من النظام القيصري، وفي ظل ذلك قام لينين بتطوير النظرية الماركسية، حيث أن الماركسية لا تعرف الدوجما أو التحجر والجمود بل وهي النظرية المرنة القابلة للتطوير بحسب الزمان والمكان دون الإخلال بقوانينها، ومن أهم ما أضافه الرفيق العظيم والقائد لينين للنظرية الماركسية كتابه "الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية" وإنطلاقاً من هذا التحليل الرائع قاد الجماهير هو ورفاقه البلاشفة نحو الثورة الإشتراكية في روسيا في أكتوبر 1917، ومن إضافاته للنظرية أيضاً "الدولة والثورة"، ودحض لينين آراء الفلاسفة أصحاب المذهب النقدي التجريبي في مؤلفه: " المادية والمذهب النقدي التجريبي " كما أنّه لم يغضّ الطرف عن ارتداد كاوتسكي. وأما عن ستالين فقد قاوم الأطروحات اليمينية التروتسكية التحريفية والارتداد في روسيا وخارجها في مؤلفاته: "أسس اللينينية" " مسائل اللينينية " " الماركسية والمسائل اللغوية" " المشاكل الاقتصادية للاشتراكية في الاتحاد السوفياتي" "الماركسية والمسألة القومية" وغيرها، وكذلك أضاف لينين لفكرة التنظيم كتابات غاية في الروعة يهتدي بها كل حزب في وقتنا الحاضر، منها "بم نبدأ" و"ما العمل" و"عن حزب من نوع جديد" وغيرها من الكتابات المفيدة، وهو أول من قام بتصعيد العمال إلى اللجنة المركزية وكانت هذه نظرة ثاقبة منه حيث يضمن ترابط الحزب بالجماهير وعدم إنفصاله عنهم.
ومن هنا كانت نظرتنا مختلفة لتلك الفلسفة فلم تصبح فقط الماركسية عنوان كافي لما نحن عليه، بل أصبحت الماركسية اللينينية عنواناً لنا، تلك الفلسفة التي جعلت روسيا تتحول من دولة بلا محراث إلى دولة نووية عظمي، بقيادة لينين وستالين ورفاقهم.
ولذلك فإن الحزب الشيوعي الثوري وكافة الرفاق بالحزب يسيرون على الدرب مخلصين لبلاشفة الماضي والحاضر ، ساعين مع رفاقنا في جميع الأحزاب والمنظمات الثورية الإشتراكية والشيوعية نحو عالم أفضل خالي من الفقر والجوع والبطالة ومن أجل الخلاص من البرجوازية.

عاش نضال الطبقة العاملة وحلفائهم من الفلاحين والطلاب الإشتراكيين وكل المضطهدين
عاش نضال الشيوعيين
عاشت الأممية الشيوعية
عاشت ثورة أكتوبر البلشفية العظمى

الحزب الشيوعي الثوري – مصر
اللجنة المركزية
9 يناير 2017

هوامش
(1) البلشفية أو البلاشفة أو البلشفيك هي كلمة روسية تعني الكثرة أو الأكثرية وقد أطلقت على أنصار ورفاق لينين، في حزب العمل الاشتراكي الديمقراطي الروسي عام 1903. وكانوا يشكلون الأكثرية في الحزب، بينما سمي البقية بالمونشفيك (أي الأقلية)، وأصبحت مجموعة لينين هي الحزب الشيوعي للروس جميعًا في مارس 1918م. وظل أعضاؤه يسمون البلاشفة حتى عام 1952م، حين حُذفَت الكلمة من مُسمَّى الحزب بناءً على اقتراح ستالين فأصبح اسمه: الحزب الشيوعي للاتحاد السوفييتي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ثمة أخطاء فظيعة
فاخر فاخر ( 2017 / 1 / 13 - 14:17 )
كالقول أن لينين استوجب قيام ثورة اشتراكية في روسيا
لينين لم يقل ذلك بل ما قاله لينين في موضواعات تيسان أن يجب على البلاشفة استلام السلطة لأن حكومة كيرنسكي تنكرت لبرنامج الثورة البورجوازية
لينين لم يسم استيلاء البلاشفة على السلطة سوى انتفاضة إذ كانت خطة الحزب استكمال الثورة البورجوازية وهو ما كانت أوصت به الأممية الثانية في مؤتمرها في العام 1912
لينين لم يقل بوجوب قيام الثورة في أضعف حلقات الرأسمالية وليس في أقواها - هذا خلط منافي للماركسية تلينين قال يمكن أن تقوم الثورة في أضعف الحلقات وكان هذا بعد أن برهنت البروليتاريا السوفياتية على أنها أقوى من البروليتاريا في انجلترا وألمانيا بعد أن جندت طبقة الفلاحين الفقراء خلفها
الحزب الشيوعي لم يقرر البدء ببناء الاشتراكية إلا في مؤتمره العاشر 1921
دراسة تاريخ المشروع اللينيني بكل تفاصيله الدقيقة هي أهم ما بقوم به الشيوعيون اليوم


2 - شرعية الحزب الشيوعي
فاخر فاخر ( 2017 / 1 / 14 - 05:55 )
لا يكون الحزب شرعياً إلا إذا كان هناك في الأفق قيام البروليتاريا بثورة اشتراكية
عندما أعلنت إنتفاضة أكتوبر كثورة اشتراكية في مارس آذار 1919 نادت الأممية بتشكيل أحزاب شيوعية في الأطراف لأن الثورة الاشتراكية هي ثورة عالمية لا بد أن يكون لها مركز وأطراف
بغياب أي مركز للثورة الاشتراكية لا يكون للحزب الشيوعي أية شرعية بل هو سيكون من معيقات الإنتقال إلى الشيوعية

واجب الشيوعيين البوم هو فقط تعميم الماركسية كنظرية علمية تعالج التطور الاجتماعي في كل العصور والأمكنة يرافق ذلك تحديد التناقض الرئيس في علاقات الإنتاج القائمة وسبل تطويره


3 - توضيح رقم 1 للرفيق فاخر فاخر
الحزب الشيوعي الثوري - مصر ( 2017 / 1 / 17 - 11:04 )
تحية ثورية حمراء
رفيقنا لم نقل بأن لينين إستوجب قيام ثورة إشتراكية في روسيا
وحتى يتم فهم كلامنا فإن ما نكتبه يخاطب أول من يخاطب المصريين
ولأن شعبنا يحتاج إلى لغة بسيطة نتيجة للتشويه الممنهج والتسطيح والتهميش الذي يمارسه عليه النظام الفاسد من خلال وسائل إعلامه ومناهج التعليم والمؤسسات الدينية والثقافية، فلذلك فإن اللغة قد تكون بسيطة لكي تصل الفكرة إليهم وقد لا يتناسب هذا مع الكثير من المثقفين فيحدث هذا اللبس للأسف
فما قلناه أنه كان لابد من قيام الإشتراكية لإنقاذ هذا الشعب، ولم نعني أن لينين إستوجب ثورة إشتراكية بل كما نعرف وهذا قلناه سابقاً في إحدى البيانات للحزب ولم ننشره بعد عالحوار المتمدن هو نفس ما كتبته أنت وسندرجه في تعليق آخر بعد هذا التعليق ونورد تاريخه أيضاً
وأيضاً لم نقل أن لينين إستوجب قيام الثورة في أضعف الحلقات بل قلنا أن تحليل لينين قال أن الإمبريالية ستنهار من أضعف حلقاتها ولا يعني هذا أننا أو حتى لينين نرى هذا كلاماً مقدساً واجب التحقيق، بل هي نظرة تحليلية علمية للواقع وهو بالفعل ما حدث، فقد قامت الثورة في روسيا وكانت آنذاك من أضعف الحلقات بل أضعفها


4 - توضيح رقم 2 للرفيق فاخر فاخر
الحزب الشيوعي الثوري - مصر ( 2017 / 1 / 17 - 11:09 )
هذا ما كتبه أحد الرفاق بالحزب بتاريخ 17 يناير 2016
وهو دليل على أن حزبنا يتبنى هذا المفهوم وأننا كحزب لدينا مدرسة تثقيفية جيدة تعمل بالفعل على دراسة تاريخ المشروع اللينيني بكل تفاصيله الدقيقة
---
قامت الثورة البرجوازية علي القيصر و استلمت حكومة كيرنسكي و الاشتراكيين الثوريين و المناشفة السلطة و لم يحققوا مطالب الجماهير و ايدوا الاستمرار في الحرب و رفع البلاشفة شعار الخبز و السلام و هو ما أدي بالجماهير الجائعة و المضطهدة الي ان تطالب البلاشفة باستلام السلطة و ظهرت كلمة لينين العظيم (نعم يوجد هذا الحزب) اي الحزب القادر علي استلام السلطة و يقصد بالطبع الحزب البلشفي ، فاستلم البلاشفة السلطة و قاموا بانقلاب طبقي لتحقيق مطالب الثورة البرجوازية التي تخاذل كيرنسكي و طغمته عنها و هي احداث معروفة للجميع من طراد اورورا الي قصر الشتاء و الحرب ضد المناشفة و اليونكر (الضباط التلامذة ) علي تخوم بتروجراد و موسكو ثم حروب التدخل الامبريالية و جيوش البيض و البارون الاسود الخ


5 - توضيح رقم 3 للرفيق فاخر فاخر
الحزب الشيوعي الثوري - مصر ( 2017 / 1 / 17 - 11:17 )
مرة أخرى يا رفيق بالرغم من أن بياناتنا وأبحاثنا ودراساتنا وكراساتنا ننشرها على الإنترنت لجميع الرفاق، لكننا في الحزب نخاطب أول من نخاطب الشعب المصري البسيط الذي يعمل النظام الفاسد على تشويه وعيه قاصداً غير متردد وعلى تهميش وتسطيح الشعب المصري من خلال وسائل إعلامه ومؤسساته الدينية ومناهج التعليم
ولذلك فخطابنا لابد أن يخاطب الناس بلغة بسيطة قد لا تروق لكثير من المثقفين ومن هنا يحدث اللبس
لكن رفاقنا المخلصين يعرفوننا جيداً وقرأوا الكثير من تحليلاتنا وعرفوها، ولذلك حين يقرأون بيناتنا لا يقتطعونها من السياق الزمني لها والظرف الموضوعي كذلك في ذلك الوقت ولا يفصلوها عن بقية الأدبيات الخاصة بنا
فتحياتنا رفيق فاخر


6 - توضيح رقم 4 للرفيق فاخر فاخر
الحزب الشيوعي الثوري - مصر ( 2017 / 1 / 17 - 11:31 )
قلت في تعليقك : بغياب أي مركز للثورة الاشتراكية لا يكون للحزب الشيوعي أية شرعية بل هو سيكون من معيقات الإنتقال إلى الشيوعية.
السؤال هنا : ما الذي يمنعنا في مصر أن نسعى جاهدين لكي نصبح المركز لهذه الثورة الإشتراكية العالمية !؟ وماذا نفعل إذا إنتظر الجميع قيام المركز حتى يقوموا بالثورة الإشتراكية !؟
نحن في الحزب الشيوعي الثوري نرى أن على الجميع أن يسعى جاهداً من أجل قيام المركز كما تقول فلعل المركز يقوم من خلال الساعين ، فالإنتظار سيؤخرنا كثيراً
وماذا يعني قولك أنه وفقط واجب الشيوعيين اليوم هو تعميم النظرية وتحديد التناقض !؟
أليس من واجبنا تجهيز الطليعة الثورية التي تنظم الجماهير أم نترك الأمر هكذا لكي تصبح جميع الإنتفاضات فوضوية بدون تنظيم كما حدث في مصر في 25 يناير !؟
كلامك لا يعني سوى الإنتظار وعدم تنظيم الجماهير، وهذا منافي للماركسية اللينينية التي تدعونا للإلتزام بها
تحياتنا الثورية


7 - كلام فاخر مثالي وعنصري واستهانة باشتراكية كوبا!
طلال الربيعي ( 2017 / 1 / 17 - 14:24 )
ان ما يطرحه الرفيق فاخر فاخر -انه بغياب أي مركز للثورة الاشتراكية لا يكون للحزب الشيوعي أية شرعية بل هو سيكون من معيقات الإنتقال إلى الشيوعية-, هو كلام متناقض مع نفسه ويؤجل قضية الثورة الى ابد الآبدين. وكلام كهذا هو كلام مثالي حاله حال مثلا انتظار ظهور الامام المهدي او السيد المسيح لاصلاح شؤون الناس. والاخطر ايضا فهو كلام عنصري ويتماشي مع النظرية الاستشراقية البائدة
Orientalism
والمركزية الاوربية
Eurocentrism
, لاعتقادها ضمنا ان المركز ينبغي ان يكون حاليا في اوربا او الولايات المتحدة مثلا. واني اتفق مع تساؤل الحزب الشيوعي الثوري - مصر: -ما الذي يمنعنا في مصر أن نسعى جاهدين لكي نصبح المركز لهذه الثورة الإشتراكية العالمية !؟-, علما اني اعتقد بكل قوة بوجود هذا المركز حاليا, على الاقل كملهم للثوار وقدرتهم على التحدي والوقوف بالضد من اعتى الامبرياليات العالمية, امبريالية الولايات المتحدة, الا وهي دولة كوبا الاشتراكية, مما يستدعي وقوف كل قوى الشيوعية والثورة الى جانبها واستلهام خلاق لتجربتها في التصدي للنظام الراسمالي والاطاحة به على المستوى المحلي والعالمي.


8 - مصر مركزا للثورة الاشتراكية
سعيد زارا ( 2017 / 1 / 18 - 14:26 )

الرفاق في الحزب الشيوعي الثوري تحياتي البولشفية

ان ما يمنعكم من ان تكون مصر مركزا للثورة الاشتراكية هو ما يمنعنا في المغرب ان يكون مركزا للثورة الاشتراكية و هو ما يمنع الشيوعيين في تونس كذلك و هو ما يمنع كوبا كذلك و ان ادعت انها اشتراكية.

مستوى الانتاج متخلف و قو ى الانتاج في هذه البلدان متخلف و وعي الطبقة العاملة فيها متخلف ايضا. فلا يجوز ان نستبدل في بحثنا عن منفذ الى الاشتراكية ارادة نخب معينة و كانها واقع موضوعي, تلك هي الارادوية التي لا تخدم العمل الشيوعي بل تعيقه.

لئن كان الامر كذلك فلنطالب الشيوعيين في النيبال و في فييتنام باقامة الاشتراكية هناك.

تحياتي


9 - كوبا مركزا للاشتراكية
سعيد زارا ( 2017 / 1 / 18 - 14:39 )
الرفيق طلال تحية طيبة

المسالة رفيقي ليست في عقدة المركز و كأن الامر هنا سلوك نفساني.

المسالة هي في تطور قوى الانتاج و الانتاج و وعي الطبقة العاملة .

اقتصاد كوبا يقوم على التحويلات و الزراعة و استخراج النيكل و هو بعيد ان يكون صناعيا متطورا.


10 - كوبا اكثر تطورا من امريكا صناعيا
طلال الربيعي ( 2017 / 1 / 26 - 04:09 )


الرفيق العزيز سعيد زارا
تحية طيبة
تيلغ حصة الصناعة من الناتج الاجمالي الكوبي 35% وهذا مستوى متطور وباارغم من الحصار الامريكي الغاشم عليها
Cuba - Industry
http://www.nationsencyclopedia.com/Americas/Cuba-INDUSTRY.html
اما الصناعة في الولايات المتحدة فتشكل فقط 19.1% من التاتج القومي. فايهما اكثر تطورا صناعيا؟
مع وافر مودتي

اخر الافلام

.. وزير الخارجية التركي: يجب على العالم أن يتحرك لمنح الفلسطيني


.. غارات إسرائيلية تستهدف بلدتي عيتا الشعب وكفر كلا جنوبي لبنان




.. بلومبيرغ: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائف


.. التفجير الذي استهدف قاعدة -كالسو- التابعة للحشد تسبب في تدمي




.. رجل يضرم النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترمب في نيويورك