الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البصون وفائق بطي وعزيز سباهي

عكاب سالم الطاهر

2017 / 2 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


البصون وفائق بطي وعزيز سباهي – عكاب سالم الطاهر
في النصف الثاني من خمسينات القرن الماضي، وكذلك مطلع ستينات ذلك القرن، كنت من قراء جريدة (البلاد). أسس الجريدة الرائد الصحفي (روفائيل بطرس عيسى بطي) مع (جبران ملكون). كان ذلك في سنة في سنة 1929 واستمرت على الصدور 27 سنة.
وعندما عين بطي، عام 1953 وزيراً للدولة لشؤون الدعاية والاعلام، اوقف جريدته (البلاد). وعندما ترك الوزارة، عاد مرة اخرى لاصدار الجريدة، الى ان توفى عام 1956 وهو يغادر بيته الى ادارة الجريدة.
فائق والبلاد
من كتاب الجريدة البارزين (فائق بطي) نجل مؤسسها. حيث عمل فيها محرراً ومدير تحرير ومشرفاً عليها. كانت الجريدة ذات توجه وطني عام، وقريبة من اليسار. وضمن هذا التوجه (الوطني اليساري) اوفدت الصحفي غازي العياش لمقابلة الرئيس جمال عبد الناصر، ونشرت الجريدة هذا الحوار في صفحتها الثالثة، تتوسطها صورة تجمع عبد الناصر والعياش. اثر ذلك قامت السلطات الملكية بتعطيل الجريدة لمدة ثلاثة اشهر.
غازي العياش يشكو
ولان هذه المقابلة وما جرى فيها، مهم وربما استثنائي، فقد تناقلتها الصحف ووكالات الانباء. ويبدو ان الصحفي الذي اجرى المقابلة غازي العياش، لم يرض عن الطريقة التي تمت فيها الاستفادة مما حوته المقابلة، كما لم يرض على الطريقة التي ذكر فيها اسمه. لذلك لخص انطباعاته عن كل ذلك. بمقال عنيف، حمل عنوان: سرقوا ولدي وانكروا حتى ابوته.
حسين هورماني
وبعد (14/ تموز/ 1958) صدرت جريدة (البلاد) مجدداً، وافصحت بشكل واضح عن هويتها الوطنية اليسارية. وعام 1960 وحتى شباط 1963 انحسر مد الصحف اليسارية، حيث توقف معظمها عن الصدور، وفي مقدمتها جريدة (اتحاد الشعب). لكن (البلاد) استمرت في الصدور. ووجدت بعض الاقلام اليسارية في صفحاتها مجالاً للكتابة. ومن كتابها العديدين، اتذكر كاتبين:
الاول: هو (حسين هورماني). صحفي كردي يساري. كان يكتب خواطر مختصرة، على ما اتذكر في الصفحة الثالثة من الجريدة. لم التق هذا الصحفي، ولا ادري اين هو الان. واتذكر: عام 1975 كنت على سفوح جبال هورمان بمحافظة السليمانية في مهمة صحفية. كنا مجموعة صحفية بصحبة محافظ السليمانية انذاك (محمد امين). على مقربة من الجبل، اقيم مخيم كشفي. حضرنا جانباً من فعاليات المخيم. وعندما عدت الى بغداد، كتبت تحقيقاً صحفياً نشر في الصفحة الاخيرة من جريدة الثورة تحت عنوان: (مع كشافة السليمانية، على سفوح جبال هورمان). حينها قدرت، واستناداً الى لقب هذا الصحفي انه من هذه المنطقة، ولذلك حمل لقب (هورماني).
منذ سنوات، سمعت اسمه في برامج اذاعة موجهة للعراق ومن بلد اوربي، لعله الجيك. ربما كان هو الشخصية التي قرأت لها في البلاد، بمطلع ستينات القرن الماضي، وارجح انه هو.
سليم البصون
والشخصية الثانية: كان سليم البصون. صحفي عراقي يهودي. لم التقه ولكن مطلع سبعينات القرن الماضي، كان البصون يعمل في جريدة (الجمهورية) وفي نقاش مع الصديق الصحفي اليساري عزيز سباهي (وكان الصديق عزيز يعمل في جريدة الثورة بمطلع السبعينات من القرن الماضي). وفي نقاشنا تطرقنا الى الصحفي البصون. وقد وصفه عزيز (بانه من العناصر الديمقراطية). وبعد سنوات من عقد السبعينات، استطاع البصون الهرب من العراق. وبعد مدة قليلة من هربه، سمعه العديدون كمعلق في (الاذاعة الاسرائيلية).
(البلاد).. والانقلاب السوري
في (28/ ايلول (سبتمبر)/ 1961 قامت تشكيلات من الجيش السوري بانقلاب عسكري تصدره ضباط من رتب متوسطة، منهم: عبد الكريم النحلاوي وموفق عصاصة وحيدر الكزبري (قائد شرطة الدرك). وقد اتخذ جمال عبد الناصر (رئيس الجمهورية العربية المتحدة التي تضم مصر وسورية)، قراراً بارسال قوات مظلية الى سوريا وكذلك قوات بحرية لقمع الانقلاب. الا انه بعد ساعات من قراره هذا، عاد ليقول، عبر الاذاعة، بانه اوعز لقواته التي نزلت في الساحل السوري ان تسلم نفسها. لانه- كما قال- لا يريد استخدام السلاح بين الاخوة في السلاح.
الملك حسين والزعيم قاسم
اكثر الذين فرحوا بالانقلاب السوري، كان الملك حسين ملك الاردن، والزعيم العراقي عبد الكريم قاسم، وان يعلن ذلك صراحة. وفي خطاب اذاعي شتم عبد الناصر الانظمة التي ايدت الانقلاب، وسماهم: (اصدقاء اسرائيل في طهران والحكومة المطرودة من الصين (حكومة فرموز المطرودة من البر الصيني، وحكومة شركة الفواكه الامريكية في غواتيمالا).
ولكن كيف تعاملت جريدة (البلاد) مع هذا الانقلاب؟ كان العنوان الرئيسي على صدر صفحتها الاولى يقول: (تفاصيل الانقلاب السوري، تسليح المقاومة الشعبية والاستعداد للقتال). ومنه يتضح ان الجريدة قد تعاطفت مع الانقلابيين. نموذج فقط من صحافة ذلك الزمان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن تعتزم فرض عقوبات على النظام المصرفي الصيني بدعوى دعمه


.. توقيف مسؤول في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس- لحساب الصين




.. حادثة «كالسو» الغامضة.. الانفجار في معسكر الحشد الشعبي نجم ع


.. الأوروبيون يستفزون بوتين.. فكيف سيرد وأين قد يدور النزال الق




.. الجيش الإسرائيلي ينشر تسجيلا يوثق عملية استهداف سيارة جنوب ل