الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سياية الالهاء الحكومي بكرة القدم !

فتحي حسين

2017 / 2 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


سياسة الالهاء الحكومي بكرة القدم !
د.فتحي حسين

لا صوت ارتفع في الايام القليلة الماضية فوق صوت الانتصارات الكروية في بطولة كأس افريقيا التي حصلنا علي المركز الثاني فيها وتصفيات كأس العالم لكرة القدم التي نسعي لكي نكون أحد منافسيها وبالرغم ان الناس لن تنتظر ناقة ولا جمل من فوز منتخب مصر او ليس لها اي اغراض من فوز فريق بلادها ولكن هو الانتماء فقط وحب البلاد التي ينتمون اليها ..الا أن مشاهدة المباريات تحقق لهم متعة معنوية لا تقدر بمال .. واتمني ان تعمل الدولة علي ترسيخ هذا الشعور لدي شعبها تجاه البلد سنكون حينئذ اعظم بلاد الكون .. فقد أعطت الدولة والاعلام مساحات لكرة القدم تحديدا في التليفزيون ونشرات الاخبار والصحف الحكومية مساحات باعتبارها اللعبة الشعبية الاولي واكثر ما يمكن ان يشغل الناس عن امور مصيرية كثيرة لاسيما ان اخبار الرياضة وكرة القدم تحديدا يتم تضخيمها ووضع مؤثرات جاذبة لها بصورة متعمدة وليس بطريقة عشوائية حتي يتم إلهاء الناس عن واقعنا الاليم والملبد بالغيوم كعادة الحكومات الفاشلة التي لا نختارها بل تأتينا بغتة تماما مثل الموت . ربما تسعي حكومتنا الوطنية لاشغال المواطنين عن حقوق كثيرة غائبة عنهم فلا مشكلة لدي القائمين علي هذا الامر من تخصيص أماكن في الميادين في القاهرة والجيزة وباقي محافظات مصر بشاشات عملاقة توضع بها لكي يتم فيها اذاعة مبارايات الكرة وحشد وتعبئة الجماهير قبل موعد المبارايات وتخصيص استديوهات تحليلية قبل وبعد المباراة من أجل متابعة المباراة المصيرية الفارقة وتصويرها علي انها ستكون تاريخية بكل المقاييس !
حتي شعرنا اننا قد نجحنا بفضل الله عزوجل في حل جميع مشكلاتنا التي نعاني منها ابسطها الاسعار والفساد واهدار المال العام ولا حديث الا يمكن ان يطرح في هذه اللحظات سوي حديث كرة القدم المصيرية التي ينبغي ان نصل فيها الي انتصارات حتي يطمئن الفقراء علي انهم سوف يجدون الاسعار انخفضت والدولار اصبح بثلاثة جنيها واقل كما كان في حقبتي الستينات " وما أدراك ما الستينات " والسبعينات والثمانينات وحتي ايام مبارك الاخيرة كان الدولار بخمسة جنيه "فاكرين " !
علي اي حال فانني لم اجد فرحة في وجوه المصريين من قبل علي اختلاف اشكالهم ومستوياتهم واعمارهم كما رأيتها عندما حققنا الفوز الغالي والثمين علي منتخابات عملاقة كروية لا يستهان بها مثل غانا واوغندا والمغرب ومع كل فوز لمنتخب البلاد القومي لكرة القدم في مباراة من المبارايات المسابقة الرسمية في بطولة كأس افريقيا او في بطولات القارات ينفجر ما بداخلنا من ينابيع الفرحة النابعة من انتماء ورغبة مكبوتة في العمل والانتاج والارتقاء بهذا البلد الذي دعا فيه سيدنا يعقوب والد سيدنا يوسف عليهما السلام بدخوله أمنين كما جاء في القرأن الكريم في سورة يوسف " أدخلوا مصر انشاء الله اّمنين " ..
وبسبب انتماء هذا الجمهور للعبة الشعبية الاولي في البلاد هي كرة القدم سادة الفرحة لدي جميع فئات الشعب الذي يهتم بالكرة وغير المهتم حتي وصل الاهتمام ذروته لدي رئاسة الجمهورية والحكومة الذين أبدوا فرحتهم وفرحة الشعب بالنصر الكروي داعين لهم المزيد من الانتصارات الكروية بالرغم من الاخفاقات الاقتصادية والتراجع في مؤشرات التنمية المحلية والخارجية علي السواء وارتفاع قيمة جميع العملات الاجنبية امام الجنيه المصري الذي صارت قيمته ربع جنيه علي الاكثر ويضاف الي الاخفاقات الكثيرة التي لا تعد ولا تحصي عدم توفير السلع مثل السكر والزيت والادوية والكثير من السلع فضلا عن ارتفاع اسعارها بشكل مبالغ فيه وارتفاع اسعار الخدمات المقدمة من الدولة نفسها ربما جاءت مباراة مصر وبوركينافاسو في وقتها تماما وجاء الفوز من عند الله ليضع البسمة في الوجوه العابسة الراضية المطمئنة والمكفهرة في احيان كثيرة بسبب الغلاء الفاحش ليزيدوا هم المواطنين بزيادة أخيرة اعلنت عنها الحكومة من خلال وزارة التموين في السكر والزيت الحكومي والشعب رغم ذلك يفرح ويبتهج و ربما يتشقلب ويستلقي علي ظهره من فرط الضحك بعد مباراة كرة قدم أعطت له دفعه وفرحة وقتية لا تسمن ولا تغني من جوع ربما هذا المواطن قد دفع من راتبه المحدود جدا لاحدي المقاهي المنتشرة في البلاد 20 جنيها و30 جنيها ثمن المشروب حتي يتمكن من مشاهدة المباراة فيها وتقديم ساعة لحجز مكان علي المقهي لان المباراة غير مذاعة علي تليفزيون الدولة التي تستقطع من راتبه الضرائب والدمغات واحيانا تستقطع من لحمه الحي حتي تتمكن من تغطية عجزها وفشل سياستها وافكارها العقيمة التي انتهت من قرون عديدة مضت ..
كما ان هذا الجمهور ينتمي بطبيعة الحال الي بلاده ولكن هذا الانتماء يحتاج الي من يكتشفه او ينفض الغبار من فوقه حتي يبدو للعيان وتشعر به الحكومات والرئيس ومن قبلهم الشعب نفسه لهذا البلد ..
وازعم اننا لو طبفنا هذا الانتماء الكروي والتشجيع المثالي في كرة القدم علي كافة المجالات الحياتية من اقتصاد وسياسة وثقافة بكل حماس سنكون افضل شعوب الارض!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد كيف تحولت رحلة فلسطينيين لشمال غزة إلى كابوس


.. قتلوها وهي نائمة.. غضب في العراق بعد مقتل التيكتوكر -فيروز أ




.. دخول أول دفعة من المساعدات الإنسانية إلى خانيونس جنوبي قطاع


.. على وقع التصعيد مع إسرائيل .. طهران تراجع عقيدتها النووية |#




.. هل تتخلى حركة حماس عن سلاحها والتبعية لطهران وتلتحق بمعسكر ا