الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احمد الهاشمي..و ذكريات الزمن الغابر..

كفاح حسن

2017 / 1 / 13
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


للصور دور مهم في إثارة الذاكرة و تحفيزها.. و كانت لهذه الصورة التي تناقلتها عدد من مواقع الانترنت دورا في عودتي إلى ذاكرة قديمة و غافية..
هذه صورة صديق و رفيق آثار انتباهي منذ اللحظة الأولى التي التقيته بها.
كان ذلك في ربيع 1976، عندما كنت مع الفقيد مأرب في هيئة حزبية واحدة ضمن منظمة الحزب الشيوعي الطلابية في الجامعة المستنصرية. حيث حدثني صديقي مأرب عن صديق للحزب متحمس للحصول على عضوية الحزب. و عرض علي فكرة ان نلتقي به و نتعرف عليه. و كان مأرب و احمد من طلبة كلية العلوم في الجامعة. و جلسنا سوية في حدائق الجامعة وسط حشد الطلبة المسرعين و غنج الطالبات. و اثار انتباهي الأخلاق العالية التي يتمتع بها احمد و وسع معرفته. و هذا ليس ببعيد عن بيت الهاشمي في الكرادة. حيث انهم معروفين بدمث الأخلاق و سعة المعرفة. ومن خلال علاقتنا العائلية و التجارية مع أهل الكرادة، كان والدي يمدح كثيرا بأبناء هذه العائلة.
و مثلما كان الوالد يتحدث عن أبناء هذه العائلة ، وجدت احمد نموذجا واعدا لهذه العائلة..
و بعد اللقاء ، سألني الفقيد مأرب عن رأيي بأحمد.. فقلت له أن الحزب يتشرف بانتماء رجل كأحمد إليه. و ضحك وقتها مأرب و ردد على مسامعي عبارة كنا نرددها في التنظيمات الطلابية و هي ليس لأحد فضل على الحزب.. و لكن الحزب لديه فضل على كل واحد مننا. و كنت وقتها اردد هذه العبارة كالببغاء. و لكن داخلي كان يستنكر هذه العبارة المجحفة.
فخلال العمل السياسي الطويل وجدت انه هناك أناس وجودهم في الحزب و العمل السياسي يعطي للحزب دور و فاعلية.. و بذلك فإن الحزب بحاجة لهم. و هناك ناس لو لم يكونوا في الحزب لما انتبه لهم أحد أو اعارهم اي اهتمام. و ربما وجودهم في الحزب كان له دور سلبي على الحزب.
المهم في أول اجتماع حزبي، درست رسالة احمد للانضمام للحزب. ووافقنا بالإجماع على قبول ترشيحه للحزب. و اقترح مأرب أن يكون اسمه مؤتمر.. لأن الاجتماع الذي عقدناه كان الأول بعد انعقاد المؤتمر الثالث للحزب.
و هكذا بدأ احمد الهاشمي مسيرته الحزبية. و التي واصلها بنشاط و حيوية أدت إلى تسلمه المهام الحزبية و الجماهيرية واحدة تلو الأخرى.
و ارتبطنا بعلاقة صداقة و تعاون ضمن عملنا المشترك في الجامعة. لقد كان صديقا سهلا و صعبا في نفس الوقت.. سهلا في تفهمه للمهام التي يكلف بها و سهلا في تنفيذها. و لكنه كان صعبا ، جدا صعب، في إقناعه بأمور لايستسيغها أو يقتنع بها. كانت عليه صعبة سماع كلمة الحليف و التي كنا نطلقها وقتها على البعثيين.. كان صعبا عليه تقبل دفاع الحزب عن الجبهة و بناء الآمال عليها..
و جائت الهجمة الشرسة للطغمة الحاكمة على اليسار العراقي و حزبه الشيوعي. وكانت عائلة احمد من العوائل التي تمسكت بالحزب و تحملت المصاعب الجسام بسببها.
فما أن وصلت مقر الحزب في روست في أيار 1983 إلا و سمعت بخبر استشهاد اخوه في معركة بشت ئاشان.. و سألت عنه معارفه، سألت عن أحمد.. فاخبروني بأنه معتقل و اخباره مفقودة.
و بقيت اوعد النفس بلقاء مع احمد.. حتى جاء عام 2003.. و تعلن قوائم المعدومين من رفاق الحزب الشيوعي.. و لأجد اسم رفيقي و صديقي احمد الهاشمي ضمنها.. أ أقول حزنت... هذا لا يعبر عن مقدار الصدمة التي اصابتني بسماع خبر استشهاده...
لقد فقدت الكرادة.. فقدت بغداد.. فقد العراق واحد من خيرة أبنائه المخلصين..
رفيقي مؤتمر..رفيقي احمد انك باق خالد في الأعماق..انك رمز من رموزنا الباسقة.. سلاما لروحك الطاهرة التي ترفرف فوق سماء عراقنا الجريح..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا


.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي




.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا


.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024




.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال