الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافتنا العنيفة تبدا بالمسميات

ميثم مرتضى الكناني

2017 / 1 / 25
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


عندما كنا صغارا كان احد الباعة في السوق يدعى الحاج زبالة وهو اسم اطلقته عليه امه وهو صغير لكي يحميه من الموت ولكن اسمه في بطاقة الميلاد اسم اخر و هو حميد وكنا اذا خاطبناه باﻻسم القبيح ﻻيجيب فنستدرك ونناديه حاج حميد لكي يلتفت لنا ويبيعنا مانريد...واقعنا الحالي يذكرني بقصتي مع الحاج زبالة..حميد اذ ﻻنقاش في كوننا نعيش انحطاطا فكريا ..ﻻيستثني بلدا عربيا ..ومن مؤشرات هذا اﻻنحطاط هو سيادة الغلضة والخشونة ليس فقط على طباعنا والفاظنا يل تعداه الى التشوهات البصرية اذ ماعاد منظر اﻻ---زبال وهي تملأ اكتاف شوارعنا يستفزنا اما فرحنا فرشقات من الرصاص وحفﻻ---ت اعراسنا ثريد مدعوك باللحم والشحم بطريقة مقززة..وتتتقل صورة هذا التردي الى مسمياتنا المكانية ..التي صارت تطيش في اسماعنا كالهراوات عنفا وكالمدافع دويا ..وساعطيكم امثلة على ذلك هناك شارع في الكوت يسمى شارع النفط ومنطقة تجارية وسط المدينة تدعى الشيشان ...في العمارة شارع يسمى شارع الماطور ..وفي النجف شارع يسمى شارع المولدات وفي بغداد حي يسمى حي التنك ....الخ قد تكون لهذه المناطق والشوارع اسماءا رسمية مثل اﻻسم الرسمي للحاج زبالة ..ولكن المهم هو مايتداوله الناس ﻻمايكتب في سجلات الحكومة ..قد تكون اسماء هذه الشوارع اسماءا رشيقة مثل شارع الصفاء او حي اللقاء او تقاطع الأمواج ..ولكن المغزى في التسمية هو تشربها في وعي المواطن لتكون مصداقا لواقعه واﻻ.سيبقى متعايشا مع كل التشوهات المحيطة به من خدمات ووسائل معيشة متردية وبالتالي تكون التسمية البائسة اصدق تعبير للواقع البائس









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال