الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجيش العراقي في ذكرى تأسيسه: ما له وما عليه (3 - 3)

سعد العبيدي

2017 / 1 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


اقترب الجيش العراقي عمراً من القرن. شارك بحروب وقاد انقلابات أسهمت بالتأثير سلباً على قدراته العامة...عوامل يمكن وضعها في كفة ميزان السلب مقابل عومل الأدلجة السياسة، التي بدأت بخلايا حزبية للشيوعيين والبعثيين أنشئت داخل الجيش منذ الزمن الملكي، نشطت وتكاثرت بعد التحول الى النظام الجمهوري في تموز 1958، والى المستوى الذي قادت فيه الخلايا البعثية انقلاباً في 8 شباط 1963 و17 تموز 1968، واستمرت في تطويرها لصيغة الأدلجة الى المستوى الذي طرحت فيه ما يسمى بالجيش العقائدي، فلسفة تقترب من تلك التي كانت موجودة في جيوش الاتحاد السوفيتي وعموم الكتلة الاشتراكية.
ان صيغة الأدلجة التي أرادها البعث بعد انقلابه الأخير هي ادخال التنظيم الحزبي الى الجيش بشكل رسمي، فكان في الفوج على سبيل المثال منظمة حزبية تلتقي مع أفواج اللواء لتشكل منظمة على مستوى اللواء (فرقة في الغالب) ثم شعبة على مستوى الفرقة وهكذا صعودا الى الفرع على مستوى الفيلق مع بعض الاستثناءات. على هذا نمت سلطة تأثير (الحزب) في الجيش موازية ومنافسة لسلطة الضبط العسكري، وبما أن الحزب هو الذي يقود الدولة فانتقل فعل التأثير الضبطي الى الحزب، وأصبح على أساسه المسؤول الحزبي في الفوج أقوى من آمر الفوج ومسؤول الفرقة أقوى من قائد الفرقة، يتدخل في معظم أوامره باستثناء بعض الجوانب الفنية، والمشكلة هنا لم يحاول القادة العسكريون الأوائل الوقوف بالضد من هذا التوجه بسبب شدة العقاب أولا وتوجه الحزب لإحالة غالبية غير الحزبيين على التقاعد ثانياً، لذا سار الركب العسكري مع توجهات الحزب، بل والتسابق أحياناً لكسب ود الحزب والصعود في درجاته ضماناً للمحافظة على الموقع والحصول على المنصب، غير ابهين الى ان يكون مسؤولهم ومن يصدر لهم الأوامر هو برتبة عسكرية أقل من رتبتهم أو حتى لو كان ضابط صف في الأصل.
ان حزب البعث الذي حول هذا الجيش الى منظمة حزبية لم يحافظ على مهنيته، ولكي يدعم مواقفه ويقوي سلطته ضخ آلاف الشباب البعثيين في صفوفه واقتصر القبول في الكليات والدورات لتابعيه، ومنح رتباً لآلاف البعثيين، وقلد آلاف من ضباط صف رتب ضباط، فأخل بالتراتب والقيم والضبط والمعنويات، ومهد الى عدم انصياعه لأوامر قائده أي صدام في الدفاع عنه في الحرب التي افتعلها عام 2003.
وبمحصلة القول ان أدلجة الجيوش خطر على قدراتها، فشلت في كل الجيوش التي اتبعتها، لابد من ملاحظتها في سياقات التعامل مع الجيش العراقي لمرحلة ما بعد 2003.
والقول أيضاً أن عظمة هذا الجيش بصموده وتقديمه أداءً مناسباً في ساحة المعركة، وهو ومع كل عوامل التأثير السلبي من تلك الحروب والانقلابات والأدلجة ما زال يقاتل بكفاءه في ساحة الارهاب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل.. شبكة -أي بي سي- عن مسؤول أميركي: إسرائيل أصابت موقعا


.. وزراءُ خارجية دول مجموعة السبع المجتمعون في إيطاليا يتفقون




.. النيران تستعر بين إسرائيل وحزب الله.. فهل يصبح لبنان ساحة ال


.. عاجل.. إغلاق المجال الجوي الإيراني أمام الجميع باستثناء القو




.. بينهم نساء ومسنون.. العثور جثامين نحو 30 شهيد مدفونين في مشف