الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في طقس الصلاة ومقدماتها عند الصابئة

محمد وجدي
كاتب، وشاعر، وباحث تاريخ

(Mohamed Wagdy)

2017 / 1 / 13
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


ديانة الصابئة :-

يزعم الصابئة أن ديانتهم هي أول الأديان السماوية خلقاً... ومن الناحية التاريخية يرجعون ديانتهم إلى آدم أبي البشر ...

وكان للصابئة في بلاد العرب تواجد كبير قبل الإسلام ، ولكن ديانتهم اضمحلت وأخذت في الأفول بعد الإسلام ولم يتبق منهم إلا القليلون في العراق والأحواز ، ويسمون في لهجة العراق " الصبة "
الذي يعني باللغة المندائية اصطبغ، غط أو غطس في الماء وهي من أهم شعائرهم الدينية وبذلك يكون معنى الصابئة أي المصطبغين بنور الحق والتوحيد والإيمان.
والتغطيس أو المعمودية والاصطباغ من الشعائر الهامة والأساسية عند الصابئة .. وهي من مفردات يوحنا المعمدان " يحيى بحسب النطق الإسلامي " ..

عقيدة الصابئة : -

الصابئة موحدون لا يشركون بالله ... ويؤمنون بأسمائه وصفاته ، وننقل مقتطفا ً من كتاباتهم لنعلم ما يكتبون :
(الحي العظيم، الحي الأزلي، المزكي، المهيمن، الرحيم، الغفور" ، وجاء في كتاب الصابئة المقدس جنزا ربا : ( باسم الحي العظيم : *هو الحي العظيم، البصير القدير العليم، العزيز الحكيم * هو الأزلي القديم، الغريب عن أكوان النور، الغني عن أكوان النور *هو القول والسمع والبصر، الشفاء والظفر، والقوة والثبات، مسرة القلب، وغفران الخطايا).

إن أول الأنبياء هو آدم عند الصابئة ، وآخرهم هو يوحنا المعمدان الذي – في اعتقادهم – أرسله الله لإعادة اليهود المرتدين عن الصابئة إلى دين الحق والرشاد .
إن جزءا ً من الكتاب المقدس عند الصابئة يحتوي على صحف إبراهيم بحسب زعمهم ، ولهذا تتميز ديانتهم بالتوحيد عن باقي الأديان غير الإبراهيمية التي وجدت في تلك المنطقة في هذا الوقت .

كتاب الصابئة المقدس : -
يسمى كتاب الصابئة المندائيين باسم " الكنزا " ( بمعنى الكنز ) ، وهو مقسم لعدة أقسام :

يمكن تبويب كتاب الكنزا المندائي المقدس إلى ثلاثة مجاميع هي:

المجموعة الأولى: -

أجزاء التعاليم الدينية: والتي جاءت بشكل أساس في : -
1- الكنزا ربا "الكنز الكبير" .
؛ 2- دراشا إد يهيا (دروس يحيى)؛

3- وديوان أباثر (ديوان الملاك أباثر)؛

4- آلما ريشايا ربا وآلما ريشايا زوطا وفيهما شرح عن العالم الكبير الأول والعالم الصغير الأول

5- وعدد من الدواوين الصغيرة.

المجموعة الثانية: -
الأجزاء التي تتناول المراسيم والطقوس الدينية من الكنزا المندائي المقدس وتشمل:

1. سيدرا إد نشماثا "كتاب الأنفس":-
يُعنى هذا الجزء بشكل رئيسي بطقوس التعميد، ومراسيم الزواج، وبعض النصوص تُعنى أيضاً بالمسقتا

2. القلستا :-
وهو كتاب حوا الأدعية والتراتيل والصلوات، الذي يشمل كل ما جاء بتراتيل ونصوص التعميد المندائي، وتراتيل، الزواج والمسقتا.
و"قداها ربا " ويعني الصلاة العظيمة أو طلب التوسل العظيم. ، ثم الف وتريسار شيّاله :-
ويتضمن الأخطاء التي يرتكبها رجل الدين، كذلك يتناول في جزء منه التقويم المندائي السنوي، وجزء منه يتحدث عن مراسيم الزواج، طقوس التعميد والمسقتا.

3. ديوان ملكوتا اليثا، وطراسة تاغا إد شيشلام ربا ويتناولان شرح مراسيم تكريس رجل الدين
.
4. ديوان مصبتا إد هيبل-زيوا، وشرح مصبوتا ربا ويتناولان شرح طقوس التعميد.

5. شرح إد قابين إد شيشلام ربا وهو شرح مراسيم الزواج.

6. شرح بروانايا وهو شرح عما يتم عمله في أيام البروانايا الخمسة "البنجة".

7. شرح طاباهاتا وهو شرح لمراسيم مسقتا الآباء الأولين.

المجموعة الثالثة: -

أجزاء المعرفة والعلم والتاريخ: وهما أسفار ملواشة أو كتاب تحديد أوقات الشر التي يواجهها الناس والمدن؛ وحران كويثا الذي يستعرض هجرة بعض الناصورائيين. يتضمن حران كويثا أيضاً بعض التواريخ للأحداث الفلكية السابقة وكذلك اللاحقة .

الصلاة ومقدماتها عند الصابئة : -

الاصطباغ ومفهمومه عند الصابئة : -

الصباغة (مصبتا) يعتبر من أهم أركان الديانة الصابئية واسمهم مرتبط بهذا الطقس وهو فرض عين واجب على الصابئي ويرمز للارتباط الروحي بين العالم المادي والروحي والتقرب من الله. والمصبتا : الصباغـَة، كما هو ثابت في شريعتهم الصابئية : طقس الدخول من العالم السفلي إلى العالم العلوي (عالم النور) ، وهم ينفون أنها تعني غسل الذنوب، حيث في عقيدتهم أن يوهانا موصبانا ( يوحنا المعمدان أو يحيى النبي عند المسلمين ) قـَـد صـُبـِغ َ أو اصطبغ وقد انقضى من عمره (ثلاثون يوماً)، وقد تتم هذه الصباغة للكثير من أطفال الصابئة ، وفي كتابهم ال " كنزا ربا " :
(اصبغوا نفوسكم بالصبغة الحية التي أنزلها عليكم ربكم من أكوان النور، والتي اصطبغ بها كل الكاملين المؤمنين.
• من وسم بوسم الحي، وذكر اسم ملك النور عليه، ثم ثبت وتمسّـك بصبغته وعمل صالحاً، فلن يؤخّره يوم الحساب مؤخـّـر. )

و يجب أن يتم الاغتسال والاصطباغ أو الرشاما في المياه الجارية والحية لأنه يرمز عندهم للحياة والنور الرباني. ( الذي هو ضد الظلمة فالصابئة يؤمنون بقوتين : قوة للنور وقوة للظلمة )
وللإنسان حرية تكرار الصباغة متى يشاء حيث يمارس في أيام الآحاد والمناسبات الدينية وعند الولادة والزواج أو عند تكريس رجل دين جديد.

• الماء مقدس وله دور هام جدا ً في حياة الصابئ .. فعند الولادة تتم معمودية الطفل ، وفي الأعياد وقبل الصلوات بما يسمونه " الرشاما " ، وهو يشبه إلى حد كبير الوضوء الإسلامي .

كما ارتبطت طقوسهم وبخاصة طقوس الصباغة المصبتا، بمياه الرافدين فاعتبروا نهريها ادگـلات وپـورانون (دجلة والفرات) انهارا مقدسة تطهر الارواح والاجساد فاصطبغوا في مياهها كي تنال نفوسهم النقاء والبهاء الذي يغمر آلما د نهورا (عالم النور) الذي اليه يعودون.
ورد مفهوم الاغتسال والصباغة في العديد من النصوص المسمـارية حيث كتب الشاعر السومري في مرثية مدينة اور: ((شعب الرؤوس السوداء ما عادوا يغتسلون من أجل اعيادك، اناشيدك تحولت إلى أنين، مدينة اور مثل طفل في شارع مهدم، يفتش لنفسه عن مكان امامك)).

اعدادات الصلاة : -

يتقدم الصابئ من النهر ويقول :" ابرخ يردنه ربه ادميه هي " وتعنى " أبارك اليردنه العظمى الماء الحى " .
و " بشميهون أدهى ربى اسوثه وزكوثه نهفيلخ ياأب أبو هن ملكا برياويس يردنه ربه ملكا برياويس، يردنه ربه إدميه هي " ( باسم الحياة العظمى لك الشفاء والطهر بابى واباهم ملكاً برياويز ، اليردنه العظمى للماء الحى " .
وهنا يجب أن يشد حزامه ( هيمانة ) ، قبل أن يقترب من الماء ، ثم يغسل يديه قائلاً:" بشميهون ادهى ري هللنين ايدن بكشطه واسفن ، بهيمنوتا مللنيت ابملاله اد زيوه طبن دنهوره( باسم الحياة العظمى أطهر يدى بالصلاح ، وشفتى بالإيمان ؛ لينطقا كلام النور ، وليجعل وضوئى حيناً بأفكار النور )".

ويغسل وجهه ثلاث مرات ، ويأخذ بيديه قائلاً :" ابرخ ن اشمخ ، مشبه اشمخ ، مارى منداد هى ، ابرخ مشبه هاخ برصوفه ربه ديقاره اد من تافشى افرش " ( أبارك اسمك ، وأمسح اسمك يا مولاي منداد هيى، حمداً لسماء الجلال الأعظم الذى قام من ذاته )، ثم يأخذ بيده الماء ، ويجمع أصابع يده اليمنى ، ويمررها على جبهته ، من بداية صدغه الأيمن حتى نهاية صدغه الأيسر ،
ويقول :" إن فلان بربلانيثا رشمنا بروشمه ادهى اشم ادهيى واشم اد مندا هيى مدخر إلى "( أنا فلان بن فلانه " يذكر ملواشه، أى الإسم الدينى" ارسم نفسى برسم الحياة اسم " الحياة " واسم منداد هيى منطوق على) . ثم يغمس سبابته ثلاث مرات في الماء ، ثم ينظف أذنيه قائلاً:" أدنى شمن قال دهيى" ( لتسمع أذناى صوت الحياة ) ، صم يستنشق الماء ثلاث من راحته ، مردداً في كل مرة :" نهيري اره ريهة ادهيى "
)لتشم مناخيرى رائحة الحياة . ثم يبدأ بغسل ركبتيه وساقيه قائلاً:" روشمه ايلاوي لهوه بنوره ولهوه بمشه ولهوه بمشيهه روشمي امش بيردته ربه ادميه هيى اد انش ابهيلى لا مصى اشم اد منداد هيى مدخر إلى "( ليست علامتى هى النار " إشارة إلى الديانة المجوسية " ، ولا هى الزيت " إشارة إلى الديانة اليهودية " وليست هى المسح" وتعنى المسيح ويقصد منها الديانة المسيحية " إن علامتى هى اليردنه. " في الأصل تعنى نهر الأردن ، حيث كان يوحنا المعمدان يعمد أتباعه .
ومع مرور الزمن أطلق الصابئة لفظ اليردنه على كل ما هو ماء جار ، وفي كتابهم ورد الآتي عن الماء " الماء الحى الذى لا يستطيع الأنسان أن يحصل عليه بقوته وحده ، إن اسم الحياة واسم منداد هيى منطوق على )
ثم يتمضمض الصابئى ثلاث مرات بيده اليمنى قائلاً :" بمى بوثه تشبيه تمله " (ليمتلئ فمى بدعوات التسبيح) ويلفظ الماء إلى الجهة اليسرى .
ثم يغسل ركبتيه ثلاث مرات قائلاً:" بركى اد مبريخا وساغدى الهيى ربى"( لتبارك ركبتاى الحياة العظمى ولتسجد له) .

ثم يغسل بعد ذلك ساقيه ثلاث مرات قائلاً:" لغرى اد مدريخا دركى كشطه وهيمنوثه "(لتتبع ساقاى سبل الحق والإيمان).

ويغمس أصابعه فى النهر ويداه ممدوتان معاً وراحتاه نحو الأرض قائلاً:" أنا بلان بربلا ثيثا( الملواشه) صبينا ابمصبته اد بهرام ربه بروربى مصبتى تناظرى وتسق لريش اشم ادهى واشم اد منداد هيى مدخر إلى"( أنا فلان بن فلانه عمدت نفسى بعماد بهرام الكبير بن القدرة ، وعمادى سيحرسنى ويرفعنى إلى الأعلى ، إلى البدء - أى أوج الكمال بيت الحياة - اسم الحياة واسم منداد هيى منطوقان على ).
وأخيراً يغمس قدمه اليمنى فى النهر مرتين ، واليسرى مرة واحدة قائلاً:" لغرى وايد يهون ادشفه واترسر لا تتشلط إلى اشم ادهيى واشم اد منداد هيى مدخرا لى "( لتبتعد عن قدماى ويدى سلطة السبعة -كواكب -والاثنى عشر-علامات البروج-اسم الحياة واسم منداد هيى منطوق على)
نلاحظ التشابه الواضح بين الوضوء والصلاة عند الصابئة وعند المسلمين فمن أخذ ذلك هو من أعاد الدعوة الإبراهيمية وألبسها لبوس جديد وثقافة جديدة؟‍

ومفسدات الضوء التي أخذ بها النبي في تعليم أصحابه أصول الدعوة!
ومما يفسد الوضوء : البول والغائط ، وخروج الريح ، ولمس الحائض، والنفساء، وأكل شئ قبل الصلاة ، ولايجوز الجمع بين صلاتين بوضوء واحد ، وإن لم يفسد الوضوء ، ونلاحظ أن الوضوء عند الصابئة قريب من الوضوء عند المسلمين.

. والصلاة فرض مكتوب على الصابئيين يؤدونها في اليوم ثلاث مرات ، وتقتصر صلاتهم على الوقوف والجلوس على الأرض من دون سجود ، وتستغرق تلاوة الأذكار فيها ساعة وربع الساعة تقريباً ، وتؤدى قبل طلوع الشمس ، وعند زوالها ، وقبيل غروبها ، وتفضل الصلاة جماعة أيام الآحاد ، وفى الأعياد . ويتوجه المصلى نحو الشمال( إلى الجدى) ، بلباسه الطاهر حافي القدمين ، رافعاً يديه ، مع انحناء قليل ، ويتلو سبع أذكار ، يمجد فيها الخالق ، ويدعوه بأسمائه الحسنى ، ويقول الصابئين : إن الصلاة كانت في عهد آدم سبع صلوات ، وهى : الصبح والظهر والعصر والمساء والعشاء ، وصلاتين فيما بينهما ، إلا أن يوحنا المعمدان خفف عنهم الصلوات وجعلها في ثلاث أوقات
. + صباحاً قبل طلوع الشمس ، ومقدارها ( 8 ) ركعات في كل ركعة(3)سجدات
. + عند زوال الشمس، ومقدارها (5 ) ركعات في كل ركعه (3) سجدات
. + عصراً قبل غروب الشمس ، ومقدارها (5 ) في كل ركعة (3) سجدات
. ويسبق الصلاة آذان بدون رفع الصوت ، وبدون الوقوف على شاهق
مراجع :
1- ويكيبديا .
2- مقال لمختار العربي على الحوار المتمدن حول أثر الصابئة على الديانة الإسلامية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن تفرض عقوبات جديدة على طهران بعد الهجوم الإيراني الأخي


.. مصادر : إسرائيل نفذت ضربة محدودة في إيران |#عاجل




.. مسؤول أمريكي للجزيرة : نحن على علم بأنباء عن توجيه إسرائيل ض


.. شركة المطارات والملاحة الجوية الإيرانية: تعليق الرحلات الجوي




.. التلفزيون الإيراني: الدفاع الجوي يستهدف عدة مسيرات مجهولة في