الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زيارة ل(ام النعمان)

عكاب سالم الطاهر

2017 / 1 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


زيارة ل(ام النعمان ) – عكاب سالم الطاهر
كانت السيارة تطوي المسافات الطويلة، مغادرة مدينة بغداد نحو ريف الوسط العراقي العزيز. في الصباح الحزيراني، كنت اشعر اننا في موعد مع الشمس التي قدمت من الشرق. في ذلك الزمان والمكان، كانت الذاكرة تعود بي الى الليلة التي سبقت صباح السفر.
ماذا قال جرير؟
ليلتها عكفت على قراءة بعض المصادر التاريخية. وحفظت الذاكرة المعلومة التالية، كخلاصة لما حصلت عليه من هذه المصادر: (.. اما تسميتها) كذلك، فهي تعني الارض المستوية. ويرد ذكرها في المصادر الموثوقة بأنها بئر ماء. وتوجد بليدة اخرى تحمل ذات الاسم تقع بين الكوفة والشام. وكانت ام النعمان (الحاكم العربي الذي عاصر الاكاسرة)، قد سميت بها. فكان اسمها: ماء. فسمتها العرب: ماء السماء. ويقول بعض المؤرخين ان (السماوة) بئر ماء لكلب..).
وقال جرير:
صبحت عمان الخيل رهواً كأنها
قطا هاج من فوق السماوة ناهل
قلي بك بن سليمان
وتضيف المصادر: وعندما قسم السلطان العثماني سليمان القانوني (ايالة) بغداد الى ( 18) لواء، كانت السماوة احدهم. وقد عين الوالي لهذا حاكماً اسمه: (قلي بك بن سليمان بك بن مير سيدي علي).
اطفأت شمعة التذكر، واغلقت بوابة (المصادر التاريخية) فيما كانت السيارة تشق طريقها داخل مدينة السماوة.
وحين كنا نتجول داخلها، كانت مشاعر الاعتزاز بهذه المدينة: ماضياً وحاضراً تفرض نفسها. واعتز بشخصيات (سماوية) عديدة، وفي مختلف حقول العطاء والابداع، منها على سبيل المثال لا الحصر: الشاعر ناظم السماوي- الصحفي صاحب السماوي- الدكتور داخل حسن جريو- الشاعر عريان السيد خلف- الصحفي عبد الرضا النجم- الشاعر والكاتب يحيى المساوي. وترددت كثيراً على مدينة السماوة، وفي كل ذهاب وعودة، تزداد الحصيلة وتتنوع.
عرب عكاب يستقبلنا
سجل ذكرياتي مع مدينة السماوة، متعدد الصفحات لكني اقرأ ما دونته في هذه الصفحة:
في نهاية نيسان من عام 1959 قررت مدرستنا (متوسطة سوق الشيوخ) القيام بسفرة طلابية الى مدن: السماوة- الديوانية- الحلة. كنت حينها في الصف الثالث المتوسط. وقد اشتركت في هذه السفرة وكان المشرف على السفرة، مدرس اللغة الانكليزية بالمتوسطة (صاحب جواد) وهو من اهالي واسط. وعلى مشارف مدينة السماوة، كان في استقبالنا وفد من (اتحاد الطلبة العراق العام)، تصدره رئيس الاتحاد الطلابي في السماوة الطالب (عرب عكاب). صحبنا عرب الى مدينته حيث امضينا ليلتنا فيها. صباحاً زرنا معمل سمنت السماوة. وبعد ظهر اليوم التالي غادرنا الى مدينة الديوانية.
كان عرب طالباً يسارياً، لم اره بعد ذلك اليوم. ولكن وصلتني معلومات مؤخراً بان عرب عكاب التحق عام 1967 بالكفاح المسلح في اهوار جنوب العراق. وانه قتل هناك ولا ادري مدى صحة هذه المعلومات. واتمنى ان لا تكون صحيحة وتتعدد الصفحات في سجل علاقتي بمدينة السماوة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اضطرابات في حركة الطيران بفرنسا مع إلغاء نحو 60 بالمئة من ال


.. -قصة غريبة-.. مدمن يشتكي للشرطة في الكويت، ما السبب؟




.. الذكرى 109 للإبادة الأرمينية: أرمن لبنان.. بين الحفاظ على ال


.. ماذا حدث مع طالبة لبنانية شاركت في مظاهرات بجامعة كولومبيا ا




.. الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق بشأن المقابر الجماعية في مستشف