الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الناصرية، من منظور سمير أمين. (الجزء الأول).

حاتم بشر

2017 / 1 / 17
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


اضاءات:
*الغرض الأساسي من هذا المقال -على نحو ما يستبين من عنوانه- يتمثل في استعراض أهم المقولات المكوّنة لرأي الدكتور ”سمير أمين“ في النظام الناصري. وهي مهمة تحتم على من يضطلع بعبء القيام بها التزام اقصى درجات الموضوعية. ولهذا فقد آلينا على أنفسنا استعراض نظرات أمين كما هي، بلا رفض أو تأييد لهذه النظرات،(ربما ينجز كاتب هذا المقال مثل ذلك التقدير لآراء سمير في مكان آخر)، أما المقال الحالي فهو موقوف كليا وحصرا على بسط فكرة أمين والتعريف بها. وقد دفعني الى السعي من أجل القيام بهذه المهمة (التي تتطلب قدرا كبيرا من الدقة وقدرا لا يذكر-والحق يقال-من الإبداع)؛ ضرورة تسليط الضوء على هذا الجانب الهام من رؤية سمير أمين التاريخية، بهدف اثراء النقاش حول التجربة الناصرية المؤثرة في تاريخ مصر بل والمنطقة العربية الحديث. والتي كانت ولا تزال موضع تقديرات متباينة.
** المقال ينشر على أجزاء مسلسلة. ومن أجل تكوين تصور دقيق وكامل حول رؤية سمير أمين يحبذ الإنتظار حتى استكمال نشر كل الأجزاء.
***كل المقاطع المحصورة بين علامتي تنصيص”..“ تعود إلى الدكتور سمير أمين.

(1)الناصرية والشيوعية ”أخوين عدوين“!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يصف سمير أمين التعارض التاريخي الذي دارت رحاه بين الناصرية والشيوعية بأنه كان تعارض بين ”أخوين عدوين“. بمعنى أنهما قد اتفقا على الهدف وتباينا حول اسلوب تحقيقه..
1- ”نعم، فمن جانب كان للطرفين صفة الأخوية لأنهما كانا يسعيان إلى تحقيق نفس الهدف؛ نهضة مصر المستقلة وانجاز اصلاحات اجتماعية تقدمية“.
2-”ولكنهما أصبحا في الوقت نفسه عدوين بمعنى أن كلا منهما قد قدم طرحا مختلفا لأسلوب تحقيق الهدف“. على النحو التالي:
أ-بينما ”قامت الناصرية على فكرة قدرة مشروع برجوازي وطني-تديره الدولة وتسانده البرجوازية الوطنية-على تحقيق الهدف“.
ب-نجد أن الشيوعيون، أو بالتحديد بعضهم على الأقل(كما سيتضح فيما يلي)، قد ذهبوا الى أن البرجوازية الوطنية لا يسعها أن ”تدفع مثل هذه الحركة، فهي طبقة ضعيفة تبحث دائما عن التوافق مع الاستعمار و"الاقطاعية"، ومن ثم فإن تحقيق الهدف يتمثل في اقامة جبهة شعبية واسعة تقودها طليعة يمثلها "حزب شيوعي"“.

(2) ناصر بين "حدتو" و"الراية".
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقول سمير أمين معلقا على احدى وثائق الحزب الشيوعي المصري(الراية)، المكتوبة بين ديسمبر 1955 وسبتمبر1956، تحمل عنوان "تحليلان..سياستان--الوضع الحالي في مصر" : ”يظهر التعارض بجلاء بين موقفي الراية وحدتو من أول صفحة“. ويستطرد: فقد ”كانت حدتو تعتبر أن ناصر يمثل سلطة البرجوازية الوطنية“. ”بينما كان الحزب(الراية) يعتبره ممثلا للبرجوازية الكومبرادورية“. وقد انبعث كلا التحليلين-بحسب أمين-من ”تقدير مختلف لمغزى الإصلاح الزراعي الذي قام به ناصر ومغزى السياسة الاقتصادية المتبعة في تلك الأيام“. لكن أمين يلفت في هذا الصدد إلى أن كلا التحليلين قد أغفل المواقف في المجالات الدولية التي اتخذها ناصر بعد مؤتمر باندونج، أي تقارب مصر مع الاتحاد السوفياتي والصين، وسنرى بعد قليل كيف يرى أمين الى هذه المواقف.
ما يهمنا هنا هو عرض التحليل الذي تقدم به (الراية)وقتئذ، وهو التحليل الذي لا يزال سمير أمين يراه تحليلا صحيحا. تنص الوثيقة المشار اليها آنفا في صفحتها الأولى على أن ”انقلاب 1952 للضباط الأحرار قد جاء لايقاف تجذر الحركة الشعبية المصرية، التي دخلت مرحلة النمو منذ1946، وخاصة انطلاقا من عام1950/ 1951، وقد رأى الحزب(أي الراية) أن الاستعمار قد رحب بالانقلاب لهذا السبب بالذات“. ويعقب سمير أمين في عام 2014: ”وقد بدا لي هذا التحليل صحيحا في وقته، ولا يزال“. ولقد ذهب أمين، كما يقول، في الفصل الأول من كتابه ثورة مصر، - ”الى ان انقلاب الضباط عام 1952..مثل فعلا محاولة لايقاف الحركة الثورية بعد قيام حكومة الوفد بإلغاء المعاهدة المصرية البريطانية، وصعود حرب العصابات في منطقة القناة عام 1950/ 1951، فلم يكن طابع هذا الإنقلاب يستحق أن يعتبر ثوريا“. وعلى هذا الأساس يعتبر سمير أمين تحليل حزب الراية المتقدم ذكره لطابع ”هذا الإنقلاب، المختلف تماما عن تقدير حدتو له، هو الصحيح“. فما هي الحجج التي ساقها تحليل الراية، التي ساهمت في تشكيل رأي أمين؟
يحصر سمير أمين تلك الحجج فيما يلي:
1-السياسية الاقتصادية الليبرالية للضباط الاحرار من 1952 الى 1955. بخاصة اعتمادها على دعوة رؤوس الاموال الاجنبية للقيام بالتنمية في مصر.
2-المغزى المحدود للاصلاح الزراعي.
3-الاتفاقية بين نظام الضباط وبريطانيا حول السودان 1953، فقد سهلت نصوص الاتفاقية-بحسب أمين-سقوط السلطة في يد الرجعية ممثلة في المهدي حليف بريطانيا.
4-الاتفاقية التي أدت الى "نصف انسحاب" للقوات المسلحة البريطانية في منطقة القناة.(تصفه وثيقة حزب الراية ب"الجلاء المزيف"، ويرى أمين هذا التوصيف"صحيح في زمانه").
5-اشتداد اجراءات قمع الحركة الشيوعية التي كانت أسوأ مما كانت عليه في ظل النظام الملكي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام


.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ




.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا


.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس




.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم