الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول نشاط الحزب في الخارج - ترجمة جلال محمد

كورش مدرسي

2006 / 1 / 11
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


ترجمة جلال محمد
الجزء الأول
اليسار التقليدي والتحزب السياسي_الأجتماعي في الخارج
هذا البحث هو ملخص لسيمنار منظمة الخارج للحزب الشيوعي العمالي – الحكمتي قدم في 5/11/2005
أيها الرفاق:
اسمحوا لي أن أبدأ أولا بالتطرق الى نشاطنا في الخارج. أذا أتفقنا في هذا المجال، سيكون من السهل علينا، بعد ذلك أن نتفق حول تحديد المعضلات التي تواجهنا على هذا الصعيد وصياغة أساليب ضرورية لمعالجتها.

الخارج ليس جبهة خلفية للداخل

يجب تأسيس حزب اجتماعي في الخارج
اليسار التقليدي يعتبر الخارج جبهة خلفية للداخل، الداخل هو الساحة التي يصارع فيها مجموعة من الأبطال والخارج بوصفه جبهتهم الخلفية يدافع عن "الداخل" لذلك فأن الخارج هو ملحق الداخل. هذا الطرح يفرز منظومة محددة من الأفكار والتقاليد والقيم. على سبيل المثال، ان ما يقوله فلان في الداخل هو الحكم النهائي حول الحقيقة، الداخل له الأولوية ليس على الصعيد الأخلاقي فحسب بل على الصعيد السياسي أيضا. يفرز هذا النمط، على الصعيد المنهجي تجريبية – امبريزم- متخلفة، يضفي معاني وفهم شخصي، فردي وعشائري جدا على علاقة التفكير بالحقيقة والممارسة. من الممكن أن يصل الانسان وفق هذا المنهج الى نتائج عجيبة وغريبة، ففي الكونغو، مثلا، يجب علينا أن لانسمع الحقيقة من الماركسيين أو حتى الأكاديميين الأوروبيين بل من بقايا شراذم " موبوتو سيسي سيكو". وفي ايامنا الراهنة يعرف " محمد كارازاي" و "بن لادن" ما يدور في أفغانستان ويدركان ما يجب عمله هناك أفضل منا، ذلك انهما يعيشان هناك ومنهمكان بالممارسة ، وكان علينا في الماضي، في أفغانستان، أما أن نقف الى جانب الماويين ومؤيدي نظرية العوالم الثلاثة الذين كانوا في تلك الأيام يتواجدون دون شك في المنطقة نربي لحانا ونؤدي فريضة الصلاة ونقاتل الى جانب القوى الأسلامية ضد " المحتلين" الروس أو أن ننظم الى صفوف التوديين الأفغان "الشيوعيين الموالين للأتحاد السوفيتي أنذاك–المترجم". اذا تمسكنا بهذا المنهج يجب علينا أن نفهم حقيقة ما يجري في المعامل ليس من ماركس أومن الخبراء الأقتصاديين، بل من العمال أنفسهم. هذه الرؤية ليست على الصعيد المنهجي، سوى مهزلة. ولكن مهلا؛ فالمسألة ليست عبارة عن صراع" المناهج" ولا خلاف " فلسفي" وأخلاقي بين أكاديميين. ان ما يقف خلف هذا الصراع هومعركة سياسية حقيقية. التعددية الثقافية هي احدى الموضوعات التي ترتكز على هذا المنهج وتؤدي بك الى نتيجة سياسية وأقتصادية مفادها ان من الأفضل للأفريقيين أن يأكلوا لحم الأنسان، وأن ترتدي نساء ايران الحجاب والبرقع، وأن أطفال الهنود الحمر يفضلون أن يتربوا في حضائر الحيوانات والمزابل أي في الأماكن التي يطلقون عليها "مناطق آمنة" لأن أحد رؤوساء القبائل أو أحد مشعوذي قبائل الأباتشي قد صرح بنفسه بذلك.
ان هذا الخلاف، هو على صعيد السياسة الأيرانية أيضا، خلاف سياسي عميق تقف القومية خلفه أكثر من كونه وقبل كونه خلافا على" منهج المعرفة". سنحاول العودة اليه اذا سمح لنا الوقت بذلك. المسألة ليست معرفية. بل أنها اختلاف الأراء حول تقييم الميادين والقوى السياسية.
ان محل تواجد الناس وبغض النظر عن موقعه الجغرافي بل لمجرد كونه مكانا لتجمع الناس هو مهم بالنسبة لحزب سياسي اجتماعي، أما اليسار المعزول الذي لايشكل له ايران محلا لتوحيد وتعبئة الناس وأستلام السلطة لايرى في الخارج كذلك سوى ميدان للتظاهر ولكسب التأييد فقط.
بالنسبة لنا ليس الخارج جبهة خلفية، بل انه جبهة بذاته. الخارج والداخل اطاران جغرافيان يعيش الناس فيهما ويعملون ولنضالهم قيمته الذاتية. حتى اذا حدثت الثورة في أيران ليس من المقرر أن يعود كل من في الخارج بشكل دائم. ان من يعيش هنا ليس ضيفا، معيشته هنا، أطفاله ينتمون الى هنا، هل تتذكرون بأن شعارنا الذي رفعناه بوجه العنصرية الأوربية والقومية الأيرانية والكردية والتركية......ألخ والتي كانت تعيد أنتاج أوطانها وسط" الغيتوات" الموجودة هنا، كان " وطن الأنسان هو المكان الذي يعمل فيه". لم يكن هذامجاملة ولا مجرد "شعار"، بل كان شكلا مبسطا من "الوطنية" و"الولاء" من وجهةالنظر البروليتارية والأشتراكية.
هناك اليوم في الخارج جالية (community) ايرانية مليونية وواسعة، ستبقى الأكثرية الساحقة منها هنا بعد التحولات الثورية في ايران. تثبت تجربة المناطق الأخرى من العالم،منها تجربة شيلي هذه الحقيقة. ولذلك فاننا نواجه وبشكل دائم"مجتمعا" ايرانيا مهاجرا في الخارج يشكل قوة مهمة في السياسة الأيرانية وسيبقى كذلك. تنطبق هذه المسألة على حزبنا أيضا، فليس من المقرر أن يرجع رفاق "الخارج" الى تنظيم "الداخل". ذلك ان الداخل سيخلق بالاعتماد على نفسه ناشطيه وقادته، تماما كما يفعل الخارج ذلك. أنا لا أقصد القادة والشخصيات الرئيسية في السياسة الأيرانية، أو المنظمين والكوادر الرئيسيين في الحزب بل تركيبة منظمة الخارج للحزب. اذا كانت الجاليات الأيرانية المهاجرة، ستبقى في الخارج حتى بعد الثورة الأشتراكية وستلعب دورا مهما في السياسة الأيرانية، فأن الأمر نفسه ينطبق على حزبنا وسيكون لمنظمتنا في الخارج نفس الدور والمكانة.
بالنسبة لنا ليس هناك اختلاف في القيم ولا توجد أختلافات أخلاقية وسياسية بين الداخل والخارج، بحجة ان شخصا معيناهو أكثر نضالية، يمتلك نصاب الحقيقة أكثر من غيره وشخصية ذات مستوى أرفع من فرد اخر، ولسنا نعتقد كذلك بأن الخارج هو مكان محتكر من قبل القوميين وبأن الشيوعيين يعجزون عن التحول الى قوة رئيسية في اوساط الجاليات الأيرانية المهاجرة. حينما نتحدث عن "الجاليات" الأيرانية المهاجرة لانقصد اللاجئين السياسيين من اليسار فقط، فاللاجئون لايشكلون سوى أقلية صغيرة، بل نقصد كل الجالية الأيرانية الموجودة في الخارج والتي تقع اليوم بشكل أساسي تحت تأثير الدعاية والسياسة والقيم الخاصة بأتجاهات المعارضة اليمينية والقومية.
حينما نلقي نظرة على اتجاهات اليسار التقليدي، نرى بأنهم ينسجون علاقة غريبة عجيبة بين الداخل والخارج، فالداخل من جهة مهم جدا، بحجة كون الثورة في ايران ظاهرة "داخلية ومحلية" وبأن من في الخارج "يعيشون في النعيم" بعيدون"عن النار" و "اماكنهم دافئة" "ليسوا موضوعيين" ثوريتهم أقل ممن هم في الداخل، ولذلك فأن قيمتهم أقل بالتأكيد. على صعيد آخر من المقرر أن يعود من "يعيشون في النعيم" في حال حدوث الثورة، من أجل تنظيم الثورة لأن قيادة تلك الأتجاهات موجودة في الخارج. هذا تحليل "خندق" سياسي؛ حيث ان كل ناشطي الداخل هم قوميون و "متخلفون".
من الممكن أن يتم الدفاع ، من هذا الخندق عن تخلف، ضيق أفق وقوموية ونشاط منظرو التخلف والقوميين الذين في "الداخل" بوجه النقد اليساري والراديكالي "للخارج". الا أن المجهول هو مصير مؤيدو قوميي الداخل الذين يعيشون في الخارج وكذلك المتواجدين في الداخل ويشاركون يساريي الخارج ارائهم .
يضاف الى ذلك أن دور الناس "المحليين" في الدول الأوروبية وأمريكا لا يتجاوز المتفرج او التأييد في أحسن الأحوال، ضمن تصوير اليسار الهامشي.ان القومية التي يسود عليها العيش على هامش المجتمعات الأوربية ويطغي عليها أسلوب الأناركو-اكسيونية، قد دفعت بجماهير هذه البلدان الى خارج عالم اليسار التقليدي المتواجد في الخارج، فكما يعجز اليسار التقليدي داخل بلده عن فهم لغة شعبه، يعيش في الخارج كذلك حياة معزولة ولا يفهم لغة الناس لذلك يدفع بهم الى خارج عالمه الذاتي.
أما بالنسبة لنا، سواء من وجهة نظر الأيرانيين المهاجرين اومن وجهة نظر سكان بلدان الخارج، يشكل الداخل والخارج ظاهرتان حزبيتان سياسيتان وحركة موحدة في موقعين جغرافيين، وان كلا الموقعين يشكلان ميدانا لعملنا نحن. من المؤكد ان تنظيم الثورة الأشتراكية في ايران هي مهمتنا الآنية ولكن تنظيم الثورة الأشتراكية في ايران ليست ظاهرة محلية محصورة "داخل الحدود". تماما كما ان اعادة الملكية "الشاهنشاهية-المترجم" الى السلطةأو تقوية المعارضة اليمينية ليست ظاهرة محصورة "داخل الحدود" اطلاقا. ان هذين الموقعين الجغرافيين متلاحمان، الخارج والداخل يرتبطان ببعضهما ويشكلان ظاهرة سياسية وحركية واحدة بوجهنا. ان الذي يتحول في الداخل الى قائد سياسي أو شخصية معروفة يتحول في الخارج كذلك الى قائد وشخصية و بالعكس، فان من يلعب هذا الدور في الخارج سيحتل نفس المكانة في الداخل أيضاً.
لا تحدد الجغرافيا مديات التأثير، بل ان محتوى ونطاق وعمق نشاط حركة معينة، قائد وحزب معين في الداخل والخارج هو الذي يحدد مدى نفوذنا. كلنا ندرك ان الأجواء السياسية "للخارج" تؤثر سريعا على أجواء الداخل "السياسية" والاجواء الداخلية تثير الخارج وتهيجه. ان علاقة الداخل والخارج هي علاقة سياسية- أقتصادية واسعة يجب على الحزب السياسي أن يقيم تأثيرها على الأوضاع الراهنة والقادمة في ايران بدقة كبيرة.
اضافة الى أهمية نشاط الخارج في وضعنا الراهن فأن الثورة الأشتراكية في المستقبل القريب، ستبقي على هذه الأهمية. أذا قمنا نحن غدا بالثورة في ايران، واذا استلمنا غدا السلطة السياسية، فان امكانياتنا وقابليتنا للأحتفاظ بالسلطة وامكانياتنا للدفاع عن الثورة الأشتراكية يعتمد على مدى قوتنا في الخارج ليس فقط في أوساط الأيرانيين المهاجرين، بل كذلك في أوساط الرأي العام التحرري في البلدان الاخرى. لنفرض مثلا ان هناك محاولة لضرب ايران الأشتراكية بالصواريخ، يجب أن يكون بمقدورنا في هذه الحال تنظيم الملايين من الناس في الخارج وزجهم الى الشوارع في ألمانيا، فرنسا، بريطانيا، اليابان، وأمريكا. ان هذا العمل بحاجة الى تقليد نضالي متجذر وبحاجة الى نشاط سابق للقادة والناشطين الذين من المفروض أنهم كسبوا النفوذ مسبقا أي انهم قد تحولوا الى اناس من " المحل ".
ان قابلية الطبقة للأحتفاظ بالسلطة، تتوقف رغم كل شيء آخر على كوننا ماذا نعمل في الخارج، و على قوة نفوذنا في مواجهة القوميين واليمينيين؟ وقدرتنا على تعبئة الناس ترتبط باحباط تأثير القوميين واليمين الايراني على الايرانيين الموجودين في الخارج و بمنعهم من افشال أحتجاجات سكان هذه البلدان ضد الهجوم على الدولة الأشتراكية. أي العمل الذي تم في روسيا البيضاء خلال الثورة الروسية أو ما يقوم به اليمين في فلوريدا ضد الدولة الكوبية في الوقت الراهن. سنواجه نحن هذه المشكلة أيضا.
التواجد "الأيراني" الراهن في الخارج ليس كما في السابق ظاهرة "طلابية" آنية وغير متجذرة. انها هجرة. فالمجتمع الايراني يمر لأول مرة في تاريخه المعاصر بتجربة هجرة مليونية. هاجر الناس الى هذه البلدان وأستقروا فيها، من جهة أستقر الايرانيون المهاجرون في هذه البلدان وأندمجوا الى هذه الدرجة او تلك بهذه المجتمعات ويعيشون ضمنها، ومن جهة أخرى يشكلون جاليات "community" تربط أفرادها علاقات واسعة، و يقيمون معا وشائج تتمحور حول ما يجري في ايران حيث يستفادون منها بهذه الدرجة او تلك. تمتلك هذه الجاليات أمكانيات واسعة ولها نفوذ كبير على المجتمع الأيراني في الداخل. فأيرانيو اليوم ليسوا أولئك الطلاب الذين جاءوا الى الخارج للدراسة والذين كانوا يشكلون أساس الحركة اليسارية أي الحركة "الأحتجاجية الطلابية"، أنها ظاهرة أجتماعية أوسع وذات أرتباط أقوى بالأجواء السياسية للبلدان التي يتواجدون فيها وذات علاقة سياسية، ثقافية، أجتماعية وأقتصادية أوسع مع سكان أيران.
قلنا ان أكثرية هذه "الجاليات" المهاجرة، ستبقى في هذه البلدان وتزداد عددا حتى اذا حدثت ثورة في أيران. قد يتوسع الاتصال والسفر الى ايران وقد يتقلص، ولكن هذه الجاليات المهاجرة ستبقى ولن تندثر وستحافظ على علاقاتها "بالداخل". بدوننا سيتحول هذا "المجتمع" الى جيش احتياطي لليمين من أجل الضغط والهجوم على الدولة الأشتراكية. اذا عملنا نحن بشكل صحيح سيتحول هذا "المجتمع" المهاجر الى قوة لنا، قوة الثورة الأشتراكية، قوة الأنسانية المتمدنة في الخارج. هذا هو التحدي الذي يواجهنا.
بناءاً على ذلك، وبغض النظر عن الجوانب الأممية لعملنا ونشاطنا الأممي في الخارج، نواجه بوصفنا حزباً سياسياً يعمل على القيام بالثورة الأشتراكية في بلد محدد، مسائل سياسية حقيقية وحركية ترتبط مباشرة بموضوعات الحزب والسلطة السياسية. اننا نواجه هذه المسائل في الوقت الراهن وسنواجهها كذلك في المستقبل القريب بعد سقوط الجمهورية الاسلامية، وكذلك بعد استلامنا للسلطة السياسية، بأبعاد أوسع. ان حركتنا في الخارج تحتاج اليوم؛ أن تفرض نفسها على الأجواء السياسية الفكرية والثقافية، أن تجمع الأمكانيات المالية والمادية وأن تكسب القوى، أن توسع وتقوي نفسها وأن ترسخ جذورها وأن تطالب بدعم كل شرفاء "الخارج" وتؤمنه هذا اضافة الى كسب وتقوية نفوذ واسع في أوساط الجاليات الأيرانية في الخارج.
ان حاجتنا الى هذه الأمور هي آنية، في هذه الأيام بالذات وان من لم يدرك ضرورتها وأهميتها، لم يفهم من الحزب والسلطة السياسية ألف بائها.
الخارج لا هو جبهة خلفية ولا هو ميدان التحرك من أجل كسب الشهرة ولا هو ميدان لجمع الأمكانات المالية فقط. ان الخارج هو جبهة متكاملة، الانتصار فيه يشكل ركناً أساسياً ومهماً من أركان أستلام السلطة السياسية وتنظيم الثورة الأشتراكية في ايران، خاصة للأحتفاظ بالسلطة بعد استلامها. اذا أستلمنا السلطة وكان الخارج تحت تأثير ونفوذ اليمين ستواجهنا مشاكل جدية وعديدة. ان الخطورة لا تكمن فقط في امكانية اليمين بالقضاء علينا. أن الخطورة الجدية تكمن في أن الثورة الأشتراكية التي من المفروض أن تبعث الأمل بالمستقبل، بالسعادة وبرفع الأنسان الى أرقى المستويات سيتم اغراقها بالدم والبؤس وسيفرضون المآسي والمجاعة على الناس. يجب أن لا نقلل من هذه الخطورة، يجب ان لا نسمح بتغيير الثورة الأشتراكية الى ثورة تجلب الفقر والبؤس للناس.
وأخيراً فأن العمل في الخارج هو ميدان له موقعه وقيمته الخاصة به. موقعنا في الخارج هو تماماً كقابليتنا وأمكانياتنا العسكرية في كردستان؛ مهمة وحساسة وبامكانها أن تتحول في مرحلة من المراحل المصيرية الى قوة فعلية في ايران. عندما ننظر الى المعارضة اليمينية نرى انها تفهم هذه العلاقة بحكم العادة، الا أن التقليد اليساري وغير السياسي، الفرقي والهامشي سواء الذي في ايران أو في أوربا لا يدرك هذه الحقيقة السياسية البسيطة.
مما يؤسف له أن أكثرية الأيرانيين في الخارج، في ايامنا الراهنة ، هم خارج نطاق نفوذنا ونفوذ مجمل اليسار الدعائي والسياسي، بل انهم تحت هيمنة التقاليد والثقافة والسياسة القومية واليمينية بشكل عام وأن نفوذهما الأجتماعي والتنظيمي أيضا يسودان عليهم. ليست أكثرية الأيرانيين تطالب بعودة الشاهنشاهية ولكنها من الممكن أن تتعبأ خلف شعار "أذا لم تكن أيران موجودة أنا أيضاً لست موجودا" و "الحدود الذهبية". لاتختار الناس ولاترفع خلال الثورة شعارات أيجابية، بل شعار "لا"، اي راية الرفض و النفي،أي رفض ونفي الواقع الموجود، وبعد ان يتم لها ذلك تقبل البديل الأيجابي لتلك الراية وتقتنع بها. فأذا حدد اليمين في أيامنا الراهنة الأجواء السياسية في ايران سيسلم غدا بديله للناس وتتحول الى راية لهم.
قد يبدو أن الحديث عن تصوير من هذا القبيل هو ضرب من الخيال وقد يقول لنا قائل من بيننا أجمعوا بدلات عضوية الأعضاء بعد ذلك تحدثوا عن الأفاق والأهداف، ولكن المسألة هي أنه اذا كنا بغير هذه الأفاق فاننا سنعجز عن جمع حتى بدلات العضوية. لماذا يجب على الناس أن تقطع أجزاء من مصروفاتها وتتبرع بها لنا؟ ان الواقع هو أن الصعوبات التي تواجهنا في جمع بدلات العضوية يعود الى غياب هذا الأفق الواضح. ذلك ان الأمتناع عن دفع بدلات العضوية هو كذلك جزء من موروث اتجاه اليسار الهامشي في ايران.
حزب الناس "الأعتياديين"- حزب "الأبطال"
لو قارننا الصورة المتكونة لدينا الان بالأعمال والممارسات التي تقوم بها المجموعات اليسارية أو حتى بالأعمال التي كنا نقوم بها نحن ايضا في صفوف الحزب الشيوعي العمالي، نجد بأن هناك أخطاءاً كثيرة جداً. ان الحزب الذي ينوي أن يلعب الدور الذي اشرنا اليه يجب أن يتمكن من مخاطبة الملايين من الناس وأن يحرضهم وينظمهم، يجب أن يتمكن من جذب الأنسان الحي "والأعتيادي" في عالمنا الراهن وضمه الى صفوفه.
أن حزبا من هذا الطراز يجب أن لا يسحق من ينظم اليه على الصعيد المادي، أن يطلب منه التظاهر ثلاث مرات أسبوعياً، أن يتوقع منه حرمان أطفاله، أن يبقيه عاطلاً عن العمل ويهبط بمستوى معيشة عائلته الى حد الكفاف، ان حزبا يشكل تضحية اكثرية اعضائه قاعدته العامة والروتينية يعجز عن ضم الناس الى صفوفه بأعداد واسعة.
يجب أن لايتناقض الأرتباط بالحزب والنشاط في صفوفه مع الحياة اليومية بالمعنى الأعتيادي والمألوف. أن الحزب الذي يخرج عن هذا الأطار يضم الى صفوفه أفراداً لايعيشون "حياة طبيعية". من المؤكد ان كل الأحزاب بحاجة الى التضحية وان من غير الممكن أن يتقدم وتسير أعماله دون تضحية كوادره بجوانب ومسائل معينة، خاصة الأحزاب التي تعمل على القيام بالثورة. لكن لايمكن ولايجوز أن تتحول التضحية الى القاعدة والأساس السائدين والى العادة الطاغية والتوقع السائد من أعضائه. يخاطب الناس الأعتياديين احزاب اليسار التقليدي قائلين "يعيش أنتم" "أنتم ثوريون شرفاء" ولكنني لا أستحق العضوية في حزبكم لكوني أعيل أطفالي، وعلي أن أدرس، أو لكوني عاطل عن العمل أو ربما لأنني أريد أن أتمتع بالحياة، "أنتم أبطال" "أنتم الطليعة" ولكن أنا أنسان "أعتيادي".
أذا أراد الأنسان "الأعتيادي" الارتباط بمنظمة أو التقرب منها، يجب أن يواجه منظمة ترفع من أمكانياته في حياته "الأعتيادية" وأن يصبح النضال الذي يمارسه من أجل تحسين حياته أكثر فاعلية وتأثيراً، أن المسألة الأكثر أهمية بالنسبة لنا هي أن نخلص الأنسان من الوحدة وأن نبعده عن التجمعات والمحافل القوموية والدينية وأن ننظم هؤلاء البشر ونوحدهم حول أنسانيتهم. من أجل تحقيق الثورة الأشتراكية نحن بحاجة الى حزب أجتماعي جماهيري واسع.
ان حزباً من هذا الطراز، لايتلائم مع تقاليد النشاط التنظيمي لمنظمات اليسار التقليدي بما فيه ماضينا نحن أيضاً في صفوف الحزب الشيوعي العمالي الأيراني. ان هذا هو نفس منطق عملنا في الداخل أيضاً. هذا هو منطق عمل الأحزاب الأجتماعية، تعجز الأتجاهات والأحزاب المحفلية ومنظمات اليسار التقليدي عن ممارسة هذا النمط بشكل عملي.
يتأسس الحزب الفرقي على أساس نمط من الالتزام (النخبوي) الذي لا يسمح للأنسان الأعتيادي بالارتباط به، قد يتجسد هذا الألتزام بشكل بطولات حرب العصابات أو "الشعبوية" وقد تكون الأكسيونية أو فعاليات مالية، قد تكون فكرية أو أيديولوجية الا أن هناك في كل الأحوال فلتر "مصفاة" ليس بوسع الأنسان الأعتيادي المرور من خلاله والأرتباط بالحزب بالتالي. يبرز هذا الفلتر بشكل طبيعي في الوثائق وبرامج المنظمات والأحزاب المذكورة وكذلك في التقاليد السياسية التنظيمية الخاصة بها وفي الأنطباع الذي تجسده عن نفسها وفي تقاليدها وممارساتها اليومية.
التطور و الارتقاء بسلم المسؤولية في حزب فرقي، هو شكل من أشكال الارتقاء في النضال ولذلك فان السكرتير العام هو المناضل الأكبر. الا أنه حينما ينظم الفرد الأعتيادي الى منظمة أجتماعية أو حزب سياسي يتعلم خلال ستة أشهر كيف يدير ويقود لجنة و ما هي وظائف مسؤول اللجنة ويتعلم بشكل واقعي كيفية تحمل مسؤوليات أكبر وأوسع. هذا النمط الأجتماعي لا يقتصر على الأحزاب الأجتماعية فقط، بل يمكن مشاهدته في صفوف الأتحادات وفي صفوف الحركة العمالية أيضاً. لايمكن تصور تطور أتجاه معين اوعقد الآمال على تطوره دون ممارسة هذا النمط من الأعمال وهذه العملية الأجتماعية وحساب تأثيراتها وردودها وكذلك دون تجسيدها وتحويلها الى جزء لاينفصم من كيانها.
بأمكان الأنسان الأعتيادي أنجاز أعمال كبيرة في صفوف حزب سياسي، الا أن انجاز عمل صغير في صفوف فرقة أو محفل يفرض عليك أن تكون "بطلاً" "مجتهداً" أو حتى "فلتة زمانك".
لايزال حزبنا بعيد جداً عن هذا التقليد الأجتماعي، فتقاليد الأكسيون من أجل الأكسيون، زج الأيديولوجيا بشكل يومي في صفوف الحزب الشيوعي العمالي الأيراني والذي لانزال نحن نسير على خطاه، هو بالنسبة لحزب سياسي واتجاه أجتماعي أفلاس تام ليس الا. سينفذ وقود هذه المركبة عاجلاً أم آجلاً. حاولت خلال السنة الماضية في الكونفرانسات المحلية للحزب الشيوعي العمالي الأيراني توضيح هذه النقطة بالذات وأشرت الى أن تقليدنا صار؛ ارهاق الأعضاء الذين كسبناهم توا الى أقصى حد واجبارهم على جمع امكانيات مالية الى درجة زجهم في مصاعب مالية وتفريغ جيوبهم ، بعدها يقررون الابتعاد عنا والذهاب للعمل على أعادة تنظيم حياتهم ومعيشتهم التي خربناها وعدم العودة الينا لنقوم نحن بعدها بكسب مجموعة أخرى ونزج بهم في نفس المعمعة.ان هذا النمط من العمل لايعجز عن تنمية حزبنا و توسيعه فحسب بل أنه يجعل من الصعب علينا أن نستمر في العمل أيضاًُ. قد يكون هذا النمط مناسبا اذا كان هدفنا يقتصر على الأحتفاظ بوجود وحضور استعراضي في الخارج، ولكن اذا كنا ننوي تأسيس منظمة اجتماعية واسعة، فان النمط المذكور من العمل هو دليل انحطاط هذه المنظمة. ان اختلاف الحكمتية عن الشيوعية العمالية في الخارج، ايام منصور حكمت، يتجسد في هذه النقطة بالذات. ان ما أشرنا اليه يمثل خطين ونمطين وأسلوبين من النشاط والعمل التنظيمي.
ان نموذج العمل الطلابي التنظيمي، والذي لايتحمل الطالب مسؤولية اعالة أي فرد، ويتلقى النقود من عائلته وبامكانه ممارسة العمل التنظيمي مع منظمته في كل وقت وحين، ان هذا النموذج ليس صالحاً لحزب سياسي وأجتماعي. من أجل تغير منظمتنا يجب تغير تصويرنا وتصورنا. يجب أن نبدأ السير من الشيوعية العمالية نحو الحكمتية. ان الحزب الذي يريد أن يلعب الدور الذي أشرنا أليه يجب عليه، بغض النظر عن شكل منظمته، أن ينجز مجموعة من المهام الأخرى وأن يمتلك مجموعة من الخصائص الأخرى.
الخصائص والأمكانيات الفعلية
الكلمة التي لاتصل الى أسماع الناس..... ميتة!
السياسة التي لاتترك تأثيراً على الناس.... مرفوضة!
اذا عجزنا عن ايصال أقوالنا الى أسماع جماهير الناس، الايرانيين أو الاخرين بأبعاد مليونية، يستحيل علينا حينها أن نجعل من هذه الملايين مادة لعملنا. ما هي فائدة وأهمية توزيع دورية كومونيست" الشيوعي-المترجم" ب1000-2000 نسخة؟ فهذا الرقم لايتجاوز حسب مقاييس التوزيع المعاصرة اطار تبادل الرسائل الشخصية بين الأصدقاء، ولايدخل ضمن اطار توزيع الأصدارات والنشريات العامة.
اذا كنا مصممين على عدم اسماع الناس أقوالنا، فما هي أهمية اصدار هذه الدوريات؟ ان الكلمة، العبارة التي لاتصل الى أسماع الناس هي كلمة غير محكية وميتة. ليس مهماً نشر أقوالنا في عدد من صفحات الويب والنشريات الخاصة باليساريين والسياسيين أو حتى الدوريات والويبات الخاصة بنا نحن. فأقوالنا وكلماتنا لم تزل غير محكية في العالم الواقعي وفي صراع القوى الواقعية.
ان تأمين امكانيات ووسائل وصول حزب سياسي الى اسماع وأبصار الناس هو ركن أساسي من بحث الحزب والسلطة السياسية. اذا كنا مقتنعين بأن بحث الحزب والسلطة السياسية هو ليس بحث الأنقلاب والمؤامرة، ندرك بأنه دون تأمين الوصول الى أسماع وأبصار الجماهير يستحيل على الأحزاب السياسية التقرب من السلطة السياسية. ان هذا الحكم ينطبق على كل من الداخل والخارج. التحدث لأنفسنا، الكتابة لأنفسنا، تصاعد حماسنا لأحاديثنا هو نمط من أعمال المتصوفة والدراويش الذين يصلون معاً الى "النشوة" في حلقات "الذكر" وتنقطع كل صلاتهم بالعالم الخارجي وعندما يصلون معاً الى "ذروة اللاوعي"، كما هو حال الشخص المخدر، لايتورعون حتى عن أكل الأفاعي والزجاج والأمواس ورغم ذلك لايصابون بشيء؟
أن سمة الفرقة الرئيسية ليست في أنها تصيب الناشط بالشلل، في الحقيقة ان العكس هو الصحيح، ذلك انها تخدر الأفراد حتى تصل بهم الى النشوة، عندها يتداخلون مع بعضهم ويقومون بترديد "يسقط عمر" و"يسقط زيد" ويبدأون في عالمهم الخيالي المزور، بوصفهم أبطالا مزورين، بمواجهة ابطال خياليين و مزورين وفي معركة خيالية مزورة و يمتلكهم فرح عامر بذلك. ان مشكلة"جزء" من هؤلاء هو أنهم يعجزون عن النمو والتوسع، ليس بأمكانهم أن يصبحوا أحزاباً للسلطة السياسية، عالمهم خيالي، مزور وغير واقعي، ليسوا أحزاباً سياسية، بل أنهم فرقة، عائلة و طائفة.
الكلمة غير المسموعة هي كلمة غيرمحكاة... يختلف الأستماع في عالمنا المعاصر عما كان عليه في القرن التاسع عشر أو بداية القرن العشرين. كان الشيوعيون في بداية القرن الماضي يوصلون صوتهم الى أسماع الناس بجريدة واحدة مثل الأيسكرا وبعدة مئات من النسخ و رغم أنها كانت تصدر مرة واحدة كل عدة أشهر، الا ان عالم اليوم، عالم الستلايت ومحطات الأذاعة والتلفزة العاملة ليل نهار دون توقف و عالم الأصدارات المصورة وبملايين النسخ والنوادي التي تضم في صفوقها مئات الالاف من الأعضاء، نقول انه في مثل هذا العالم فأن الأعتماد على أصدار نشرة واحدة وبعدة ألاف من النسخ ليس حتى همساً.
ان الكلمة التي لم يسمعها عشرات الالوف ولم تترك تأثيراً عليهم هي كلمة غير محكية. ليس المهم تدوين الكلمة أو تحويلها الى الأنترنت. ان أحدى مشكلاتنا الأساسية في الخارج وكذلك في الداخل هي أمكانياتنا، يجب أن نحل هذه المشكلة. عندما نقارن أنفسنا باليمين، نرى بأن الأمكانيات متوفرة لديهم ونحن محرومين منها. ليس المهم أن نتحدث وأن يكون كلامنا جيداً، فنحن غائبون في العالم الواقعي، في ميادين الصراع. نحن لسنا طرفا مشاركا في عملية الصراع على السلطة السياسية.
ينشغل كل "اليسار" بعدد من الناس لايتجاوز بعض الالاف، يتحدثون مع بعض، يستمدون القوة من بعضهم البعض، يفكرون معاً ويعقدون فيما بينهم "اتحادات عمل" ويطلعون على ويبسايتات بعضهم البعض، ومع ذلك يعتبرون أن نفوذهم قد توسع وتصاعد في الوقت الذي تركوا الجاليات الأيرانية الواسعة والأوربيين والأمريكيين تحت مظلة ونفوذ اليمين، ليستمدوا تصوراتهم عن العالم وأوضاعهم المعيشية من القوميين واليمينيين.
ليس لليسار حزب سياسي، انه عائلة واحدة مشغولة بنفسها، اذا لم نسجل حضوراً في ميدان مواجهة البربرية الاسلامية والقومية فأن القوة التي ستتطور وتنمو هي الفاشية.
ان المسألة لاتقتصر على كوننا محرومين من محطات الأذاعة والتلفزة، رغم أهمية هذه الوسائل. بل تتعلق بكيفية النظر الى وظائف التنظيم والنشاط والأصدارات التي لدينا في الداخل والخارج وبكيفية أدائها وأعمالها وبأمكانياتنا بالأتصال بالناس و بالتأثير على خطبائنا و كذلك على مستمعي ومشاهدي محطات الأذاعة والتلفزيون وبالناس الذين يجب أن يكونوا مادة عملنا. اذا كان لدينا راديو يستمع اليه عدد محدود منا فقط، أو اذا حاولت اذاعة من اذاعاتنا، من أجل زيادة عدد مستمعيها، تخفيف مواقفها الراديكالية ونفي الراديكالية واليسارية والشيوعية عنها، فهذا يعني بأننا لم ننجز شيئاً. اليسار الشيوعي غائب عن معركة السلطة. ان بامكاننا تحقيق هذه الأمكانية وهذا الأستعداد لأننا خرجنا سالمين من قلب انشقاق وضربة كبيرة فرضها اليسار الفرقي والمتخبط علينا.
الامكانيات والدعاية
علاقة الدعاية بالأمكانيات هي علاقة مباشرة أكثر من غيرها، يجب ان تتوفر لنا نشرات تصدر بأعداد كبيرة، يجب أن تتوفر لدينا محطات تلفزة واذاعات يستمع اليها أعداد كبيرة من الناس. يجب أن تكون اعلاناتنا وبياناتنا ملفتة للنظر ولن توجه "للحكماء" ومكونات اليسار، يجب أن ندخل معركة القلم من أجل التأثير على أفكار الناس وليس من أجل الادعاءات الداخلية لليسار الفرقي، يجب أن تتوفر لدينا في كل المناطق محطات التلفزة والراديو والنشريات، يجب أن نتمكن من أيصال كومونيست الى أيدي مئات الالاف من الناس وأن نطمئن الى أنهم قرأوها وتركت تأثيراً عليهم، يجب أن تتوفر لدينا بربامج تلفزيونية يومية موجهة الى أيران و.......
الأمكانيات والتنظيم
سأشير الى بعض النقاط التي تتعلق بمسألة التنظيم والأمكانيات. ان تداعي التنظيمات بالراديكالية هي نقطة قوتنا بوجه المؤسسة المالية والدعائية الهائلة لليمين، سأعود الى هذه النقطة لاحقاً، ولكنني سأشير هنا الى نموذجين تنظيميين من زاوية الامكانيات الفعلية.
بيت الحزب
على هذا الأساس لو سئلت ما هو بيت الحزب؟ سأجيب بأنه مكان في المحل يوفر لنا امكانية ارتباطنا بالناس. بيت الحزب ليس محلاً لتجمعاتنا واجتماعاتنا نحن فقط، بل هو محمل مجموعة من النشاطات وردود افعالها على الصعيد السياسي والاجتماعي الذي يشكل توفر امكانيات الارتباط بالناس محورها الأساسي. انه وسيلة للأتصال بالناس، سأعود لاحقاً الى جوانب التنظيم. ولكن من المقرر أن يكون بيت الحزب محلاً لأولى خطواتنا من أجل جذب الناس اليه. لدينا مجموعة من القرارات الأخرى ولكن لهذه الخطوة مكانة خاصة. يجب أن يكون بيت الحزب مكان الشيوعيين اللافت للأنظار. ان البيت الحزبي الذي على هذا الطراز يتمكن من جمع الأمكانات المالية، وأن يشكل مركزاً لدعاة منظماتنا الذين يعملون على تعبئة الناس، تحويلهم الى شيوعيين وتوحيدهم. يجب على من يبحث عن مكان ينمي فيه نضاله من أجل تحسين أوضاعه المعيشية وتطوير حياته ومكان يطورفيه خبرة معينة، أن يجد في بيت الحزب مكانه المنشود. يجب أن نعمل في المستقبل القريب على تأسيس بيت الحزب في زاوية كل شارع. كان تقليد اليسار الفرقي والهامشي، سواء داخل الحزب الشيوعي العمالي الايراني أو في أيامنا الراهنة، مانعاً أمام ادراك المعنى الواقعي لبيت الحزب وتحقيقه عملياً. فتحنا مع منصور حكمت في صفوف الحزب الشيوعي العمالي حتى بعض الدورات التعليمية في لندن، لكنه عندما انتقل الى الصعيد العملي لم ينفذ. كان التقليد أقوى من أن يغلب بهذه البساطة. تبين الأحداث الراهنة في صفوف الحزب الشيوعي العمالي الايراني مدى عمق وتجذر هذا التقليد. السؤال هو هل يمكننا الفكاك من هذا التقليد؟ هل يمكننا الانقطاع عن المرتكزات العامة للشيوعية العمالية واليسار الفرقي وتأسيس تقليد نضالي جديد في صفوف اليسار، تقليد حكمتي؟
لجنة الحقوق المدنية
لو سألتني على هذا الصعيد أيضاً ما هي وظائف لجنة الحقوق المدنية؟ سأقول بانها قبل كل شيء ستوفر لنا امكانية الاتصال بالناس في اوروبا بابعاد واسعة. لو كانت لديك هذه الأمكانية لأصبحت تتلقى المساعدات المالية منهم بشكل منظم.
ستوفر لنا منضدة لجنة الحقوق المدنية أو طاولة نشر معلومات الحزب رغم أختلافهما، امكانية الأتصال بالناس. هذه المرة أيضاً أدت قوة ورسوخ تقليد اليسار الهامشي في صفوف الحزب الشيوعي العمالي الى توقف مشروع لجنة الحقوق المدنية. أمنت لجنة الحقوق المدنية في لندن خلال مدة عام تقريباً وبالاعتماد على افراد محدودين الأتصال ب 7- 8 ألاف شخص. أشخاصاً كانوا يأتون الى منضدتنا يتبرعون بالأمكانات المالية ويطالبون باقامة علاقات مداومة معهم. ولكننا لم نتابع أحداً. اننا لانولي أهتماماً للشخص الذي انجز هذا العمل. ذلك ان من يقوم بهذا العمل ليس من المضحين وان ذلك "لايرضينا". ان كتابة مقال، رغم عدم قراءته حتى من قبل كل عائلة اليسار هو في صفوف هذا الحزب أهم وأكثر أعتباراً من تأمين أمكانيات بتلك الأبعاد. مما يؤسف له أن الأمور لاتزال باقية حتى اليوم على حالها تواجهنا بقوتها.
ان الذي كان ينظم طاولة لجنة الحقوق المدنية ويرتبط بألف شخص كان من المحتمل أن يفشل في كسب الأصوات في مواجهة أي واحد منا قام بالتقاط صورة في تظاهرة بائسة العدد، ان المسألة هو ليس الأقلال من أهمية التظاهرات ذلك أنه دون التظاهرات لاوجود لحزب سياسي. ان المسالة هي تقدير شكل وأسلوب من النشاط في صفوف تنظيماتنا وان ذلك يشكل جزءا من منظومة من القيم والمعاير التي تتمكن او تعجز عن تامين متطوعيين ومبادرين لاعمال معينة .
للبحث بقية
2005-12-31
تم ترجمة هذا البحث عن النص الفارسي المنشور في صفحة الحزب الشيوعي العمالي الايراني- الحكمتي و النص الكردي المنشور في صفحة الحزب الشيوعي العمالي العراقي_ المترجم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شولتز: المساعدات الأميركية لا تعفي الدول الأوروبية من الاستم


.. رغم التهديدات.. حراك طلابي متصاعد في جامعات أمريكية رفضا للح




.. لدفاعه عن إسرائيل.. ناشطة مؤيدة لفلسطين توبّخ عمدة نيويورك ع


.. فايز الدويري: كتيبة بيت حانون مازالت قادرة على القتال شمال ق




.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة