الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لمذا تدفع منطقة القبايل الجزائرية ثمن تضحياتها كل مرة ؟

مصطفى صامت

2017 / 1 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


ان الدارس لتاريخ الجزائر المعاصر قراءة عقلانية موضوعية بعيدا عن سموم الايديولوجيات المقيتة وخزعبلات سكرتيرة الله في الارض ، يصطدم بمحطات تاريخية فاصلة كان لها اثرها البالغ في وقتها وكذلك ارتداداتها في وقتنا هذا ، ومعظمها ان لم نقل كلها، كان بطلها سكان منطقة القبايل الذين كان لهم حضور قوي وفعال في كل حلاقات التاريخ الجزائري ويعد ذلك ماركة مسجلة لهم، لكن المفارقة العجيبة التي سجلها لنا التاريخ هي أن سكان هذه المنطقة المتميزة ذهبوا ضحية تميزهم وتضحياتهم المميزة .
بالعودة الى حقبة " الاستعمار العثماني الحلال" للجزائر نجد أن منطقة القبايل قد تميزت عن الكثير من المناطق في الجزائر حيث كان الاتراك ينعتون سكانها بالكفار والسبب الوحيد لتكفيرهم هو انهم رفضوا دفع الضرائب الاستغلالية للعثمانيين وكان هذا لغرض اثارة المناطق الاخرى ضدهم لعزل افكارهم عن بقية السكان لتفادي اي ثورة شعبية ضد المستعمر الذي تستر بعباءة الدين والخلافة ، وهذا ما جعل منهم اعداء، ودفع الصراع بين سكان هذه المنطقة والعثمانيين الى عزل منطقة القبايل عن الجزائر العثمانية فيما سمى بإمارة كوكو لأث القاضي وأث عباس .
بعد سقوط العاصمة في يد الفرنسيين سنة 1830 وفي أول محاولة للتوغل الجيش الفرنسي بقيادة قائد الحملة دي بورمون خارج العاصمة يوم 23 جويلية من نفس السنة، تفاجئ الفرنسيين بانهزامهم أمام أول مقاومة شعبية جزائرية لسكان منطقة القبايل تزعمها زعيم قبيلة فليسة (افلسن) القبائلية الحاج محمد بن زعموم في اقليم متيجة ، كما تواصلت المقاومات الشعبية في المنطقة حتى ان خليفة الامير عبد القادر لطيب أوسالم كاد أن يحرر العاصمة سنة 1838 ، ولم تستسلم منطقة القبايل حتى بعد ان حشد الجنرال بيجو جيش جرارا مدرع بأحدث الاسلحة والذي أعطى تعليمات لقادة جيشه يحذرهم فيها من خطورة سكان هذه المنطقة، وقد تحدث عن هذا الجنرال دوماس في كتابه ” القبايل الكبرى ” حين قال : في سنة 1844 سئل رؤساء منطقة القبايل لماذا دافعوا بضراوة عن قراهم ضد جيش كامل قاده الجنرال بيجو بنفسه فأجابوا : كنا مستعدين أن نستسلم بعدما شهدنا ذلك الجيش الجرار ،إلا أن نسائن اللواتي سَاءَهُنَ مَيْلُنَا إلى الصلح أقسمن اليمين على أن يخرجن عن طاعتنا إذا لم ندافع عن أنفسنا مهما يكن من أمر "
وقد ادركت فرنسا خطورة هذه المنطقة على تواجدها في الجزائر ،خاصة لموقعها الاستراتيجي القريب من مركز القرار في عاصمة الزيرين ، مما جعل منطقة القبايل تنال جزاء تضحياتها حينما قامت فرنسا بتخصيص اجراءات خاصة بمنطقة القبايل ومن اهمها نفي وترحيل العائلات الى خارج الوطن وتدمير معظم القرى لتجويع السكان ثم تجنيد جيش من رجال البيض لنشر المسحية في المنطقة ومحاربة الزوايا الصوفية التي قاد قادتها جيوش المقاومة في المنطقة مثل فاطمة نسومر والمقارني والشيخ الحداد ، وقد ظهر بعهدها ما سمي بأطفال الكسكس وهم أيتام جرائم فرنسا في حق السكان قام الاباء البيض بنشر المسحية في اوساطهم مقابل الكسكس (الطعام)، ورغم كل ذلك بقي الاسلام في منطقة القبايل حاضر بقوة الى يومنا هذا ، الا ان اعداء الانسانية من الايديولوجين وسكرتيرة الله استغلوا هذا لتشويه خصومهم في منطقة القبايل بوصف سكان المنطقة بالمسحيين وربط هذه المنطقة بالديانية المسيحية في الجزائر رغم أن النشاط الكنائسي في الجزائر لا يقتصر على منطقة القبايل فقط .
في سنة 1926 شكل مجموعة من الجزائريين في فرنسا اول حزب طالب بالاستقلال الكلي للجزائر عن فرنسا وهو نجم شمال افريقيا ، كانت له افكار تحريرية تقدمية حتى على الكثير من الحركات السياسية في العالم الغربي ولان الحزب كان يتشكل اغلبيته من سكان منطقة القبايل دفعتهم الظروف المعيشية الصعبة في منطقتهم الى الهجرة بحثا عن العمل ، شرع الاعلام الفرنسي بوصف نجم شمال افريقيا بنجم القبايل لإعطاء صورة جهوية له ومنع انتقال افكاره الى بقية الشعب وهو ما دافع من مؤسسي هذا الحزب الى ترشيح مصالي الحاج وهو جزائري معرب اللسان من تلمسان رئيس للحزب لغرض الرد على دعاية الاعلام الفرنسي واعطاء طابع وطني للحزب الذي تحول فيما بعد الى حزب الشعب ثم باسم حركة انتصار الحريات الديموقراطية ، يضم أطيافا عدة متناغمة ومختلفة في بعض الافكار لكن متفقة في المبدأ الاساسي وهو استقلال الجزائر عن فرنسا ، كان سكان منطقة القبايل يمثلون الاغلبية فيه ، حيث ذكر احد اعضائه وهو المجاهد أيت احمد في كتابه (مذكرات مكافح) أن عدد مناضلي حزب الشعب الجزائري في منطقة القبايل يفوق نظيره في باقي أقاليم الوطن ويضيف محمد حربي في كتابه (الجزائر 1945-1962، جبهة التحرير الوطني الأسطورة والواقع ) أن حال الحزب كان أفضل في منطقة القبايل من بقية الاقليم الاخرى ،كما كان لأبناء المنطقة كذلك تمثيل حتى في مناطق أخرى للحزب . لكن هذا لم يشفع لهم من الاقصاء والاغتيالات التي لحقتهم بعد الخلاف الذي وقع بين أعضاء الحزب بسبب تأثر رئيسه مصالي الحاج بأفكار منظر القومية العربية شكيب أرسلان الذي التقى به وأقنعه بأفكار القوميين العرب، كذلك تأثر شريحة هامة من المثقفين مع هذه الافكار الجديدة خصوصا بعد قدوم محمد عبدو الى الجزائر سنة 1905، ولان القومية العربية ذات أفكار شمولية واقصائية متأثرة بأفكار الدولة اليعقوبة الفرنسية التي كان لهم فيها اول مؤتمر تأسيسي في باريس سنة 1913 ، ومن أفكارها الهدامة أنها لا تعترف بالتنوع الثقافي واللغوي ، وبهذا التعصب العروبي القومجي المؤدلج نتج عنه ردة فعل طبيعية من المناضلين الناطقين بالامازيغية ، خاصة من سكان منطقة القبايل الحريصين على اهمية الهوية والثقافة الامازيغة لبعث روح التحرر ضد الغزاة كما كان سلفهم ضد الرومان والوندال من قبل ، وبرز ذلك أكثر سنة 1945 حين طالب بناي وعلي جمع المتحدثين بالامازيغية في اقليم واحد على شكل فيدرالية لحماية الثقافة واللغة الامازيغية من خطر القومية العربية التي ربطوها بالدين ربطا محكما مغلفا بالمقدس الديني ، كما عقد التيار المحسوب للنزعة الامازيغية اجتماعا في منطقة القبايل طالبوا فيه رئيس الحزب بفتح لهم مجالا داخل الحزب لمناقشة مسألة الهوية الجزائرية والسماح لهم بالإعداد للعمل المسلح وهو الامر الذي رفضه مصالي الحاج .
وما زاد الامر تعقيدا هو أن فيدرالية فرنسا لحزب الشعب قامت هي كذلك بمناقشة قضية (الجزائر العربية الاسلامية) في اجتماع رسمي ديمقراطي صوت فيه المشاركون على مصطلح (الجزائر جزائرية) بنسبة 28 صوتا من مجموع 32 ، ورغم أن هذا المصطلح منطقى وضروري لظروف تلك الفترة يُرضي جميع الاطراف إلا أن مصالي الحاج وأتباعه المتأثرين بالقومية العربية تعنتوا مرة اخرى ورفضوا فكرة الجزائر جزائرية وأسروا على فكرة الجزائر العربية الاسلامية ، ولم يكتفوا بذلك فقط بل قامت ادارة الحزب بحل فيدرالية فرنسا وإبعاد كل من ثبت انه من التيار الامازيغي في الحزب واغتيال بعضهم من بينهم لعيمش أعلي وتم اطلاق عليهم اسم البربريست لتشويه صورتهم على انهم متطرفون ومتعصبون للامازيغية وكأن القوميين العرب من أولياء الله ، وبقي مصطلح البربريست ساري المفعول الى غاية اليوم يطلقه العبثيين والإسلاميين على كل جزائري يخالفهم التفكير علماني أو فرونكوفوني متفتح التفكير على البعد الامازيغي حتى ولو كان لا يتكلم الامازيغية أمثال كاتب ياسين ، ورغم أن الذين أطلق عليهم اسم البربريست كانوا اكثر وطنية من القوميين العروبيين .

في 20 أوت 1956 عقد مؤتمر الصومام في الولاية الثالثة (منطقة القبايل ) شاركت فيه حتى نساء القرى المجاورة لقرية افري بإعداد الطعام للمجاهدين وغسل ثيابهم كما شارك حتى ضعفاء النفوس فيه كذلك، بكتم سر أمر المؤتمر وعدم افشاء أمره للسلطات الاستعمارية، وقد تخوف قادة الجيش من ذلك بسبب طول مدة اقامتهم في نفس المكان لأكثر من أسبوعين لانتظار وصول قادة الخارج ومسؤولي الولاية الأولى ، ورغم أن المؤتمر قد اعطى انتعاشا كبيرا للعمل المسلح بتنظيمه للثورة والشعب بتحديد الاقاليم والصلاحيات ورسم خطوط الجزائر المستقلة ونقل الثورة الى المدن (معركة الجزائر ) والى الخارج (فرنسا)، الا أن بعض الاقلام المؤدلجة اليوم لا تكف في الطعن في شرعية المؤتمر واتهام سكان المنطقة بمحاولة الاستحواذ على الثورة واحتكارها وكأن جماعة وجدة التي سرقت الثورة بعد الاستقلال هي من نظمت المؤتمر .

بعد استقلال الجزائر في 1962 استولى جيش الحدود على السلطة منتهكين الشرعية بتخطيط مصري-فرنسي، فتم ابعاد ثوار الداخل الذين لا غبار على ماضيهم الثوري ، ولأن معظم مجاهدي الداخل كانوا من منطقة القبايل فقد وضع هذا منطقة القبايل تحت قبضة من الحديد والنار خاصة بعد تمرد المنطقة بقيادة الزعيم الثوري أيت أحمد سنة 1963 بالسلاح ، ولم يكتفي النظام بفرض العربية والعروبة وتهميش الامازيغية تاريخا ولغة وثقافة فقط بل وصل الامر باتهام سكان منطقة القبايل بالعمالة والعنصرية من طرف الرئيس بومدين في خطاب رسمي له، كل هذا لان المنطقة طالبت بتطبيق مبادئ أول نوفمبر وتوصيات مؤتمر الصومام والغرض المنشود من تضحيات المجاهدين في سبيل الدولة المدينة الديمقراطية المستقلة عن فرنسا وجزائر لكل الجزائريين وليس للجزائريين الحاملين لأفكار المشرق العربي فقط .
في 20 أفريل 1980 انفجر الوضع في منطقة القبايل بعد كبت دام عقدين من الزمن وهذا بعد أن تم رفض السلطات المحلية الاستاذ والباحث في التاريخ واللسان الامازيغي ملود معمري من القاء محاضرة حول العشر الامازيغي للفيلسوف الشاعر سي محند أومحند في جامعة تزي وزو وكان ذلك المنع القطرة التي أفاضت الكأس ، انضمت كل أطياف المجمع المدني في المنطقة الي الاضراب بما فيهم العمال حتى وصل الامر الى عاصمة البلاد وقد حقق الاحتجاج والإضراب بعض المكاسب أهمها التخلص من عقدة الخوف مهدت الارضية لأحداث 5 أكتوبر 1988 ، وتأسيس منظمات وجمعيات حقوقية وثقافية للاعتناء بالامازيغية وأول رابطة لحقوق الانسان في الجزائر ، إلا ان المنطقة تم محاربتها من طرف وسائل الاعلام التابع للنظام وتم خلق أبشع الاكاذيب وصلت بعضها الى اتهام شباب المنطقة بتمزيق وحرق وتدنيس القرءان الكريم من أجل عزل أفكار تلك المنطقة المتمردة والتحررية عن بقية المناطق الى يومنا هذا لازال بعض الجزائريين يضنون أن اخوتهم الجزائريين من منطقة القبايل من جنس أخر بفعل الدعاية المغرضة للاعلام الرسمي المؤدلج .

النظام الجزائري الذي قام بصد كل الأبواب امام الحراك المحلي للحركة الامازيغية عن طريق قمع وتحريم كل أشكال التعبير عن الثقافة والهوية الامازيغية عمد بالمقابل الى فتح بوابة الشرق لاستيراد الافكار المشرقية العربية منها والوهابية والسلفية الحشوية بخطابها الديني الجهادي المتأثر بالثورة الايرانية والأفغانية مع تسليم المدرسة الجزائرية لهم من طرف الرئيس السابق بومدين فكانت النتيجة تدعيش الشعب الجزائري بالإسلام السياسي الذي لم يسلم منه الا سكان منطقة القبايل الذين فظلوا حمل أفكار أحد كبار رموز الثورة الجزائرية حسين أيت أحمد المتزعم لحزب جبهة القوى الاشتراكية، ورغم محاولة سكان المنطقة تحسيس الجزائريين بخطورة استغلال المقدس لبلوغ المدنس ،وذلك عن طريق المسيرة المليونية التي نظمتها المنطقة في العاصمة الجزائرية من أجل انقاذ الديمقراطية، الا أن مفعول الخطاب الديني المسيس الموروث عن المدرسة المنكوبة والممزوج بالحالة الاقتصادية المنهارة وما نتج عنها من فقر ،كان أقوى من الفكر العلماني والديمقراطي الذي لا يزدهر الا في بيئة ثقافية محترمة ورفاهية اقتصادية نوعية لإدراكه واستوعابه .
أغلب الظن أنه لم يكن للسلطة التي ورثت مخلفات اديولوجيات الحزب الواحد في 1992 لاسترجاع الدولة الجزائرية الفتية من يد الفكر الظلامي الا بالقوة السلاح ، وبالانقلاب العسكري الذي سجل لنا التاريخ انه لا يكون سلبيا في كل مرة ، عارض الكثير ذلك الانقلاب بما فيهم الرمز حسين أيت احمد رغم اختلافيه مع الاسلاميين والنظام في نفس الوقت وأيت أحمد كان اول من عارض من يطلق عليهم بضباط فرنسا بعد الاستقلال وقد أرجع الكثير قراره ذلك الى تمسكه بمبادئه الديمقراطية ، لكن الوقت كشف للجزائريين أن القرار كان صائبا ولا بد منه ، لإنقاذ الدولة الجزائرية التي هي حصيلة نضال اجيال ولا علاقة لها بالنظام ولا السلطة ، فليس من الديمقراطي استغلال الرموز الوطنية ولا المقدس الديني الذي هو ملك الجميع في الخطاب السياسي ، و الخطاب الاسلام السياسي الاقصائي كفر الديمقراطية ، وأعلن أن الجمهورية الجزائرية الاسلامية ستقوم على شريعتهم فقط مما يعني ، تطبيق حد الردة على كل من يخالفهم ، عملا بأبجديات الفكر السياسي للأحزاب والجماعات الاسلامية وما داعش والقاعدة وبوكو حرام الا جانب تطبيقي لنظريات وأفكار ابن تيمية وحسن البنا ،سيد قطب و أبو الأعلى المودودي التي تنهال منها كل الجماعات الاسلامية في العالم .
فقد شهدنا شعراتهم المترجمة لأفكارهم الاقصائية " لا قانون لا دستور قال الله قال الرسول " وطبعا لو انتهى الامر لهم لاختلفوا فيما بينهم كذلك حول اقوال الرسول (ص) و لانقسموا الى شيع وفرق متناحرة كحال كل الافكار الدينية الممزوجة بالسياسة وبالخصوص الاسلامية منها ، وكذلك شاهدنا كيف تم تقسيم الشعب الجزائري الى اخوان اسلاميين وطاغوت حتى ولو كان "الطاغوت "اكثر ايمانا وخشوعا منهم ، فقط لأنهم يكسبون قوت أبنائهم من عملهم في اسلاك الامن التابعة للسلطة .
لم تتخلص الجزائر من جهنم الارهاب الى بعد عشرية دموية بربع مليون قتيل وآلاف المفقودين وتأخر في جميع المجالات ، وبعد نضال الشعب الجزائري بحمله السلاح مرة أخرى من أجل الجزائر عن طريق منظمة قوات الدفاع الذاتي التي أسستها منطقة القبايل والتي تم تعميمها على باقي مناطق الوطن وكذلك قوات الجيش الشعبي الوطني سليل جبهة التحرير ، و رفض منطقة القبايل للفكر الظلامي انذاك ومحاربته هو سبب الحقد الذي نشاهده اليوم من بعض الاسلاميين على سكان هذه المنطقة حتى أن بعضهم يرفضون أي حراك لمنطقة حتى ولو كان ضد النظام الذي يعارضونه هم كذلك ولصالح الجزائر .
ورغم حالة الطوارئ وسط تلك العشرية الدموية انفرد سكان منطقة القبايل بما سمي بإضراب المحفظة سنة 1994 الذي رضخ النظام لمطالبه وتم ادخال تدريس اللغة الامازيغية في المدارس وكان ثمن هذا سنة دراسية بيضاء ضحى بها سكان منطقة القبايل دون غيرهم من أجل كل أخوتهم الجزائريين ومن اجل مستقبل الامازيغية ، وبعد سبع سنوات عادت منطقة القبايل الى التظاهر والاحتجاج مجددا في مسيرة 14 جوان 2001 اعتبرت الاضخم منذ الاستقلال نتج عنها توطين الامازيغية في أرضها وبين أهلها وترسمها في فيما .

خلاصة القول أن تميز هذه المنطقة لا ينكره الا جاحد أو جاهل بالتاريخ ، وهذا ليس من باب أنها أفضل من المناطق الاخرى او أن سكانها شعب الله المختار ، بل نقول ان هناك عدة عوامل تاريخية وثقافية وجغرافية ساعدت الى إثراء وبلورة الوعي السياسي والثقافي لسكان المنطقة ، وكانت الجزائر ستستفيد أكثر لو تم استغلال هذه الطاقة المحركة للتاريخ في منطقة القبايل بالخضوع لمطالب سكان المنطقة المشروعة بدل التعنت وقمع حراكها الثقافي والديمقراطي في كل مرة لأسباب حزبية سياسية وسلطوية ، وكنا سنتجنب ظهور الحركات الانفصالية التي تهدد وحدة البلد والعباد ، والتي جاءت كردة فعل طبيعية للقمع السياسي ومحاربة الاعلام المؤدلج للمنطقة ، وانسياق بعض المناطق وراء دعاية النظام والإعلام المؤدلج مما شكل هوة عميقة بين الشعب الواحد وزاد من بسط سياسة فرق تسد .
وان لم يسرع النظام الى امتصاص هذه الطاقة الشعبية الاجابية وتسخيرها لبناء الدولة الجزائرية الديمقراطية المبنية على أساس المواطنة والفكر العلماني الذي يحمي خصوصية جميع الاطراف ويسويهم امام القانون ويجعل من التنوع الثقافي مصدر قوة وتميز فإن اللجوء الى سياسية الأقاليم الفيدرالية سيكون أكثر طرحا في المستقبل القريب وهذا كضرورة اضطرارية لحماية ما تبقى من الفكر و الثقافة الجزائرية المحلية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهاجمة وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير وانقاذه بأعجوبة


.. باريس سان جيرمان على بعد خطوة من إحرازه لقب الدوري الفرنسي ل




.. الدوري الإنكليزي: آمال ليفربول باللقب تصاب بنكسة بعد خسارته


.. شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال




.. مظاهرة أمام شركة أسلحة في السويد تصدر معدات لإسرائيل