الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من ثورة البعث الى ثورة روج افا!!

حسن نبو

2017 / 1 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


لم يكن متوقعا لدى الكثيرين ان النظام الذي كان في وضع شبه مريح في المناطق الكردية في سوريا سيلجأ الى الانسحاب منها بعد مضي اكثر من سنة على انطلاقة الثورة ضده ، وان حزب الاتحاد الديمقراطي (p y d) الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني - الذي كان مطاردا من قبل النظام حتى ماقبل اذار 2011 - سيعلن نفسه حكومة بديلة للحكومة المنسحبة .
لكن الذي لم يكن يتوقعه الكثيرون تحول الى حقيقة وواقع ، اذ انسحب النظام بكافة اجهزته الامنية ومؤسساته المدنية عن جميع المناطق الكردية في سوريا باستثناء مدينتي الحسكة والقامشلي اللتين احتفظ فيهما بمقرات امنية ، تاركا المجال لحزب الاتحاد الديمقراطي للسيطرة على مقرات جميع مؤسساته المدنية والامنية من خلال القوة والمؤسسات العديدة التي كان الحزب المذكور أنشأها امام سمع وبصر النظام قبل انسحابه .
اعتقد الكثيرون ان انسحاب النظام من المناطق الكردية وحلول حزب الاتحاد الديمقراطي محله قد تم بموجب اتفاق حصل بينهما بسبب عدم تعرض النظام لأي مواجهة من قبل قوات الحزب المذكور اثناء انسحابه ، بينما اعتبر حزب الاتحاد الديمقراطي ان انسحاب النظام من المناطق الكردية قد تم بسبب قيام انصاره بثورة ضد النظام في (Roj Ava) وهو الاسم الذي اطلقه الحزب على المناطق الكردية قبل ان يغيره الى (شمال سوريا) مؤخرا .
بعد إحكام حزب الاتحاد الديمقراطي سيطرته على جميع المناطق الكردية باستثناء الاماكن التي ابقى فيها النظام مقرات امنية ، لجأ من خلال القوة التي يمتلكها الى الضغط على ممارسي النشاط السلمي المعادي للنظام في المناطق الكردية وحصلت اعتداءات عديدة على المتظاهرين السلميين في اكثر من مكان قتل على اثرها بعض النشطاء في بعض المناطق . ثم توسعت الاعتداءات وشملت مكاتب الاحزاب الكردية المعارضة لسياسات حزب الاتحاد الديمقراطي والادارة التي شكلتها في المناطق الكردية ، واصبحت الاجواء مشحونة بالقلق والتوتر والاحتقان وانعدام الامان ... ولم يتمكن السيد مسعود البارزاني رئيس اقليم كردستان من وضع حد للتدهور السياسي الحاصل رغم بذله للكثير من الجهود في هذا المجال بسبب عدم تنفيذ حزب الاتحاد الديمقراطي لأي بند من بنود جميع الاتفاقيات التي وقعها مع الاحزاب المعارضة له .
كان حزب الاتحاد الديمقراطي يمرر ممارساته واعتداءاته على الحراك السلمي والاحزاب الاخرى بحجة ان ذلك يؤدي الى ابعاد المناطق الكردية عن الدمار والمجازر التي تحدث في المناطق السورية الاخرى كدرعا وحمص وريف دمشق وغيرها من المناطق التي تعرضت للدمار والمجازر والويلات . اي ان ابقاء المناطق الكردية آمنة يتطلب قمع كل من يمارس نشاطا عسكريا او سلميا ضد النظام في المناطق المذكورة .
السؤال الذي يفرض نفسه بعد قرابة خمسة اعوام على طرح حزب الاتحاد الديمقراطي نفسه بديلا للنظام في المناطق الكردية هو : هل تمكن الحزب المذكور من إبعاد المناطق الكردية من الصراع الدائر في المناطق الاخرى وحمايتها من الدمار والمجازر التي حدثت في تلك المناطق؟
اعتقد ان ماحدث في بعض المناطق الكردية من دمار وقتل ومجازر لم يكن اقل من الدمار والقتل والمجازر التي حدثت في بعض المناطق السورية الاخرى ، فمدينة كوباني مثلا دمر اكثر من نصفها بعد تعرضها للغزو من ارهابيي داعش ، وقتل فيها المئات من المدنيين من مختلف الاعمار وكلا الجنسين على يد مجرمي داعش في 25- 6- 2015 . عدا عن الذين استشهدوا فيها اثناء مواجهة ارهابيي داعش ، واللذين استشهدوا في مواجهة ارهابيي داعش والنصرة في الحسكة وراس العين وتل حميس ومنبج وتل ابيض والمناطق الاخرى .
واذا اضفنا الاعداد الغفيرة التي هاجرت الى دول اوروبا واقليم كردستان وتركيا سيصبح الواقع اكثر سوادا في المناطق الكردية في سوريا .
ورغم كل ماحدث من ويلات ، ورغم الاجواء السياسية التي تنذر بالتشاؤم ، يستمر حزب الاتحاد الديمقراطي في متابعة سياساته القمعية في مواجهة كل من لايسير في فلك سياساته بل يزيد من قمعه واستبداده دون الالتفات الى الظروف المتغيرة والاخطار المحدقة بالمناطق الكردية من كل حدب وصوب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توقيف مساعد نائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصال


.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تهز عددا متزايدا من الجامعات




.. مسلحون يستهدفون قواعد أميركية من داخل العراق وبغداد تصفهم با


.. الجيش الإسرائيلي يعلن حشد لواءين احتياطيين -للقيام بمهام دفا




.. مخاوف من تصعيد كبير في الجنوب اللبناني على وقع ارتفاع حدة ال