الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفاشلون

جواد البياتي

2017 / 1 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


الفاشلون
مصيبة هذا الوطن انه ابتلى بمخلوقات فاشلة حسبت نفسها على العمل السياسي تاركة التجارة والبسطيات ومهن السوق المحلية ، بل وتركت مهنة النصب التي كانت تمارسها بين الناس على الارصفة وانتقلت بممارستها الى صالونات السياسة الانيقة بكامل خدماتها وفخامتها وما ملكت ايمانها .
هذا الكلام لايقترب من السياسيين الحقيقيين – ان وجدوا – من يشهد لهم تاريخهم النضالي الحقيقي المعروف وليس من كان النظام السابق متفضلا عليهم ، فجعلهم يتنقلون بين البلدان والاحضان ، بإعتباره عذرا او حجة على حد تعبير حجي راضي ، فضاع الابتر بين البتران ، وتساوت الكرعة وام الشعر بعد 2003 فالجميع شمل بالمكارم الامريكية او هبات الحكام الخلفاء ، بين المسافر بكامل رغبته وارادته وبشكل طوعي وشرعي وبجواز سفر عراقي مختوم من نظام صدام ، وهؤلاء يدركون انهم ملغيين اصلا من حسابات السلطة آنذاك ، وبين الهارب من جحيم صدام والمطلوب له بأحد التهم الجاهزة التي تمس ملكه وملكوته .
بعد البطولات النادرة التي سطرها ابناء العراق من الجيش بكل مفرداته وعناوينه المشرفة والشرطة الاتحادية التي فاقت وتجاوزت حدودها الشرطوية وواجباتها المعروفة ، اضافة الى بطولات الحشد الشعبي النبيل وثورته العقائدية بعد فتوى المرجعية الشجاع مع باقي الهمم الوطنية ، بعد انتكاسة حزيران العراقية المؤلمة على ايدي الخونة " رسميا " واعادة الغالب الاعم من الاراضي التي دنسها الظلاميون ، يعود الينا بعض الفاشلون الذين كانوا جزءا رئيسيا من استباحة الموصل ، ليرتدوا لباس الميدان ويتجولون في اسواق المناطق المحررة تحيط بهم حماياتهم المستأجرة للخدمة ، بين الاهالى المبتهجين بعودة الحياة الى مدنهم ، خاصة اؤلئك المتهمين رسميا وشعبيا بتسليم الموصل للفاشيين الجدد ،
ان محاولة سرقة النصر بكل وقاحة من سواعد الابطال لا تعني سوى تفسير واحد هو ان الفاشلون يمارسون دور الافاعي في تبديل جلودهم كلما اقتضت الى ذلك مصلحتهم بحكم الفكر التجاري الذي اعتادوا عليه قبل الانتقال الصدفوي للسياسة وارباحها الفاحشة .
ومع ان المستنقع واحد ذلك الذي يعيش فيه هؤلاء الفاشلون الذين ساهموا ببيع مدنهم في كل المناطق التي اجتاحتها الافكار السوداء ، ولكنهم جميعهم اهون من فاشلو الموصل الذين ارتفعوا بمستوى الوقاحة الى القمة وكأنهم لم يقترفوا جرما او اثما بحق اهليهم وكأنهم يصرون على فضح انفسهم ولا يقتدون حتى بالحديث الشريف " اذا بليتم فإستتروا " .
نحن لا نغمز ولا نلمز ، فرائحتهم النتنة زكمت كل الانوف سواء كانت في الموصل ام في سواها ، ولا بأس ان يخرس المبعثرون منهم في الشتات بعد الانتصارات الباهرة للعراقيين ، دون ان يتفاخروا على طريقة المحافظ المطلوب للشعب وليس للحكومة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صواريخ إسرائيلية -تفتت إلى أشلاء- أفراد عائلة فلسطينية كاملة


.. دوي انفجارات في إيران: -ضبابية- في التفاصيل.. لماذا؟




.. دعوات للتهدئة بين طهران وتل أبيب وتحذيرات من اتساع رقعة الصر


.. سفارة أمريكا في إسرائيل تمنع موظفيها وأسرهم من السفر خارج تل




.. قوات الاحتلال تعتدي على فلسطيني عند حاجز قلنديا