الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المشهد الشعري السوري7 قصيدة النثر -يستودع الإياب- لعلي سفر

أديب حسن محمد

2006 / 1 / 12
الادب والفن


ترتكز تجربة الشاعر علي سفر على الذهنية والغرائبية
بشكل تبدو معه النصوص كلوحات تجريدية عصية على التفسير الأولي
فهي مكونة من مجموعة من الوحدات التي تسود فيما بينها علاقات دلالية غامضة،
وتنتفي من لغتها الوظائف المعهودة بحيث يسود المناخ الغرائبي السوريالي الذي لا يوحي بمعنى محدد،
ولا بفكرة قابلة للحصر،يبدو ذلك كله بإرادة وإصرار مسبقين من الشاعر
بدءً من لوحة الغلاف التي اختارها للفنان بسام الخوري بتداخلاتها ورموزها،
وانتهاءً بعناوين النصوص التي تبدو سابحة في ملكوت الإبهام :
وقت الحديد،طراغوذيا،مجاذبات الصدى،أرخبيل الكلام،وجيب البحر..الخ
ويبدو أن الشاعر يراهن على الاختلاف،ولذلك يحاول إيجاد تركيب مختلفة عن الكتابات النثرية الأخرى:
"تعيدين انسحاب البلاغة فلا ينهار الضوء
لامثلث يديك
لا كوابيسك المبكرة
لا القمقم المنذور في عرض المحيط
لا الدمية المدبلجة الملاذ على حواف الحكاية".....ص20
ونلاحظ هنا أن تراكيب مثل:مثلث يديك،دمية مدبلجة الملاذ...
تعد من التراكيب العصية على التلقي،حتى في القراءات الثانية والثالثة،
فيما نجد عبارات أخرى قوامها الانزياح الدلالي وقابلة للتأويل بصيغ متعددة
مثل:انسحاب البلاغة،انهيار الضوء....
ومن أجل ذلك تلهث الجمل في أماكن أخرى لهاثاُ محموماً
وتتواصل سلسلة العبارات الغامضة إلى أعالي التعب،مما يزيد من صعوبة تلقي النص:
"قوس ردع الغواية حب الموالد العجيبة
في غير المواقيت..
انجعال موت مغاير لدهره سهولةَ السرد
ثم خروج الرغبة كبساط مزين بالريح إلى حيث المدن المتاحة
وانفضاض الداكن سراً يلمه التراب في الرحيل
إثر موج أضاع أثر الوصول كانتقاص جملة مغايرة...!!"......ص21
ويسعى الشاعر من خلال كل هذا إلى خصوصية قاموسية تسمح للقارئ بتمييز نصوصه عما سواها من نصوص شعراء جيله،
كما تسعى النصوص هنا إلى استفزاز القارئ بكل ما تختزنه من غموض،
ولكن دون أن توصد الباب أمام أمل صغير باستعادة معنى ما:
"بين"جيرون" وانحناءة التفصيل
نزول طرح غامض..
صور طرقات ينحسر فيها العمر
ممارسة الصوت آلامه مخافة سماح القبور بالإياب
هنا: تتقلب قمامة الوقت
لوثةً أخرى
تشاؤها الأحجيات"............ص47
مجموعة"يستودع الإياب" تمثل قمة النهج السوريالي عند الشاعر علي سفر،
لكن هذا لا ينطبق بشكل تام على مجموعته الأخيرة"اصطياد الجملة الضالة"
والتي خفت فيها نبرة اللغة الغرائبية إلى درجة لافتة،
دون أن يضيع أثر الخصوصية التي جاهد الشاعر في مجموعاته الأربع لبنائها بالشكل الذي يرتئيه خياله الشعري.
ـــــــــــــــــــــــــ
الكتاب:يستودع الإياب
شعر علي سفر
دار الشموس دمشق 2001








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج الاردني أمجد الرشيد من مهرجان مالمو فيلم إن شاء الله


.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس




.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني


.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء




.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في