الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يرحل الجسد ...ولا يرحل الفكر

مازغ محمد مولود

2017 / 2 / 12
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


بعد معاناة مع المرض ، يرحل المناضل والمثقف المتلزم المغربي صاحب مجلة “وجهة نظر” الدكتور حسني عبد اللطيف .
((.عرف الاعتقال خلال مرحلته الجامعية، ضمن الاعتقالات التي شملت مئات الشباب من اليساريين والحقوقيين إبان السبعينات، وعانى في الاعتقال من التعذيب وسوء السجن، مما انعكس على وضعه الصحي.. انخراطه في نضالات الشعب المغربي ..عبر التظاهرات الحقوقية التي كان يقيمها ويشارك فيها ،داخل أو خارج المغرب. ايضا وقوفه بجانب القوى الديمقراطية والتقدمية في البلاد. وكان من أبرز الداعمين لحركة 20 فبراير، منذ انطلاقاتها حتى الوقت الراهن.. ومن أبرز مساهمات عبد اللطيف حسني علاوة على تكوينه لجيل من الطلبة في الجامعة بعدما اصبح أستاذا جامعيا، هو إنشاءه مجلة وجهة نظر، التي تحولت الى مجلة أكاديمية ، تنشر الأبحاث المتعلقة بالحياة السياسية والاجتماعية المغربية. خاصة تلك الجريئة في أطروحاتها. ورغم غياب أي دعم، حافظ حسني عبد اللطيف على صدورها منذ سنة 2000 الى سنة 2015، عندما أصيب بالمرض... يرحل بعدما ترك بصماته النضالية.. كما ترك تجربة في النشر الثقافي.. تعتبر من أبرز التجارب في تاريخ النشر المغربي حتى الآن))

يرحل الرجال، وعند الرحيل يفتح الملف الاستثنائي لهم، من خلالنا نحن ، بسطاء الناس، وعامة الشعب، يفتحون الأبواب لمشاعرهم، وأحزانهم عليهم، حيث الاحساس بالخسارة..احاسيس، حجمها يتجاوز حدود أحاسيسهم..هي الحياة ، مجيء ورحيل... وبينهما عمر ينقضي. ..هكدا هو الموت.. ياتي، بالغياب ورحيل الاجساد..ولايكشف حياة المرء شيء، كما يكشفها موته. كأن الحياة لولب متحرك، والموت دائرة مغلقة.. دائرة تثبت الحركة ، وتنغلق عليها ، تلم كل التفاصيل المتناثرة .ويلبس الحزن الوجوه..وينزل الم لايحسن صنعه غير الموت ..انه الم الفراق..والاسم ينزلق على اللسان ، كسمكة بين يدي صياد..هو الموت يرحل و ياتي كالليل، عندما يرحل.. يفر بقطعة الروح ..وعندما ياتي ،ينهب ماتبقى من القلب .هوالسفر ، نحو السماء المفتوحة،.تزينها غيمة طويلة ..لا تنتهي ... وانت ،عاشق السفر.. انت القائل ..(( الحياة عموما سفر متواصل ، وانا متيم بالسفر ، زادي فيه الخيال، والسحر ، والعطر والجمال)).

يرحل الجسد ولا يرحل الفكر ..لقد كان عبداللطيف حسني .مولعا ومتيما وعاشقا للحرية . مؤمنا بها بوصفها مناخا ، ومجالا مطلقا لكل فكر .فنظر الى الفكر اليساري بتفاصيل البحث عن الحرية . وكان من الرعيل الدي امن بالحق في التحرر وكسر القيود..من اولئك المثقفين القلائل، الدين امنوا بالتغيير والتغيير . كان يرى في وجوه ابناء شعبه لفظة التغيير..موشومة .فيترصدها . كان يرى على جفونهم الحلم بالتغيير..ويناضل ..نعم يناضل بالقلم من اجل التغيير والحرية ..كان يومن بمقولة استاده محمد البوزيدي استاد القانون الدستوري (( ان علم السياسة ، لا يمكنه ان ينمو ، الا في اجواء ومناخ الحرية السياسية ))..كانت الحرية معشوقته الاولى .وصلت حد القداسة ..مما جعله يندر حياته لخدمة الوطن..وطن حر .لم تكن الحرية رغبة داتية، بما هي مطلب ملح ،في حياة عبداللطيف حسني.لكن..هاهو القلم ، ينام على الكتاب..والحب الصغير يتالم حزنا.

يفقد المغاربة ..والعرب.. مفكر واستادا ..ومناضلا يساريا ..قلما جريئا، ومفكرا بالغ التفرد والتميز والابداع .من القلائل في عصرنا، وفي بلدنا. كرس حياته ،وجهده ،وفكره للانسان..وحق الانسان..وعدالة الانسان.وحرية الانسان..ان رحيله خسارة للحقل الثقافي، والحقوقي في المغرب. اننا لا نرثي رجلا عاديا .ولا قلما مأجورا.وشخصا عابرا..انه عبداللطيف حسني ..المثقف الملتزم بقضايا شعبه وامته ،عرف بمبادئه الملتزمة حتى اخريوم من حياته. حين يرحل الشرفاء ، ترحل أجسادهم فقط، لكن أعمالهم، وعطاءاتهم تظل خالدة داخل الداكرة الجماعية... الان كأنه الفراغ يحط على البياض. نحس بالغياب ومعنى الغياب ..وكما كنت تترصدنا ..تحكي لنا عنا..توضب المشهد المؤلم فينا .. الان سنترصدك يا حسني.. كن أكبر من حاضرك، أكبر من مستقبلك، كن أنت قبل أن تولد، كن جزءًا من حياتك السابقة التي عشقت هذه الأرض، ولم تعبر سوى هذا زمن.. الا نضالا ..من اجل الكرامة الادمية ! كن تاريخ بلادك في خطوط الطول والعرض...وانت تمرّ في وجوه أهلك ..جيلًا وراء جيل،.كن جيلك حين يتشكل إذا ما أخذك الحنين الى الغياب.. الغياب الدي لا يجيء منفى او حقيبة سفر ..، كن حفنة حنطة في يد، ومنجلًا في يد أخرى، كن شفاه النساء.امام المعتقلات والاقبية السرية ، ينتظرن صاحبا اوقريب. كن دمعة للفرح والحزن معا . كن سنابل الحصاد، كن نظرة لا تتزحزح من شابٍ إلى مستقبل جديد..كن فكرا .رأيا ..ووجهة نظر ...يرحل الجسد ...ولا يرحل الفكر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة مشعان البراق عضو المكتب السياسي للحركة التقدمية الكويتي


.. لماذا استدعت الشرطة الفرنسية رئيسة الكتلة النيابية لحزب -فرن




.. فى الاحتفال بيوم الأرض.. بابا الفاتيكان يحذر: الكوكب يتجه نح


.. Israeli Weapons - To Your Left: Palestine | السلاح الإسرائيل




.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا